تعقيب على الأستاذ كمال الجزولي الشورى .. ليست ديمقراطية!! (2-2)

د. عمر القراي
جاء في استشهاد الأستاذ كمال الجزولي، برأي الأستاذ راشد الغنوشي، قوله (فضمن محاضرة حديثة له بتونس في 20 مايو 2015م في إطار “ندوة المنتدى العالمي للديمقراطية الحديثة المباشرة” والتي خصصت دورتها لبحث “علاقة الإسلام بالديمقراطية المباشرة” وصف راشد الغنوشي مفهوم “الديمقراطية المباشرة” بأنه التطبيق الأعلى لمبدأ “الشورى” معتبراً مفهوم “الإجماع” مفهوم إسلامي وأن “الشورى” تعني المشاركة العامة في السلطة “كعبادة” ?والذين أقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون” حيث “وردت قيمة الشورى بين ركنين من أركان الإسلام بين الصلاة والزكاة للتأكيد على أنها عبادة” ثم طرح الغنوشي سؤالاً مركزياً كالآتي: “مقابل الشورى ماذا في الإسلام؟” ليجيب قاطعاً بأن ذلك هو “النظام الفرعوني” الذي يقول “ما أريكم إلا ما أرى” )(المصدر السابق)
هذا ما قاله الأستاذ راشد الغنوشي، ونقله لنا الأستاذ كمال الجزولي.. أما نحن، فقد أوضحنا أن الشورى لا تعني “المشاركة العامة في السلطة”، كما قال الغنوشي. وأن السلطة كما حددتها الشريعة الإسلامية، يعبر عنها نظام الخلافة الإسلامية. وهو نظام يقوم على حكم فرد، لا يشاركه أحد في سلطته. ووصف الغنوشي للديمقراطية المباشرة بأنها “التطبيق الأعلى لمبدأ الشورى”، يطرح سؤالاً هو : ما هو إذن التطبيق الأدنى لمبدأ الشورى؟! وهو ما لم يحدثنا عنه الأستاذ الغنوشي، أو الأستاذ كمال الجزولي. والآية التي أوردها الغنوشي، جاءت تصف حال المؤمنين في مكة، قبل قيام نظام الحكم الإسلامي في المدينة، ولهذا لا يمكن أن تكون هي الآية التي شرّعت “آلية” الشورى. ولقد جاءت بين الآيات هكذا (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُون). فهي تصف حال أولئك المؤمنين في صلاتهم، وزكاتهم، واجتنابهم للفواحش، ومشاورتهم لبعضهم في أمورهم. أما الآية التي أمرت بالشورى، بعد قيام الدولة الإسلامية، وفرضتها على النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده، ك”آلية”، لتخفف من الوصاية، التي تقوم عليها الخلافة، فهي قوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ويلاحظ هنا، أنه قال “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله”، ولم يقل فإذا عزمتم، مما يدل على أن الأمر في النهاية، بيد فرد واحد، وليس بيد الجماعة.
والحق أن الأستاذ راشد الغنوشي ليس حريصاً على الديمقراطية، لأنه لا يزال تلميذاً لمنظري الإخوان المسلمين، أمثال حسن البنا، وسيد قطب، والمودودي، رحمهم الله .. فقد جاء (كان المؤتمر العام الخامس يناير 1939م الأهم والأضخم في تاريخ الجماعة … والذي طرح فكرة “الخلافة الإسلامية” واعتبرها في رأس منهاج الجماعة … ويتوجه حسن البنا إلى الملك فاروق والزعيم مصطفى النحاس وإلى ملوك وأمراء وحكام بلدان العالم الإسلامي، وعدد عظيم من كبار البارزين في هذه البلدان ويطالب في ندائه بالقضاء على الحزبية وتوجيه قوى الأمة السياسية في جهة واحدة وصف واحد)(الإخوان المسلمون من حسن البنا إلى مهدي عاكف: عبد الرحيم علي ص 38 و 75.القاهرة: المركز العربي للبحوث والدراسات).
ولقد كان الغنوشي، ولا يزال، معجباً بالدكتور حسن الترابي. وحين يتحدث عنه يقول (أستاذنا و شيخي)!! والترابي هو أول من خطط، ونظّر، ودبّر، لأكبر تآمر على الديمقراطية، حدث في هذه البلاد .. حيث كان وراء حل الحزب الشيوعي السوداني، وطرد نوابه المنتخبين من الجمعية التأسيسية .. فإذا تحدث هو اليوم، أو أحد تلاميذه، مشيداً بالديمقراطية، ومعبراً عن أنها هي المفهوم الإسلامي الصحيح، وأنها أعلى مراحل الشورى، فمن الغفلة أن نصدقهم!!
