العودة للمنهج القديم في التعليم

جاء في الأخبار أن وزارة التربية والتعليم قررت اعتماد منهج جديد يبدأ من العام القادم لطلاب السنة الأولى ويستمرالتلاميذ القدامى بالمنهج القديم حتى “يتخارجوا”.
إضافة لتغيير المنهج فإن النظام الجديد عاد بالبلاد الى الوضع القديم بإضافة سنة تاسعة للسلم التعليمي ،وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية بشأن هذه السنة ،فقد اتضح أنها بداية لعودة المرحلة المتوسطة “المؤودة”أما كيفية هذه العودة فلا أحد يعلم حتى الآن،فقد تركت المسألة لظروف الولايات والمحليات.
المنهج الجديد هو المنهج القديم حيث تم فيه فصل الرياضيات عن اللغة العربية وفك “المادة العجيبة” التي سماها خبراء الإنقاذ التجريبيين “الإنسان والكون” لتعود المواد القديمة وهي الجغرافيا ،التاريخ والعلوم وطبعا، فإن هذا المنهج يبدأ مع الذين سوف يدخلون سنة أولى في العام القادم ،أما التلاميذ الحاليين فسوف يحملون في ظهورهم “كل الأوهام التي تورطوا في دراستها حتى “يتخارجوا”.
سبق وأن كتبنا عن الفوضى الضاربة التي تعيشها البلاد منذ خمسةعشرين عاما ، هي حصيلة حكم الانقاذ، والذي ضرب كل مفاصل حياتنا بالفشل والشلل، ولا يخرج عن هذا التوصيف التدهور الخطير في التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي، وقد حذّرنا ? مراراً وتكراراً – من كل الظواهر الغريبة والمريبة والتي نخرت في حياتنا مثل السوس السام.
وقلنا بخصوص التعليم إن الأمور سوف تعود الى نصابها في يوم من الأيام ،لكن سوف يكون هنالك ضحايا ،ليسوا عشرات ولا مئات لكن أجيالا كاملة تدفع الثمن ،والضحايا الآن هم خريجو النظام التعليمي الفاشل الذي تم تجريبه فيهم ،والدليل على كلامي أن كثيرا جدا من القصور وعدم النضج المهني سببه إلغاء المرحلة المتوسطة والذين مروا بما يعرف بسنة ثامنة.
وغنيّ عن القول، إنّ المنهج الدراسي يقوم على معايير دقيقة، مرتبطة مع بعضها البعض ويعتبر النجاح في الإمتحان واحدا من هذه المعايير ولا ينظر الخبراء في مجال التربية والتعليم للإمتحانات سواء أنها وسيلة ? غير مثالية ? لقياس مستوى الطلاب.
لكن مناهج الإنقاذ جعلت الناس يبذلون قصارى جهدهم في النجاح في الإمتحان بالحق أو بالباطل وهو منهج يعتمد على “ردم” التلاميذ بجبال من الكتب حتى أن شنط طلاب سنة خامسة يمكن أن تؤذي السلسلة الفقرية لهؤلاء الأطفال من شدة ما تنوء به من أحمال “ثقيلة” والكلمة الأخيرة تحتمل المعنيين.
لقد أصبح التعليم سلعة في عهد المشروع الحضاري ،فالأغنياء يرتقون إلى أعلى الدرجات دون أدنى حد من المجهود العلمي،ويقف المال حائلا أمام النوابغ إذا لم يستطيعوا توفير متطلباته المتزايدة يوما بعد يوم.
ولا يخفى على أحد الخلل الكبير الذي ضرب النظام التعليمي في بلادنا، فهنالك الامتحانات التي تنشر في الصحف اليومية، وهنالك ما يعرف بحصص التركيز و”الاسبوتنق”، ويصل الأمر إلى “فك المراقبة ” في الامتحانات لزيادة نسبة نجاح المدرسة.. والنتيجة واضحة للعيان : تدهور مريع في مستويات الطلاب، وانهيار كامل للقيم والأخلاق !.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا عزيزي ياريت لو نعود للاربعات وحتي المنهج القديم مع تجديد بعض المواد لمواكبة العصر واقولك شئ لتعرف مدي تقدمنا انا من الدفع التي درست الانجليزي بالتلفزون عام 1968 بالعاصمة علي ان يعم بالدولة بعد فحص التجربةبواسطة اهل المهنه ولك ان تتتصور اننا درسنا الانجليز تري سنة كم كان يدخل الانترت السودان بحلول 1980تصور لكننا كما تري حتي ما تركهم الاستعمارمن مشاريع قومية اصعناه انها محنة النخب !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..