أخبار السودان

ستسقط بس – لو

لو حرصت الجماهير على محاصرتك للحكم عليك بجرائمك واستهتارك بالقانون والعدالة، أيها الطاغية:
ولأنه قد هلّت في سماء بلادنا الصامدة الأبية، دعوى رجال القانون النزيه ممهورةً بتوقيعات صفوة المحامين والقضاة السابقين تسابق إلى العنان نحو إخراج محضرٍ قانونيٍ منسق وموثّق وشامل، بكل حيثياته التي تؤسس سنده واتجاهه، في رصد إجرام عصابة الإنقاذ، وأصنام نظامه الفاسد وموكب كهنته الخاسر، بحمية صحافتنا الفتية الواعية القاصمة لظهر الجهل والتخلف، بمبادرة صحيفة الراكوبة الظافرة
وبمناداة النشطاء الصامدين المقدامين في داخل البلاد وخارجها بتوجيه الأنظار وتقديم الأفكار لحصاد خطيئات النظام وأفراده في قتل وتعذيب الشعب الأبي باستهتارٍ وعناد الجهلاء وطمأنينة الجبناء الرعديدين، تقديم الأفكار لحصاد خطيئاتهم وتخطيط حصارهم أخلاقياً وقانونياً وواقعياً كما نادى به المواطن خضر عطا المنان في تسجيل صوتي مدوّي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والنداء القوي من المناضل ذا النون الذي ارتفع بمثابة عهد من الثوّار انتشر في قناة اليوتيوب، إضافةً إلى النداءات التي سطّرها أو سجّلها في رسالاتٍ صوتية صناديد مهروها ببيانات شخصهم وعناوينهم تحدياً لقوى الظلام المتربصة، وذلك عطاءاً ومؤازرةً لتثبيت قلوب المجموعة والحشود بأن لديها رفقاء في الدرب الطويل ودروع لسهام الأوغاد المرسلة لجماهير الشعب الأعزل الأشاوس. وهذا هو عمل الخلايا المناط به أن ينخر عظام هذا الوحش الجاثم على صدر هذه الأمة
وبكل الأفكار الذكية التي جادت بها وصايا ومساهمات الكُتّاب من نداءات الإيقاظ من السبات العميق والتنويم المغنطيسي الذي ضربه هذا الطاغوت على أمتنا عمداً من داخل جيوب خبثه ومصانع شره، انبثقت تلك النداءات والأفكار وسطرت مراشد الثورة من منابر الأقلام في الصحف والمداخلات الاجتماعية والمسيرات والمواكب في الداخل والخارج، ومن الندوات والمحاضرات التي انفتحت بوهجٍ يخيف القلوب المرجفة، ومن فوهة بندقية المعارضة بأشكالها المتحدة في أسطولٍ جبار
لو أدرك من في ركبك الخاسر وتحقق له أن يدرك أن نزواته وأطماعه أصبحت ذنباً، وأن التوبة من ذنب خيرٌ من الإمعان في الذنب، لكان أرشد له:
فقد ضل عمر البشير وعلي عثمان محمد طه وأحمد هارون ومن معهم عندما تعنتوا في مواجهة القانون الدولي في لاهاي وفي أن يكفوا الوطن الغالي والشعب الأبي مطبات خطيئاتهم وعار جبنهم، ولما نزعوا للجوء لقوى الظلام والخبث العالمي في مستنقعات الدول التي ترزح لتفارق المستنقعات وهي تحت الحمل الثقيل من آفاتِ الفساد واللصوصية، حتى بات الخروج من ذلك الكابوس لا يقود إلا إلى كابوسٍ أضهى وأمر من الذي يؤم مسيرتهم
ولو وعى حزب اللصوصية من عصابة المؤتمر الوطني وحاشيته من المستشارين والمنظرين، وكل حركة التهسيس والدسائس والتسييس الديني الخسيسة، لو وعى هؤلاء أن الحق أبقى وأكرم، لأمنوا ظهرهم وما أقدموا وهم معصبي الأعين
لكانوا رعاة سيادة القانون ونزاهة العدالة حتى يصيبوا حظّاً ليصححهم وينقذهم من أن ينجرفوا ليندموا وهيهات ساعة ندم، لكانوا قد أقاموا المحاكم وأوكلوها، وأسسوا العدالة والنزاهة حتى يتسنى لكل العالم مشاهدة تلك العدالة كما الشهادة لهم بتفعيلها، وما طاردتهم المحاكم ولا القرارات الدولية كالمجرمين الهاربين من العدالة
ولو استمسكوا عن الطمع بالحكم الطويل، لكان الدفاع والعفو عن جرائمهم قد تسنّى له أن يطرق فرصاً أوسع للتسامح عن سوء النية المغرضة وعما تجره من جرائم بشعة من تقتيل وانسياق للمافيا العالمية وأساطين الخبث والاستنزاف.
فلطخوا أيديهم بدماء أهل دارفور، ومزقوا الجنوب السوداني وفصلوه وخسروا حلايب وشلاتين والفشقة، وباعوا أبناءهم في حروب قبيحة لمسح ذقونٍ وتحت جهلٍ فقهي، رجعوا القهقري بأمةً عملاقة نحتت اسمها في وجدان الأمم وفي صفحات التأريخ
أيها الثوار الكرام… لو ضربتم على أنفسكم الترقب والمراقبة بالأعين المستيقظة، والتريث الذكي، والثبات المطمئن، والوحدة الصلبة، والمسالمة والانضباط، وعدم الوقوع في إغراءات المتطرفين أو المدهنين أو الحزبية أو العسكرية أو اللوذ بالجيش، أو بالدول الأجنبية أو بمعاداة الدول، وقصدتم والتزمتم بالعصيان المدني، فإن هدفكم صار في منالكم
فقط لو…. عزمتم بسقوط الظلم وليس بالنزول إلى ساحته
فسوف يسقط بس
ودامت نار ثورتنا التي ما انطفأت منذ أن أشعلها الأجداد وسقتها دماء الشهداء وأنارتها عقول العلم والابداع