ولم نسمع للغنوشي، أي إدانة للانقلاب العسكري الذي قادته الحركة الإسلامية السودانية ضد الديمقراطية، تحت قيادة الترابي في عام 1989م. ولم نقرأ له أي إدانة، لما تم بعد الانقلاب من الحرب الدينية في الجنوب، وفي جبال النوبة .. بل إن الغنوشي وغيره، من قيادات الحركات الإسلامية، أشادوا بحكومة “الإنقاذ”، وهي أسوأ حكومات السودان، وأبعدها عن الإسلام وعن الديمقراطية.
يقول الأستاذ كمال الجزولي (أما الطيب زين العابدين فيرى في كتيبه “الديمقراطية التوافقية: الطريق للاستقرار السياسي” أن هذه الديمقراطية “تنسجم مع تعاليم الإسلام الذي يجعل الإجماع المصدر الثالث للتشريع، بعد القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويدعو للشورى الملزمة في الشأن العام” ويستشهد على رجاحة هذه الديمقراطية بنموذج “الصحيفة” أو “دستور المدينة” الذي سعى الرسول “صلعم” للتوفيق عبره بين كل السكان من أنصار، ومهاجرين، ويهود، ومشركين، ومنافقين على أساس المساواة التامة في الحقوق والواجبات، حتى يضمن قدراً من “وحدة الجبهة الداخلية” بما يكفل مشاركة الجميع في الدفاع عن يثرب)(المصدر السابق)
إن عبارة د. الطيب زين العابدين، مليئة بالتضليل .. فالإسلام لم يجعل “الإجماع” المصدر الثالث للتشريع، ولكن الفقهاء اجتهدوا فحددوا ذلك. فقالوا إن مصادر التشريع هي: الكتاب والسنة والإجماع والقياس. وأما الكتاب والسنة، كمصدرين للتشريع، فقد نص عليهما القرآن، ولكنه لم ينص على الإجماع والقياس. ولعل الفقهاء، قد أخذوا موضوع الإجماع، من الحديث النبوي المشهور (لا تجتمع أمتي على ضلالة). ولكن الإشكال هنا، هو عدم المقدرة، على تحديد من يعتبرهم النبي صلى الله عليه وسلم، من أمته التي تلزم الحق دائماً، ولا تجتمع مطلقاً على باطل. فالإخوان المسلمون وحلفاؤهم، يجتمعون اليوم في مؤتمر الحوار الوطني، ويجمعون على باطل، وعلى غير مصلحة شعبهم، رغم أنهم في الظاهر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم !! وجماعة “داعش” تجمع كل عضويتها، على ما يرتكبون من فظائع، فهل يجمعون على حق أم على باطل ؟! فإذا كان المسلمون يمكن أن يجمعوا على غير الحق، فإن إجماعهم لا يمكن أن يكون مصدراً من مصادر التشريع في الإسلام.
أما وثيقة المدينة، التي عاهد النبي صلى الله عليه وسلم على أساسها المشركين واليهود، فإن التضليل في الاستدلال بها، إنما يجئ من أنها قد نسخت بآيات سورة التوبة !! قال تعالى (بَرَاءَةٌ مِنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله وَأَنَّ الله مُخْزِي الْكَافِرِينَ* وَأَذَانٌ مِنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ الله بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
جاء في التفسير (قوله “براءة” تقول برئت من الشيء أبرأ براءة فأنا برئ إذا أزلته عن نفسك وقطعت سبب ما بينك وبينه … قوله تعالى “إلى الذين عاهدتم من المشركين” يعني إلى الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان المتولي للعقود وأصحابه بذلك راضون فكأنهم عاقدوا وعاهدوا فنسب العقد إليهم .. قوله “فسيحوا في الأرض أربعة أشهر وأعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين” … قوله “فسيحوا” رجع من الخبر إلى الخطاب أي قل لهم سيحوا أي سيروا في الأرض مقبلين ومدبرين آمنين غير خائفين أحداً من المسلمين بحرب ولا سبي ولا قتل ولا أسر. وأختلف العلماء في كيفية هذا التأجيل وفي هؤلاء الذين برئ الله منهم ورسوله. فقال محمد بن اسحق وغيره: هما صنفان من المشركين أحدهما كانت مدة عهده أقل من أربعة أشهر فأمهلهم تمام أربعة أشهر والآخر كانت مدة عهده لغير أجل محدود فقصر به على أربعة أشهر ليرتاد لنفسه، ثم هو حرب بعد ذلك لله ورسوله وللمؤمنين، يقُتل حيث أُدرك ويؤسر إلا أن يتوب. وابتداء هذا الأجل يوم الحج الأكبر وانقضاؤه إلى عشر من شهر ربيع الآخر. وأما من لم يكن له عهد فإنما أجله انسلاخ الأشهر الحرم)(تفسير القرطبي-الجزء الثامن ص 65-66. القاهرة: دار الحديث). وهكذا فإن العهود قد أجلت أربعة أشهر، ثم أحكم السيف في رقاب المشركين، واليهود، والنصارى، ونسخ بذلك الإسماح، كما نسخت المواثيق والعهود. ولقد قامت الشريعة على القرآن الناسخ، ولهذا حين يحتج دعاتها بالقرآن المنسوخ، يكون هذا ضرباً من التضليل.
