كلوا….إلا الموية

كلوا….إلا الموية

فيصل محمد صالح

هل يعلم السادة نواب البرلمان القومي، وأعضاء المجلس التشريعي لولاية الخرطوم أن بعض محليات الولاية شهدت بداية تركيب عدادات الدفع المقدم للمياه، أو ما يسمى شعبيا بـ “الجمرة الخبيثة”، هل ناقش المجلس التشريعي للولاية ذلك، أو ناقشه البرلمان القومي؟ هل أجاز النواب هذه الخطوة الخطيرة، أم أن الأمر لا يستحق إخطار النواب، وليس من صميم اختصاصاتهم. لو شاورتهم الولاية ووافقوا فهي كارثة، ولو “طنشت” ولم تشاورهم فالمصيبة أعظم.
إن لم ينافح أعضاء المجالس التشريعية المنتخبين ديمقراطيا، كما تقول الحكومة، عن حق المواطن في الحصول على مياه الشرب، أساس الحياة، فما هي وظيفتهم وواجباتهم الأخرى، وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبوه؟
لقد سبق أن حاولت الولاية هذه اللعبة قبل مدة، وعندما شعرت بحجم الاحتجاجات سارعت للقول بأن الدفع المقدم سيكون محصورا في القطاع التجاري، لكن هاهي تقحمه في القطاع السكني.
حق الحصول على النصيب المعقول من المياه هو حق أساسي مرتبط بالحياة، وهو حق يملكه الإنسان لأنه إنسان، لا لسبب آخر يتعلق بقدراته المالية والوظيفية، وهو واجب يجب أن تنهض به الدولة لتضمن أن كل مواطن فيها يحصل على نصيبه المعقول من المياه الصحية النظيفة.
نحن في السودان لا نحصل على نصيبنا الذي حددته المعايير الدولية، وهو 1000 متر مكعب من المياه سنويا، حيث تقول الاحصاءات أن نصيب الفرد السوداني كان 750 متر مكعب وبدأ في التناقص، ولا نحصل على الصفة اللاصقة بالمياه، وهي أن تكون صحية ونظيفة، فنحن نشرب كل عام كدرا وطينا، وأحيانا طحالب وأشياء أخرى، نتحايل عليها بوسائل كثيرة، ينفع بعضها، بينما بعضها الآخر بلا جدوى، وراضين بالهم، فإذا بنا نكتشف أن الهم لا يرضى بنا.
لقد تعودنا على المياه العكرة والخضراء، وعلى تصريحات السادة المسؤولين الساذجة التي يكررونها علينا كل عام، والقائلة بأن المياه نظيفة وصحية ولا يؤثر عليها وجود الطمي والطحالب وأشياء أخرى. كنا “نطنش بمزاجنا” ليس غفلة أو عدم انتباه منا، تحسبا لأن لا تتراجع الولاية عن ما تقدمه رغم ضعفه، لكن يبدو أن الجماعة فهموها غلط، وتعاملوا مع الناس بافتراض الغباء والسذاجة والرضوخ، وبأن من قبل بالمياه غير الصحية وغير النظيفة يمكن أن يقبل بعدادات الدفع المقدم “إذا وعدناه بأن ذلك سيحسن المياه!”.
إن حكومتنا التي اتخذت هذا القرار تخالف المواثيق الدولية وقرار الأمم المتحدة الصادر في يوليو من العام الماضي، والذي قرر إدراج حق الحصول على المياه النظيفة ضمن حقوق الإنسان الأساسية، واعتبر ذلك نصرا للبشرية، وألزم للحكومات الوطنية بالعمل على توفير هذا الحق بأيسر السبل.
المياه ليست سلعة، و يجب أن لا تتحول الدولة بأي شكل إلى تاجر مياه مع مواطنيها، والتعامل بالدفع المقدم يعني أنك إذا لم تملك المال فستحرم أنت وأطفالك من المياه، ويمكن أن تموت بالعطش أو بالأمراض المصاحبة لانعدام المياه.
هذه معركة يجب أن يخوضها كل مواطن سوداني، وليكن شعارها “كلوا…إلا الموية”، وليأخذ نواب البرلمان والمجلس التشريعي سبق المبادرة، فهذا الأمر سيكتب إما لهم وإما عليهم، ولهم ان يختاروا.

الاخبار

تعليق واحد

  1. استاذ فيصل

    ممكن نضيف حاجات تانية

    كلوا الا التعليم — كلو الا الصحة

    انا مشيت بعيد جدا

    يخ كلوا الا الحرية كلوا الا الكرامة كلوا الا هواء الله ده….

