لحس الكوع ولى الذراع في العيد الخامس والخمسون

لحس الكوع ولى الذراع في العيد الخامس والخمسون

صالح الشفيع النيل
[email protected]

لحس الكوع ولى الذراع في العيد الخامس والخمسون

أنا لا أدرى هل السودانيون واعون لما يكتنف بلادهم من خطر التشظى والفوضى فى مقبل الأيام بعد انفصال الجنوب المرجح أم أنهم نائمون على العسل والأمانى الطيبة التى يحلمون خلالها بعصا موسى التى سوف تحل لهم مشاكلهم بلمسة الهية تجنبهم جبروت الجبابرة الذين طغوا في اليلاد فأكثروا فيها الفساد.
هل يعلم المؤتمر الوطنى بصفته الحزب الحاكم بأمره في السودان طيلة أحدى وعشرين عاماً، أن سنوات العسل قد ولت الى غير رجعة وبقيت أعوام حصاد الهشيم العجاف بسبب سياساته العرجاء العوجاء الأقصائية الأستعلائية المتعجرفة التى ظن أن نجاحه في قهر الآخرين انما يعود لقوته وحسن تدبيره ، وما درى أن حكومته خدمتها المتغيرات الدولية والأقليمية ولو الى حين…..وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، نورد هنا بعضاً من أفعالهم المعلومة للجميع :
? استخدام القوة المفرطة في دارفور.
? استخدام القوة المفرطة ضد المعارضة الشمالية.
? أعلان الجهاد ضد جنوب السودان.
? استخدام السياسات المكارثية من فصل وتشريد لموظفي الخدمة المدنية والعسكرية تحت مسمى الصالح العام وعدم تعويضهم.
? تقديم أهل الولاء وان كانوا عاطلين عن المواهب وتسييس الخدمة المدنية والعسكرية.
? الغاء قيم العدالة والمساواة وسيادة القانون.
? غض الطرف عن الفساد المالى لدى أهل الولاء والمحاسيب.
? استفحال غول الغلاء وانتشار الفقر المدقع.
? انتشار التدين المظهرى لضمان لقمة الطعام .
? تطبيق الشريعة الاسلامية بشكل مشوه أهينت به كرامة البشر.
? وأد الحريات السياسية والأجتماعية بحيث استحالت الخرطوم الى عاصمة ينعق فيها البوم والشؤم بحلول سويعات المساء.
? الدخول في شراكة سياسية منفردة غير محسوبة العواقب مع الحركة الشعبية لتحرير السودان حيث من المرجح أن تكون نتائجها فصل الجنوب عن الشمال.
? فشل السياسات المالية و الأقتصادية والاستثمارية ودمار الزراعة والصناعة والأعتماد علي البترول وحده الذى آل في نهاية لأمر – وبشكل يدعو الى السخرية ? الى جنوب السودان.
? فشل سياسات التعليم العام والتعليم العالى في السودان ( طلاب الشهادة السودانية لهذا العام لا يعرفون المنهج الذي سيمتحنون فيه باعتراف وزير التربية والتعليم…..اضافة الى اعترافات أخرى سابقة من ذات الوزارة تقول أن ثلث الممتحنين من طلاب الشهادة السودانية أميّون – أى لا يجيدون القراءة والكتابة ).
? فشل السياسات الصحية والبيئية والخدمية واستمرار المواجهات مع الاطباء الذين غادر معظمهم البلاد بسبب الأجورالزهيدة والأضطهاد المهنى وتراكم النفايات بالمدن الثلاث وانقطاع الكهرباء المستمر وثلوث مياه الشرب حتى أن بعض السفارات نصحت رعاياها بعدم الشرب من مياه الحنفيات.
? فشل السياسة الخارجية بكل المقاييس …..
? استخدام أموال الدولة في الترغيب والترهيب لتفتيت وحدة الأحزاب وتشتيت فعاليات المجتمع المدنى .

