مقالات وآراء

الى : البرهان (حمدان الجنيدابي) حميدتي المستبدان وهما الآن في طريق الإجتِثاث . من قبلهما كان المخلوع الذي تم إجتثاثه

عمر الحويج

مشهد داخل ذاكرة تتلاشى قصة قصيرة

*** حمدان الجنيدابي.. يتذكَّر :

أنه .. في تلك ، الليلة الليلاء.
حيث الزمان .. كان هو ، غير الزمان.
حيث المكان .. كان هو ، غير المكان .
حيث الناس .. كانوا هم ، غير الناس .

حمدان الجنيدابي .. يتذكّر:

أنه .. في تلك الليلة ، بعينها .. لا غيرها ، أرعدت السماء ، دونما سحب .. واهتزّت بفعلها .. الأرض ، والجدران ، والبشر .. وانشقّ الفضاء ، عن دويٍّ هائل .. لا مثيل له ، إلا في أساطير .. الآتين ، وليس الأولين !!.

حمدان الجنيدابي .. يتذكّر:

أنه .. فقط ، وفي لحظته : تلك الأولى . أو تحديداً أكثر دقة . ما قبل الأولى . انقلب على جنبه الأيمن ، ولكن حين اصطدم ، ذلك الدويّ ، بجدار الحلم ، الذي كان يناوشه . انقلب ، على جنبه ، الأيسر .. ولكن حين صحبت ذلك الدويّ الهائل ، تلك الهزة القوية ، التي ارتعش لها ذلك الجسد ، الموبوء قبلاً ، بالسهر والحمى. حتى انتفض مذعوراً ، مفزوعاً .

أول .. ما فكر فيه : أن حدثاً ، جللاً قد وقع .. رغم أنه لم يتبيّنه بعد ، إلا أنه قفز ، هذه المرة بجنبيه: الأيمن ، والأيسر -معاً هكذا- وفي وقتٍ واحد !!

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. وكخطوة أولى -وإن لم تكن إرادية- بحث عن سكّينه ، التي عادة لا يخلعها من ذراعه إلا كي تعمل : عند الضرورة ، أو عند اللزوم .. وهذا ما يحدث بوتيرة متصلة .. يومياً.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه .. ترك أمرَ تحسُّسه ، لموقع السكين . وتلفت يبحث عن نعاله ، حين وجد نفسه -كيف لا يدري- وهو في قلب الفضاء الشاسع.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه ، لم يكمل البحث عن نعاله . تناسى أمر النعال ، حين أحس ، أن شوكة لعينة ، انغرزت في باطن قدمه.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى أمر تلك الشوكة اللعينة ، حين رأى ، الآخرين وقد سبقوه ، واحتلوا قبله ، قلب الفضاء الشاسع.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه ، تناسى أمر الآخرين، الذين احتلوا قبله ، قلب الفضاء الشاسع ، حين رأى، على مدى السراب ، تلك الشجرة الضخمة ، التي هي بحجم الفضاء الشاسع .. المتدلية من الأعالي ، ولم تلامس الأرض ، جذورها .. بعد .

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى ، وبتصميم هذه المرة ، أمر تلك الشجرة الضخمة ، والتي هي بحجم الفضاء الشاسع .. المتدلية من الأعالي ، ولم تلامس الأرض ، جذورها .. بعد . حين رأى .. لدهشته ، الآخرين .. الذين احتلوا قبله ، قلب الفضاء الشاسع .. يتحركون ، ولكن بأكفان : بعضهم ، بلا أجساد ، داخل أكفانهم ، وبعضهم بلا رؤوس على أكتافهم .

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى أمر الآخرين ، الذين يتحركون .. ولكن بأكفان: بعضهم ، بلا أجساد داخل أكفانهم ، وبعضهم بلا رؤوس على أكتفاهم. حين تذكر ، أولئك الذين يأتون إليه .. يقولون :
هؤلاء الناس ، يولدون .. بغير ما ترغب !!.
يقول لهم ، حمدان الجنيدابي :
أبيدوهم .. أبيدوهم .. أبيدوهم !!.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى أمر أولئك الذين يأتون إليه ، حين رأى بأم عينيه ، ذلك الجسد ، المصلوب بامتداد تلك الشجرة ، الضخمة ، بحجم الفضاء الشاسع ، المتدلية من الأعالي ، ولم تلامس الأرض ، جذورها ، بعد.