ومن التضليل أيضاً، ما زعمه د. الطيب، من أن وثيقة المدينة كانت (أساس المساواة التامة في الحقوق والواجبات) بين المسلمين وغيرهم من اليهود والمشركين والمنافقين. والحقيقة أن مثل هذه المساواة، لم تحدث قط على مستوى الشريعة. فلم يولَ أي من المشركين، أو اليهود، أو النصارى، منصباً في الدولة الإسلامية، ولذلك لم تكن حقوق المواطنة مكفولة لهم. وحين وصف الله وضع المؤمنين، بقوله (وَلِله الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، فإن هذا يعني ضمنياً، أن غير المسلمين نصيبهم الذلة والمهانة.
صحيح أن د. الطيب زين العابدين، قد كتب مؤخراً، في نقد حكومة الإخوان المسلمين الحاضرة. ولكنه فعل ذلك، بعد المفاصلة، والخلاف، وظهور الوطني والشعبي، وما بينهما من الجماعات الخارجة عليهما. وكل ذلك لم يكن خلافاً حول فكرة، أو مبدأ.. وإنما كان صراع مصالح، ومناصب، وغنائم. وحين التقت المصالح اليوم، جلسوا جميعاً إلى مائدة الحوار الوطني!!
ولكن ألم يؤيد د. الطيب حكومة “الإنقاذ” في بداية التسعينات، وما بعدها، حين صادرت الصحف، وحلت الأحزاب، ووضعت الشرفاء في المعتقلات، دون محاكمات، ومن بين هؤلاء الأستاذ كمال الجزولي نفسه؟! ألم يكن د. الطيب يعرف “وثيقة” المدينة في ذلك الوقت ؟! لماذا لم يطالب حكومته، بتطبيقها على المخالفين لهم، من أبناء الشعب السوداني، بدلاً طردهم من وظائفهم، بحجة الصالح العام، وتشريدهم، وتعذيبهم في “بيوت الاشباح” ؟!
يقول الأستاذ كمال الجزولي (ولئن كانت الديمقراطية مفهوماً دنيوياً بامتياز فإن الشورى بلا أدنى شك مفهوم قرآني)(المصدر السابق). والذي أريده للأستاذ كمال الجزولي، ولغيره من المثقفين السودانيين، هو أن يعلموا أن مفهوم الديمقراطية مفهوم قرآني، وإن لم ترد الكلمة نفسها في القرآن!! فالقرآن قد نزل على مستويين، قال تعالى في ذلك (الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَاد) ومن هذه المثاني، أن أصول القرآن قد نزلت في أول العهد بمكة، وأن فروعه قد نزلت في آخر العهد بالمدينة. وفي مستوى القرآن الاصل ? القرآن المكي، قال تعالى (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)، وهذه هي الآية التي نهت النبي صلى الله عليه وسلم، على كمال أخلاقه، من السيطرة على عبدة الأوثان من الجاهليين!! وهي حين نهت النبي الكريم، من السيطرة، دلت على أنه ليس هناك رجل هو من الكمال، بحيث يعطى الحق في السيطرة على الآخرين .. ولا يمكن رفع السيطرة عن كل الناس، إلا إذا أشركوا جميعاً في حكم أنفسهم، وهذا لا يتأتى إلا بالنظام الديمقراطي. ومن هنا، فإن في هاتين الآيتين يتضمن مفهوم الديمقراطية. ومن أسس الديمقراطية، حرية الاعتقاد، وقد جاءت أيضاً في القرآن المكي، في قوله تعالى (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ). ولكن أصول القرآن قد نسخت بفروعه، لأنها كانت أكبر من طاقة المجتمع في القرن السابع الميلادي. ومن قرآن الفروع، آية السيف التي نسخت الإسماح، فصادرت حرية الاعتقاد .. وآية الشورى التي دعمت الوصاية، التي تقوم عليها الخلافة، فصادرت رفع السيطرة، الذي تقوم عليه الديمقراطية.