وهذا بالطبع غيض من فيض وما خفي أعظم……وفي تقديرى أن أى حكومة تأسست على هذا القدر من الآنا المنغلقة ذاتياً ودينياً ، لهى أعجز من أن تستوعب متطلبات البشرالذين لا يزالون مختلفين حتى تقوم الساعة .
وقد يقول قائل مالكم كيف تحكمون……..أليس للمؤتمر الوطنى انجازات؟؟……و نقول نعم وهى تتمثل في بناء بعض الطرق والكبارى وتشييد سد مروى ومصنع جياد وغيره الا أنها بمعايير التنمية المستدامة، تظل ضئيلة اذا ما قورنت بالفترة الزمنية الطويلة التى أنجزت فيها ….أو الثمن الباهظ الذى دفعه الشعب السودانى نظير انجازها. ومع اتفاقنا أنها مهمة في اختراق البنية التحتية فى البلاد غير أنه روعى فيها القبلية والجهوية بحيث نالت جهات بعينها أكثر من حقها الذى يؤهلها له عدد السكان أو الجدوى الأقتصادية….بينما لم تحصل جهات أخرى الا على الوعود الوهمية ببسط التنمية مثل تكملة طريق الانقاذ الغربى الشهير أو تنمية جنوب كردفان أوتعويض من اكتسحت أنابيب البترول قراهم ومزارعهم ومراعيهم في تلك البقاع… ومن نافلة القول أن نذكر هنا أن الكثير من كبار التنفيذيين في دولة الأنقاذ يحرصون على أداء الشعائر الدينية من صلاة وصيام وحج وذكر وتلاوة وغيرها …ولكنهم لايعيرون جانب معاملة الخلق أدنى اهتمام….. وأول ذلك – من بين أمور كثيرة- أكل أموال الناس بالباطل وعدم رد الحقوق الى أهلها وخلف الوعود….بل أن منهم من لايحرك فيه منظر طفل يبحث في القمامة أية مشاعر انسانية…وبالطبع هذا السلوك يتنافى وكمال الأيمان …فالايمان ما وقر في القلب وصدقه العقل … والدين المعاملة…..وحركنى فى الأيام الماضية بكاء الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم وهى تطلب من الشعب السودانى أن يدعو لها الله سبحانه وتعالى أن يوفقها في مشروع تقوم به لرعاية أطفال الشوارع.
أما المعارضة فلا يسعنى الا أن أقول فيها ما قاله الشاعر العربى جرير وهو يهجو خصمه اللدود الفرزدق حيث قال: زعم الفرزدق أن سيقتل بشراً —— فابشر بطول سلامة يا بشر…….هذا على الأقل حتى الآن..ونستخلص هذا الرأى من استبعاد المؤتمر الوطنى لها من كل القرارات السياسية المصيرية كالتالى :

