
الصور المرفقة: بورتريه لعبدالواحد وراق رسمه صلاح سليمان (خدش على الاسكريبربورد) صلاح سليمان صاحب الوجه المبتسم والصور الاخيرة للفريق معاش أمن صلاح صاغة الذى قام بتعذيب صلاح سليمان وعبدالواحد وراق في بيت الاشباح بجوار السيتى بنك، خلف مبنى لجنة الاختيار سابقاً. لأكثر من اربعين يوماً.
وهي أيام لاتقاس بمقدار الثواني والدقائق والساعات. انما تقاس بمقدار ما يلحق بالأجساد والارواح والأنفس من وخذات الذل والهوان وبقايا ذكريات مرة، تظل عالقة على جدران القلوب وتأبى النزول الى قاع النسيان. لم يكن السيد صاغة مجرد مجرم يستلذ بإلحاق الاذى بالناس ويجد المتعة في الاصغاء الى صراخ الضحايا. بل كان السيد صلاح الدين محمد صاغة ينتمى الى مدرسة فكرية تزعم انها تقوم بتنزيل قيم السماء على ارض السودان، وان كل من يخالفها الرأي، فحريته و دمه وماله وعرضه مستباح.
في مثل هذا اليوم العالمى لمساندة ضحايا التعذيب نذكر السيد صاغة ان الأوان قد آن. وان الايام تحيطك بالمجهول من كل جانب. وان ساعة الصفر تقترب منك يوما بعد يوم. فأين المفر! لقد انتهى زمن الافلات من العقاب. يقول مصطفى سعيد في رواية موسم الهجرة الى الشمال: (لو أن كل انسان عرف متى يمتنع عن اتخاذ الخطوة الاولى، لتغيرت اشياء كثيرة) ولكنك خطوت خطوات وخطوات ومشيت بملء قدمك فوق أوجاع اشخاص كانوا من زملاء الدراسة في يوم من الايام. فكانت تلك الخطوة هي قدرك وفيها هلاكك. ولربما لا تدرى ان يكون الثمن باهظا بأكثر مما تتصور. فليس في غياهب السجون كما يتبادر الى ذهنك، بل سيكون الثمن انك ستفقد احترام آل بيتك واحترام الاهل والاصدقاء وابناء الحارة وكل من تعرف اليك في دروب الحياة. ستكون مجرد شخص تافه ليس له اي قيمة اخلاقية كانت أم انسانية.
ربما تهرب الى قطر او تركيا او حتى الى ايران ، التى درست فيها طرق واساليب التعذيب، وستعيش هناك في انتظار المجهول.
أما حبيبنا صلاح سليمان يعيش الآن حراً. لم تستطع ان تقتله او تثنيه عن مبادئه. فهو حيٌ يرسم ويعزف على اوتار العود ويغنى في ليالى السمر ويحمل السودان بين جوانحه.