وتلاشت الأماني السندسية

رئيس تم انتخابه في ظروف مثيرة للجدل، سارع بعد انتخابه إلى تحصين قراراته باصدار العديد من الدساتير التي تُكرِّس للتمكين لجماعته وبأجندة أحادية ، ذلك رغم مرور البلاد حينئذ بمرحلة تأسيسية شهدت تكاتف وتجمعات لكافة ألوان الطيف للوصول لهذه المرحلة ، والحصول على هذا الإنجاز! فلقد كانت المرحلة تتطلب توافقا وطنيا للخروج بالبلاد من ذلك النفق ، ولكن ؟ !
ماذا نقول لمن يأتي بأجندة مختلفة تماما ويسعى لفرض سيطرة أحادية وواقع حاله كمن تخلص من السلم بعد أن صعد به لقمة ما ، فقام بإلقائه بعيدا حتى لا يستخدمه آخرين للصعود لتلك القمة فيما بعد !!
لذا فإن جل الوقت الذي توفر لهم للحكم كان يصب في ترتيب و ترسيخ بقاءهم في السلطة لأطول فترة إن لم يكن للأبد كما فعلها قبلهم آخرون في بلادنا الحبيبة؟؟ لذلك تناسوا معاناة الجماهير المتطلعة لتحسين حال البلد وانفراج الأزمات الطاحنة ، والذين يحلمون بتوفير أساسيات الحياه باسعار تتناسب مع إمكاتياتهم المتواضعة ، ولكن هيهات وهيهات ، فقد كان الأمر إخفاق واخفاق في حلحلة أيٍ من مشاكل البلاد الأساسية التي تخنق الملايين بشكل يومي…. ممَّا حدا بتفتق عبقريات شباب سيسطر لهم التاريخ مواقفهم وقيادتهم التي أودت لانفجار الملايين المتدفقة للشوارع والميادين ، و التي خرجت على سجيتها مقتنعة تماما بفشل تلكم الحكومة التي لم تعد حكومتهم ولا هي تمثلهم ولم تحمل همهم لحظة ، فقد كانت تسابق الزمن لتنفيذ برنامج وحلم استمر لأكثر من ثمانين عاما ، لذلك كان تدفق الأمواج البشرية في الشوارع لتعطيل هذا المشروع .
وأقولها بصدق : إن مستوى الفهم السياسي والفكري وسط ذلكم الشباب وبعض الأحزاب الوليدة قد كان في الموعد تماما ؛ لأن تأخير شهور عن القيام بتلكم الخطوة قد يؤدي لبقاء تلك الجماعة لسنين أخر ، وستمتد جذورها داخل التربة وتقوى وسيصعب حينئذ اقتلاعها ، فكان القرار الجرئ بعدم انتظار نهاية الدورة الرئاسية لأنهم استشرفوا وقرأوا الأحداث تماما ؛ ورغم ذلك بدأت جماعة الأخوان فورا في تنفيذ استراتيجتها والتي تقول : أنا أو الطوفان …. فقد ربطوا بقاءهم في السلطة ببقاء البلد ، استمرارهم في الحكم وإلَّا ستفتح أبواب جهنم من انفلاتات للأمن وزعزعة الحياة المدنية .. وخلق حالة فوران لا تراعي أي وازع وطني … فالولاء للجماعة وليس للوطن … وأخاف أن تصبح البلاد ساحة للصراع من قبل التنظيم العالمي للجماعة الذي كان يعتبر مصر هي المفتاح الذي يفتح لهم الأبواب للولوج لعوالم أخرى كثيرة وفضاءات واسعة لا يحدها حدود ولا يضبطها ضابط … لذا فالمسألة بالنسبة لهم مسألة بقاء وحفاظ للتنظيم من هذه الضربة الموجعة التي ستهبط بهم للمراحل البدائية الأولى !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا حبيبنا د. مجدى – لكن هؤلاء الذين تتكلم عنهم قد أنتخبهم 51.7 فى المية من الشعب المصرى و أرتضوا مرسى رئيسا لهم – ألا ترى من الظلم أن يلغى أختيارهم و تسفه أراءهم و يلغى وجودهم كجزء من الشعب المصرى من قبل بطش قوة مسسلحة أغتصبت حقهم فى الاختيار و حقهم فى الحكم ؟؟؟؟- اللهم ألعن الكيزان أين ماكانوا – لكن كيزان مصر مظلومين والله – و رمضان كريم .

  2. a Salam ya Doctor an amazing and interesting topic …totally agree ..but i see our case really reached the level of hopelessness in addition i see sudan is like body infected with a disease that spread in each and very tissue ..and cell ..and sadly it to to late to do anything …unlike our fellow Egyptians who had the same disease but they discovered on time and treated it completely …..lucky them :(
    But hope is all what we got for a better future inshallah……

  3. حقيقى يا دكتور مجدى قراءة سليمة جدا لمجريات الواقع المصرى وما يحدث فى الميادين المصرية …وحقيقة لولا هذه الحركة من الشباب المصرى لضاعت مصر من أيدى المصريين ولبحثوا عنها فلن يجدوها .. أثبت الشعب المصرى انه واعى للحد البعيد فإستمرار النظام الذى افرزته الديمقراطية كان سيكرس لأكبر حكم شمولى عقدي فى مصر خاصة وانهم جاءوا الى الحكم من السجون وبعد معاناة استمرت طويلا مع الانظمة الحاكمة فى مصر(عبدالناسر – السادات – حسنى مبارك)..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..