رفع الدعم .. عام عسرة اﻹنقاذ

بسم الله الرحمن الرحيم
في ليل شتاء وطويل أظلم علينا بعد جمعة رمضانية كانت اﻷولى في الشهر الفضيل وبالتحديد في الرابع منه وبينما كنت على منضدة ومعي الورقة والقلم أتابع مسابقة الفداء على تلفزيون السودان وبعشم الفوز بأحدى جوائزها فاجأني الرئيس البشير في كامل بزته العسكرية يزيع علينا قرارته التي قضت بحل المجلس الوطني وتجميد اﻷمانة العامة للمؤتمر الوطني الحزب الحاكم فتبع ذلك إنشقاق اﻻسﻻميين . وأشهر عبارة قالها البشير في ذلك البيان أنه شاور من يثق بهم ثم توكل على الله . والسؤال من هم أهل ثقة البشير الذين أقنعوه بإزاحة الترابي وكيف نالوا هذه الثقة وعلى أي وتر عزفوا حتى تطرب أذنه ويقدم على هذه الخطوة؟
وظللت منذ ذلك التاريخ أي الرابع من رمضان 1999م أتقصي عن هذه الجماعة المستترة ولكن من أفعالها الظاهرة تجد أنها تريد أﻹنفراد بالسلطة وترفض أي تقارب مع القوى السياسية وتجهض أي حل وطني وما إقصاء الترابي اﻻ ﻹصراره على اﻻنفتاح على اﻷحزاب المعارضة وإعادة الديموقراطية وطلع علينا العض بهتاف (نجضت..نجضت ماتدوها بقاث الطير) . وفي كل مرة يتقدم خﻻلها البشير تجاه الحل الوطني اﻻ وتجد نار الحرب قد أشعلت حتى يخغت صوت السياسة ويعلو صوت البندقية ويقطع الطريق على التوافق الوطني وتستمر الجماعة اﻻستمتاع بالسلطة وان كان على طريقة إذهب للقصر رئبسا” وإذهب للسوق تاجرا”.
ففي اللحظة التي إجتمع أهل دارفور في الفاشر وتوصلوا لحل قضية التمرد في جبل مرة طلع القوم بهتافهم (إكسح .. أمسح .. ماديرين أسير) فحرقت الفاشر .
ولك أن تتابع بعد كل جولة مفاوضات تشعل جبهة للقتال .وبعد كل اتفاق سياسي تخلق أزمة منذ نداء الوطن .. والتراضي الوطني وحوار أهل السودان في كنانة وعندما طالبت القوى السياسية بإنهاء حالة الطوارئ ففتحت جبهة الكرمك وقيسان وكيف شارك اﻻتحادي الديموقراطي بين يدي أزمة زيادة اﻷسعار وعند كل سانحة للتقارب اﻻسﻻمي يحبس الترابي وتستمر حملة شيطنته ولكم ان تتذكروا بعد مذكرة اﻷلف أخ التي رفعها شباب الحزب الحاكم يطالبون باﻻصﻻح ومحاربة الفساد وكيف دفع البشير ليتصدى لهم ثم أشعلت هجليج وأجل الحديث عن محاربة الفساد الى ما بعد انجﻻء المعركة .وما أن أطلق المجاهدون مبادرة السائخون اﻻ واشعلت أبكرشوﻻ. وإستشهد قادتهم وتأخرت المبادرة عن الوصول ﻷهدافها . كل ذلك من الشواهد والكثير من اﻷحداث والتفاصيل والتكرار الرتيب اجهاض كل فرص الحل الوطني والتوافق السياسي ووحدة اﻻسﻻميين من داخل أجهزة السلطة. الى أن فاجأ المشير البشير المكتب القيادي بالدفع بوريقة لكل واحد من المأئة قيادي في الحزب الحاكم يطلب منهم أن يكتب كل واحد ثﻻث خيارات لتخلفه في موقعه على أن ﻻيتجاوز من العمر 55عاما” ليسقط القوم في اﻻمتحان ويجمعوا الورق خاليا” فيطلق البشير في اليوم التالي على وسائل اﻻعﻻم اعترفاته بالتقصير وسيعمل بجد ﻷنهاء الحروب وخاصة القتال في دارفور ووعد بمبادرة للحوار مع المعارضة والحركات المسلحة . ولكن القوم لم يياسوا فأشعلوا حرب قبلية بين الرزيقان والبني هلبة . ولكن ﻷن الشعب سئم الحرب لم تتسع رقعة القتال القبلي وحاصرته اﻷجاويد والوساطات المحلية وبعد جنوح الحركات للسلم باعﻻنها وقف إطﻻق النار من طرفها ولم تستجب ﻻستفزازات القصف الجوي .خرج عباقرة الكنكشة والتشبث بالسلطة بفكرة رفع الدعم عن المحروقات ليلهبوا شرارة المظاهرات ويقطعوا على حوار البشير مع القوى السياسية الطريق وتباروا في تصريحات استعﻻئية أحدهم يمتن بمال البترول وآخر بالبيوت السمحة وثالث بالبيتزا ليبلع البشير الطعم ويخاطب شباب الحزب الحاكم بالهوت دوق .
وكل المتاح من أرقام لتسويق رفع الدعم مبلغ أربعة مليار قيمة العجز في الموازنة حال استمراره وخمسة مليار تجنيها الحكومة برفع الدعم . وإذا قارنها بارقام أخرى نجد جباية الزكاة سبعة مليار جنيه وما ينفق على الحرب مليون دوﻻر يوميا” وفي واحدة من فضايا الفساد أحد زبانية النظام يختلس 168مليون جنيه غير التجنيب ﻻيرادات الكهرباء والتعدين ورسوم وزارة الداخلية . فان كانت وزارة الداخلية جادة في سداد العجز يكفيها أن تبسط وﻻيتها على اﻷموال المجنبة ومحاربة الفساد ويكفي البشير تسريع خطى احﻻل السﻻم لوقف نزيف الحرب للخزينة العامة وحينها يستطيع أي إقتصادي أن يدير موارد الدولة بما يمكن من تجنب الضغط على المواطن البسيط وإن عجز بعدها تتحمل كل القوى الوطنية قرارات الحكومة اﻻنتقالية لتخرج البﻻد من مأزقها اﻹقتصادي .
وما دون ذلك على المتشبثين بالسلطة إتباع فقه عام العسرة في السيرة النبوية والتبرع ببعض مال عضوية الحزب الحاكم وتخصم من كل مستفيد من التمكين ثلث ما يملك لتغطية عجز الموازنة فقد دفع ستين تاجرا” من الحزب الحاكم مبلغ ستة مليار جنيه بالقديم لتمويل الحملة اﻻنتخابية عام 2010م في ساعتين حسب تصريح د.نافع على نافع وقبلهم دفع الصديق أبوبكر كل ماله والغاروق عمر نصفه و الصحابه بمايجودون لحماية الدولة اﻻسﻻمية وإذا كان زيادة اﻷسعار تهدد نظام اﻹنقاذ بالزوال وقادتها يحذرون من رفع الدعم لماذا يبخلون عليها بما يملكون.
إسماعيل فرج الله
[email][email protected][/email] 21سبتمبر2013م
وانت صدقت انهم صحابة ؟ ؟ فكما افتي نافع فهم بغايا الاندلس .