الجذور التاريخية للطائفة فى تراث الفور

يوصف الانسان بانه ابن البيئة التى انجبته ورعت نشأته ، اذ فيها يتم بذر الثقافة التى بها يتشكل محور تفكيره وصقل سلوكه على ارضية العادات والتقاليد الموروثه فى واقع انساق مجتمعه, وفى هذا الصدد ذهب احد المفكرين الى القول (من خلال تجربتى الميدانية الطويلة فى افريقيا والعالم الاسلامى ، ومن خلال اطلاعى على تاريخ المنازعات التاريخية والمحاولات الاصلاحية التى قام المصلحون بها فى العالم بما فى ذلك السودان, توصلت الى حقيقة العودة الى الجذور بالتركيز على التاريخ والتراث وتأصيلهما كقاعدة اساسية لإصلاح الذى سيقدم للامة لإنشاء اجيال صالحة ، اذ ان المواطن الذى يلم بتاريخ اسلافه يختلف عن ذلك الذى لا يلم إلا بتاريخ ابيه وجده المباشرين ، لان الاول يعتبر تكوينه من خبرات اسلافه الذين اوجدوه فى الوسط الذى شب وترعرع فيه متزوداً بخبراتهم التاريخية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية والعسكرية والفكرية والمهنية والدينية والاثنية مما يسهل صقله وربطه بالارض التى ناضل وكافح وجاهد فيها اهله من قبل.
اما الثانى فيكون ربطاته بالارض رباطا واهيا ومصلحة قصيرة لا تهمه كثيراً و يسهل له التخلى عنها والاستمرار فى التأمر ضدها فى الاوقات العصيبة التى تمر بالوطن الذى هو فيه (1).
ويشير ضمنا لما سلف ما جاء ( يوجد ملحدون- على اخلاق ، ولكن لا يوجد الحاد اخلاقى ، والسبب هو ان اخلاقيات اللادينى ترجع فى مصدرها الى الذين ….. دين ظهر في الماضى البعيد ثم اختفى فى عالم النسيان ، الا انه ترك بصماته قوية فى الاشياء المحيطة بنا ، تأثر وتشع من خلال الاسرة والأدب والفن والأفلام والطرز المعمارية . غربت الشمس حقا ولكن الدفئ الذى يشع فى جوف الليل مصدره شمس النهار السابق ، إننا نظل نستشعر الدفئ فى الغرفة بعد انطفاء النار فى المدفأه . ان الاخلاق دين مضي ، كما ان الفحم فى باطن الارض حصاد قرون ماضية (2).
أسوق ما سلف والذى ذهب اليه بيجوفيتش- للمثال على كينونة خصال الفور الدينية الذين قلما وجد بينهم أحداً لا يابه بالدين ويتخلى عن ادابه وسلوكه لذا يعدون ظاهرة اثنية تنفرد بإعلاء قيم الولاء للدين ويكنون التبجيل والتقدير لكل مظاهر الحكم واحترام مؤسسات الوطن والدولة عبر تاريخهم .
لقد كان الفور فى قديمهم من اكثر الجماعات السودانية تواصلا مع اسلافهم الذين اعطوهم الوطن الذى تواجدوا فيه ، أذ أن الارض هى اثمن شئ يمتلكه الانسان مما.
كان هذه التواصل اعترافاً منهم بفضلهم وحجر الزاوية فى فلسفة حياتهم وبقائهم كشعب واظب على القيام بدوره العظيم فى ارساء قواعد الحضارة التى عرفت باسم حضارة النوبا وهى منسوبة الى (نوح عليه السلام وذرياته ) فبقيت شامخة الى ان حل فيها بالاختراق العاديات القسرية التى جابهتها التالى من اجيالهم فقوضت مد وجودهم فى تراب نهر النيل بالاقصاء منها سواء فى جنوب الوادى – كوس ? أو شماله حيث ? مصر ? برغم بقاء بصماتهم هنا وهناك المتمثلة فى كم التعاريف اللغوية التى ما زالت تطيع اثارهم ومواقع سؤددهم ، فى الوقت الذى ما فتأ هازميمهم يحجبون حقيقة فضل تواجدهم ودحض مأثرهم وهم يشطرون تلك الحضارة بين مسميات النوبية والفرعونية بينما هما حضارة واحدة قوامها اللغة الواحدة والفهم المشترك وكأنهم بهذا الحجب ينفون ما أورده ? المؤرخ الشيخ أنتاديوب فى كتابه المعنون ( جوهر الحضارة الافريقية ? حقيقة ام اسطورة ? 3) وكذلك ما اورده الدكتور محمد ابراهيم بكر فى كتابه ( تاريخ السودان القديم ?4) الى جانب ما اورده المؤرخ ? هنرى برستد ? فى كتابه ( انتصار الحضارة تاريخ الشرق القديم -5) فضلا عن ما جاء فى كتاب ( جمهورية السودان الديمقراطية وزارة التربية والتعليم العالى ? تاريخ الحضارات السودانية القديمة للمعلمين ? 6).

