مسكين الواجب ??!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الرسام العالمي بيكاسو..كان يدرك مدى قسوة الدكتاتور الاسباني فرانكو..وقيل له أن فرانكو قد دخل جسده مرض السرطان فأجاب..مسكين السرطان !!!. وهما كلمتان بلوحة أو مقال..
ويا له من تطابق مع حالتنا السودانية.. فقوانين النظام ..وعقيدتة العسكرية المغروسة في أذهان كافة الأجهزة الأمنية بلا استثناء .. عن واجبهم في حمايته.. توجب علينا أن نردد بعد كل بيان منها بِشأن أي جريمة ضد الأبرياء ..مسكين الواجب ..
فالنظام قد رسخ في واعية قتلة طلاب الخدمة الوطنية ..بأنهم إنما يؤدون الواجب..وكذلك من قتلوا متظاهري كجبار في كدنتكار.
وكل المشاركين في الخطة ( ب ) والذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين الأبرياء في هبة سبتمبر وأردوا ما يفوق المائتين …كانوا يؤدون الواجب !!
وقاتل عوضية عجينا كان يؤدي الواجب ليس كما يرى من أطلق الرصاص فحسب..ولكن وفقاً لبيان الشرطة عقب الجريمة كذلك..واستقالات دفعته بعد الحكم القضائي.. وتعميم نائب مدير الشرطة بتنوير القوة عن عدم التوقف عن أداء الواجب..وإن كان البيان يفيد الواجب الشرطي على إطلاقه..ولكن مناسبة البيان تلقي بأضواء كاشفة على ما يمكن فهمه في السياق.
وها هي سبحة الواجب تكر ..فيكون اغتصاب أكثر من مائتي فتاة وامرأة أمام أسرهم في قرية تابت.. في إطار الواجب تجاه زميلهم ..
وللقراء الأعزاء مئات الأمثلة..والمؤسف حقاً أن كل الجرائم التي أشرنا إليها كانت ضد عزل..ولم تستثن جهة عسكرية من حيث مرتكب الجرم..ولا جهة في الوطن لارتكابه.
لذلك نقول أن المجرم الحقيقي هو النظام الذي حول هذه القوات إلى هذه الوجهة ..والذي يتوق الجميع لمحاسبته .. ولا يرضون بعبارة عفا الله عما سلف..ولا نملك إلا أن نتحوقل ونردد..مسكين الواجب .
أما بالنسبة لقضية الشهيدة عوضية عجبنا..فنقول للمدان بالحكم القضائي…أنك أمام واحد من حلين..احدهما سكة شيخ الخلوة..وهي سالكة ما دام النظام موجوداً ..أما الثاني فهو الذي حل بلة .
[email][email protected][/email]