دروس وعبر من رحيل الدكتور الترابي

نسال الله له الرحمة فقد شغل الدكتور حسن الترابي الناس في حياته كما في مماته، أما وقد رحل فلا ينبغي الوقوف عنده كثيراً، فكأن وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لا هم لها سواه ولا نبخس قدره بما له وما عليه ولكن لكل شئ حد، إذا ما زاد إنقلب ضده … فليس الترابي وحده ولكن لكثير من الرموز الوطنية سواء فنية أو رياضية أو سياسية، فكأن الحياة تقف بموتهم… فهذه من المآسي التي نعيشها في السودان وغيره من الدول التي تعيش مرحلة ما قبل النضج السياسي….فانظر الى اليمن وسوريا وليبيا والعراق يتقاتلون من أجل أفراد فدمروا دولهم كما شردوا شعوبهم فها هم اليوم يضربون أكباد الإبل في “بلاد تموت من البرد حيتانها” كما قال الطيب صالح، من أجل ماذا يتقاتلون؟ لا شئ سواء المال والسلطة… فمتي تعود تلك الدول لسابق عهدها يا ترى؟؟ دعك من مستقبلها فما دمرتها الحرب في عام لا يمكن تعويضها في قرن من الزمان، فمنذ فجر الإستقلال والسودانيون يتقاتلون فيما بينهم حتى يومنا هذا… فمتى سيصل السودانيون للعمل من أجل وطن يجمعهم ولا يفرقهم، وطن يسع الجميع ولا يستثنى منهم أحدا…. فهذا الوطن بما رحب على سعته ضاق بابنائه فتفرقوا في الشتات كبنى إسرائيل يوم سعوا فتاهوا… إن من آفة الشعوب تضخيم الذات وعبادة الشخصية … فالحوار الوطني القائم الآن إذا لم يتسنى للمتحاورين الخروج بمخرجات حقيقية واضحة فكأن لم يكن. فكيف يمنح المتحاورون سلطة مطلقة لرئيس الجمهورية لمحاسبة وتعيين رئيس مجلس الوزراء ويريدون الوصول بالبلاد لبر الأمان… فهل المتحاورون يسعون لبسط المزيد من الحريات عبر ما يسمى بالحوار الوطني أم لوضع مزيد من السلطات في يد الفرد…. لن يستقيم أمر هذا الوطن إلا بالاحتكام للمؤسسات وليس الفرد…
فالتفكير في حكومة وفاق وطني أو إنتقالي قبل وضع دستور دائم للبلاد، قفز فوق المجهول……. إذا لم يتم تقليص سلطات رئاسة الجمهورية ووضعها في مؤسسات الدولة فسوف يظل السودان يدور في حلقة مفرغة كما كان منذ خمسين عاما ونيف، وحينئذ سيكون الحوار الوطني مضيعة للوقت والمال وهذا يتطلب موقفا شجاعا من حكومة المؤتمر الوطني و رأس الدولة… فنأمل من الرئيس التنازل عن بعض ما له من سلطة وجاه ومال وحاشية، ويشذ عن غيره من رؤساء دول العالم الثالث الذين يتشبثون بالسلطة “من القصر الى القبر”.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. إذا لم يتم تقليص سلطات رئاسة الجمهورية ووضعها في مؤسسات الدولة فسوف يظل السودان يدور في حلقة مفرغة كما كان منذ خمسين عاما ونيف، وحينئذ سيكون الحوار الوطني مضيعة للوقت والمال وهذا يتطلب موقفا شجاعا من حكومة المؤتمر الوطني و رأس الدولة… فنأمل من الرئيس التنازل عن بعض ما له من سلطة وجاه ومال وحاشية، ويشذ عن غيره من رؤساء دول العالم الثالث الذين يتشبثون بالسلطة “من القصر الى القبر”.——————————————- نعم هو هكذا الحل ولكن ماذا نفعل مع رئيس احاط نفسه ببطانة السوء يزينون له كل فعل بأنه هو الصواب واعطوه كل السلطات فى يده وقالوا له : انت كل شئ وانك تحكم بالعقل و العدل والصواب . صدقونى لا فائدة من هذا البشير والحل هو التخلص منه باى وسيلة وعندما يختفى سوف تختفى معه كل العصبة الفاسدة التى تسترزق من وجوده .

  2. (فنأمل من الرئيس التنازل عن بعض ما له من سلطة وجاه ومال وحاشية …)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..