مقالات سياسية

أحوال المسلمين لا تسر في كل الدنيا .. ما السبب ؟ وأين العيب

أحوال المسلمين لا تسر في كل الدنيا .. ما السبب ؟ وأين العيب ؟

وحيثما تطلع أي إنسان عاقل في العواصم الإسلامية وحتى غير الإسلامية يجد صورة مؤلمة وفظيعة للمسلمين وأحيانا مصحوبة بالفشل مما يجعلنا نتساءل فهل المسلمين فعلا خير أمة أخرجت للناس كما قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ ( آل عمران )
في آسيا : بعد خروج السوفييت من أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي ومنذ ذلك التاريخ لا تزال المعارك على شدها تفجير ثم تقطيع بين الأطراف الإسلامية المتحاربة التي يريد كل منها الاستيلاء على الحكم حتى بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وتدخل أمريكا لمحاربة تنظيم القاعدة هناك ما زالت القذائف كالمطر على سكان العاصمة كابول فقتلت المئات وشردت الألوف بعد هدم بيوتهم
وفي باكستان عنف دام بين حركة طالبان الباكسانية وتنظيم القاعدة والجيش الباكستاني من جهة أخرى والحياة تتعطل تماما في كراتشي وتحاصر المدارس والمساجد بسبب الأجنحة المتصارعة والرصاص القاتل
ودول الإتحاد الروسي الإسلامية السابقة كزاخستان وأذربيجان والشيشان ثورات وتمرد وقتال ومحاولات إنقلاب وإنقلابات مضادة … وأصبح من الصعب على الإنسان العادي أن يعرف من يحكم هنا أو هناك .
وإيران وصراعها مع دول الخليج وتدخلها في العراق وسوريا واليمن والبحرين وإحتلالها للجزر الإماراتية … وشعبها ذاق الأمرين بسبب سياستها التوسعية والحصار المفروض عليها وتحاول الحصول على السلاح النووي وتدخل النادي النووي وطموحها التمدد أكثر لنشر ثورتها ومشروعها في العالم على حساب رفاهية شعبها
وسوريا وصراعها الطويل مع الثوار وتنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على أجزاء كبيرة من أراضي سوريا وكذلك الجيش الحر الذي يستولي على الجزء الآخر ومليشيات خارجية تدعم النظام السوري وتحارب معه لقتل شعبه بالبراميل المتفجرة من أجل أن يستمر الأسد في الحكم .. ومن الصعب أن تعرف من يحكم هناك … مما جعل سوريا كدولة تعيش الفشل بكل أركانه وتشريد أكثر من خمسة مليون إنسان خارج الدولة ونصفهم داخل الدولة
وهناك الحرب التركية ضد الأكراد وتشريد الألوف وقتل الكثيرين ونشاط تنظيم الدولة في الحدود بين تركيا سوريا مما يؤثر على إستقرار الأوضاع في تركيا بسبب فشل الدولة السورية في سيطرتها على الأوضاع هناك
أما في العراق فإن الشعب تشرد في أصقاع الأرض بسبب الحرب الأهلية التي تسببت فيها أمريكا بعد إحتلالها للعراق والإطاحة بنظام صدام حسين منذ أكثر من خمسة عشر سنة ومازالت الحرب الطائفية والأهلية وصار القتل على الهوية ولا أحد يعلم بنهايتها . ثم زاد الأمر سوءا إعتزام إقليم كردستان الإستفتاء خلال الشهر القادم في تقرير مصير الإقليم ولم تنفع كل الاستجداءات والمطالبات بتأجيل هذا الإستفتاء مما ينذر بانفجار آخر وكأنه كتب على هذا البلد أن لا يعيش في أمان ويستمتع بخيرات أرضه وعقول علمائه
والأزمة الخليجية التي أطلت برأسها وتأثيرها على الوضع في كل العالم الإسلامي حيث فسحت لأطراف أخرى بالتوغل في الشأن العربي والإسلامي وأصبحت المنطقة ذات إستقطابات لا حدود لها واستعصى حلها حتى لأهم وأقوى الحلفاء للمنطقة وضاربين بكل الوساطات عرض الحائط ولا أحد يعلم بنهايتها ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بكيفية نهايتها ؟ ولا أحد يعلم فهل سيطول وقت الحل أم لم يحنّ بعد ؟؟
والأزمة اليمنية التي دخلت عامها الثالث دون بصيص أمل لنهايتها والتي تؤثر سلباً على كل المنطقة … والآن اليمن تعيش في فوضى وقتل كل يوم وكل ساعة وإنتشار أمراض والفقر ومن لم يمت بالرصاص مات بالأمراض وانهيار الدولة ويكفئ أن أكثر من تسعة ملايين يمني في حاجة إلى غذاء ودواء والمجاعة تحاصر اليمن من كل الأركان
والمسلمون الروهينغا في ميانمار يواجهون التطهير العرقي من حكومة الأغلبية البوذية وتشريدهم ولجوئهم إلى بنغلاديش عن طريق البحار وعن طريق الطرق الوعرة فيموت من يموت ويصل من يصل

