قمة أديس.. قمة الرجاء

سلام يا.. وطن

حيدر أحمد خير الله

قمة أديس.. قمة الرجاء

القمة المنعقدة اليوم بين الرئيسين البشير وسلفاكير بأديس أبابا، هي قمة تاريخية بكل المقاييس، لأنها تأتي في منعرج حاد مشبَّع بالإنهاك للحكومتين، اللتين تديران شأن شعبين أرهقتهما الخلافات، فتوقفت عجلة الإنتاج في الدولة الأم والدولة الوليدة وإقتصاديهما على شفا جرفٍ هاوٍ.. والمعاناة هي السمة التي وسمت بها حياة الشعبين، فالإفتقار لأبسط مقومات الحياة مع عجز الحكومتين لوضع حلولٍ أفضل للمواطن.. والمناوشات من الطرفين تزيد الإقتصاد المنهك أصلاً بأعباء جديدة من الإنهاك. فالأزمات المتلاحقة في الدولتين والتي تأخذ بعضها برقاب بعض.. لم تضف لعالمنا المعاصر إلا وضعنا كدولتين فاشلتين وبإمتياز.. غير أن خطاب الرئيس سلفاكير وخطاب الرئيس البشير بالروصيرص واللغة التي رشحت من الجانبين وأن أبديا حسن النية فإننا نأخذ حسن النية هذا لمرحلة أعلى من ذلك وهو العقلانية السياسية التي تجب ما قبلها من خطاب تعبوي.. وخطاب ذرائعي.. وخطاب حربي لأن الطرفين يدركان تماماً إنهما لا يملكان القدرة على مواجهة عسكرية أثبت التاريخ بتجاربه أن لا منتصر فيها ولا منهزم.. وفق الروح الجديدة التي ولدت بينهما طوعاً أو كرهاً ولابد أن تظللهما الآن مظلة من توافر الثقة الموؤدة بينهما.. وحتى تصريحات د. الجاز ود.نافع ستجد أرضية مشتركة لها.. فإحتجاجهما على أن لا ضخ للبترول إلا بعد الإنتهاء من الترتبيات الأرضية.. فعند توافر إرادة الحل ستكون مسألة الترتيبات الأمنية وتوابعها من أسهل القضايا.. فسحب الجيش من الطرفين لبضعة كيلومترات لن يكون معضلة أمام الدولة الأم التي فصلت ثلث البلاد لأجل السلام كما قال السيد الرئيس، وإنسحاب جيش الدولة الوليدة لن يوقف عجلة التنمية ولن يعوق البداية الحقيقية لدولة رائدة.. وإذا إستصحبنا معنا الفصل السابع.. وشرعية الأمر الواقع.. فلابد أن نصل لنتيجة واحدة مفادها: أن المجتمع الدولي لن ينتظر السودانيون إلى يوم الساعة.. وستكون له كلمته.. وكلمته لن تكون مسحاً على رؤوسنا.. أما موقف الحكومة الحرج فهو في تلك الربائب التي ظنت أنها تحمل مشروعاً وإستخدمت لسنواتٍ عدة تحت راية هذا المشروع.. فلا هي وجدت الدولة ولا المشروع.. فعلا صوتها بكل أشواقها القديمة وإحباطاتها المقيمة.. فتجمعت وتكتلت وأصبحت قوة ضاغطة لا يمكن إلهاؤها بإنتقال هيثم مصطفى ولا حفلات محمود عبد العزيز.. فزراعة الهوس الديني عبر ربع قرن لابد أن تكون نتيجتها مجموعة المتطرفون والمتدربون في الدندر وغير الدندر وإنهيار المشروع الذي قاتلوا من أجله من الصعب عليهم أن يمشوا في جنازته بغير مزيد من الدم والدموع والعنف والتقتيل والتفجير وهنا تستعلن الحاجة للحوار السلمي ولكن الحكومة مضت في الطريق الخطأ لإرضاء هذه الشريحة.. فالهجمة الشرسة على منظمات المجتمع المدني ليست هي السقف الذي ينتظره الرافضة.. وفي ذات الوقت لماذا يكون مركز الدراسات السودانية ومركز الخاتم عدلان وبقية المنظمات المستهدفة هي كبش الفداء؟! وهل حقيقة الحكومة نحن غير محتاجين لمجهودات منظمات المجتمع المدني؟! فإذا صدقت الحكومة وتوجهت حقيقة نحو الحوار السلمي لإحداث التغيير الذي يُحدِث مشاركة حقيقية ألم يكن هذا أجدى للحكومة وللمعارضة وللرافضة ولمنظمات المجتمع المدني؟ من الإتجاه نحو الإغلاق والإنغلاق.. وحتى لو تلقت المنظمات أموالاً لإسقاط النظام أليست للحكومة آلية لمعالجة هذه الأوضاع غير وأد الحريات ومصادرة ما أعطاه الدستور؟! عموماً: من حق الحكومة أن تضع معالجاتها بالشكل الذي تراه وفق الدستور والقانون ولكن دون النظرة الإقصائية.. ودون وصاية على السودانيين.. ودون أن تبخس الناس أشياؤهم ودون أن يشوَّه رجالٌ نعرفهم ونعرف طهرهم وقدسيتهم.. أستاذي د.الباقر العفيف.. ود.حيدر ابراهيم.. نشهد عنهم بما نعلم.. وما نعلمه أنهم رجال.. أطهار.. أخيار.. وطنيون.. صادقون.. سودانيون بمعنى الكلمة.. ولن نرضى لهم دور أكباش الفداء.. حاكموهم وستعرفون..
المطلوب من قمة أديس قمة الرجاء في أن تكون الحد الفاصل لإجتماعات اللت والعجن.. إرادة سياسية.. توافر ثقة.. ومضي نحو أشرف الغايات.. السلام.
وسلام يا.. وطن

تعليق واحد

  1. يا سيد خير الله اكتب مقالك التالي بعد لقاء (الهاوية) المزعوم بعنوان: لا رجاء في المتاعيس ان التقوا في اديس او باريس، و لا تشرك و تحاحي يا اخي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..