مقالات سياسية

صحوة الضمير وتصحيح المواقف تجاه الحزب الشيوعي السوداني

سليمان حامد الحاج

تعليقات فى السياسة الداخلية (7)

      السيد محمد احمد محجوب رئيس حكومة حزب الامة الذى فدم اقتراح حل الحزب الشيوعى و طرد نوابه من البرلمان، عاد فقال فى كتابه (الديمقراطية فى الميزان ص246) ما يلى:

      ((اننى اعرف عبدالخالق محجوب منذ عشرين سنة. كان يتحلى بنزاهة و شجاعة بالغتين. و كانت الاخلاق السودانية تاتى فى الطليع من تفكيره السياسى. و قد ساهم كثيرا فى ايجاد توافق بين تاريخ السودان الاسلامى و الاراء الماركسية الثورية. و هذا ما يجعلنى دائما اصف الحزب الشيوعى السودانى بانه حزب سودانى صرف لا يدين بالولاء لموسكو او اى بلد شيوعى اخر فى العالم)).

     و قال امين التوم احد اقطاب حزب الامة فى مذكراته التى نشرت فى العام 1985 م. معبرا عن رايه فيما حدث للحزب الشيوعى السودنىL(اما تعديل الدستور و تحريم الحزب الشيوعى و طرد نوابه من الجمعية التأسيسية بتلك السرعة و بتلك العجلة فامر ارى ان تعجلا مضرا حدث بمقتضاه)).

     اما السيد الصادق المهدى فقد قال الى مجلة طلاب جامعة الخرطوم فى عام 1985.م ((ما حدث كان انفعالا، ان الذى حدث فو موضوع حل الحزب الشيوعى السودانى كان موقفا سياسيا غير محسوب و نتج عن موقف انفعالى و لكن يجب ان اقولها انه لابد من الاستفتادة من تجارب الماضى الاولى ان حديث الطالب فى عهد المعلمين فجر المشاعر و ان مثل هذا قد يتكرر ))

     و كعادته فان مثل هذا الحديث للسيد الصادق المهدى لا يمس جوهر القضية و الموقف من الحزب الشيوعى و الديمقراطية و الذى يجب ن يتخطى سرد ما حصل و تبريره بل يجب انيشمل الموقف الواضح و المحدد من حل الحزب الشيوعى و طرد نوابه و هو عداء للديمقراطية و محاسبة من ارتكبوا جرائم لا فى حل الحزب الشيوعى فحسب بل فى وأد الديمقراطية و كان على السيد الصادق المهدى ان ينتقد و يدين موقفه من نقض قرار المحكمة الدستورية العليا اتى رفضت حل الحزب الشيوعى و طرد نوايه من البرلمان عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء فى ذلك الوقت.

     اما الموقف الواضح و المحدد فنجده فيما كتبه احد قيادات الاسلام السياسى السيد على دهب، و نشر على الواتساب بتاريخ 2 يوليو 2020  و جاء فيه ) هناك خزى و خذلان اصاب الحركة الاسلامية و قضى على مبررات وجودها تماما. بعض الاسلاميين لا يرون فيما حدث سوى ان سلطتهم التى كانوا يتمرغون فى نعيمها قد سلبت منهم و انتزعت اتزاعا. هؤلاء هم الذين يملاون هذه الايام مواقع التواصل الاجتماعى بالكذب الصراح بالاشاعات المغرضة و المقالات الهابطة و تلفيق التهم للشيوعيين و البعثيين و الاخرين و السخرية من رئيس الوزراء الرجل المهذب الذى احترمه الاجانب و لم بحترموه هم  ابناء الوطن. و من يتامل مقالات الطيب مصطفى و اسحق فضل الله او حلقات حسين خوجلى فى قناته  و كتابات عبدالرحمن الزومة، لا يجد الا الافتئات على الاخرين و السخرية منهم و التقليل من شانهم. و كل ذلك مناقض لما يجب ان يتحلى به الاسلامى من اخلاق التعامل مع الاخرين. و يعجب المراقب لافعال كثير من الاسلاميين فى الاسابيع الماضية و التى سبقت مسيرة الثلاثين يونيو . فقد كان هناك ما يشبه الهستيرى المندفع لتعطيل المسيرة و افسادها بشتى الوسائل و الاساليب الممكنة. اسحق فضل الله يكتب عن انقلاب مؤكد وشيك بل يكتب كمطلع على الغيب و يقول الجيش استلم و خلاص قبل مسير الثلاثين  من يونيو بعدة ايام. و يعقد  محمد على الجزولى احد قادة الاسلام السياسى قبل يوم واحد من المسيرة مؤتمرا صحفيا يحذر فيه من انقلاب يدبره الشيوعيون بدعم من دولة مجاورة و يبالغ فى تعمد الكذب و يقسم على ذلك بالله!!