نشأة الطوائف:
أن نشأة مفهوم الطائفة موروث قديم يعود الى الوقت الذى فيه إهتدى الانسان للاستقرار الاستيطانى بهجر السكن فى الكهوف وترك مشاعية الاقتتات مما تجود الطبيعية من خيراتها حيث اختار السكن فى القرى المشيدة والمستعمرات الجماعية وقد أدى هذا لتنظيم العلاقات بينهم وكان ذلك أول خطوة لنشوء الطوائف ، ويبدو ان هذا التنظيم كان اول افراز له هى طائفة القيادة فى واقع اى جماعة ودونهم المحاربين والمزارعين والرعاه وغيرهم فضلا عن الحرفين الصناع باختلاف مهنهم وكان جميعهم يشكلون وحدة اجتماعية متناسقة دونما تميز بالطبيقات بينهم حيث يعملون كجسد واحد يصنعون حاضرهم ويصوغون مستقبلهم اذ كان كل فرد منهم ينضوى فى عضوية جماعة طائفته مبرزاً قدراتهالمهنية مما كانوا يسمون بها . لذا يمكن القول ان ما كانوا عليه هو ما جرى به القول المأثور (الناس لبعضهم البعض كالجسد الواحد متى اشتكى عضو منها تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى).
من ثم لم يكن ذلك المفهوم فى ضوء موروث تراث الفور كشأنه فى واقعنا السودانى والعالمى اليوم الذى فيه اصبحت الطائفية نمطأ للاثره والاستحواز يقترن بها التعصب للملة ونبذ الاخر بينما كانت ثقافة اجتماعية نظمت العلاقات بين الافراد والجماعات بمعيار العطاء للجميع لا يقلل به شأن هذا أوذاك.

إشتراع الطائفة:
يستفاد من تواتر تراث الفور الثقافى ان يكون اول تشريع طائفى قد حدث فى عهد (نوو/ نوح عليه السلام) عندما جرى تصنيف قومه وفقا لتعريفهم الى:
الطوائف فى عهد نوح :
أ- كلدانيين:
يصوب هذه التسمية بالفظ (كلدينقا) بمعنى ، الاهل ، الشعب ، القوم ، الامة ، الارومة, وهم طليعة طوائف ? نوو/ عليه السلام ? فكان هو منهم اذ عرف جميعهم بالكنية ( فور نوونق ? اى قوم نوح ) وعليهم جرى تسمية تالى الاقوام بقياداتهم الاعيان كمثال ، قوم ابراهيم ، قوم هود ، قوم صالح ، قوم شعيب …الخ. ومن المرجح ان المعارف والطقوس الدينية وشعائرها قد انبثقت منهم فضلا عن التشريعات الاجتماعية كالعادات والتقاليد ونظم الحكم التى انحدرت الينا.
ب- اشوريين:
أن صواب هذا الاسم باللفظ ( أو شور ، كوا ) بمعنى ? العشاريين من العشر ? وهم الذين كانوا يتولون جباية العشور (جبانقا /عند الفور) ويرجح بانهم اول من اسس علم الموازين والمكاييل وتحديد نسب الجبابات ومصادرها من الغلال والانعام وغيرها من التى تعود بالريع على صاحبه.
ج- سومريين:
وصوابه بالفظ (سو ، ميرى) بمعنى ? المستكشفين ? الذين كانوا يرتادون بالتجوال كل بقاع الارض مما كانوا يخترقون الاحراش والغابات ويتسلقون المرتفعات والجبال مثلما يخوضون عباب المستنقعات والانهار والبحار لاكتشاف الانحاء والمواقع التى يمكن توجه الجماعات للاستيطان فيها عندما تتكاثر جماعاتهم فى الناحية التى يتواجدون (الاطراد السكانى) من ثم كانوا أول مؤسسى علم الجغرافيا وعلوم الفلك.
ويتكون الكلمة ? سومريين ? من 1/ سو- بمعنى ، البلد ، الناحية ، الوطن ، والكلمة ميرى/بمعنى يجول ، تجوال ، وهما على وزن ? سوريا ? أى ? بلاد الروافد ? سو / بلد ? ريا / الروافد ? من الكلمة (رى) ? او كتعريف الفور للعرب باسم ? سو لونقا / ومصدره ، سو ? ئلونقا ? اى جوالى الديار.
د- كنعانيين:
وصوابه باللفظ (كنانقا) بمعنى ، الذين بجلبون الاشياء ، وهم الذين كانوا يمتهنون نقل وترحيل حاجيات الناس من والى من حيث انهم كانوا قد أستانسوا الدواب فامتلكوها كالابل والخيل والحمير مما سخروها لاغراض النقل والترحيل وقد اشتهر عنهم الاتجار بانواع البضائع وبذلك كانوا أول واضعى أسس تجارة البيع والشراء فضلا عن تعريفهم للاخرين بأصناف المنتوجات التى تتوفر عند غيرهم وعلى اثرهم تشتهر الجماعة التى تعرف اليوم باسم (الجلابة) فى عاميتنا السودانية او جماعات ( ام دورور) فى دارفور.
هـ/ ارامين:
وهم الذين يعرفون لدى الفور باسم (ارم ، با) أى ، البنائين وقد كانوا يمتهنون بناء المنشات المعمارية وما زال اثرهم باق الى اليوم فى دارفور وهو السور العظيم الذي يمتد الى الشمال من جبل سى مخترقا الوهاد والمرتفعات الى اقصى حدود دارفور فى الجنوب الغربى فى ناحية (ام دخن) ولهذا السور ابواب منها على سبيل المثال (امبو لينق وررى بمعنى بوابة الشفاعة فى طرا جامع والى الغرب من هذه البوابة توجد القرية المسمى على اولئك البنائين وتعرف باسم (ارم با) هذا ويرجح ان تكون ثقافة هندسة المعمار قد انحدرت منهم.
لقد انبثق من هذه الطوائف عديد الجماعات التى انداحت فى كل انحاء الاوطان تحت مسميات مختلفة لعل منها العبرانيين ، الفينيقيين ، الانباط ، العرب …..الخ.
طوائف الاسرئليين:
أورد المؤرخ ? صابر طعيمة ? فى كتابه- (8) طوائف الاسرئلين الى خمسة ايضا وهى:
أ- الصدوقين
وهم فى الاصل حسب دعواهم أتباع (صدوق) واسرته الذين أدعى تاريخهم بانهم كانوا منذ عصر داؤود وسليمان يتولون الكهانه الدينية وكانت هذه الوظيفة او الانتماء الى هذه الجماعة مهم لانهم يروجون لدعوى انهم يحافظون على دينهم ويستقرون على عقيدتهم …..الخ.
ب- الفريسون ? أى ، المتميزون:
ان الدلالة اللغوية العربيه لكلمة (فريسى) تعنى هذه السمة ? المتميز ? وكانوا طوائف اقوى من الصدوقين بكثرة العدد وشيوع المبادئى والاراء وحسن السمعة بين الجماعات اليهديه ..الخ ).

