قذارة 1

قذارة 1
د.محمد ابوسمرة
[email protected]
ما الذى يتطلبه الامر لتكتب مفالا صحفيا.!!
كان التساؤل يدور بداخلى عندما حانت منى التفاتة الى الرجل فى المقعد المجاور, كان يطالع صحيفة معروفة و وقعت عيناى على صورة لصحفى من (مطبلاتية ) النظام المعروفين عندها ادركت الجواب انه القذارة… الكثير منها فى واقع الامر ثم (هووب) انت الصحفى الكبير صاحب الاعمدةالكبيرة
حسنا اعتقد ان العرق الغزير واتربة الخرطوم التى تغطينى قد تغرينى بالبدا , هنا نحاول طبعا ان نتجاهل الفرق بين قذارة طاهرة لمن جاس خلال الديار في طلب رزق حلال وقذارة نجسة لمن اكثر فى الارض الفساد واكل مال العباد واثخن فيهم الجراح, على كل حال يبدو لى ان وجودى فى هذة (الحافلة ) الخانقة المتربة يصلح كبداية , فى الحقيقة يبدو لى ان كل هؤلاء الركاب يصلحون الان لبدا حياتهم الصحفية من شدة ما غطاهم من مزيج العرق والتراب, عن نفسى احس انه يمكننى ان اسود صفحة او صفحتين قبل ان اضطر للاستحمام….
على مقعد وثير فى بهو مترف داخل قصر منيف مطل على النيل الحزين فى عاصمة حزينة جلس هو يتامل النيل الذى يحاول عبثا ان يبدو سعيدا مبتسما حتى لا تنسب اليه تهمة العمالة والتخابر لصالح اسرائيل , غير انه لم يكن يدرى-النيل- ان هذا الناظر المتامل كان بذاكرته فى مكان اخر وزمن اخر….
البداية كانت على ظهر دبابة بقلب ليل, يبدو لى ان هذه الجملة لا تتسق وواقع الحال , فالتعبير (ظهر دبابة او ظهر خيل ) انما يعنى ضمنيا وجود شجاعة وهذا ينتفى مع(قلب ليل) لان الاحداث الليلية انما هى مميزة لخبيث الكائنات ومستحقرها مثل الخفافيش والثعابين والحشرات الليلية وبون شاسع بين صفاتها وصفة الشجاعة, لربما كان تعبير دبابة ليلية مناسبا اكثر ومانعا للخلط
حسنا لقد كان الامر فى بدايتة على دبابة ليلية, والدبابة الليلية لمن لا يعرف ليست سلاحا جديدا على بلادنا بل وان صح الامر فهى تطوير سودانى شديد الخطورة, فهى مزودة بقزائف مضادة لدروع الديموقراطية وصواريخ ناسفة لحرية الشعب كما ان بها اجهزة تشويش قوية ضد رادارات الضمير الشريف وضد زكريات قسم الجندية واخيرا فهى ذات دروع مضادة لحرية الراى ومجنزرات قادرة على سحق المعارضيين ( اخشى الاستطراد اكثر فاواجه تهمة افشاء اسرار حربية والتخابر لصالح امريكا… ما علينا) . ماحدث هو ان الخاطر الثانى له كان وسط حشود محشودة من كل الالوان والاعمار والاجناس واللهجات ما كان يجمعهم ويوحدهم حقيقة كان ابتسامة امل , كان يهتف وقد احتقنت اوردة عنقه الغليظ وتدفق العرق غزيرا من بشرة منهكة غطاها غبش محبب لا تخطئه العين وخشونة من عرك المعارك وعركته ,كان يهتف : ان هى لله هى لله .حسنا لقد كان الامر يستحق
حانت منه التفاتة تجاه النيل الحزين الذى غلبه افتعال الابتسام طويلا ففرت من مقلتيه دمعة نجحت امواجه بان تغسلها فى سرعة ثم عاود الابتسام ثانية
نعود لنفس المكان ذات الحشود وان اختلفت الالوان هذه المرة كان الاخضر الكاكى دون غيره كانت الابتسامة المتشفية دون غيرها حتى هو نفسه اختلف , اختفى ذلك الغبش المحبب , صار تريانا ونديانا , شحيما لحيما, وفي عينيه بريق, عاد ليكمل : لا للثروة ولا للجاه………………..
. يتبع باذن الله ان كان فى العمر بقية