وفي أفريقيا تبدو أخطر الأزمات في ليبيا فالحرب الأهلية مشتعلة هناك منذ أن أطيح بنظام القذافي وأصبح القتل بين كل الأطراف موضوعا ثابتا في كل نشرات الأخبار العالمية ولا أحد فوق الإغتيال في ليبيا وإن الإرهاب للجميع وفوق الجميع ولا أحد يعلم من يحكم هناك ومن هو الحاكم الفعلي وهل الحكومة في طرابلس أم الحكومة في مدينة طبرق ؟

وفي مصر نشاط تنظيم الدولة في سيناء وفي الحدود بين مصر وغزة والقتل اليومي في مصر وتفجيرات الكنائس وإغتيالات الجنود والوضع الإقتصادي المتدهور وكلها عوامل تنذر أو قد تؤدي إلى الإنفجار في أي لحظة ثم تأتي مشكلة الحدود بين مصر والسودان وإحتلال مصر لأراضي سودانية .. ثم سدّ النهضة الذي يمثل خطر وجودي لمصر ولم تتوحد الكلمة بين الدولتين الأكثر تضررا مصر والسودان لدرء هذا الخطر لاختلافهم في كثير من الأمور . وحصار مصر الدولة العربية الكبرى لسكان غزة ووضعتهم في سجن كبير وقطعت عنهم الغذاء والدواء
وقبل ذلك في السودان تم إنفصال جنوب السودان والحرب في ودارفور المشتعلة وهل سينفصل هذا الإقليم حسب ما يخطط له ؟ نترك الإجابة للأيام … وكذلك نشاط الحركات المسلحة في كل من جبال النوبة والنيل الأزرق وثورات في كل السودان على حكومة الإنقاذ الموالي للإخوان المسلمين والذي يحكم بالحديد والنار منذ ثمانية وعشرون عاما ولقد فشل في إدارة الدولة … وأصبح الإقتصاد يعتمد على المعونات والودائع حتى إرتفعت الديون ووصلت إلى أكثر من (52) مليار دولار… وإنتشار الفساد في البر والبحر وحصار إقتصادي مفروض منذ سنيين بسبب سياسة الإسلاميين الهوجاء وعداءهم للعالم بل وللإنسانية جمعاء … الوضع الاقتصادي السيء بسبب فساد الإسلاميين جعل السودانيين من ضمن الأكثر طلبا للجوء في العالم .. ولا مبشرات توحي أن يحافظ هذا البلد المترامي الأطراف على وحدة أراضيه
والحروب والفقر والأمراض التي تسيطر على دولة تشاد … والتصفية العرقية التي تتم للمسلمين في أفريقيا الوسطى تحت سمع وبصر القوات الدولية … وظهور جماعة ( بوكو حرام ) في نيجيريا التي بايعت تنظيم الدولة ( داعش ) والتي زعزعت الأمن والإستقرار في الغرب الأفريقي برمته مما جعل المسلمين يدفعون وزر فظائع هذه الجماعة في كل أفريقيا
وإذا تركنا هذا كله ونظرنا إلى المسلمين كأقليات في أوروبا وأمريكا وممارساتهم التي يمارسونها من قتل وحرق ودعس بالسيارات على شعوب تلك الدول التي أوتهم وعلمتهم ويريدون ردّ الجميل لهذه المجتمعات بأن يفرضوا أفكارهم الشيطانية المتخلفة عليهم فإن ذلك يضيف سوادا وقتامة وكآبة إلى صورة المسلمين ويضاعف الحملة الأوروبية والأمريكية ضدهم وضد الإسلام بصورة عامة
لا أحد يعرف كيف سيتخلص المسلمون من أوزارهم وعيوبهم وحروبهم الداخلية الأهلية وحروبهم فيما بينهم ما السبب ؟ وأين العيب ؟ وأين مكارم الأخلاق التي جاء النبي محمد ليتممها … وصار الأمل في أنه ( ليس لها من دون الله كاشفة ) كما يقول القرآن الكريم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السبب هو ان العرب بدءا بخلافة بني أمية قد شوهوا الاسلام بجاهليتهم العنصرية القبلية ولم يقبلوا ابدا ان الاسلام يسوي بين بني الانسان وليس بين المسلمين فحسب فقد تعصبوا لقريش في اول خلافة ثم استغل ذلك بنو امية في خلافة عثمان وانفردوا بها بعد مقتله ومارسوا اسلامهم العنصري فصار العربي افضل من غيره ولو كان غيره فقيها في الدين ولا يرضى العرب بامامة غيرهم في الصلاة ولو كانوا جاهلين بل وتحول غرض الفتوحات الاسلامية فصار لزيادة رقعة الخلافة وتعظيم زعامة العرب اكثر من غرض الاساسي وهو نشر الاسلام وقيمة المساواة ام رب واحد لا يميز بين مسلم وآخر الا بالتقوى والنفع لعباده حتى أن الفتوحات توقفت في اتجاه قوم افريقيا السود وانتهت باتفاقيات الاستعباد والرق وفي آخر المطاف تولى سلفية العرب تاصيل هذه النظرة العنصرية في الدين فصار المسلمون لا يأبهون بما يحل باخوانهم المسلمين المستضعفين في الارض من غير العرب وفهم المسلمون من العجم في الدول الآسيوية بهذا التمايز وطبقوه في انفسهم فصاروا يقتلون بعضهم البعض بسبب القبلية والحدود القطرية هذا فضلا عن التشرذم حول البيوتات العرقية وتشيع الناس عليها وكل ذلك من بذرة العنصرية التي رعاها بنو امية وطوروها في بعد عهد الخلافة الراشدة فهزموا قيمة الرسالة المحمدية الحقة وانحرفوا بالدين ليوصلونا للحال الشنيع اليوم وهذا الاحساس المؤلم بفشل تطبيق هذه الرسالة الربانية في عالم الناس الى اليوم

