محاولة إيقاظ للجماهير النائمة

يوسف السندي
أمريكا سيدة العالم الان لانها حافظت على التداول السلمي للسلطة داخلها لأكثر من مئتين سنة، وليس لأنها بلد الحقوق والحريات، فطيلة المئة ونصف سنة الأولى من تاريخ أمريكا المستقلة كان النظام السياسي والاجتماعي الأمريكي نظاما عنصريا ضد السود، ولم ينتزع السود حريتهم الا في ستينيات القرن الماضي، ولكن طيلة هذه المئة سنة ونصف لم يحكم أمريكا رئيس واحد لأكثر من دورتين، لذلك سر نهضة أمريكا لم يكن الحقوق والحريات وإنما استقرار التداول السلمي للسلطة، لذلك لا يهم ما هو واقع البلاد السياسي او الاجتماعي بقدر أهمية استقرار التداول السلمي لارفع منصب في الدولة وهو منصب الرئيس، التداول السلمي للرئاسة سيقود مع الأيام لتحقيق كل شيء، الحقوق والعدالة والسلام والقوة الاقتصادية والعسكرية والمالية.
لذلك الذين يدعون للانتخابات ينظرون من هذه الزواية، زاوية أن هدف الثورة الاول كان طرد الدكتاتور المسيطر على السلطة بصورة فردية وتحويل كرسي السلطة ليكون متاح لجميع السودانيين بالانتخابات، لهذا مطلوب منا جميعا نخب سياسية وعسكر وجماهير ان نؤمن بالتداول السلمي لرئاسة الجمهورية، أن نتواثق على أن لا يصل شخص إلى مقعد الرئاسة بدون انتخابات، هذا هو الوعي المطلوب وهذا هو أعظم ما يمكن أن تبلوره الثورة في أعماق الجميع.
الثورة ليس مطلوب منها ان تصل الى السلام (كسر رقبة) خلال الفترة الانتقالية، مما يجعله سلام تهافت وليس سلام قناعة، سلام هش وليس سلام راسخ، ليس المطلوب من حكومة الثورة ان تقهر الإسلاميين وتحولهم إلى منبوذين إلى الابد، فالحكومات ليس من ادوارها صناعة ثقافة الكره او القهر وإنما صناعة ثقافة التسامح والعفو والوحدة، هذه القيم التي قد يستهين بها البعض الآن، هي في الحقيقة ما سيصنع الأمة الواحدة في المستقبل، وتجاهلها هو ما سيصنع الأمة الممزقة الآن وفي المستقبل، كذلك ليس المطلوب من حكومة الثورة إرغام الجنجويد على تسليم اسلحتهم، وصلبهم وشنقهم في الشوارع، فهذا لن يقود إلى التعافي الوطني ولا الاستقرار، كل هذه القضايا – السلام وتفكيك التمكين وحل مليشيا الجنجويد- أقل أهمية من دعوة الجيش والأحزاب والجماهير إلى التواثق على بناء نظام تداول سلمي للسلطة، ما يحدث الآن وما ظل يحدث طيلة الفترة الماضية من الفترة الانتقالية هو استهلاك للجماهير في إنجاز أهداف بلا أهمية على مستوى بناء الامة، وتجاهل للأهداف الكبرى التي تصنع المستقبل وتبريء جراح الأمة وتوحدها، لذلك لابد من إيقاظ هذه الجماهير وتوجيهها في الطريق الصحيح.