ج- الاسيين / الاساه:
الطائفه الثالثة التى كانت واحدة من جماعات الطوائف اليهودية الخمسة فى عصر الميلاد وكانت تعتبر نفسها انها وحدها الجزء المتبقى من الضياع من صميم الامة الاسرائيلية ..الخ .
د- الفلاة:
الذين يرجح كثير من الباحثين إعتبارهم جزءاً من (الاساة) وهم متطرفون ومبالغون فى السلوك المتقشف والقناعة المفرطة الزائفة الى حد الصنعة الدينية المبتذلة …….الخ .
هـ- السامريين / السامرية:
الذين كانوا يقيمون بالاختلاط والمعاشرة بين جماعات اسرائيل القدامى حين تم لاشور السيطرة علي الجماعات الاسرائيلية اليهودية عام -713 م ……الخ .
جدير بالذكر ان المؤلف ? الدكتور . محمد بيومى مهران ? قد ذكر فى كتابه (دراسات فى تاريخ الشرق الادنى القديم ? ص 219 ? دار المعرفة الجامعة 1977م بيروت) نقلا عن المؤرخ صابر طعيمة ، ان دولة النبى (سليمان) كانت تدعى ? توارتيا ? بينما تشتهر الى اليوم فى ناحية من انحاء جبل مررا موقع ما زال يعرف باسم ? تورانق تونقا – بمعنى ? مساكن التوراتيين ? وكان مقدسا لشهرته كمقام لكهنة دين التورات المنسوب للنبى موسى عليه السلام وكانت قبلة ترتادها طوائف الناس لممارسة طقوس شعائرهم الدينية كالحج ومن هنا انتقل هذا الدين الى الشرق حيث تذهب اسطورة للفور بان سبب الانتقال هو ان الشيطان قد تبول فى هذا الموقع ولربما كان ذلك تبريرا لهذا الانتقال الذى يرجح بأنه قد تم مع هجرة ? يعقوب وبنيه عليهم السلام ? من جبل مررا بسبب إبنه يوسف.
طوائف الفور:
لم يكن واقع الفور الاجتماعى فى قديمهم مثل غيرهم من الاقوام ? فقد نشأت مجتمعاتهم بامتداد تاريخهم على الكيانات او (الطوائف) التى تعكس معيار فلسفتها قيمهم الدينية التى تضبط حياتهم الاجتماعية ، فقد كانوا ينقسمون الى طوائف تقوم كل منها بالمهمة المفصلة لها مما اضحت اسماء يتميزون بها عن بعضهم ? ولعل ما يشير اليهم ما يورده المؤرخ ابن كثير (وليس منهم بنو ? لاوى ? فامر الله موسى ان لا يعدهم معهم لانهم موكلون بحمل قبة الشهادة وضربها ونصبها وحملها اذا ارتحلوا وهم سبط موسى وهرون عليهما السلام. وهم فى انفسهم قبائل الى كل قبيلة طائفة من قبة الزمان يحرسونها ويحفظونها ويقومون بمصالحها ونصبها وحملها. وهم كلهم حولها ينزلون ويرتحلون امامها ويمنها وشمالها وورائها. فكان بنو لاوى الموكلون بحفظ قبة الزمان بسيرون فى وسط بنى اسرائيل وهم القلب ورأس الميمنة بنى ? روبيل ? وراس الميسرة ? بنودان ? وبنو ? نفتالى ? يكونون ? ساقة ، وقرر موسى عليه السلام بامر الله تعالى له الكهانة فى بنى ? هرون ? كما كانت لا بيهم من قبل – (9)) ويذكر المستشار ? محمد عزت الطهطاوى نقلا عن صابر طعيمة حيث جاء( يرجح فرويد ان يكون ? اللاويون ? وكانوا ادنى اليهود المصرين الى قلب ? موسى ?مصرين اقحاماً من اتباعة بقايا معتنققى ? العقيدة الاتونية ? وكان اللاويون يحملون اسماء مصرية بحتة دون غيرهم من اليهود الذين خرجوا مع موسى – (10)).
فضلا عما سلف تشير البعض من اسفار العهد القديم للكتاب المقدس الى العديد من العادات التى كان الفور يمارسونها ولعل بعضها مازالت حية الى اليوم. من ثم تتكون طوائف الفور من:-
أ/ دالينقا:
ان مصدر هذه الكلمة هو الاسم ? دالى/ اى ، اللسان ? وبه يجاز القول الشفاهى (بلى ، دالى) أى ، القول الشفهى وتاتى هذه الطائفة فى طليعة طوائف الفور من حيث انهم مشرعى القانون الذى يستمد فاعليته من التورات كتاب موسى عليه السلام مما انحدر إلينا بعض النصوص المتعلقة بهذا القانون والذى اشتهر بين قدامى الباحثين باسم (قانون دالى) ، ويذكر بعض العارفين ان هذا القانون من المرجعيات القديمة التى تعتنى بها المؤسسات القانونية فى الكثير من دول العالم ويقومون ايضا برعاية سنن العادات والتقاليد المورثة ، ويذهب بعض العارفين بتراث الفور الى القول بأن ? دين التورات اى الحكم والامثال ? كانت متواترة بين الفور قبل مبعث النبى موسى حيث كان مقرهم فى الناحية ? توارنق تونقا/ اى بيوت التوراتيين- فى الناحية التى مازالت تعرف بهذا الاسم فى جبل مررا ? وتنقسم طائفة دالينقا الى : –
1- بلدنقا:
أى العمود الفقرى لكل جماعات الفور ، لذا تشتهر سيرتهم بانهم مؤرخوهم وحافظى الانساب.
2- تونقونقا:
أى الصقر الكبير (تونقو) وهم الانبياء والرسل مما يطوفون على الجماعات اينما وجدوا لتوضيح امور دينهم (جمارا/ أي التفسير) جدير بالذكر ان الفور كانوا يتسمون الرجال باسم (جمار).
3- تينقا:
ومصدره ? تى/ أى ، يحفظ ? وهم الذين كانوا يحفظون شرائع موسى عن ظهر قلب مما يقومون بتدريسها للناس لإجل ذلك اقاموا الاديره والصوامع كمثال لونقا وتعرف عند الفور بالاسماء ( سوم/اى الصومعة ? ديرى / أى الدير).
4- مينقا:
ينبثق هذا الاسم من ? مومياء ? وهم الذين كانوا يقومون بتحنيط الموتى ويعرفون اسراره بينما لم يعد احداً منهم يلم بمعرفته فى واقع الفور اليوم.
5- كجمنانقا:
ينبثق هذا الاسم من المدول (ك/ جام/ اى ، ماذا تاكل) وكانوا يقومون بإطعام الجماعات الاخرى بممارسة زراعة الحبوب الغذائية ورعى الاغنام التى تحلب البانها ويلبسون من جلودها مثلما ينتجون منها السمن و كان غذاء المسنين من طائفتهم هى المرقة وتعرف لدى الفور باسم ? درى? مما يسمى جبل مررا عليه ? اى دريبى- لانه لم يكن فى وسعهم تناول غذاء غيره).

