الأطفال المتشردون..الهروب من جحيم دور الإيواء إلى السكن في المجاري

تحقيق: رابعة أبوحنة / نسيبة فرحان
قصص ومآسي يحكيها أطفال تنقلوا في دور الإيواء المختلفة، أولها الضرب المبرح والعقاب دون ارتكاب أي جرم، بجانب سوء المعاملة من قبل الباحثين والشرطة التي تحرس الدور، فيما حذرت باحثة إجتماعية من تزايد متوسط عدد دخول البنات إلى دار البشائر لإيواء الفتيات، حيث يبلغ عدد دخول البنات إلى الدار ما بين 30 إلى 40 في الشهر الواحد.
وفيما أكدت الباحثة الإجتماعية جودة نوعية الغذاء المقدم للأطفال بدور الإيواء المختلفة، أقرت بسوء معاملة الباحثين للأطفال، الذين يشعرون بأنهم في سجن كبير دون أن يتعلموا أي مهنة.
وحسب آخر إحصائية أجرتها وزارة التنمية بولاية الخرطوم عام 2013، أن عدد المتشردين بلغ 2447.
قصة مأساة طويلة
أوتيك ملك، أحد سكان الطرق والأرصفة، وهو شاب ثلاثيني كفيف فقد نعمة البصر، قال: أنا من الذين تجولوا في دور الرعاية، حيث انتقلت مرات كثيرة من دار إلى أخرى.
وذكر ملك أن معسكر حجير أم دوم كان أول معسكر سكنه وخرج منه بفائدة كبيرة، حيث درس به حتى الصف السابع، وتعلم قراءة القران الكريم، ثم انتقل إلى معسكر سوبا، ثم معسكر دار رشاد ومنه إلى منظمة صباح لإيواء المشردين، وقال: إن القاسم المشترك بين جميع دور إيواء المشردين التي مكث بها فترة من الزمن، هو المعاملة الخشنة التي يتعرض لها المتشردين من قبل العاملين بها، وذكر أنه يقصد بالمعاملة الخشنة الضرب المبرح الذي مازالت علاماته موجودة على جسمه رغم مرور وقت طويل عليه.
وحكى ملك أن قصة فقده بصره، وهي مأساة حقيقية وقمة في المعاناة التي يعيشها ساكني دار الإيواء، وذكر أنه فقد عينه اليمنى في أحد الإشتباكات التي كانت دائماً ما تحدث في الدار بين المتشردين، وذكر أن عينه الأخرى فقدها عن طريق خطأ إرتكبه أحد الأخوان الذين يسكنون معه في الدار عن طريق غرس “سن مقص” في عينه دون قصد، مما أدى إلى حدوث جرح وتم نقله إلى المستشفى وبسبب الإهمال الذي تعرض له فيها فقدت العين الأخرى.
تفضيل المجاري
مبارك عمر، طفل لم يتجاوز عمره 13 عاماً، له أسرة تسكن حي مايو جنوب الخرطوم، لكن والده سافر إلى مكان غير معروف لهم، وترك له مسؤولية أخوانه، ذكر عمر أنه خرج إلى الشارع بحثاً عن الزرق لإخوانه ووالدته، قال لـ(لجريدة) إخذتني والدتي إلى معسكر “طيبة”، ووجدت في المعسكر فائدة كبيرة درست حتى الصف الخامس، لكن المعلمون كانوا قساة، ويضربون الطلاب بدون رحمة ودون أسباب.
وأضاف في صباح أحد الأيام تفقد ضابط الدار الأطفال الموجودين بها، وإكتشف أن أحد الأطفال هرب من الدار، فقام الضابط بضرب كل الأطفال عقاباً على هروب ذلك الطفل، وقال الطفل عمر متسائلاً “أهذا خطأنا نحن؟”، واشار عمر إلى أن هذه ليست الحادثة الوحيدة التي يتعرض فيها كل الأطفال للضرب.
وأوضح أن بعض الأشياء التي حدثت لهم في الدار لا يستطيع ان يتحدث عنها لبشاعتها، وحتى لا يتذكر مرارتها، وأكد الطفل مبارك عمر أنه يفضل العيش في الطرقات والمجاري على العيش في دور الإيواء لحفظ كرامته ويتصرف بحرية، وقال: “كأحد المتشردين أدعو ناس الحكومة إلى تغيير نظام معسكرات المتشردين من أجل التقليل من ظاهرة تواجد الناس في الخيران والطرقات.
أسباب وإحصاءات
وترى ورقة قدمتها منظمة تنمية الأطفال أن هنالك عوامل عدة وراء تشرد الأطفال وكل هذه الأسباب تستند على أرضية واحدة من خلال المعلومات المتوفرة لهم عن الأطفال المشردين وجميعها تتفق على أن الفقر يؤدي إلى عجز الأسرة عن توفير الغذاء أو الحد الأدنى للكرامة الإنسانية، بجانب التفكك الأسري لغياب أحد الوالدين أو كلاهما وأحيانا في وجودهم، إضافة إلى عدم الإستقرار الأمني والحروب التي تقود للنزوح.
واعتبرت الورقة أن الرسوم الدراسية والعنف المدرسي يؤديان إلى التسرب مما يقود الطفل الموجود في بيئة هشة إلى التشرد وأضافت الدراسة بعض من الأطفال يلجأون إلى التشرد بدافع المغامرة وتقليد الأصدقاء السيئين.
