التصادم والتناقض والتعارض بين السفارات وجهاز المغتربين

أكاد أصل لمرحلة الجزم اليقيني إن سفاراتنا بالمهجر هي السفارات الوحيدة في الخارج وأكرر الوحيدة التي لاتقيم وزنا للعلاقة بينها وبين الوجود السوداني الذي تدعي رعاية مصالحه في بلد الاغتراب وإن همها الاول هو الجباية واستنزاف وحلب هذه الابقار الحلوبة التي ساقتها اقدارها ولفظتها الى منافئ باردة وأرصفة خانقة وحضارات مزيفة بحثا عن لقمة العيش الشريفة أو هروبا من جحيم لم يعد بالامكان تحمل قساوته ورغم كل ذلك تظل الذكرى الحبيبة والشوق الى العصاري الدافئة والامسيات الندية المترعة بالعاطفة والوجد والشجن تمثل راس الرمح في أدب الغربة وطوفان ذكرياتها المؤلم والسار
أكرر إن سفاراتنا بالخارج لاهم لها سوى التحصيل والجوازات والاضافات بالاضافة الى الاستقطاب وشق الصفوف وانها دوما ماتكون السبب في التشرذم والخلاف بين ابناء الجاليات التي يتواجدون في مقار مركزها الرئيس وإن غلبة المعايير السياسية والحزبية دوما ماتنسي القائمين على أمر تلك السفارات إن مهمتهم الرئيسة أرفع واسمى من الدعوة للاستقطاب الفكري والسياسي الحاد
لاسيما أن عمل الجاليات هو عمل تطوعي خيري ديمقراطي انساني لامجال لتدخل السفير أو أركان حربه فيه وهذا هو الواقع وهو واقع لاينفصل بالطبع عن السياسة بحال من الاحوال ويدور معها وجودا وعدما حيث أن غالبية السفراء والقناصل والملحقين ونواب رئيس البعثة وطاقم السفارة الأمني ممن ينتمون للتنظيم الحاكم وليس لهم المقدرة على مخالفة التعليمات والتوجهات وليس بمقدورهم الانعطاف قيد انملة واحدة من السياسة والتوجه المرسوم لهم والواجب عليهم اتباعه بدقة متناهية ومن هنا نلاحظ بروز المشكلة بمعناها الواسع والعميق نظرا للاختلاف الايدلوجي لجذري الكلي بين الغرض والهدف المبتغى وبين الشعارات البراقة المرفوعة حيث تفضل وتسعى السفارات رغم شعاراتها البراقة المرفوعة الى تغليب فئة دون الأخرى ومناصرة البعض على الاخر في معادلة ينعدم فيها الحياز المطلوب وتبدو الغلبة فيها للحزب وسياسة التمكين والامساك بقبضة حديدية على مفاصل هذه الجاليات حتى لاتشب عن الطوق او تخرج عن جادة الطريق الذي هو في تقديرهم منهج وشعارات الحزب الحاكم فقط واضحة ، ومكابر من يدعي إنه لايقيم وزنا لأي سفارة أو جهاز مغتربين في حال تسنمه ذرورة سنام اي جالية أو تنظيم يعني بامور السودانيين بالخارج ، وهذا وضع يجب أن نعمل على تلافيه بقدر من المرونة والاتزان بين مايمليه الواجب الوطني وبين مايفرضه الانتماء الحزبي.
وكذلك الحال بالنسبة لجهاز المغتربين فهو جهاز مغلوب على أمره سواء اتي كرار او ذهب حاج ماجد ولايملك من القرارات والوسائل والاليات مايمكنه من تجاوز هذا النفق المظلم لأن الامور في بلادنا حتى تاريخه تدار بمنطق التمكين وسياسة الحزب الحاكم وبتهميش واقصاء الرأي الآخر وهذا ماحذرنا منه كثيرا وكتبنا وناشدنا بضرورة الابتعاد عنه وافساح المجال للجميع وأن هذا لوطن يسعنا جميعا اذا ماصدقت النوايا والتوجهات وتوجهنا جميعا شطر اعماره وبنائه وتحقيق التنمية المستدامة فيه وانه وطن يذخر بالخير والموارد واولها الانسان السوداني .