? وقع معها العديد من الأتفاقيات التى لم يوف باستحقاق أى منها.
? لم بعر ملاحظاتها حول الأنتخابات الأبريلية المخجوجة أى اهتمام.
? استبعدها كلياً عن اتفاقية السلام الشامل التى كانت ستكون ? اذا قدر للمعارضة أن تشارك فيها- الأنجاز السياسى الأول في سفر الوحدة الوطنية في السودان وافريقيا ، غير أن الفهم الأحادى العروبى الدينى المنغلق المتشدد الذى عجز عن استيعاب مكونات ثقافات بلاد السودان التى تمتد من جيبوتى شرقاً الى السنغال غرباً قد أجهض تحقيق هذا المشروع الطموح لصالح وحدة هذه البلاد الطيبة….وبهذه المناسبة ، فان لفظ السودان الجديد الذى يتردد هنا وهناك يعنى تحديداً السودان الذى يمنح شعوبه عرباً وأفارقة فرصاً سياسية واقتصادية متساوية لم تمنح لهم في العهود السابقة….أى السودان الذى ينعم أفراده بالعدل والمساواة سياسياً واقتصادياً ، وليس كما يصر البعض علي تصوير الأمر على أنه مواجهة بين الأفريكانية الحامية المهمشة التى تسعى للانتقام والهيمنة على العروبية الأسلامية المستعلية….. ومن المفارقات التى تدعو الى السخرية أننا جميعاً من جهات السودان الأربعة عندما نعبر البحر المالح شرقاً أو شمالاً ، يسألنا أهل تلك البلاد من منا الشمالى و من منا الجنوبى ( يعنى كله عند العرب صابون ). ودونكم الضرب والشتيمة العنصرية التى تعرض لها السودانيون الشماليون والجنوبيون في ليبيا ومصر ولبنان وغيرها…. لذا ينبغى أن نتمسك بتنوعنا الذى هو رمز وحدتنا وعزتنا وتفردنا..وينبغى أن تظل علاقاتنا ذات خصوصية مع دولة الجنوب القادمة.
? كذلك تم استبعاد المعارضة من اتفاقيات هامة ومصيرية كأتفاق الحربات الأربعة الذى يكفل حرية الحركة والتنقل والاقامة والتملك للاخوة المصريين بينما لا يزال السودانيون النوبيون يطالبون بتعويضات عن أراضيهم التى غمرتها المياه في حلفا القديمة التى أقيم عليها سد أسوان أو (السد العالى ) وسلموا السيناتور جون كيرى كتاباً يهذا المعنى ، اضافة الى سكوت الحكومة السودانية عن حلايب التى ضمتها الجارة الشمالية بقوة السلاح…

وبالرغم من كل هذا التجاهل لم تستطع المعارضة أن ( تلحس كوعها ) وترد الصاع صاعين. ولكن ومع ذلك تعجبنى مجاهدات السيد الامام الصادق المهدى كما سررت لاندماج حزب الأمة الأصلاح والتجديد في الحزب الأم …و يعجبنى نضال الوطنى الأتحادى الأصل بالرغم من تردد زعيمه …. ويعجبنى نضال النساء اللائى أصبحن أفصح وأعلم و أرجل من الرجال..ويعجبنى رجال الصحافة الذين استمعت الى آرائهم عبر حلقتين في قناة النيل الأزرق … ويعجبنى حراك منظمات المجتمع المدنى…… ولازالت قوى الاجماع الوطنى تحاول أن تجد لها مدخلاً عبر بوابة المؤتمر الوطنى الملغومة …….لعلمها اليقينى ان انفصال جنوب السودان الوشيك سيفرز واقعاَ جيوبليتيكياً استثنائياً لم يسبق له مثيل على الصعيد الداخلى والخارجى ، وهذا الأمر ينبغى التعامل معه بديناميكية ايجابية حازمة تجنب البلاد نشوب فوضى أو حرب جديدة أو تدخل أجنبى ، وتمهد في ذات الوقت لقيام علاقات مميزة بين البلدين التوأمين عبر اجراءات علمية وعملية جاذبة….مع ضرورة تحقيق السلام و حفظ الحقوق ورد المظالم لأهلنا في دارفور … كما أن التعامل مع القضايا الداخلية بحزم ومصداقية خاصة غلاء المعيشة سيعيد للمواطن كرامته التى فقدها منذ وقت طويل.
ورد السيد رئيس الجمهورية على مطالب المعارضة ضمن الحدبث الذى وجهه للشعب السودانى عشية عيد استقلال البلاد الخامس والخمسون حيث دعا القوى السياسية والقيادات الوطنية لتوحيد الرؤية للمحافظة على المصلحة الوطنية العليا كما يلى :

? اجراء الأستفتاء في مواعيده والأعتراف بنتائجه.
? تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة عوضاً عن الحكومة القومية.
? تعديل الدستور.
? حل مشكلة دارفور.
? تطبيق الشريعة وفق منهج الوسطية.
? مكافحة غلاء المعيشة.