ونوهت ورقة الأطفال إلى أن تشرد الأطفال ينقسم إلى نوعين، النوع الأول هو التشرد الكلي، الذي تنقطع فيه علاقة الطفل مع أسرته ويكون كيف نفسه على الحياة في الشارع واكتسب مايعينه عليها ويعتمد على الشارع في سكنه وعيشه، أما النوع الثاني هو التشرد الجزئي ويقصد به الطفل الذي يعود آخر اليوم للمبيت مع أسرته، وهذا الطفل يكون قد تعرض لإهمال من الأسرة، وأشارت الورقة إلى أن ملخص تقرير وضع الأطفال في السودان في الفترة من عام 1990 إلى 2005 الصادر من المجلس القومي لرعاية الطفولة في أغسطس 2006م أكد أن ولاية الخرطوم نالت أكبر عدد من المتشردين، الذين بلغ عددهم في كل السودان في ذلك الوقت 40 ألف متشرد ومتشردة منهم 36 ألف داخل ولاية الخرطوم.
وفي عام 2007 قام مركز الدراسات الانمائية بجامعة الخرطوم بدراسة وصل فيها عدد المتشردين الى 7474 طفلاً، أما آخر مسح أجرته وزارة التنمية بولاية الخرطوم عام 2013، كشف أن عدد المتشردين بلغ 2447.
دور الإيواء جيدة
مدير مشروعات ولاية الخرطوم بمنظمة تنمية الأطفال اليافعين هيام عمر محمد علي، قالت لـ”الجريدة”: إن دور الإيواء من ناحية الغذاء هي الأفضل من طعام الشارع، ووصفت الغذاء بدور الإيواء الحكومية أو التي تنشأها المنظمات بأنه جيد، فمثلاً مركز طيبة والرشاد نجد أن الطفل حصيلته في اليوم 10 عيشات يشرب منها شاي الصباح بعيشة و3 عيشات للفطور الذي عادة ما يكون فول أو زبادي أوعدس و3 عيشات للغداء، الذي درجت العادة ان يكون طبيخ رجلة أو بطاطس، والعشاء شعيرية باللبن أو بليلة بتمر أو فول معه 3 عيشات وتمر بالنهار.
وقالت :”لكن المشكلة الحقيقية على حسب دراساتنا هي التعامل من قبل الباحثين في الدور الحكومية أو المنظمات”، وذكرت أن كل الدور محروسة برجال الشرطة، لذلك يحس الأطفال أنهم محبوسون وحريتهم مقيدة وغير ذلك، وأشارت إلى أن هنالك اطفال يشتكون من ضربهم ومعاقبتهم من قبل الباحثين المقيمين، إضافة إلى ذلك عدم حصولهم على (السلسيون) داخل الدور وهم في مرحلة الإدمان.
واستنكرت عدم وجود برنامج واضح وجاذب للأطفال ليبقوا في الدار، واشارت إلى عدم وجود تدريب مهني بدور الإيواء باستثناء مركز طيبة، الذي توجد به مدرسة تعليمية.
ويبلغ عدد دور الإيواء بولاية الخرطوم 3 مراكز حكومية هي طيبة، ودار البشائر للفتيات، ومركز الرشاد، وهو مركز تصنيف، وقالت : كانت هنالك دور منظمات وتم تجفيفها ومنها جمعية القديس منصور لمشاكل تتعلق بالتسجيل وتم إرجاع أطفالها إلى أسرهم و85% من الاطفال المتشردين لديهم أسر، وأضافت: “نواجه مشكلة عدم قبول البنات من الأسر، ولكنهم يقبلون الأولاد”.
وأشارت إلى أن جميع البنات اللائي كن بدور الإيواء التي ترعاها المنظمات وجففت حاولنا إرجاعهن إلى أسرهن، لكن هذه الأسر رفضت إعادتهن، وقالت: “صراحة تشرد البنات أقسى لانه ينتج عنه أطفال”.
وذكرت إلى أنها تعرفت على طفلتين من اللائي كن في الدور واحدة وضعت 7 أطفال غير شرعيين، والأخرى أنجبت طفلين غير شرعيين.
وكشفت هيام أن عدد البنات بدور الإيواء في تزايد مستمر ويبلغ متوسط عدد دخول البنات في الشهر الواحد لدار البشائر من 30 إلى 40 بنتاً، وقالت: “من وجهة نظري أن العلاج الحقيقي لهذه الظاهرة هو إعادة المتشردين إلى أسرهم أو ايجاد اسر بديلة.
الجريدة
منو لله الكان السبب
يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها
: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر )
عمر وعمر
هذه طاقة بشرية يجب الاستفادة منها وتعليمها هذا إنسان سوف يسألكم الله عنه وفروا لهم كفاف العيش وأبسط سبل الحياة سكنوهم في بيوت عادية وعلموهم القران والاخلاق والمعاملة وعينو لهم مشرفين مؤمنين مخلصين والله متبرعين مجانا تجدوهم لو حرصتم عليهم والله أنا مستغرب جدا جدا جدا .أهل الخير موجودين بس المشكلة في زمام المبادرة ياناس عوووووووووك .
منو لله الكان السبب
يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها
: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر )
عمر وعمر
هذه طاقة بشرية يجب الاستفادة منها وتعليمها هذا إنسان سوف يسألكم الله عنه وفروا لهم كفاف العيش وأبسط سبل الحياة سكنوهم في بيوت عادية وعلموهم القران والاخلاق والمعاملة وعينو لهم مشرفين مؤمنين مخلصين والله متبرعين مجانا تجدوهم لو حرصتم عليهم والله أنا مستغرب جدا جدا جدا .أهل الخير موجودين بس المشكلة في زمام المبادرة ياناس عوووووووووك .