إستفتاء دارفور.. وتفسير الماء .. ..!

جاء وقع نتييجة إستفتاء مواطن دارفور المفترى على إرادته المسروقة .. باردا وخافت الصوت على مسامع ومشاعر الرأي العام حتى بالنسبة لأهل الإقليم نفسه .. فضلا عن بقية الناس في ارجاء الوطن مثل برودة متابعة أخبار تلك المسرحية التي لم يكن من الأصل لها درجة من الأهمية لا في مستقبل الإقليم المنكوب ولا حاضر إنسانه المغلوب !
فهو مثل عقد القران التقليدي الذي يدعي فيه وكيل العروس أمام المأذون بأنه قد أخذ رايها في عريسها وهي في الواقع لم ترى ذلك العريس وربما تكون مجبرة عليه !
كانت نتيجة من قبيل تحصيل الحاصل أو كما يقول المثل تفسير الماء بعد خسارة المال المهدر بالماء في هذه اللعبة الإنقاذية التي تريد منها الحكومة تكريس مشروعها التفتيتي للإقليم باضفاء شرعية زائفة متذرعة بوجوب تنفيذ بنود إتفاقية الدوحة والتي لم تر الإنقاذ في أولويات تلك البنود غير الهروب الى الإمام من الأهم الى الهام !
فالإنتخابات والإستفتاءات لا تكون تعبيرا صادقا عن إرادة من يشتركون فيها إلا إذا قامت في ظروف الإستقرار واكتمال حلقات السلام المفقود وعودة النازحين و إنتظام خدمات التعليم والصحة والأمن !
أما إدعاء نظافة عملية الإستفتاء و أجواء حرية الناخبين التي قالت المفوضية أن جهات محايدة قد شهدت عليها .. فهو إدعاء مردود عليه .. لان السلطة هي التي ترتب لتلك الجهات مراكزا بعينها لا يكون موظفوها يغطون في سبات عميق مثلما شاهدنا في إنتخابات البشير الأخيرة التي أشاد بها بعض مندوبي ذات الجهات المعنية .. بينما عاد الرئيس المستفيد منها في تناقض مشين لينتقد حزبه نتيجة شعورة بهزالها و ضعف المشاركة الشعبية فيها !
فطالما أن للنظام إعلاما يتغنى دائما بما يطربه فلن تتكشف كثير من الحقائق التي تجرى على أرض الواقع في ذلك الإقليم الكبير .. فحتى الهزائم النكراء عند أبواق النظام تنقلب بالزور إنتصارا..وما غضبة رئيس النظام وانسحابه من مجلس حربه بالأمس قبل نهاية الجلسة إلا إفتضاحا لما يلفقه هذا الإعلام الكاذب و المسئؤلين المرغمين على السباحة مع موجة نظامهم الذي يسعى للفرقة والتشتيت بدعوى تقصير الظل الإداري وهي فرية ستمضي بهذا الإقليم الى المزيد من التمزق بعد تفرق عصيه في أيد القبائل التي يتم شقها عبر الخطوط المتداخلة لإضعافها و بالتالي تزيد من الغبن الناجم عن التماس عند حدود الولايات الخمس الحالية والمتوقع أن تزيدها السلطة بتوطيد سياسة فّرق لتسد هي من تفاقم تقاطع الحواكير و اماكن الزراعة وتحركات الرعي لتشغل أهل الإقليم المجزأ بأنفسهم .. ولهذا فقد سرقت أصواتهم اليوم ..ومن ثم سترمي بعاقبة اللوم عليهم في حالة فشل تقسيم المقسم وإتيانه بنتائج سلبية لتقول لهم ..مادة لسانها .. هذا خياركم الذي فضلتموه .. والكل يعلم أنهم لم يكونوا حضورا في مولدهم الذي إنعقد وانفض في غياب إرادتهم المسلوبة !