النحت على الرؤوس … مهارات فنية بلمسات الحلاقين.. هوس النجوم

الخرطوم ـ درية منير
يحتفي كل شخص بعشقه للاشياء بطريقته الخاصة عن طريق جمعها أو تدوينها أو حتى حفظها كذكريات جميلة، وقبل اسابيع تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشاب نحت اسم والي ولاية الجزيرة محمد الطاهر إيلا على خلفية رأسه تعبيراً عن حبه للوالي الشهير.
وفي السياق هناك عدد من الشباب يسدلون شعرهم كنوع من لفت الانتباه للتقليعة الجديدة كما أن آخرين يقلدون نجوم عالميين في مختلف ضروب الفن وكرة القدم والتمثيل كمغني البوب (بوب مارلي)، وعلاوة علي ذلك هناك طيف ليس بالقليل لهم عشق رياضي يصل حد الجنون فأصيبوا بهوس أفضى لنحتهم خطوطاً مستقيمة ومعرجة على رؤوسهم للتعبير عن عشقهم للنجم البرتغالي كرستيانو رونالدو، إضافة إلى ولع الكثيرين بالشخصيات الكرتونية أو السينمائية ما يدفعهم للقيام بأعمال غرائبية يبتكرون من خلالها تقليعات تخالف الطبيعة والمنطق أحياناً.
مجموعة من الصور للوحات حية نسج خطوطها أحد الحلاقين على رؤوس زبائنه وهو روبرتو بيريز صاحب الجنسية الأمريكية، حيث يقص شعر زبائنه بطريقة مبتكرة، محولاً رأس كل منهم إلى لوحة فنية تحتوي على أي شكل يطلبونه، وبعتبر فن النحت على الرؤوس نوعاً لا يقل عن النحت على الأخشاب وتحويلها إلى تحف فنية جميلة، كما أن تلك الظواهر تشبه إلى حد كبير الوشم على الجلد والرسم على الورق فهي تحتاج الى احتراف وخبرة كبيرة لإخراجها في أجمل تقليعة من واقع أن هناك من يحتفي بها خاصة أنها تكلف الكثير من المال والزمن.
غرائب وفنيات
في السابق كان للخنفس شنة ورنة لأن يميز صاحبه عن غيره وحتى الحلاقة بكل مسمياتها مثلت نوعاً من الموضة في سنوات السبعينيات وحتي مطلع التسعينات، لكنها مع التطورات المتسارعة في عالم التكنلوجيا اختفت عن المشهد، ومع انطلاقة كبرى البطولات العالمية مثل كأس العالم يعمل الكثير من الشباب على الظهور بتقليعات نجوم كرة القدم. وفي السياق يقول الحلاق حسن صلاح لـ(اليوم التالي) في كل فترة تظهر أنواع وأشكال جديدة لحلاقة للرأس والدقن وذلك حسب الأحداث المسيطرة على الساحة مثل البطولات الأفريقية والدوريات الأوروبية، إضافة إلى كأس العالم. وأضاف: النحت على الرؤوس فن جديد أدخلته الأسافير واحترفه الأجانب مثل الأحباش فهم من يجيدون النحت بأشكال مختلفة مثل كتابة الأسماء أو الحلاقة التي تسمى الشريط ودبل شريط إضافة إلى الأشكال الهندسية فهي مثلها ومثل المشاط الأفريقي عند البنات. وأردف حسن: مثل هذه الأشكال مطلوبة أكثر عند طلاب الجامعات وهناك أنواع في غاية الغرابة والدهشة يتم نحتها على الروؤس مثل ماما أفريكا أو خريطة أفريقيا. وأضاف: أوظف الأجانب نسبة لاحترافهم فنون النحت أو خفة اليد في تعلم الأشكال المستحدثة في عصر الموضة الرجالية.
ظواهر تولد محتضرة
من ناحيته قال أستاذ علم الاجتماع نور محمد نور: كثيراً ما تظهر في المجتمع ظواهر لفترة لاتزيد عن الأشهر فتخمد نارها إما بانتهاء زمنها أو رفضها من قبل المجتمع، مشيراً إلى أن النحت على الرؤوس ما هو إلا تعبير أو سلوك تفرضه رغبات الناس فتدفعهم نحوه
اليوم التالي