ومن هذا المنطلق فإن تطويل امد الفترة الانتقالية من أجل إنجاز أهداف ثانوية وتأخير تحقيق الهدف الأساسي هو ترتيب معكوس للاولويات، صحيح أن ثورة ديسمبر هي ثورة ولكن لا يمكن تشبيهها بالثورة الفرنسية مثلا او الثورة الأمريكية او حتى الثورة المهدية، فهذه ثورات جاءت في عهود مظلمة وفي زمان لم يكن هناك وجود لمفاهيم السلطة الحديثة وحقوق الانسان، الآن ثورة ديسمبر قامت في عهد تبلورت فيه هذه الحقوق وأصبحت معلومة للكل، لذلك لسنا في مرحلة بناء وعي بالحقوق في اوساط الجماهير عبر حكومة انتقالية، الغش على انفسنا وعلى الجماهير بهذا الدور واقناع العامة بتأخير الانتخابات بغرض رفع الوعي الجماهيري هو كذبة كبرى، فالوعي بالديمقراطية لن تكتسبه الجماهير الا أثناء معايشتها وممارستها للديمقراطية نفسها، الديمقراطية تكتسب بالتجربة وليس بالحصص ولا الخطب.
رغم ان الجميع يتحدث عن فشل الدولة السودانية ولكن الحقيقة الدولة السودانية نجحت في إقامة ثلاثة أنظمة ديمقراطية، عدم تواثق الجميع على التداول السلمي للسلطة هو الذي قطع سلسلة النجاح هذه، وبالتالي نحن في حوجة إلى ايمان جمعي بالتداول السلمي للسلطة، بحوجة إلى ميثاق لحماية الديمقراطية أكثر من مبادرة لتوحيد قوى الثورة، بحاجة للجنة لحماية التداول السلمي للسلطة أكثر من لجنة لازالة التمكين، بحاجة إلى لجان مقاومة لإقامة نظام التداول السلمي للسلطة وحراسته أكثر من لجان مقاومة لدعم او إسقاط حكومة انتقالية، نحن بحاجة إلى إعادة فرمطة لاذهان تم تعبئتها بصورة مغلوطة وتوجيهها نحو الهدف الحقيقي وهو تسليم السلطة للشعب صاحبها ومالكها وحارسها الأمين.
(ومن هذا المنطلق فإن تطويل امد الفترة الانتقالية من أجل إنجاز أهداف ثانوية وتأخير تحقيق الهدف الأساسي هو ترتيب معكوس للاولويات)..قول بسم الله..تطويل شنو..سبتمبر2019وحتى سبتمبر2022 ..دا اصل الانتقالية..وسبق أن طالب البعض أن تكون 5سنوات..كم طالب آخرون ب 36شهرا أو تزيد بعد اتفاقية جوبا….وبعد انقلاب العسكر والجنجويد بعد مجزرة القيادة ..قال البرهان أن الانتخابات بعد9شهور ..وبدأ الاستعداد لتسلم السلطة رسميا بانتخابات مضروبة ..بترتيب كيزاني ودراية بأن الجميع سيقاطع الانتخابات باعتبارها غير شرعية وبالتالي يسهل تزويرها ..وقد اتفق حميدتي مع مناوي وجبريل في تشاد على ترتيبات لقسمة السلطة..كما أخذ البيعة من زعماء قبايل كيزان ..ولكن…انتفض الشعب بقوة في 30يونيو ..وزلزل الارض ولخبط الافكار وسقط الشهداء ..واضطر العسكر والجنجويد للرضوخ لمطلب الشعب..واضطر المجتمع الدولي لإعادة حساباته وكذلك الاتحاد الأفريقي..فنموذج السيسي السوداني فشل فشلا ذريعا.. ..الغريب انو البرهان لما قال الانتخابات بعد9شهور وجد تأييد كامل من الكيزان وناس مبارك الفاضل..وارزقية الديكتاتوريات….باختصار ..حصر السلاح في يد الدولة اولا..دا اهم شرط مسبق لقيام اي انتخابات …ليه..لان بإمكان المسلحين إرهاب الناس وحرق لجان الانتخابات وإشاعة الفوضى والنهب.بمباركة العسكر والجنجويد..وبعد داك الحل شنو..العسكري الوطني الغيور حامي الشعب والبلاد نصير المساكين لازم يضبط الأوضاع.. منعا لانفراط الامن..وسيعلن انه لا نية له في الحكم ..كما فعل السيسي..وحيغير رايو …
يا رجل هل تظن أن العسكر والجنجويد سيختفون من المشهد السياسي اذا قامت الانتخابات…هل تعتقد حقا أن لارغبة لهم في السلطة…اولا يجب نزع السلطة تماما من هؤلاء ..لاكلام لاسفر باسم السودان..ولا توقيع اتفاقيات ولا مقابلة وفود ….الغريب انك ما ذكرت حقيقة..انو قبل الانتخابات مفروض البرهان يسلم رياسةالسيادي للمدنيين….عشان الكلام يبقا واضح..اولا يجب أبعاد البرهان وحميدتي من رئاسة السيادي تماما…وان يتسلم القيادة مدنيين. لو دا حصل ..والمفروض يحصل لانو مدة البرهان انتهت ..وكما طالبت عائشة قبل استقالتها..يجب أن يتسلم القيادة شخص آخر من المدنيين..وبعد داك أن شاء الله انتخابات بعد سنة..حسب الوثيقة.