ان العلاقة بين المغترب والجهاز الذي يرعى شئونه والسفارات التي تمثل رمز عزته وسيادته هي علاقة يجب ان تتسم بالتكامل والتطابق والتماثل والاحترام التام المتبادل من الجميع والاستماع الى وجهات النظر المختلفة وتغليب معايير الشفافية واتباع نهج الشورى والديمقراطية والالتزام بما يعكس الصورة المشرقة الباهية للوطن واهله الكرام ودعم العلاقة بين الشعوب والبلدان المستضيفة للمهاجرين السودانيين والعمل بقوة على رعاية مصالح المهاجر السوداني وتقديم مايلزمه من حزم وحوافز ومعينات لا ان تصبح الجاليات ساحة للقتال والاعتراك والجدل بين أعضائها بسبب أنني انتمي للحزب الحاكم وأنت شيوعي أو حزب أمة أو اتحادي او من أحزاب 7+7 او بمقولة إن السفارات والجهاز لاعمل لهما سوى الجباية المقننة وعدم تقدير المهاجر السوداني ودوره المميز في التنمية .
ان الوضع الحالي لجميع الجاليات السودانية بالمهجر على حافة المدفع ولايسر وعلى وشك الانفجار وهناك جاليات لم تتمكن بالفعل من عقد جمعياتها العمومية لسنوات طويلة بسبب الخلاف الحزبي والعقائدي وبسبب الجهوية والعنصرية البغيضة ونتيجة لعدم وجود مؤشرات وقواعد ثابتة تحدد بوضوح تام العلاقة بين المغترب والسفارة ، وبينه وبين جهاز المغتربين، والمفروض العمل على وضع هذه القوانين وانفاذها ووضعها موضع التنفيذ المباشر والفعلي .
لقد اقعدت هذه الخلافات المستعصية عن الحل وبالاضافة الى التعارض والتصادم والتناقض بين القرارات الصادرة من السفارات والجهاز الجاليات السودانية بالمهجر عن القيام بدورها ومهامها الرئيسة نحو الوجود السوداني الموجود في دوائر اختصاصها لاسيما بعد ان تغيرت بيئة وظروف الاغتراب كثيرا عن ذي قبل وكثرت الهموم وزادت المسئوليات وكبر الابناء وأصبح الاغتراب تحصيل حاصل ولايسد الرمق ودونكم السجون ودور التوقيف في بلاد المهجر التي تمتلئ وتفيض بعدد كبير من ابناء جلدتنا وامامنا المشاكل الاجتماعية العويصة وحالات الطلاق والانفصال وحاجة الارامل والايتام ومنازعات العمل المتعددة ومشاكل تعليم ابنائنا والكفلاء وبلاغات التغيب عن العمل وضعف الانتماء لاجيال الغربة وعدم معرفتهم بوطنهم وتاريخه المجيد التليد وضعف معطيات ومخرجات الاغتراب بصفة عامة فلاعودة نهائية تسر الخاطر وتطيب القلب ولابقاء في الغربة يحقق الحد الادنى من الامنيات والطموحات
ومن هذا المنبر اوجهها دعوة للسفارات في بلاد المهجر أن تتعامل بعقلية مرنة مفتوحة مع الكافة وأن لاتوصد الباب أمام أحد وأن لاتحبذ فئة أو طائفة دون الاخرى وان تستمع الى الجميع وتحاورهم وتعي وتفهم مقاصدهم الحقيقية وأن تعمل بقدر الامكان الى عدم حدوث ازدواجية أو تعارض بينها وبين الجهاز في القرارات الصادرة من كل منهما المتعلقة بالجاليات أو بالمغترب السوداني تحديدا مع تغليب معيار المصلحة العامة للجميع وللوطن ، وأن تنظر الى تعريف الجالية بمدلولها الواسع وومفهومها العميق فقط لاسيما اننا أمة سودانية سمحة وبسيطة وعقلانية في الوقت نفسه ومتميزة في السياق ذاته وغيرها من مفردات ومعطيات سودانية سمحة صنعت خصيصا لنا والاضافة الى ثقافة الحوش الكبير ويابلدي ياحبوب (وبلادي انا بلاد ناسا تكرم الضيف وحتى الطير يجيها جيعان ومن اطراف تقيها شبع).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كدى أسأل ، هل فى سفارة أو قنصلية بتاخد ضريبة من المغتربين غير السودانية ،ياخى كل السفارات و القنصليات التانية بتحفز رعاياها إلا السودانية ، و قال حولوا قروشكم بالطرق الرسمية!!! بس إنت شوف الإثيوبية لما المغترب يحول عشرة ألف دولار ، الحافز شنو؟ أقول ليك يالله نسك الجواز الأثيوبى ، بس لكن ما بدونا.

  2. كدى أسأل ، هل فى سفارة أو قنصلية بتاخد ضريبة من المغتربين غير السودانية ،ياخى كل السفارات و القنصليات التانية بتحفز رعاياها إلا السودانية ، و قال حولوا قروشكم بالطرق الرسمية!!! بس إنت شوف الإثيوبية لما المغترب يحول عشرة ألف دولار ، الحافز شنو؟ أقول ليك يالله نسك الجواز الأثيوبى ، بس لكن ما بدونا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..