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى أمر ذلك الجسد ، حين تذكّر أولئك الذين يأتون إليه.. يقولون:
هؤلاء الناس ، يعيشون حياتهم .. بغير ما ترغب!!.
يقول لهم .. حمدان الجيندابي :
أبيدوهم .. أبيدوهم .. أبيدوهم !!.

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى أمر أولئك الذين يأتون إليه ، حين لمح لبرهة قصيرة وعابرة، وإن لم تكن عامدة .. أن ذلك الجسد المصلوب ، بامتداد الشجرة الضخمة، المتدلية من الأعالي ، بحجم الفضاء الشاسع ، ولم تلامس الأرض ، جذورها .. بعد ، يشبهه إلا قليلاً ، بمقدار لم يتبيّنه بعد .

حمدان الجنيدابي.. يتذكَر:

أنه .. تناسى أمر ذلك الجسد ، الذي يشبهه ، إلا قليلاً بمقدار لم يتبينه بعد، حين تذكر أولئك الذين يأتون إليه .. يقولون:
هؤلاء الناس ، يفرحون ، ويحزنون .. بغير ما ترغب!!.
يقول لهمة.. حمدان الجنيدابي:
أبيدوهم .. أبيدوهم .. أبيدوهم !!.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه .. لم يتناس هذه المرة، وإنما عادت إليه ذاكرته ، وامضة براقة .. وليس كعادتها ، حين تأكد له ، بعد برهة لاحقة، لم تكن أبدا غير أنها متعمدة . أن هذا الجسد ، المصلوب بامتداد الشجرة الضخمة ، بحجم الفضاء الشاسع ، المتدلية من الأعالي ، ولم تلامس الأرض، جذورها.. بعد. لم يكن إلا هو بعينه، حمدان الجنيدابي ، بسكّينه .. التي لا يخلعها إلا لكي تعمل .. بنعاله التي تناسَى أن ينتعلها .. وحتى بتلك الشوكة اللعينة التي انغرزت في باطن قدمه.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى كل هذا ، حين رأى تلك الشجرة الضخمة ، تعلو .. وتعلو ، وما عاد مصلوباً عليها ذلك الجسد، الذي هو بعينه ، حمدان الجيندابي ، حين تذكر أولئك الذين يأتون إليه .. يقولون : هؤلاء الناس ، يموتون .. بغير ما ترغب!!.
يقول لهم .. حمدان الجيندابي : أبيدوهم .. أبيدوهم .. أبيدوهم !!.

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه .. تناسى أمر أولئك الذين يأتون إليه ، حين رأى تلك الشجرة الضخمة، وقد عادت وغرزت جذورها في باطن الأرض ، ولم يعد مصلوباً عليها ذلك الجسد ، الذي هو بعينه حمدان الجيندابي .

حمدان الجنيدابي.. يتذكَر:

أنه .. تناسى أمر تلك الشجرة الضخمة والتي غرزت جذورها في باطن الأرض ، ولم يعد مصلوباً عليها ذلك الجسد ، والذي هو بعينه حمدان الحنيدابي ، حين وجد نفسه ، يجري .. ويجري ، يلهث ويلهث ، بحثاً عن حمدان الجنيدابي ، الذي لم يعد مصلوباً على تلك الشجرة الضخمة ، بحجم الفضاء الشاسع ، والتي انغرزت جذورها في باطن الأرض.

وإن لم يجده .. يجري ويلهث .. وإن لم يجده ، يجري ويلهث .. وإن لم ..

حمدان الجنيدابي.. يتذكَر:

أنه .. لم يعد يتذكَر ، فقد بدأت ذاكرته ، تتلاشى .. تتلاشى .. تتلاشى !!!! .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..