ب- باسينقا:
ان مصدر هذا الاسم هو المدلول (ارباب البأس) اى ، الطائفة التى تتولى مقاليد سلطة حكم الفور وكان التقليد القديم عند تنصيب السلطان الجديد الذى كان يشرط تنصيبه ان يكون عالم متفقه فى الدين من ثم يقف عن يمينه ? ابا دالى ? وهو المسئول الاول عن عادات وتقاليد الفور وكبير الاعيان فى البلاط بينما كان يرتدى جلباباً (الاوريم) من الجوخ الاحمر القانى فى الوقت الذى يقف عن يسار السلطان كبير جماعات ? السيمبينقا ? وهو من ? الداجو ? ويرتدى جلباب اسوداً من الجوخ ? أوريم ? ايضا فى الوقت الذى كان السلطان يرتدى ? جلباباً ابيضاً ? طرزت حوافيه بخيوط من الذهب وبيده سيف موشح بالذهب ، وتبدأ مراسم التنصيب بقراءة الكاهن الكبير (دالى) لوصايا كتاب العهد مما سيلتزم السلطان بإتباعها. حالما ينتهى دور الكاهن ينحر ثور ابيض يعبر السلطان فوق دمه المسكوب ثم بعتلى صهوه حصان ابيض اللون فيطوف على جموع المحتفلين بهذه المناسبة علي صدي ضرب النحاس التي تزن كرو ? تنسام ، كرو ? تنسام ، كرو ، تنسام وتتعالي أصداء الأبواغ. وقد أعتقد الناس فى قديمهم أن الجن كان يقوم بضرب النحاسات لانهم لم يكون يشاهدون ضاربيها. لقد انتفت العديد من عادات الفور القديمة منذ هروب ملوك نهرالنيل من عاصمتهم مروى ? ولجوئهم الى دارفور التى كانت اقصى ناحية فى مملكتهم حينذاك على اثر قيام.
عيزانا ملك أكسوم-يغزو تدمير مملكة مروي, وبإستقرارهم في ?جللي/ أي , جئ إلي هنا- إلي هنا , وهو تحد لإيزانا بان يلحق بهم ودونهما البطاح الشاسعة (راجع كتاب العروبة والإسلام في دارفور في العصور الوسطي للمؤلف رجب محمد عبدالحليم/ وكذلك كتاب تاريخ المسيحية في الممالك النوبية القديمة والسودان الحديث للأب الدكتور جيوفاني فانتبني) وكانت تلك بداية العهد المسيحي ثم الإسلامي من بعد أعقبها قيام مملكة دارفور الزمنية.
وتنقسم طائفة الباسينقا إلي العديد من الشعب منها علي سبيل المثال:
1-تونق جور: Tomp of Jurry أو Ruling Family وهو بمعني بيت الحكم أو العدل جوري وهو الأسرة التي منها ينحدر سلاطين الفور ولعل ما يشير إليهم ما جاء (Jairus-Gair, Presdent of the Cynagogue-GK-Jairos fromHB-but the name of Jairus is not given he is called simply a ruleler 11-)
2-سيمبي كوري:
الشعبة التي تقوم بكل طقوس المراسم السلطانية Symposium .
3- سيمبي كارا :
الشعبة التي تتولي المراسم والإجراءات المتعلقة بالدفاع عن البلاد ومعرفة حدودها وإجراء الإتصالات الخارجية فضلا عن تزكية الأفراد الأعيان لتولي المناصب مثل المقاديم والشراتي.
4- نجامانقا: Limitanei اي المليشيات:
وهم المحاربين الذين يشكلون العمود الفقري لجيش الدفاع عن السلطنة مثلما يؤتمنون علي حراسة مستودعات كنوز السلطنة والمحافظة عليها.
5- جوبانقا-الجبايين:
الشعبة التي تتولي جباية عشور الأموال من كل الجماعات عدا شعبة سيمبينقا من حيث أنهم معفون من ذالك. ويعتبر زعيمهم مدير ديوان الزكاة مما عليهم مد الاماكن الفقيرة بالإعانات التي تساعدهم علي الحياة خصوصا في أوقات المجاعات إد عليه توجيه الإغاثة للمحتاجين من مستودعات السلطنة (كمثال شرق دارفور.
6- كيونقا-العريفين:
الشعبة التي تتولي التحقق من هوية أي شخص أجنبي يدخل في أرض السلطنة إلي جانب قيامهم بالقبض علي الهاربين من عدالة القضاة مثلما يقومون بحراسة السجون. وتعدد شعب طائفة الباسينقا لأكثر من ضعف هدا العدد كمثال سوقد سوقدا / المخبرين- أندانقا/ المرابطون في الحدود ومرتفعات الجبال …..ألخ.
ج- كورومو Krow beam
يستمد إسم هذه الطائفة من ? كروبيم? أي قنديل النور, كرو/ قنديل, بيم/ النور, في إشارة للنجمة خماسية الأضلاع التي هي من مقدسات الفور, حيث تجسمها هيئة جلوس الإنسان بالشكل التربيعي كما تظهرها صورة جلوس الكاتب الفرعوني ? Egyptian Scribe ? إد يشير هذا الجلوس إلي الجوارح الخمسة وهو: النظر , السمع, الشم, الذوق واللمس (راجع الكتاب المقدس/ العهد القديم , صفر التكوين الإصحاح الثالث الأيات ? 22? 24) علما بأن موضع هذا الكرويم في ظاهر تابوت كتاب العهد الذي كان يتولي حمله ثلة من رجال هذه الطائفة.
د- ميرينقا- أرباب المرح:
ينبثق إسم هذه الطائفة من المرح أي أرباب المرح وهي الطائفة التي تقوم بكل مظاهر الفرح في معية كتاب العهد (التورات) وهم يزفونه بكل مظاهر التمجيد والتهليل عند رفعه وترحيله كما يطوفون حوله عند سكونه فيسبحون بالحمد والشكر في الوقت الذي يتخلل هذا الفرح زقاريد النساء وأهازيج الرجال عند كل حركة للتابوت ولعل ما يعرف لدي الفور بإسم (فرانقا بيه)/ أي جزع الغزلان وهي قمة أمارات الفرح الذي يقومون به (Prase be the god) .
ه- أربانقا- أرباب الشغل:
ينبثق هذا الإسم من المدلول أرباب الشغل وهي الطائفة التي تشمل كل الذين يمتهنون مختلف الحرف والصناعات كالبنائيين والنجارين والخياطين ودباغي الجلود والحدادين وصائغي المجوهرات مما يقومون بالأعمال المتعلقة بكتاب العهد كم تشير إليهم إصحاحات الكتاب المقدس. ومن أثارهم المتبقية اليوم في دارفور السور الحجري الذي يشتهر بإسم (أمبولينق ورري) وهو بمعني باب الشفاعة / Gate of Humbulers , ويقع إلي الغرب من ?طورا جامع- مقر مدافن جلة سلاطية دارفور. وإلي الغرب من هذا السور تقع القرية المعروفة بإسم ?أرم با- أي قرية البنائيين- أرم/ السور الحجري ? با/ الصناع. ولقد وردت سيرة مثل هذا السور في العهد القديم من الكتاب المقدس.

