يوم المصاعب : الصحفيون.. ترقب وانتظار “طلة” الأول

الخرطوم- محمد عبدالباقي

لم يكن أحد في السابق ? على الأقل من زملاء مهنة الإعلام – يلقي باله لمدرسة الشيخ مصطفى الأمين القرآنية المنزوية في ركن قصي وسط السوق العربي وسط أكثر من جزارة، الكل كان يمر أمام بوابتها الضيقة بخطى حثيثة شمالاً وجنوب دون أن يسترق النظر إلى ما يعتمل داخلها، لكن يوم أمس الأول كان مفصلياً في تاريخها العريق.

(1)

لم يجد أكثر من خمسة وعشرين صحافياً ومصوراً اقتحموا المدرسة بعد إذاعة نبأ إحراز الطالب (عبدالجبار أحمد عبدالجبار) غير كنبة أمام مدخل المدرسة ليجلسوا متراصين لأكثر من ساعة في انتظار حضور الطالب المتفوق الذي انتزعه مراسلو التلفزيون القومي من أحضان أسرته بشرق النيل وذهبوا به سراعاً فور إعلان تفوقه إلى مقر التلفزيون القومي بأم درمان، دون أن يمهلوه فرصة لمعانقة معلميه الذين حضروا باكراً للمدرسة في انتظار حضوره أو حتى جيرانه الذين عندما تقاطروا على منزل أسرته لم يجدوا إلا (سمح الوصف).

(2)

الصحافيون الذين لحق بعضهم بالمتفوق في مباني التلفزيون أثار منظر انتظارهم رواد الجزارات والمتاجر المجاورة للمدرسة فتجمهروا بالعشرات ليطالعوا وجوه منسوبي السلطة الرابعة، وهم غارقون في محنة الانتظار!

التجمع الذي كان مصادفة أمام بوابة المدرسة التي لم يحضر لها ابنها الطالب المتفوق حتى رحل عنها الصحافيون كان سانحة ليلتقي الكثير من الزملاء ببعضهم بعد فراق طال سنوات لهثاً خلف مهنة المصاعب

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..