على عينك يا ياسر

(على عينك يا تاجر)

* قاد وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف في الأيام الماضية وفداً إعلامياً لولاية شرق دارفور، ضم الوفدُ ممثلين لوسائل إعلامية مختلفة وفنانين وفرقة كوميدية وغيرهم، وهدفت الزيارة للتبشير بحملة جمع السلاح وعكس ما يدور في ولاية شرق دارفور من جهد لاستتباب الأمن.
*لا أحد يمكن أن يعترض على مثل هذه المبادرات التي تأتي متسقة مع دور الإعلام والفنون وجميع الضروب الثقافية في تحقيق الغايات الكلية للدولة، وفي تلك المبادرة أيضاً تنفيذ لواجب الدولة بتسهيل حصول الصحافة على المعلومة.
*ثمة اتفاق عام مفاده أن المبادرات الجيدة تقتلها أخطاء صغيرة وأحياناً كبيرة، وهذا ما حدث في تلك الزيارة.. كيف؟
*الراجح عندي أن الخزانة العامة هي التي دفعت كل تكاليف رحلة ياسر يوسف، بما يشمل تأجير طائرة خاصة وتوفير نثريات الوزير ونثريات بقية أعضاء الوفد، والإعاشة والترحيل والسكن، ما يجعل من الرحلة حقاً مطلقاً للدولة، رغم ذلك استغل ياسر يوسف وجوده في شرق دارفور لتمرير أجندة حزبية حيث ذهب وخاطب (على عينك يا تاجر) شباب المؤتمر الوطني بالولاية دون سواهم من شباب الأحزاب الأخرى، وهو تصرف لو حدث في أي دولة أخرى لكان مصير الوزير الاستقالة أو الإقالة، لأن حزبه لم يدفع له فاتورة مجيئه للضعين بل دفعها كل السودانيين.
*ياسر يوسف بتصرفه هذا يضرب بمشروع إصلاح الدولة عرض الحائط، لأن المشروع الذي كثيراً ما بشرنا به الوزير يُشدِّدُ على الفصل بين شأن الدولة وشأن للحزب.
*من المآخذ أيضاً على زيارة وزير الدولة هو الانتقائية في اختيار الصحف لمرافقته، فبمجرد من مغادرة الوفد كتب الزميل محجوب عثمان على مواقع التوصل الاجتماعي احتجاجاً على عدم دعوة صحيفته (الصيحة)، ثم لحق به صحفيون من صحف أخرى للاحتجاج على ذلك (الفرز)، والكل يسأل عن معايير الاختيار لأن كُلَّ الصحف يجب منحها الفرصة لأن تكون هناك ولو ببرمجة على الولايات، ولا ينبغي أن يتم بقانون القرب والبعد.
*الانتقائية في غالب زيارات ياسر يوسف وغيره من المسؤولين في الحكومة، لا تتم على مستوى المؤسسات وحسب، بل حتى على مستوى الصحفيين، وبات الاختيار يتم لفئة محدودة من الزملاء هم بشكل أو بآخر الأقرب من ياسر يوسف الذي لا زال يعيش كما يبدو في محطة تنصيف (يمين ويسار)، في حين يقول المنطق إن أنسب طريقة هي إرسال خطاب للمؤسسة الصحفية لتحدد من تُكلِّفُه بالمُهمَّة وليس الاتصالات الهاتفية ذات البعد الشخصي والحزبي.
*كل ذلك يمكن إصلاحه إن كان ياسر يوسف وغيره من المسؤولين يؤمنون فعلاً بمشروع اسمه (إصلاح الدولة)

عبد الحميد عوض
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..