جذور قضية المرأة..؟؟!!

آمال عباس
(2)
٭ تشكلت تجمعات مهنية تعارض عمل النساء وتعتبر خروج المرأة للعمل مزاحمة خطرة للرجل وعلى مملكته الاقتصادية وحتى اللائي كن يعملن كانت أجورهن أقل ومحرم عليهن الوصول إلى مرتبة الرئيسة أو الأسطى.. وهذه المعاملة جعلت الكثير من النساء يعتمدن على الأشغال اليدوية والغزل والحياكة داخل منازلهن.
٭ ولكن لما أتت الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر بالآلات الكبيرة للغزل والخياطة اضطرت النساء للخروج للعمل مع قبول شروط العمل المجحفة التي اشترطها صاحب العمل أو صاحب المصنع على النساء والأطفال. ومن الأحداث العامة التي تركت أثراً واضحاً على مسار الحركة النسوية العالمية الثورة الفرنسية فقد كان دور النساء الفرنسيات واضحاً فالعاملات وبائعات اسواق الخضار اقتحمن في الخامس والسادس من اكتوبر 1871 أبواب المجلس البلدي مطالبات بالخبز ثم قدن مسيرة قوامها 0008 ألف إلي قصر فرساي.. هذه كانت اللبنات الأولى في بناء الحركة النسوية العالمية وعندما صدر إعلان حقوق الانسان كان لرائدات الحركة النسوية الفرنسية مواقف وآراء ومطالب.. قالت اوليمب دي غوج «إن المرأة تولد حرة وتظل مساوية للرجل في الحقوق ومبدأ كل سيادة يكمن جوهرياً في الأمة التي ليست هي غير اجتماع المرأة والرجل. المواطنات جميعاً والمواطنون جميعاً متساوون أمام القانون ينبغي أيضاً أن نفتح أمامهم أبواب المناصب والوظائف العامة كافة حسب كفاءتهم ودونما تمييز غير فضائلهم ومواهبهم ان من حق المرأة أن تصعد إلى المقصلة لذا فمن حقها أيضاً أن تصعد إلى المنبر.. أيتها النساء استيقظن..
٭ وكان ان نالت حق الموت من فوق المقصلة رفيقاتها فقد حكم علي اوليمب دي غوج وروز لاكومي بالاعدام شنقاً وقررت الحكومة حل وحظر الجمعيات النسوية عموماً وقال نابليون «ان الطبيعة قد جعلت من نسائنا عيدان لنا ومن حق الزوج أن يقول لزوجته سيدتي لن تخرجي اليوم لن تذهبي إلى المسرح لن ترى هذا الشخص أو ذاك وبعبارة أخرى سيدتي أنت ملكي روحاً وجسداً.
٭ وعبر بلزاك عن وضع المرأة بقوله ان قدر المرأة ومجدها الأوحد أن تجعل قلوب الرجال تخفق.. المرأة ملك يمكن اقتناؤه بالتعاقد ملك منقول وليست المرأة في خاتمة المطاف ودقيق العبارة غير ملحق الرجل..
٭ ومع مساهمة النساء في الثورة الفرنسية وما لقينه من معاملة وصلت حد الإعدام والتندر والتفكه..
٭ وقع الكثير من الذين ينادون بحقوق المرأة وتحررها في الالتباس والتخبط وأدانوا ذلك المجتمع.. كان على رأس هؤلاء سان سيمون وفربيه من فرنسا وأخذوا مع اتباعهم يعالجون القضية من جوانب مختلفة قادتهم أخيراً إلى نفس الخيبة التي بدأوا منها فقد كانوا ينادون بالمتع الحسية باعتبار ان ما خلقه الله لا يمكن أن يكون رجساً وان الجسد شأن الروح من خلق الله.
٭ لذا خاب من تصورهم غياباً كاملاً دور المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ولم تعد تعني في نظرهم إلا رمزاً للجسد الذي كان اتباع سان سيمون يتغنون به.
٭ أما فوربيه فيحدد في كتابه نظرية الحركات الأربع فهمه للقضية ويقول التقدم الاجتماعي والتغيرات المرحلية تتم حسب تقدم النساء نحو الحرية وانحطاط النظام الاجتماعي تابع لنقصان حرية النساء ان توسيع امتيازات النساء هو المبدأ العام لكل تقدم اجتماعي.
أواصل مع تحياتي وشكري
الصحافة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..