المراجع:
1- الطيب عبدالرحيم محمد / الفلاته فى افريقيا ومساهماتهم الاسلامية والتنموية فى السودان الطبعة الثانية 1998-ص7 الخرطوم.
2- على عزت بيجوفيش رئيس البوسنه والهرسك / الاسلام بين الشرق والغرب ? ص209 .
3- الشيخ انتاديوب The African origin of civilization-myth o reality
Lawrence Hill books ? Chicago Review press lllinois ? 60610-
4- دكتور محمد ابراهيم ابكر ? تاريخ السودان القديم- مكتبة الانجلو المصرية -165 شارع محمد فريد القاهرة
5- جيمس هنرى برستد / انتصار الحضارة تاريخ الشرق القديم ? ص 83.
6- جمهورسة السودان الديمقراطية ? وزارة التربية والتعليم العالى
تاريخ الحضارات السودانيى القديمة لمعلمين اعداد شعبة التاريخ قسم المناهج والكتب ? الناشرون مكتب النشر الخرطوم الطبعة الاولى 1970- الطابعون :دار التحرير للطبع والنشر / الرقم المسلسل م ن / ر ك /176 .

7- أ-جرجى زيدان / تاريخ الماسونيه العام
ب- الشيخ نسيب وصيبه الخازن / من الساميين العرب
ج- موسوعه تاريخ العالم
د- جيمس هنرى برستد / انتصار الحضارة تاريخ الشرق القديم
ه- اسفار العمد القديم للكتاب المقدس
و- القران الكريم / التوبه ، البقره ، الشورى ، الفجر ، هود
ز- موطأ الامام مالك ? شرح الزرقانى ? المجلد الثانى .
م- احمد عبدالقادر عطار / الكعبه والكسوه منذ 4000 سنه حتى اليوم .
ط- دكتور حسن ظاظا الساميون ولغاتهم
ي- على بن الحسن بن الحسين المسعودى / مروجع الذهب ومعادن الجوهر ? م.