مداخلة من كاتب المقال: اوردت قنوات التواصل ان محمد على الجزولى هذا قد(لغف) كذا مليار جنيه سلمت له لتعطيل مسيرة 30 يونيو او تخريبها اذا حدثت و اختفى.”

  و يواصل على دهب:- و فكرة ان الشيوعيين يدبرون لانقلاب بدعم من دولة مجاورة فكرة فى غاية الشذوذ و الغرابة. فكيف يفعل لشيوعيون ذلك و هم مكون اساسى و فعال فى كل تشكيلات الثورة، و لولا ان يبغضنى الكثيرون لقلت بل هم المكون ذو الفعالية الاساسية فى قيادة الثورة رضينا نح ام ابينا. و من الخطل ان ينكر الانسان حقائق ماثلة للعيان على ارض الواقع. و مما يؤسف له ان كثيرين من الاسلاميين مازال يسعى للترويج لنفسه و الحصول على كسب ناييد الاخرين بالحط من قدر الشيوعيين و مد السنتهم و كتاباتهم اليهم بالسوء. هذا نهج من السلوك يانف عنه الشرفاء. و لو عقد المنصفون مقارنة بينما فعله الاسلاميون بالسودان و ما فعله الشيوعيون لبدى الشيوعيون و كانهم ملائكة. و نحن هنا لانتحدث عن فكر الشيوعيين و عقيدتهم و لا عن فكر الاسلاميين و عقيدتهم بل نتحدث عن صنع هؤلاء و هؤلاء. ربما كان اكثر ماكان يؤخذ على الشيوعيين مذبحة بيت الضيافة الحدث الذى ربما حظى باكبر قدر من التضخيم الاعلامى بتعمد مقصود و ملحوظ من خصوم الشيوعيين و لا سيما الاسلاميين. و المقتلة التى وقعت فى بيت الضيافة ليست اكثر بشاعة من مجزرة الثامن و العشرين من رمضان. و الشيوعيون اصدروا عدة بيانات و توضيحات ينكرون فيها مسئؤليتهم عن المجزرة  و مجزرة الثامن و اعشرين من رمضان تباهى على عثمان محمد طه بانهم قتلوهم فى يوم واحد. و عدد الذين قتلوا فى بيت الضيافة على ارجح الاقوال تسعة عشر عسكريا و ليس هناك مدنيون. انظر كم من المدنيين تلطخت بدمائهم ايدينا نحن الاسلاميين. كم قتلوا فى معسكر تجنيد العيلفون؟ كم قتلوا فى مظاهرات سبتمبر2013 ؟ كم قتلوا فى ثورة ديسمبر 2018 ؟ كم قتلوا فى فض الاعتصام؟ كم قتلوا تحت التعذيب؟

“مداخلة من كاتب المقال: لم يورد السيد على دهب مئات الالاف الذين قتلوا فى حرب الابادة الجماعية فى كردفان و دارفور و جنوبى النيل الازرق و كجبار و بورتسودان وغيرها”.