البرهان يتخارج ومعاو حميدتي….قاعدين ليه..انتهت مدتهم حسب الوثيقة….ياخي على أقل تقدير حيمشوا متين….كنكشة ومماطلة ..والبرهان يقول ليك مستعد امشي بيتنا..طيب متين ..حدد زمن..عشان نقدر نحدد زمن الانتخابات.
مليون مرة قلنا الزول دا غواصة كيزانية داخل حزب الامة
دماء الشهداء لن تروح هدر ابدا
دماء الدارفوريين وجبال النوبة والفونج لن تروح هدر ابدا دماء ياموهوم
موش كفاية علينا اعلاميي الكيزان الارهابيين امثال
حسين خوجلي والهندى وعبدالماجد وضياء الدين الضو البو واسحق غزالة وعيكورة تقوم تظهر لينا انت
الله يطمم بطنك زى ماقاعد بطنا تطم منك
اسفوخس عليكم ياكيزان يا ارهابيين
الكاتب يعنقد جازما ان ما اذا ما قامت انتخابات الان ولا فى المستقبل, فان حزبه سيكتسحها و يفوز بغالب دوائرها, معتمد
على نتيجة اخر انتخابات اجريت قبل 30 سنه. اقرأ جيدا ( I know you have learing defficulties)واقع قوى و مكونات الوضع السياسى و تغيراتو قبل ما تدعو لانتخابات مبكرة
يا ما حتشفو مفاجاءت فى اى انتخايان تقام……………….قال انتخابات.!!!!!
من مقال عائشة البصري (أما في فرنسا، حيث ترتكز الديمقراطية النيابية على مبدأ تمثيل الأغلبية، فإن تراجعها الديمقراطي يتجلّى في عزوف المواطنين عن الانخراط في العملية السياسية، وفي مقدمتها الانتخابات. لأول مرة في تاريخ فرنسا، بلغت نسبة الناخبين العازفين عن التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية للعام 2017، نسبة 57.4٪. ونظرا إلى نسف الأحزاب التقليدية منذ انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا للبلاد، لم يحصل حزبه، حركة الجمهورية إلى الأمام، إلا على نسبة 32٪ من الأصوات، لكنه حاز على أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي الذي أصبح ينعت “برلمان الحزب الواحد”. وفي الانتخابات البلدية للسنة الماضية، ناهزت نسبة الممتنعين عن التصويت 60٪ في الدور الثاني، وهي أعلى نسبة سجّلتها الانتخابات البلدية على الإطلاق؛ عزوف يعبر عن غضب الناخبين من نخب سياسية لم تعد تستجيب لمطالبهم، وأصبحت تخضع لإملاءات المفوضية الأوروبية، والبنوك المركزية، والشركات متعدّدة الجنسيات، ومؤسسات بريتون وودز، وغيرهم من صنّاع القرار وواضعي السياسات.)