وفي تقديرى المتواضع أن حديث الرئيس البشير جدير بالتمحيص والتدقيق حيث أنه لم يوجه هذا النداء الهام خبط عشواء الا لعلمه بالمخاطر المحدقة بالوطن…..وفي تقديرى أيضاً أن المؤتمر الوطنى جاهزأكثر من أى وقت مضى لتقديم التنازلات والتعامل مع القوى السياسية الأخرى وفق منظور الوطنية البحته وليس بمنطق الحزبية الضيقة…..أى عدم سحب أحمد والأتيان بحاج أحمد ليصفق للمؤتمر الوطنى كما حدث في حكومات الوحدة الوطنية السابقة….. وأرى أن الوطن يستحق أن نقيم نداء الرئيس ونفحص مصداقيته في هذا الوقت العصيب …..وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.

تعليق واحد

  1. مثل هذه الاطروحه القيمه والحادبه على مصلحة الوطن السودان لايفهمونها!! مايفهمونه الان كم كسبوا من الجبانه الهايصه دى وكم لديهم فى حساباتهم البنكيه خارج السودان .لانها صفرجت .!!!
    والماعاجبو الحس كوعوا
    …………………………
    واسفاى عليك وعلى قاموسك المفلس
    اشباه الرجال
    يالماكا زولا محدث
    لواع الولايا حقار للبنيات
    قسمت البلد
    ولى خيرا
    لاطشو مكدس
    زايل لامحال و للغبينه
    مفشفش
    ………………….
    سيطان العنج
    ضرباتو مابترهبنا
    كضبك وقسوتك
    تهنا ومعاها ضهبنا
    جوع اطفالنا موت اولادنا
    فى دارفور ونومهم
    فى الهجير
    هو البعذبنا
    …………………..
    كتال الرجال
    ابراهيم كوان وزبير
    استلحيت نساهم
    يالماك بشير الخير
    …………………
    ياطامس ثقافة أم در
    قاعد لا متين
    جوعت ناس دارفور
    مكنكش لامتين
    ماقلت جعلى ومر
    بلا لمه ورقيص اشتر
    لملم عزالك وفر
    قبال ما نلم فيك
    ولى اديك نبتر
    ولا نخلى … اوكامبو
    يعتر فيك….وداك حديثو كتر
    ساميه سامى علاء الدين
    ساميه سامى علاء الدين

  2. هولاء ليس لديهم اخي صالح الشفيع وقت لمثل هذه الاطروحه الوطنيه القيمه هم الان يحسبون كم كسبوا من هذه الجبانه الهايصه…وكم من الدلارات فى البنوك خارج السودان ارسلوا لانها صفرجت !!!
    والماعاجبو يلحس كوعو………………………
    واسفاى عليك وعلى قاموسك المفلس
    اشباه الرجال
    يالماكا زولا محدث
    لواع الولايا حقار للبنيات
    قسمت البلد
    ولى خيرا
    لاطشو مكدس
    زايل لامحال و للغبينه
    مفشفش
    ………………….
    سيطان العنج
    ضرباتو مابترهبنا
    كضبك وقسوتك
    تهنا ومعاها ضهبنا
    جوع اطفالنا موت اولادنا
    فى دارفور ونومهم
    فى الهجير
    هو البعذبنا
    …………………..
    كتال الرجال
    ابراهيم كوان وزبير
    استلحيت نساهم
    يالماك بشير الخير
    …………………
    ياطامس ثقافة أم در
    قاعد لا متين
    جوعت ناس دارفور
    مكنكش لامتين
    ماقلت جعلى ومر
    بلا لمه ورقيص اشتر
    لملم عزالك وفر
    قبال ما نلم فيك
    ولى اديك نبتر
    ولا نخلى … اوكامبو
    يعتر فيك….وداك حديثو كتر
    ساميه سامى علاء الدين

  3. أخي صالح الشفيع لم تقل إلا الحق ولكن نحن نعيش الزمن العجيب الزمن الذي دانت فيها االأمور للحمقى والمغفلين من يستخدمون لغة السوقة والرجرجة والدهماء من عبارات لحس الكوع ومثيلاتهان اللهم لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..