8- صابر طعيمه / التاريسخ اليهودى العام- الجزء الأول-الطبعة الثالثة-ص/ 264 , 265, 266, 270,- 1991- دار الجبل-بيروت

9- ابو الغداء الحافظ بن كثير الدمشقى المتوفى سنة 774هـ/ البداية والنهاية / المجلد الاول / ص /330،331 ? دار الحديث ? القاهرة .
10- المستشار . محمد عزت اسماعيل الطعطاوى / النصرانية والاسلام ? الديانة اليهوديه القديمة ?ص/116 التاريخ اليهودى العام ? ص/84.
11- John.L. Mekenzie, S.D-Dictionary of the Bible. Geoffrey Chapman ?P 411-London

بقلم الباحث والكاتب/زكريا سيف الدين سمين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية يا عم زكريا امد الله في أيامك و متعك بالصحة و العافية أحطنا علما بأشياء لم تكن معلومة بالنسبة لنا .قد سألت عمتى أخت والدي عليهما الرحمة عن فرعنا في القبيلة فقالت لي يا ولدي نحنا( باسينقا )استغربت من الاسم و أنكرته وقتها لكن الآن سبحان عرفت أنها كانت على حق وصواب لك التحبة مرة أخرى .
    ابنك /زكريا ابراهيم باسي أبوه المملكة العربية السعودية .

  2. محاولة اثبات الانتماء الى الحضارة السودانية المتمثلة فى الحضارة النوبيةوادعاء ملكيتها برزت كظاهرة متأخرة فى السنوات الاخيرة وقد قرأت من قبل ادعاءات شبيهةصادرة من البرتو والداجو والتنجر ونوبا الجنوب ومن بعض القبائل الجنوبية تدعى انها المعنية بتلك الحضارة وانهم هجروهاالى اصقاع بعيدة مرغمين نتيجة الغزو الحبشى او العربى الاسلامى كل ذلك يجرى رغم ان:
    (1)اصحابها الحقيقيين مازالوا موجودين بين حنايا اثار تلك الحضارة وان لغتهم ما تزال حية متداولة واذا لم يكونوا هم اصحابهاالحقيقيين فمن اين اتوااذا ؟ و رغم:
    (2) عدم وجود تشابه صلة اثنية او لغويةاو شواهد اثريةو وضعف الادلة والسند التاريخى فاذا كانوا هم اصحاب حضارة كما يدعون
    (3) فما الذى منعهم من اعادة بناء تلك الحضارة فى مهاجرهم فى دارفور والجنوب رغم توافر كل مقومات نجاحها …..واذا سلمنا جدلا بصحة تلك الهجرات:
    (4) فلماذا لم يستقروا فى المناطق الاقرب فى كردفان والجزيرة وقدكانت مناطق خصيبة ومروجا خضراء فى ذلك الزمان قبل ان يعتريها التغير البيئى
    (5)ولماذا هجروها هم وبقى النوبيون صامدين رغم شراسة الغزاة
    (6) فان كان لابد من ذلك فلماذا لم يدعيهاالاقربون وهم شعوب البجا رغم كونهم الاقرب اثنيا ولغويا وجغرافيا الى النوبيين
    (7) فما الجامع الحصرى بين اؤلئك الادعياء؟رغم اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطباعهم وسجاياهم؟
    (8)ولماذا ارتبطت تاريخيا بتوافد هجرات الاثنيات الافريقية من الاطراف الغربية والجنوبية للبلاد ومن خارجهاالى وادى النيل الاوسط والشمالى والشرقى وبظهور حركات تحرير السودان؟ ذلك سيكون مبحثنا فى فرصة اخرى

  3. محاولة اثبات الانتماء الى الحضارة السودانية المتمثلة فى الحضارة النوبيةوادعاء ملكيتها برزت كظاهرة متأخرة فى السنوات الاخيرة وقد قرأت من قبل ادعاءات شبيهةصادرة من البرتو والداجو والتنجر ونوبا الجنوب ومن بعض القبائل الجنوبية تدعى انها المعنية بتلك الحضارة وانهم هجروهاالى اصقاع بعيدة مرغمين نتيجة الغزو الحبشى او العربى الاسلامى كل ذلك يجرى رغم ان:
    (1)اصحابها الحقيقيين مازالوا موجودين بين حنايا اثار تلك الحضارة وان لغتهم ما تزال حية متداولة واذا لم يكونوا هم اصحابهاالحقيقيين فمن اين اتوااذا ؟ و رغم:
    (2) عدم وجود تشابه صلة اثنية او لغويةاو شواهد اثريةو وضعف الادلة والسند التاريخى فاذا كانوا هم اصحاب حضارة كما يدعون
    (3) فما الذى منعهم من اعادة بناء تلك الحضارة فى مهاجرهم فى دارفور والجنوب رغم توافر كل مقومات نجاحها …..واذا سلمنا جدلا بصحة تلك الهجرات:
    (4) فلماذا لم يستقروا فى المناطق الاقرب فى كردفان والجزيرة وقدكانت مناطق خصيبة ومروجا خضراء فى ذلك الزمان قبل ان يعتريها التغير البيئى
    (5)ولماذا هجروها هم وبقى النوبيون صامدين رغم شراسة الغزاة
    (6) فان كان لابد من ذلك فلماذا لم يدعيهاالاقربون وهم شعوب البجا رغم كونهم الاقرب اثنيا ولغويا وجغرافيا الى النوبيين
    (7) فما الجامع الحصرى بين اؤلئك الادعياء؟رغم اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطباعهم وسجاياهم؟
    (8)ولماذا ارتبطت تاريخيا بتوافد هجرات الاثنيات الافريقية من الاطراف الغربية والجنوبية للبلاد ومن خارجهاالى وادى النيل الاوسط والشمالى والشرقى وبظهور حركات تحرير السودان؟ ذلك سيكون مبحثنا فى فرصة اخرى

