مقالات سياسية

في ذكرى إنتفاضة سبتمبر لا سبيل سوى رحيل العصابة الانقاذية

تمر ذكرى إنتفاضة سبتمبر المجيدة وقاتل شبابنا لا يزال في السلطة، فالسلطة اصبحت غنيمة لما يسمى بحزب المؤتمر الوطني وريث عرش الجبهة الاسلامية القومية التي انقلبت على النظام الديمقراطي ودبّرت إنقلابا، لم تجن بلادنا منه سوى الحروب والجوع والتمزق والموت والدمار.
النظام الذي سمى نفسه إنقاذا لم ينقذ أحدا سوى منسوبيه وسدنته من اللصوص والقتلة والفاسدين. سرقوا وطننا جهارا نهارا ولم يتركوا أرضا أو مؤسسة أو مشروعا زراعيا الا واعملوا فيه آلة النهب والتخريب التي لا يجيدون شيئا سواها. وكل من تصدى لاجرامهم وفسادهم واجهوه بعقلية الدواعش التي كان لهم فضل السبق والريادة في إستخدامها: القتل! ليس أسهل لديهم من إزهاق الارواح. كل من يقف في طريقهم يعبرون فوق جثته، انها نفس سفينة الانقاذ التي كانوا يتغنون لها في اوائل عهدهم المشئوم:
وسفينة الانقاذ سارت لا تبالي بالصعاب!
لم تبالي سفينتهم لا بالصعاب ولا بالارواح التى أزهقتها ولا بالاجساد التي طحنتها في مسيرتها القاصدة الى الاستئثار بالسلطة والثروة في بلادنا.
كأن ما فعلوه في كل بلادنا من قتل ونهب وتدمير لم يكفهم، لم يكفهم الابرياء الذين قتلوهم في دارفور وما مارسوه من اغتصاب وحرق للقرى وتدمير لروابط مجتمع كان متماسكا وقادرا على حل مشاكله التي تنشأ بين مكوناته، فزرعوا الفتن بين مكوناته ووزعوا السلاح الذي يتباكون اليوم على جمعه!
لم يكفهم كل الدماء والمصائب التي زرعوها في كل ركن في بلادنا، والحروب التي اشعلوها حتى اجبروا الجنوب على الانفصال. ولم يرو كل ذلك عطشهم لدماء الابرياء، فأطلقوا النار على الشباب في شوارع الخرطوم، ولأنهم منزوعون من فضيلة الحياء، يعرضون شراء دماء الشهداء وبأبخس الأثمان المقتطعة من مال شعبنا المسروق، بعد إضاعة عدة سنوات في تحقيقات وهمية (تحقيقات يقوم بها القاتل نفسه) وليت تلك التحقيقات الكاذبة كعهدهم، كانت من اجل ارضاء شعبنا، وتسكين بعض جراحه، لكنها كانت فقط لارضاء الدوائر الاجنبية التي باتوا يكدون من اجل رضاها آناء الليل واطراف النهار، طمعا في كعكة رفع العقوبات بعد أن جفّ ضرع الوطن أوكاد من فرط تكالب اللصوص عليه!
سفكوا دماء الابرياء واستحلوا كل شئ في وطننا الذي عرضوه للبيع في كل مكان وبالتقسيط المريح، حتى سفينتهم التي (لا تبالي بالصعاب) باعوها، وكفى الله (المؤمنين) شرّ القتال!
لا سبيل لوطننا لكي يبقى موحدا وتنتهي معاناة إنسانه ويستعيد دولة الحرية والقانون والمؤسسات ، سوى بذهاب هذه العصابة المجرمة ومحاسبة كل من تورط في إذلال أبناء شعبنا وحرمانهم من حريتهم و حقوقهم في التعليم والصحة والحياة الكريمة، وكل من تورط في سرقة وطننا وسفك دماء أبنائه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الملك احمد بن الملك محمد حمد –لك الود دوما .
    شكرا لاثارتك هذه الذكرى التي تناساها الجميع ما عدا قلة من أصحاب الوجعه من الوطنيين الاحرار — هذه الذكرى لا بد ان تظل متقده حتى زوال هذا النظام الانقلابى المتسلط –ذكرى استشهاد أولئك الشباب الوثاب الذى طالب بابسط حقوق البشر في الأرض — عاش كفاح الشعب البطل وتسقط الانظمه الشموليه الاسلامويه — دمتم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..