  2. ( لا أحد يعرف كيف سيتخلص المسلمون من أوزارهم وعيوبهم وحروبهم الداخلية وحروبهم فى ما بينهم ) بل هنالك من يعرف كيف يحدث ذلك وهو الاستاذ محمود محمد طه ومنذ عام 1951 حينما دعاهم الى ( الرسالة الثانية من الاسلام ) وقال لهم الاسلام كما جاء به محمد (رسالتان) الرسالة الاولى قامت على فروع القران والرسالة الثانية قامت على أصول القران والاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين لان الرسالة الاولى قامت على الاكراه (العنف ) وقامت الرسالة الثانية على الاسماح (الدعوة بالتى هى أحسن ) والرسالة الاولى (شريعة ) والرسالة الثانية (سنة ) والسنة هى شريعة وزيادة بمعنى أن الشريعة هى عمل أصحاب النبى وهى تشمل العبادات والحدود والقصاص والسنة هى عمل النبى فى خاصة نفسه وهى تشمل بجانب الشريعة التشاريع الخاصة بالمجتمع فى السياسة وفى الاقتصاد وفى الاجتماع وقد أجملها النبى وعاشها فى خاصة نفسه حينما لم يكن المجتمع مهيأ لها بمعنى أنه كان ديمقراطيا لا يسيطر على الاخرين وكان اشتراكيا ينفق ما زاد عن حاجته وكان اجتماعيا يعطى المرأة حقوقها وقال لهم الاستاذ أن الاسلام يعود بالسنة لا بالشريعة أى انه يعود بما كان عليه النبى وسيكون هذا فهما غريبا للاسلام كما قال النبى ( بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء قيل من الغرباء قال الذين يحيون سنتى بعد اندثارها ) وقد اندثرت سنته بعد وفاته أى أن سنته هى شريعة وزيادة عليها التشاريع التى تخص المجتمع فى السياسة (الديمقراطية ) وفى الاقتصاد (الاشتراكية ) وفى الاجتماع (المساواة بين الرجل والمراة ) ولم يكن المجتمع فى القرن السابع مهيأ لتطبيقها فتم نسخها بمستوى هو دونها من الاكراه والوصاية وعدم المساواة وقد فهم جميع المسلمين خطأ أن النسخ هو الغاء والحق أن النسخ ارجاء للحكم حتى يجىء وقته وتجىء أمته ( ما ننسخ من اية أو ننسئها نأتى بخير منها أو مثلها ) وكلمة ننسئها فى كل التفاسير تعنى (نرجئها ) هذا وقد قامت المؤسسات الدينية السلفية فى مصر والسعودية والسودان بتشويه الدعوة ونعت الاستاذ بالكفر والردة وتم التحريض من تلك اللمؤسسات لتصفيته جسديا فى عام 1985 على يد رجل جاهل وطاغية لا يفقه فى الدين شيئا بايعه الاخوان المسلمون على السمع والطاعة والان كتاب الرسالة الثانية من الاسلام موجود فى موقع الفكرة الجمهورية بالانترنت alfikra.com ليدرك الناس عامة والمسلمون خاصة بشاعة وفداحة ما أقدمت عليه بطانة نميرى الفاسدة ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون والان لا بديل لدعوة الاستاذ ولا مخرج للمسلمين ولا للبشرية غيرها فهذا أو طوفان داعش ولا توجد منطقة أخرى ما بين الجنة والنار ولا يظنن أحد أن الدول الاسلامية وعلى رأسها السعودية تملك فكرا غير فكر داعش فالفكر السلفى واحد وهو يرى فرض الاسلام بالقوة ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ) فأذا انسلخ الاشهر الحرم فأقتاوا المشركين ) وقال النبى ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ) الفكر واحد لكن الدواعش كانوا صادقين مع أنفسهم ولم يكن لهم ما يخسروه اذ ذهبوا للجهاد لفرض الاسلام بل سيفوزون بالشهادة الا أن الملوك والرؤساء العرب اذا صدقوا مع أنفسهم وذهبوا لفرض الاسلام كما فعل الدواعش فسوف يخسرون السلطة والثروة لذا أنكروا الجهاد ورقضوا جنة عرضها السماوات والارض اذا كان شرطها القتال فى سبيل الله بل أكثر من ذلك تحالفوا مع الكفار لقتال أخوانهم فى داعش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..