البرلمان الداعم الأول لفساد المؤسسات

اسماء محمد جمعة
سياسات الحكومة خلال 27 سنة جعلت مؤسسات الدولة كلها دون فرز لا تقوم بواجبها ولا تساهم في تغيير الأوضاع المزرية، وأصبحت هي نفسها مصدر أزمات بسبب الفساد الذي تعاني منه، ولم يعد هناك أمل لينصلح حالها، لأن المؤسسة المنوط بها مراقبتها واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ عليها صالحة وفاعلة وقادرة على القيام بدورها، أصبحت هي الأفسد .
البرلمان حارس مصلحة الشعب وحاميها ورقيب الحكومة أصبح هو الداعم الأول لفساد المؤسسات بسبب تجاهل حقيقة مهمته التي جاء من أجلها، ظلت الصحف تنتقده وتكشف سلوك أعضائه الذي ينم عن استهتار واضح بالمسئولية التي كلفوا بها، ولكنه ظل يتجاهل الأمر ويمضي ضد المصلحة العامة في انتهاك واضح لقيم البرلمان التي تبدأ من أعضائه الذين اختارتهم الحكومة لمراقبتها، فأصبحوا يتعاملون مع الجلسات بمنتهى الفوضى وعدم الانضباط، بعضهم ينوم وبعض يتسلى بالتلفون وبعض لا يحضر الجلسات أساساً وبعض آخر يحضر من أجل أن (يوري وشو) وغيره الكثير الذي وثقت له الصحف ووسائل الإعلام.
البرلمان وصل درجة من عدم الموضوع حتى أصبح يبحث عن طرق لمراقبة مواقع التواصل للبحث عن تشريعات جديدة تمنع المواطنين حتى من أن يقولوا رأيهم مع بعضهم البعض في مشاكل البلد، فالبرلمان يرى المواطن عدو يمارس التحريض ضد دولة لم تعد موجودة.
لسنا وحدنا من نرى في البرلمان مجرد مؤسسة ضارة بمصالح الشعب، فهو كذلك في عيون أعضائه، فقبل يومين فقط عضو البرلمان المستقل محمد طاهر عسيل انتقده نقداً لاذعاً، وقد كان صادقاً، فقد قال إنه لن يستطيع تغيير الأوضاع المزرية التى يعيشها البلد، واعتبر أعضائه كمبارس فهو شخصياً يأتي ليتسلى به ويتفرج فيه، وقال: إن البرلمان يمثل مشكلة البلاد الحقيقية، لأنه لم يحدث أن قال لا.. لكي يقال عليه برلمان (كويس) وهدد بتقديم استقالته من برلمان لا يحترم قدره، وشهد شاهد من أهلها، ولكن ليست هي المرة الأولى، فقبل عسيل هناك كثير من أعضائه شكوا من سلوك البرلمان لدرجة أن إحدى العضوات شكت من (الصفقة الكتيرة) وطلبت من رئيس البرلمان إيقافها، وكثيرون قبل عسيل هددوا بالاستقالة لنفس الأسباب، إذا كانت هذه شهادة أعضائه فكيف سينظر إليه المواطن؟ مؤكد سيحتقره على أقل تقدير .
إن كان السادة في البرلمان يحترمون قدرهم وقدر الشعب وقدر هذه المؤسسة لما وصل إلى هذا المستوى، ويقولون: إن البرلمان به قامات سودانية- أي قامات، هذه التي تسمح لنفسها أن تكون جزءاً من مؤسسة فاسدة .
المهزلة هي أن يسكت السيد إبراهيم أحمد عمر على هذا الشكل للبرلمان ليفشل في إدارة مؤسسة مهمة بشهادة أهلها، مثلما فعل مع التعليم العالى الذي ما زال يئن من أخطاء سكت عليها حتى أصبحت أمراض مزمنة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن إلى متى سيظل البرلمان يقوم بهذا الدور؟. صحيح أنه جاء بمهزلة في ظل ظروف سياسية كلها مهازل، ولكن تبقى المهزلة الكبرى حين يقدم لنا أعضائه – أهل الدار- هذه الصورة القبيحة ويستمرون فيه كمتفرجين يتسلون به ويهددون بالاستقالة فقط ولا يتجرأ أحد على نيل هذا الشرف.
التيار
تشخيص دقيق … ربنا يقويك وينصرك
ود الفكى تكلفه ببيع التمر وهو مشتهى التمر . اولا شبعه وكرهو فى التمر يقول له بعمل ليك يابوسة اوالعكس .