  4. الشُكرُ أجزله لزكريا سيف الدين سمين، ورداً على تساؤلات “الوجيع” فإنَّ هنالك مدلولات في لغة الفور و مُسميات كثيرة جداً لأشياء تجدها مُشتركة مع بعض المسميات في القبائل النوبية (تحديداً المحس)، أنا مولعٌ جداً بدراسة اللغات السودانية و كم كنتُ أتمنى لو وُجدتْ معاهد لتدريس هذه اللغات للراغبين، جاري بالحي الذي أسكنه محسي و استلفتُ منه كتاباً لِلُغة المحسية و من خلال بعض المسميات عرفتُ و وجدتُ أنَّ هنالك اشتراك في بعض الكلمات و إذا وُجد اختلاف فهو في طريقة نطق الكلمة و هذه شبه مقبوله مثلا…الحِصان عند الفور “مُرْتَا” و عند المَحس “مُرْتِي” و بلغة المحس إسمِنقا تَاجَّا معناها بالعربي بناديك أو أنا ديلك و لكن يبدو أنَّ المحس أضافوا كلمة اسم و هي عربية و الكلمة عند الفور “كونانقا تاجَّا” أي ألحُ في مناداتك و قد سمعتم بالميارم و الميرم تاجا معروفة و هي أخت السلطان علي دينار و تعني المشهورة، الجيش عند الفور “كور كوا و كُلي كوا” عند المحس “Kelly أو كلي “.
    هنالك صعوبات عند البحث عن معظم الكلمات المُشتركة تمثل أهمها في أنَّ اللغة العربية قد أثرتْ في العديد من المُصطلحات من ناحية و من ناحية أخرى فإنَّ استخدام الحروف العربية لكتابة الكلمات لأي لغة من اللغات قد لا نضمن مع هذا الإجراء الاحتفاظ بالنُطق السليم للكلمة، و هذا يحتاجُ منا أن نرجع إلى الناطقين بهذه اللغات و سماع الكلمات مباشرة منهم، لغة الفور تُكتَب بالحروف الانجليزية و بعض الحروف اللاتينية.
    لا شك في أنَّ الناس جميعاً قد خُلقوا من نفس واحدة، قال تعالى (يا أيُّها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساءا)، و الحراك بين المجتمعات و دخول الأديات و التنقل من مكان لآخر و التصاهر و غيرها من العوامل التي لا يسع المجال لذكرها كلها أثرت في كل اللغات الموجودة و بالرجوع إلى الممالك القديمة نجد أنَّ هذه اللغات قد تأثرت نسبة للعوامل التي ذكرناها و يبقى أنَّ البحث قد يُثبت أنَّ سوبا القديمة و كوش كانت أرض للسودانيين الأصليين قبل الهجرات التالية و التي أثرت في المكون و لكن الأهم من هذا كله هو مواصلة البحث حتى بفحص الحمض النووي للقبائل و معرفة ماذا سيسفر عنه هذا الإجراء و البحث.
    كلنا من آدم و آدم من تراب و نسأل الله أن ينصر الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم و أن يوحد المسلمين على الحق و أن يبعد عنَّا أسباب التفرقة و الشتات.

  5. محاولة اثبات الانتماء الى الحضارة السودانية المتمثلة فى الحضارة النوبيةوادعاء ملكيتها برزت كظاهرة متأخرة فى السنوات الاخيرة وقد قرأت من قبل ادعاءات شبيهةصادرة من البرتو والداجو والتنجر ونوبا الجنوب ومن بعض القبائل الجنوبية تدعى انها المعنية بتلك الحضارة وانهم هجروهاالى اصقاع بعيدة مرغمين نتيجة الغزو الحبشى او العربى الاسلامى كل ذلك يجرى رغم ان:
    (1)اصحابها الحقيقيين مازالوا موجودين بين حنايا اثار تلك الحضارة وان لغتهم ما تزال حية متداولة واذا لم يكونوا هم اصحابهاالحقيقيين فمن اين اتوااذا ؟ و رغم:
    (2) عدم وجود تشابه صلة اثنية او لغويةاو شواهد اثريةو وضعف الادلة والسند التاريخى فاذا كانوا هم اصحاب حضارة كما يدعون
    (3) فما الذى منعهم من اعادة بناء تلك الحضارة فى مهاجرهم فى دارفور والجنوب رغم توافر كل مقومات نجاحها …..واذا سلمنا جدلا بصحة تلك الهجرات:
    (4) فلماذا لم يستقروا فى المناطق الاقرب فى كردفان والجزيرة وقدكانت مناطق خصيبة ومروجا خضراء فى ذلك الزمان قبل ان يعتريها التغير البيئى
    (5)ولماذا هجروها هم وبقى النوبيون صامدين رغم شراسة الغزاة
    (6) فان كان لابد من ذلك فلماذا لم يدعيهاالاقربون وهم شعوب البجا رغم كونهم الاقرب اثنيا ولغويا وجغرافيا الى النوبيين
    (7) فما الجامع الحصرى بين اؤلئك الادعياء؟رغم اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطباعهم وسجاياهم؟
    (8)ولماذا ارتبطت تاريخيا بتوافد هجرات الاثنيات الافريقية من الاطراف الغربية والجنوبية للبلاد ومن خارجهاالى وادى النيل الاوسط والشمالى والشرقى وبظهور حركات تحرير السودان؟ ذلك سيكون مبحثنا فى فرصة اخرى