سعيد محمد عدنان <[email protected]

تعليق واحد

  1. ما لحظات ما قبل تنفيذ حكم الأعدام ..

    فهذه شهادة الشاويش الحارس لزنزانة الأستاذ محمود يتحدث فيها عن ليلة وصباح يوم الإعدام . وهى شهادة أوردها السيد عبد المنعم عبد اللطيف بتاريخ ذوالقعدة 1405 هـ , وأوردها الأستاذ مسعد حجازى فى سلسلة مقالاته عن الأستاذ محمود فى هذا الرابط :

    http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?browser=View&language=A&EgyxpID=4151

    في تمام الساعة الرابعة مساء دعت ادارة السجن النزيل محمود محمد طه وابلغته بانه راحل الى الدار الآخرة صبيحة الجمعة 18 يناير الساعة العاشرة صباحاً فهز الرجل رأسه بالايجاب دون وجل أو اضطراب أو خوف وبشجاعة فائقة.
    ثم سألوه ان كانت لديه وصية او امانة او طلب فهز الرجل رأسه بالنفي وقال … لا ليس لدي وصية او طلب .
    عندها احضرت سلاسل الحديد لتقييده.
    – هل لكم أن تتركوني دون قيود.
    – هذه اوامر وتعليمات سلطات السجن .
    – حاضر .. لا بأس .

    * وبملابس السجن والقيود اعادوه الى زنزانة الاعدام والتي بها برش وبطانية صوف لا غير.

    * كان في مرات عديدة يطلب الابريق والمبولة لأنه يشكو من داء السكري لذا كان كثير التبول وعندما تحين مواعيد الصلاة يتوضأ ويتمتم بصوت لايسمع .
    كان كثير الوضوء ليبقى طاهراً على الدوام.. دائماً يبتسم ويتأمل ما حوله.

    ذات مرة سألني عن سبب تاخير احضار المبولة فقلت له تعليمات , فاجابني يجب الا تخاف الا من الله .. ولا تكن كزبد البحر.

    لم يأكل الرجل شيئاً منذ الرابعة مساء الخميس، لم يحضر اليه الطعام ولم يطلب هو شيئاً.
    – لم يطلب شيئاً ؟ فاجاب .. لا.

    وفي تمام الساعة الرابعة صباحاً طلبوا تحويله الى زنزانة الإعدام الجديدة , واحضرت عربة لاخذه اليها بخارج السجن لئلا يثير ذلك بقية النزلاء فيحدثون اضطراباً بداخل السجن , وعندما ادخل فيها قال : مازال الوقت مبكراً والساعة العاشرة بعيدة.. فقلت تعليمات.

    ولم يكن بها برش او بطانية فوضع الرجل نعليه تحته وجلس.

    في تمام الساعة التاسعة صباحاً حضر القاضي ومدير السجن وسألوه ان كانت لديه وصية لابنائه , قال : كنت معهم طوال حياتي.

    سألوه ان كان يريد استرحام , قال : الداير استرحام يقعد مع امه.

    سألوه هل تريد أن تتكلم مع القاضي؟
    اجاب: هوه في قاضي.

    بعدها انفضوا من حوله واتى اليه نفر من السجن كي يوثقوا يديه عند ظهره.. فسألهم ان كانوا يتركون يديه بلا قيد ليحيي المواطنين .
    فقالوا له .. انها تعليمات.
    سألهم ان يتركوا وجهه دون غطاء
    فقالوا له .. انها تعليمات.
    واخذوه الى ساحة المشنقة فصعد اليها بخطى ثابته وقلب أسد.

    رفعوا الغطاء فاذا بالرجل .. مبتسم للقضاء .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..