سد النهضة وأماتونق

كل ما يجري الآن من أحداث ناتج عن التسلط الكبير الذي يخيم على عقول المصريين والعمل على التخريب في السودان ظناً وسذاجة منه بأن السودان تابع لمصر فعليها أن تفعل ما تشاء استناداً على تاريخها المظلم في إفريقيا على أنها “شاويش المنطقة” الذي يتبع لأحد مراكز الغرب الشرطية .فتدمير حضارة النوبة في شمال السودان كان له الأثر البالغ في تدهور نهضة السودان فمصر تريد الانفراد بالحضارة التي كان مهدها أرض السودان وانتقلت بعد خمسة ألف عام إلي جنوب مصر ( أسيوط – الأقصر – الجيزة – حلوان – …الخ ) فقامت ببناء السد العالي باتفاقية خسيسة الغرض الأساسي منها تدمير حضارة هذا الشعب القوي فكان لها ذلك ! يا عجباً من أحفاد الأرنئوط وبقاس المنفيين الأتراك وغجر شمال افريقيا هذا هو الشعب المصري الذي لا يؤمن بالوحدة العربية ولا التحالف الإسلامي الذي ينادي بالقضية الفلسطينية ففي جميع المحافل الدولية نجد مواقف مصر متراجع ومتخلف عن الشعوب والأمم الإسلامية بل وعلى دول الجوار على سبيل موقف مصر في “فك الحصر عن السودان المشروط بعدد من التوصيات في مجلس الأمن ” ففي الخطابات الرسمية والزيارات للسادة المسئولين في الحكومات المصرية نجدهم يرددون أخوية مصر والسودان وأنهما شعب واحد لا فرق بين هذا ولا ذاك في كلتا المنطقتين أما من ناحية التطبيق نجد أن المواطن السوداني في مصر مرصود من قبل جهاز الأمن غير مبالين لما يدعونه ونحن في السودان لا نتشرف بهذا الإدعاء السافر فنحن سودانيين لم تجمعنا بهؤلاء إلا الأقدار لا نشبههم في سحنتهم ولا أخلاقهم ولا شرفهم ولا أمانتهم ولا علمهم ولا دينهم اللهم إلا أنهم دولة تجاورنا مثلها مثل أي دولة من مجموع الدول ، فعند سماع قرار فك الحظر الذي هو في علم الغيب هرع السادة المصريين لمكاتب مجلس الأمن محتجين على هذا القرار أي لا يريدون أن تقوم للسودان قائمة .
ومن هنا نحي الأخوة الأشقاء الحقيقيين الذين يعترفون بالجميل الذي قدمه السودان لدولهم ( السعودية ? الإمارات ? إثيوبيا ) هؤلاء هم القادة الحقيقيين الذين يستحقوا حسن تعاون السودان لهم فكان لهم الدور الكبير في إقناع مجلس الأمن بوجوب فك الحظر على الشعب السوداني الذي لا ذنب له فيه والذي أصبح بمثابة عثرة في عيش المواطن.
فنسيت مصر أن السودان يأوي لها أكثر من أربعة مليون مصري يعيشون في جميع ولايات السودان ويساعدوا في دفع الاقتصاد المصري فلماذا هذا الموقف المذل تجاه من تدعون أنهم أشقاءكم ؟؟؟؟؟
سد النهضة هذا الهرم الجديد في أرض ” أبرها ” والإمبراطور “هيلا سلاسي” الذي سيوجه أرض السودان شرقاً فنحن معه قلباً وقالباً لاجتثاث حقوقنا المسلوبة من حصص مياه النيل والحد من العبث في هذا المياه . فبمشيئة الله سوف تعود حضارة النوبة المندثرة بحبس المياه المركزية في إثيوبيا وسوف تظهر جميع المدن التي غاصت تحت مياه السد العالي جنوب مصر أما مثلث حلايب وشلاتين فصبراً هنالك السد الأسمر سد جديد قادم يسمى ” أماتونق” على النيل الأبيض تحاول الآن حكومة دولة جنوب السودان إنشاء تصاميمه فالسودان موافق عليه مبدئياً طالما أن حصصه من المياه تأتي كاملة غير منقوصة ” سيسي ” واحد وأن عائده من الكهرباء متفق عليه.
فنحن في السودان نريد أن تذيق مصر الأمرين بمد يدها على أرض السودان والتشبث بالقصص الوهمية بتبعيتها أرض حلايب ولن نتراجع عن هذه القرارات إلا بعمل مصر على احترام حسن الجوار والتعالي على الشعب السوداني.

ياسر حسين إدريس
عضو لجنة سد النهضة
[email][email protected][/email]