اللهم فأشهد .. !!

ما يرد من من أخبار وإحصاءات رسمية متواترة عن تزايد أعداد المترددين على المستشفيات من المصابين بالسرطان والفشل الكلوي ، إن لم يكن مثار إهتمام بالغ ووقفة متأنية من حكومة المؤتمرالوطني ليس على مستوى وزارة الصحة والجهات المتخصصة فقط ، ولكن على مستوى القيادات العليا للدولة بما في ذلك مؤسسة رئاسة الجمهورية ، تكون مصيبتنا في هذه البلاد قد بلغت حداً لا يمكن أن تُحمد عُقبى مآلاتها المستقبلية ، فما يرِد من إحصاءات رسمية بخصوص الأعداد المتزايدة للمصابين بهذين المرضين ، يحتاج بالفعل إلى إلتفاتة (قومية) و(وطنية) كبرى إنطلاقاً كون الأمر ذا بُعد إستراتيجي يخص المستقبل التنموي العام للبلاد والأمة ، فضلاً عن كونه يقع في قائمة الأولويات الأخلاقية المتعلِّقة بحياة الإنسان وحقه في الحصول على بيئة صحيحة ومعينات تحمية ضد هذه الأمراض المُهلكة ، أما على المستوى الفردي فقد تم التسليم بحمد الله أن المرض والإبتلاء من عند الله ولا راد لقضائه ، لكن النظرة الرسمية للموضوع يجب أن تكون مختلفة وذات إرتباط بمفهوم أهمية المورد البشري وأهمية الإلتفات إلى مسائل بنائة وحمايته وإعداده ليلعب دوره المنشود كأداة أساسية في تحريك عجلة التنمية والنماء المنشود ، أما ترك الحبل على القارب وإعتماد سياسة (أضان الحامل طرشة) فلن يؤدي في نهاية الأمر إلا إلى هدم كل (الآمال) المستهدفة خروج هذا الوطن من مأزقه الحرِج رغم ضآلة وإستحالة هذه الآمال في أذهان وضمائر الكثيرين من أبناء هذا الوطن الذين عَزَّ عليهم رؤيته ينحدر يوماً بعد يوم إلى الحضيض ، وليعلم القائمون على أمر البلاد والعباد أن إتجاهات المنطق وما تشير إليه طبيعة الأشياء تؤكد أن حياة الإنسان وسلامته كانت دائماً في كافة الشرائع مُقدَّمة على سائر المنافع والمصالح الأخرى شرعيةً كانت أم لا ، لأن الخالق سبحانه وتعالى قد إبتدأ ذلك بأن كرَّم الإنسان وآتاه العقل والأمانة ، فلا حاجة للناس الآن للمؤتمرات القاعدية ولا الرأسية ولا المهرجانية ولا حاجة لهم بإفتتاح الكباري والمنشآت والطرق غيرها من معينات (الحياة) ما دامت (الحياة) نفسها لا تحصل على الرعاية والإهتمام والصون ، الموضوع أكبر من إمكانيات وزارة الصحة و جهات الإختصاص من مراكز بحثية صحية وبيئية ، وهو يحتاج إلى مؤتمر جامع يؤمهُ المختصون والمهتمون وسائر الجهات التي يمكن أن تفيد في الموضوع و تُدلي بدلوها ، فضلاً عن ضرورة إستقطاب الخبرات والمهارات البشرية الأجنبية والأدوات والمعينات البحثية ، للوقوف على الأسباب التي أنتجت إرتفاع معدلات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي في بلادنا ، إنطلاقاً من قناعتنا وقناعة الكثير من الباحثين المتخصصين في أن هذا الأمر لابد أن يكون له أسباب نابعة من مستجدات بيئية وغذائية أو حتى سلوكية ، يجب أن تُكشف الأوراق في هذا الموضوع بنزاهة وشفافية ، ويتكلّم العالمون ببواطن الأمور عن تأثيرات ما يُقال عن تلوث مياه الشرب بالعاصمة والأقاليم ، وكذلك مواصفات وشروط إستعمال المعينات المتعلِّقة بالإنتاج الغذائي من سمادات ومبيدات زراعية ومُغذيِّات حيوانية ، فضلاً عن ما يتم إستيراده من مواد غذائية ، وغير ها من المؤثرات التي يمكن أن تُشعل نوراً في ظلمات هذه الكارثة الوخيمة ، تحزَّموا و توكَّلوا على الله وإنجدوا البلاد و العباد.

سفينة بَوْح ? صحيفة الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..