أخبار السودان

قصة “رجل وحربين” رأى إمانويل جال الأهوال في نهايات القرن الماضي قبل أن تتبناه زوجة مشار

الخرطوم- بهرام عبد المُنعم
رحلة الهروب من الحرب وأهوالها وفظائعها في دولة جنوب السودان الوليدة، شملت الرجال والنساء والأطفال، الفارين إلى الدول المجاورة، وتعيش المدن والقرى البعيدة حالة تشتت تُغذيها عوامل التفرقة الإثنية والقبلية والمناطقية، التي أسهمت بدورها في اندلاع صراع سياسي محموم على السلطة والثروة، أضحى يُنبئ بإمكانية الانزلاق أكثر فأكثر إلى أتون الفوضى. دولة السودان، كانت وجهة رئيسة للمُتعبين والمنهكين الجنوبيين سيراً على الأقدام، وطبقاً للمعلومات الواردة من ولاية النيل الأبيض، فإن (ستيفن كوتسس)، وهو ممثل مكتب المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان، وقف على الأوضاع الإنسانية للاجئين الفارين من الحرب في جنوب السودان، إلى ولاية النيل الأبيض، وأوضاع المواطنين السودانيين العائدين في أعقاب الانفصال الموجودين في محليتي (السلام والجبلين) الحدوديتين مع دولة الجنوب، واجتمع إلى حكومة الولاية بقيادة الوالي، عبد الحميد موسى كاشا. وزار ستيفن مُخيمي (الكشافة والرديس) بمحلية السلام، مؤكداً أن حكومة الولاية هيأت مُعسكرات للاجئين في ظروف معقولة رغم الزيادات الكبيرة في أعدادهم.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أعداد اللاجئين انخفضت في ديسمبر 2013 إلى (17.800) نسمة تلقت نحو (130) ألف شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.
ما يُحكى بمهنية عالية، عن المآسي في دولة جنوب السودان، أشبه بأفلام الخيال، إذ أصدر مركز دراسات جنوب الصحراء في كندا، عدة دراسات، وأوراق بحثية مثالية في المهنية والصدقية، عن الأزمة في دولة جنوب السودان، وبالإمكان وصفه بالمركز الوحيد في العالم الذي درس الأزمة من جذورها، وحللها تحليلاً علمياً يدعو إلى الإعجاب والتقدير. في عدد يوم الأربعاء (22) يناير 2014، تحكي صحيفة (الأيكونمست) البريطانية المحترمة قصة (رجل وحربين)، أما الرجل فهو فنان (الهيب هوب)، البريطاني أمانويل جال، من قبيلة النوير في الأصل، وهرب من جنوب السودان خلال حرب الــ(264) شهرا الأهلية (1983 ? 2005) من ضمن من صار يُطلق عليهم (أطفال الحرب). رأى أمانويل أهوال الحرب الأهلية في نهايات القرن الماضي، قبل أن تتبناه زوجة الدكتور رياك مشار البريطانية السابقة (إيما ماكوون)، التي كانت تعمل في المنظمات الطوعية في جنوب السودان في تسعينيات القرن الماضي. صار إيمانويل نجماً لامعاً في بريطانيا، ومن أمراء موسيقى (الهيب هوب)، كما أصبح داعية سلام. حكى إيمانويل لصحيفة (الأيكونمست) تجربته الشخصية مع الحربين: الحرب الأهلية بين الشمال والجنوبيين التي استمرت لمدة (264) شهراً، وانتهت بالتوقيع على اتفاقية السلام الشامل في يناير 2005. ويقصد أمانويل بالحرب الثانية، الحرب الإثنية الدائرة حالياً وعمرها كان حوالي شهر واحد منذ يوم الأحد 15 ديسمبر 2013 مقارنة بحرب الــ(264) شهرا الأولى. يؤكد أمانويل، أن الحرب الأهلية الأولى (264) شهرا، مُجرد نزهة على شاطئ النيل الأبيض مُقارنة بأهوال وفظائع الحرب الإثنية الحالية (شهر واحد) ? عندما سرد قصته- التي تشيب لها الولدان. في الحرب الأهلية الأولى خرج الدكتور رياك مشار ضد الدكتور جون قرنق في عام 1992، لأن الدكتور مشار كان يدعو للانفصال، والدكتور قرنق كان يدعو للسودان الجديد الموحد. الاختلاف والخلاف بين الدكتورين لم يكن إثنياً، بل على المبادئ والاتجاه العام. أما حرب الشهر الإثنية الحالية فهي حرب الجميع ضد الجميع. الجنود الجنوبيون من الدينكا والنوير يقتلون المدنيين من النوير والدينكا على الهوية. المدنيون من الدينكا والنوير يقتلون زملاءهم المدنيين من النوير والدينكا على الهوية، خوفاً من أن (يتعشوا) بهم.
أزمة اللاجئين في ولاية النيل الأبيض، ظلت تحت المجهر، وقدَّم الوالي عبد الحميد موسى كاشا، للمسؤول الأمريكي شرحاً مفصلاً لأوضاع المواطنين الجنوبيين في مناطق الانتظار والعلاقات بين الدولتين في أعقاب القرارات الأخيرة لرئيسي الدولتين البشير وسلفاكير، وقال إن الوفد اطمأن على أوضاع المواطنين الجنوبيين، والخدمات الإنسانية والصحية والغذائية المُقدمة لهم من الحكومة والمُنظمات الأجنبية والوطنية. وطالب الوالي بإنفاذ توجيهات رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت بسحب القوات حتى حدود 1956، وربط فتح الحركة التجارية بين البلدين بأن تسحب دولة الجنوب قواتها إلى داخل أراضيها.
وفي أواخر يناير الماضي أصدر الرئيس عمر البشير قراراً يقضي بفتح الحدود مع دولة جنوب السودان، كما وجه الجهات المُختصة باتخاذ كافة التدابير لتنفيذ القرار على أرض الواقع. وقبلها بثلاثة أيام أصدر رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أوامر لوحدات الجيش بالانسحاب الفوري من الحدود مع السودان، وأبدى استعدادا للتطبيع الكامل، وتفعيل اللجان المشتركة في أعقاب انفصال بلاده في يوليو 2011.
وأعلن كاشا تنفيذ سريان حركة التواصل بين رعايا البلدين وفتح الحركة التجارية فوراً، وحال عدم التزام جوبا بسحب قواتها فإن الحدود ستظل مغلقة في ظل التعقيدات من دولة الجنوب. وأكد الوالي جاهزيتهم للتواصل والتكامل والدخول في عمل مُشترك أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً حفاظاً على العلاقات الأزلية بين البلدين. وكانت الحدود أُغلقت بين البلدين عام 2011 مع تدهور العلاقات في أعقاب انفصال الجنوب، قبل أن تجيء تهديدات الأمس مجدداً، والتي كانت علنية لجوبا بإغلاق الحدود ما لم تتوقف عن دعم الحركات المسلحة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الحرب الاثنيه اخطر من الحروب الاهليه بكثير يبدوها الدكاتره المتعلمين — د قرنق .د مشار — ويروحو فيها المواطنين المساكين . ما كفايه عليهم حروب وخراب من سنة خمسه وخمسين يا عالم ….

  2. الحرب الاثنيه اخطر من الحروب الاهليه بكثير يبدوها الدكاتره المتعلمين — د قرنق .د مشار — ويروحو فيها المواطنين المساكين . ما كفايه عليهم حروب وخراب من سنة خمسه وخمسين يا عالم ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..