   و يواصل السيد على دهب:- و فوق ذلك  فان مذبحة بيت الضيافة و انقلاب 19 يوليو يحيط بهما الكثير من الشكوك و المغالطات. و ابحثوا معى عن تقرير القاضى حسن علوب.

#. هل نهب الشيوعيون المال العام كما فعل الاسلاميون؟

#. هل جاء الشيوعيون برئيس للبلاد اطلق اشقاءه و زوجته فى البلاد وفعلوا فيها ما فعلوا؟

#. هل بدد الشيوعيون مليارات الدولارات فى مشاريع فاشلة مثل سد مروى؟

#. ه خان الشيوعيون الوجود التاريخى للسودان بالضلوع فى فصل جزء حبيب من الوطن مثل الجنوب؟

#.هل حكم الشيوعيون ثلاثين عاما ثم اخفقوا فى ادارة البلاد و اعتدوا على حرمات الشعب السودانى سجنا و تشريدا و فصلا و مصادرة للحريات؟

     بمنطق العدل و الانصاف و المعايير الوطنية فالشيوعيون افضل من الاسلاميين. و من لا يقبل هذا الكلام فعليه ان يراجع كفاءته فى تقييم الامور.)

سليمان حامد الحاج

‫3 تعليقات

  1. صح الشيوعيون لم يقترفوا جرائم تعادل ما قام به الاسلاميون. لكنهم سواسية في انهم أحزاب شمولية متسلقة مستوردة الفكر وهم اقلية يستخدمون الديمقراطية كغطاء ولا يؤمنون بها.
    والخزب الشيوعي يحتاج إلى أن يغير نفسه ويجدد فكره واول ما يحتاجه تغيير اسمه فالشيوعية ماتت في بلدانها ومجرد ذكر شيوعي يجعل القلوب تنفر منه رضيتم ام ابيتم.
    ويكفي دغمسة الشيوعي انه يدير الان الفترة الانتقالية بفشل كامل من وراء الستار وينكرها علنا.
    انتم والبعثيون والمتاسلمون سبب نكبة هذا البلد.

  2. يا استاذ سليمان ، كان قبل هذا المقال ان تعرف رأي الصادق عن حل الحزب الشيوعي في شهادته على العصر في قناة الجزيرة ،، الصادق المهدي ليس له رأي يُحترم ،، الصادق المهدي هو واحدة من البلاوي التي ابتلي بها السودان ، نسأل الله أن يختاره إلى جواره الكريم ،رحمة به و رحمة بالسودان

  3. ربما يكون زيد من اعضاء او قادة الشيوعيون ممتازا على الصعيد الشخصى و لكن من حيث مواقف و سياسات الحزب ككل هو صورة طبق الأصل من تنظيم و نظام الكيزان الاخوانى الارهابى ..
    اذا نظرت لحفنة من الكيزان ربما تجد من يعدون على جزء من اصابع اليد الواحدة جيدون على الصعيد الاجتماعى .. لكنهم مجرمون على الاصعدة الأخرى كما برهن على ذلك عندما استولوا على السلطة .. فهل امتياز كوز او اثنين من حيث الشخصية
    يجعلنا ذلك نحكم على كل جماعة الكيزان لأنهم ممتازون؟ .. قطعا لا .. لذلك الحكم على كيان ما ينبغى ان يكون على العمل و الموقف الجماعة و ليس الفردى .. فلا تحاولوا التاثير على البسطاء بضخ جرعات من سموم كهذه فى كناباتكم يا هؤلاء.
    كما قال بعض المعاقين قبلى .. فان الشيوعيين تاريخ نسخة طبق الأصل لما للكيزان .. و ربما كان يمكن ان يكون تاريخهم أسوأ مما للكيزان لو قدر لهم ان يحكموا فترة بطول الفترة التى حكم بها الكيزان و لكن شاء المولى عز وجل ان يجنب الشعب السودانى سوءهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..