الوكالة تتقمص موظفيها

سنظل دائما نبهرهم. مجدالدين بشير. لاشيء يعطي لحياتنا هنا معني مثلما يعطي حميمية الزملاء وحبهم لعملهم كفريق.
ولاننا نرسم لوحة ابدية لاجيال قادمة وتقاليد راسخة في الخدمة المدنية. ايام قلائل ويغادرنا اكثر من شخص عزيز في الوكالة لاكمالهم سن المعاش القانونية. وقبل ثلاثة اعوام كان نصيب المغادرة لمن قامت علي رؤوسهم سونا اخضرت واينعت وجودا منقطع النظير.
هنيهات من الأمس القريب غادرنا الاستاذ محي الدين…التحرير الانجليزي. سلم عهدته هكذا بصمت النبلاء وغادر بهدوءه المعهود كنسمة اريج عابرة .
لم يحس به احد لأنه لايحب الضجيج والإعلام. بهدوءه المهيب كان لايتحدث الافي مايفيد وينفع الناس. ولا يتدخل فيما لاينفع أو يعنيه . ويميل للعزلة المجيدة والابتعاد والانزواء بفهم. يخاطبك بصوت خفيض. شخص فريد في تواضعه وعلمه. ولاننا نعيش في العتمه لانعطي اولوا القدر حقهم.
كنت اتمني القيام بتكريم من إنتهت مدة خدمته تقديرا لعطاء ذاخر علي مر الأيام. وهم من الاوائل في الوكالة عملا وتعاملا. وهناك ايضا من سيترجل في مقبل الأيام قاضي المستطيل الاخضر عطا مصطفي مدير شؤون العاملين..الموارد البشرية.
كان قويا ومصادما بالقوانين الادارية لاكثر من مدير لم ننتبه لقيمته العالية وفي غفلة منا سرقنا الزمن.
لم اكن اعرف ان الايام الجميلة تمر هكذا سريعا ويلفها السكون والعتمة. كم نشتاق لتلك الأيام في الزمن الجميل والعمل يسير دون استر خاء عطاء مصطفي يرفض تمرير كل ما هو غير قانوني.
لمدراء زمن الغفلة الذين يعتقدون حينها انهم فوق القانون. ولن يقف في طريقهم اي ابن حواء. لكن ودالمصطفي يقف اليهم ألف أحمر. حيث ليس لديه مايخسره كفاءة.
مهنية. وخبرة. وبثقة يصر علي رايه القانوني الصحيح حتي ولو ادي ذلك لابعاده من منصبه. لقد ابعد حقا ولم ينحني أو يساوم. وهاهو الآن علي العتبة الأخيرة لإكمال اعوام خدمته المعاشية وظل هو نفسه عطا بكل التجرد والحيادية.
ستتضاعف فرحتنا بتكريم الاستاذ عطا مصطفي وستطوف ارواح محبيه سرورا في الطرف الآخر من العالم حيث تكريم اهل العطاء نوع من الوفاء ولتتكثف الحياة ونعيش بصمود المبادىء.
يمكننا قطف اللحظات السعيدة والخروج من السكون. لم نكن انانيين اذا بتنا نخلق تكريما متفردا لمبدعين افذاذ اثروا وكالتنا وجعلونا نعتز بها ونفتخر.

صديق الحلو
[email protected]