  2. الله يخزيهم دنيا وآخرة هؤلاء الشرذمة الذين ابتلينا بهم ياخي دي في إسرائيل العندهم نقص في المياه مافكرو في ، كده جارتنا مصر التي يربو عدد سكانها عن الثمانين مليون نسمة يدفعون مبلغا شهريا لايذكر ، تايلند تباع عندهم الماء مجانأ لأن المسؤلين هناك اعتبروا ان الشعب قد دفع مافيه الكفاية وحرام يدفعوا تاني اما نحن لدينا تسعة أنهر ونعاني العطش وكمان يبيعوا لينا الموية مقدماً. الظاهر انو حتقوم عندنا انتفاضة عارمة لاتبقي ولا تذر اسمها انتفاضة الموية:mad:

  3. الأستاذ فيصل الله يقويك وإنشاءالله قلمك دائما" مسنون لتشهره بالحق فى وجوه هؤلاء ال………….!!

    الأخ سيف الحق: تحية طيبة

    خائف يصبح حالنا زى حال الممثل المصرى القابلوهو الرباطة فى الفيلم ودايرين يقلعوهو هدومو

    شابكهم كلو إلا القميص …… كلو إلا البنطلون ………………. كلو إلا ال……………..؟؟؟؟

    وفى النهاية مشى أم فكو

  4. والله العظيم انحنا في الثوره امدرمان الموية لقيناها بي دود احمر وكميته كبيره.انا بفتكر انه نسميها الدودة الخبيثة بدل الجمرة الخبيثة. وبعدين هي حكومة الانقاذ دي ما خلاص اتعظت من الحدث في العالم من ثورات.

  5. الموية … الموية الموووووووية …. افشل حكومة في التاريخ الانساني المعاصر وافشل والي ومعتمد الله خلقهم هم من لايستطيعون توفير ماء في بلد مثل السودان لناس ساكنوه مترين من النيل والولاية كاملة بين نيلين …. كلمة الفشل برضو شوية فششششششل ذررررررريع جدا

  6. والله العظيم الحكومه دي حيرتنا عديييييييييييييييل بلد فيها نيل ابيض ونيل ازرق وتبيع المويه
    حتي المويه ماقادرين يوفروها للمواطن الغلابانه دا والله الواحد يخايف يجي يوم يموت ليك قريب يرجعوك من المقابر عشان ما دافع الاشتراك الشهري الله يمرمطكم دنيا واخره زي مامرمطونا:lool:

  7. صدقونى هولاء الشرزمة من مستجدى النعمة الفاقد التربوى اللصوص لو فى طريقة يبعوا لينا الهوى الينتنفسوه يعملوها وكله باسم الله والاسلام وصدقونى الاسلام برئ من هولاء الاباليس

    من ابن اتى هولاء الشرزمة حسبى الله ونعم الوكيل عليهم

  8. لئن تمادت هذه الحكومة الساذجة في تنفيذ هذا القرار فيصبح باطن الارض خير من ظاهرها.
    لم يتبقى للمواطن الفقير البائس سوى الماء والهواء
    وليس للحكومة دخل فيهما اذ الاثنين سخرهما الله تعالى للعباد وبدون ان يتكلف المرء شيئا وان الحكومة لاتصرف اي شي في هذين الشيئيين الضروريين لحياة الانسان والحيوان
    اي تدخل فيهما دونه خرط القتاد
    يجب ان يكافح الكل لاستراد الكرامة التي تهدرها الحكومة
    ولانها لم تجد من يعارضها فلقد وجدت فيهم ركوب الفزرة
    ومن يهن يسهل الهوان عليه

  9. سلمت يداك يا استاذ ولا اسكت الله لك صوتاً
    كنا بنقول كل شئ ولا الدين …… وعملو الدين شماعة للسرقة والاستبداد
    كل شئ ولا الكرامة …. ومرغو بكرامتنا التراب
    كل شئ ولا الشرف …. والبنات الحرائر يغتصبوهن
    كل شئ ولا الموية ….. والموية بقت جمرة خبيثة ده لو اتلقت
    اها يا جماعة الخير فضل شنو؟؟؟؟؟؟

    وعلى فكرة انت بتقول الموية فيها طمي وطحالب وفي اخ ذكر انو فيها دود … عليكم الله اتصلو بناس العيلفون اسألوهم مويتكم فيها شنو؟؟؟ فيها اسبستوس يا جماعة .. الشبكة عندهم لسه اسبستوس ودي مادة مسرطنة جداً ومحظورة دولياً لاي استخدام بشري ناهيك عن انهم بيشربوها … وحالات السرطان عافانا الله واياهم انتشرت عندهم بصورة كبيرة … وتقول لي عندنا نيل ابيض وازرق وبنفسجي

    ياخي السودان ده انتهي خلااااااااااااااص ولو الناس ما عملت ثورة يبقى تستحمل البيجيها وتكون بتستاهل اكتر من كده ومن يهن يسهل الهوان عليه

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  10. يا اخي الكريم نحن والله عندنا اتفه دولة وسامحني علي الكلمة واتفه حكام وهولاء غير مستعدين توفير اي شئ للمواطن كان الله في عوننا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..