  6. محاولة اثبات الانتماء الى الحضارة السودانية المتمثلة فى الحضارة النوبيةوادعاء ملكيتها برزت كظاهرة متأخرة فى السنوات الاخيرة وقد قرأت من قبل ادعاءات شبيهةصادرة من البرتو والداجو والتنجر ونوبا الجنوب ومن بعض القبائل الجنوبية تدعى انها المعنية بتلك الحضارة وانهم هجروهاالى اصقاع بعيدة مرغمين نتيجة الغزو الحبشى او العربى الاسلامى كل ذلك يجرى رغم ان:
    (1)اصحابها الحقيقيين مازالوا موجودين بين حنايا اثار تلك الحضارة وان لغتهم ما تزال حية متداولة واذا لم يكونوا هم اصحابهاالحقيقيين فمن اين اتوااذا ؟ و رغم:
    (2) عدم وجود تشابه صلة اثنية او لغويةاو شواهد اثريةو وضعف الادلة والسند التاريخى فاذا كانوا هم اصحاب حضارة كما يدعون
    (3) فما الذى منعهم من اعادة بناء تلك الحضارة فى مهاجرهم فى دارفور والجنوب رغم توافر كل مقومات نجاحها …..واذا سلمنا جدلا بصحة تلك الهجرات:
    (4) فلماذا لم يستقروا فى المناطق الاقرب فى كردفان والجزيرة وقدكانت مناطق خصيبة ومروجا خضراء فى ذلك الزمان قبل ان يعتريها التغير البيئى
    (5)ولماذا هجروها هم وبقى النوبيون صامدين رغم شراسة الغزاة
    (6) فان كان لابد من ذلك فلماذا لم يدعيهاالاقربون وهم شعوب البجا رغم كونهم الاقرب اثنيا ولغويا وجغرافيا الى النوبيين
    (7) فما الجامع الحصرى بين اؤلئك الادعياء؟رغم اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطباعهم وسجاياهم؟
    (8)ولماذا ارتبطت تاريخيا بتوافد هجرات الاثنيات الافريقية من الاطراف الغربية والجنوبية للبلاد ومن خارجهاالى وادى النيل الاوسط والشمالى والشرقى وبظهور حركات تحرير السودان؟ ذلك سيكون مبحثنا فى فرصة اخرى

  7. الشُكرُ أجزله لزكريا سيف الدين سمين، ورداً على تساؤلات “الوجيع” فإنَّ هنالك مدلولات في لغة الفور و مُسميات كثيرة جداً لأشياء تجدها مُشتركة مع بعض المسميات في القبائل النوبية (تحديداً المحس)، أنا مولعٌ جداً بدراسة اللغات السودانية و كم كنتُ أتمنى لو وُجدتْ معاهد لتدريس هذه اللغات للراغبين، جاري بالحي الذي أسكنه محسي و استلفتُ منه كتاباً لِلُغة المحسية و من خلال بعض المسميات عرفتُ و وجدتُ أنَّ هنالك اشتراك في بعض الكلمات و إذا وُجد اختلاف فهو في طريقة نطق الكلمة و هذه شبه مقبوله مثلا…الحِصان عند الفور “مُرْتَا” و عند المَحس “مُرْتِي” و بلغة المحس إسمِنقا تَاجَّا معناها بالعربي بناديك أو أنا ديلك و لكن يبدو أنَّ المحس أضافوا كلمة اسم و هي عربية و الكلمة عند الفور “كونانقا تاجَّا” أي ألحُ في مناداتك و قد سمعتم بالميارم و الميرم تاجا معروفة و هي أخت السلطان علي دينار و تعني المشهورة، الجيش عند الفور “كور كوا و كُلي كوا” عند المحس “Kelly أو كلي “.
    هنالك صعوبات عند البحث عن معظم الكلمات المُشتركة تمثل أهمها في أنَّ اللغة العربية قد أثرتْ في العديد من المُصطلحات من ناحية و من ناحية أخرى فإنَّ استخدام الحروف العربية لكتابة الكلمات لأي لغة من اللغات قد لا نضمن مع هذا الإجراء الاحتفاظ بالنُطق السليم للكلمة، و هذا يحتاجُ منا أن نرجع إلى الناطقين بهذه اللغات و سماع الكلمات مباشرة منهم، لغة الفور تُكتَب بالحروف الانجليزية و بعض الحروف اللاتينية.
    لا شك في أنَّ الناس جميعاً قد خُلقوا من نفس واحدة، قال تعالى (يا أيُّها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساءا)، و الحراك بين المجتمعات و دخول الأديات و التنقل من مكان لآخر و التصاهر و غيرها من العوامل التي لا يسع المجال لذكرها كلها أثرت في كل اللغات الموجودة و بالرجوع إلى الممالك القديمة نجد أنَّ هذه اللغات قد تأثرت نسبة للعوامل التي ذكرناها و يبقى أنَّ البحث قد يُثبت أنَّ سوبا القديمة و كوش كانت أرض للسودانيين الأصليين قبل الهجرات التالية و التي أثرت في المكون و لكن الأهم من هذا كله هو مواصلة البحث حتى بفحص الحمض النووي للقبائل و معرفة ماذا سيسفر عنه هذا الإجراء و البحث.
    كلنا من آدم و آدم من تراب و نسأل الله أن ينصر الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم و أن يوحد المسلمين على الحق و أن يبعد عنَّا أسباب التفرقة و الشتات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..