وليس هنالك سبيل لعودة الإسلام، في مستوى العصر، إلا ببعث قرآن الأصول، وتحكيمه في حياة الناس .. وهذا ما أسماه الأستاذ محمود محمد طه، تطوير التشريع الإسلامي. وكل دعوة للإسلام لا تعتبر أمر التطوير، لن تبلغ منه طائلاً. وكل مثقف، يخوض في أمر الإسلام، ثم ينصرف عما قدمه الأستاذ محمود، فسيقع في براثن فهم الاخوان المسلمين .. أقرأوا إن شئتم (فَذَلِكُمُ الله رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)
د. عمر القراي
[email][email protected][/email]
1. نتفق معك في كل ما تقول في الاخوان المسلمين. فهم كاذبون في كل يقولون.
2. الا ان الامر لا ينبغي ان يدعنا نعف كل كلمة ومفهوم حوروة لاغراضهم، كما يعف الالمان اليوم مثلا تسمية وليد لهم ادولف.
3. في هذه الآية ?والذين أقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون” افهم ويفهم معي كثير من المسلمين مصطلح شوري = ديمقراطية. كاحدث ما تكون. ولو نزل القرآن باللاتينية لربما وردت في محلها كلمة “ديمقراطية”. اعرف ان الاخوان والداعشيون يفهمونها ك “دكتاتورية الفرد”، فلم تتفق معهم، وتسميها انت ايضا دكتاتورية الفرد؟
4. (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
المخاطب هنا النبي المعصوم فقط. ليس من ذكر في هذه الاية لاي غيره. لا خليفة راشد ولا غير راشد. وللآية شقين: تشريعي (legislative) 【وشاورهم في الامر】 ، وتنفيذي (executive) 【فاذا عزمت فتوكل علي الله】. انفراد المعصوم (صلعم) بالشق التنفيذي لا يعني ضمنيا _ كما استنتجت _ التفويض له من قبل الله جل وعلا بالانفراد بالشق التشريعي (فالله العليم يعرف جيدا التفريق بين المفرد والجمع). هذا يحدث في كل ديمقراطيات العالم اليوم (اعني انفراد راس الدولة بالبدء في الشق التنفيذي من امر ما مر عبر مؤسسة التشريع الديمقراطي، كالبرلمان مثلا). الرؤساء ورؤساء الوزارة في العالم الغربي الديمقراطي هم الذين يعلنون ساعة الصفر في الحروب (بعد ان يعزمون)، و ب ع د مرور الامر عبر المؤسسة التشريعية. وحتي هنا لهم استثناءات للتصرف بدون الرجوع الي المؤسسة التشريعية في الظروف الملحة. ومع ذلك تعتبر هذه الانظمة ديمقراطية. فلماذا تنكر ذلك علي المعصوم (صلعم) وترميه هنا بممارسه “حكم الفرد”؟ وحتي اذا كان الامر كذلك، فهو معصوم، وله ذلك اذا اراد الله ذلك. ولكن القاعدة هي الشوري بمعني الديمقراطية الحقة.
ما هو اعتراضك، عزيزي د القراي، علي اعلاه؟
مع خالص الاحترام والتقدير
قال أحدهم مرة – بتصرف مني في اللفظ -:
(يقاس تقدم و تمدن كل أمة من الأمم بمدى فهمها لنظرية التطور).
قرأت مقال القراي، ثم عرجت على مقال كمال الجزولي في موقع الحوار المتمدن، و فهمت أن القراي لم يستوعب – و ساخبركم لماذا – ما قاله كمال، إطلاقا!!
ملخص الفكرة الجمهورية ((هو أنها منهج يصل بالانسان للحرية الفردية المطلقة، التي يقول محمود أنها ممارسة /سرمدية/ لا تنتهي. و المنهج هو خليط من فلسفة ديكارت، و نظرية داروين في التطور. يبسطها محمود في كلمة واحدة: الصلاة، و يعرفها بأنها الصلة، أي الصلاة التي فيها روح. ثم يقسمها إلى حضرتين حضرة الانسان مع ربه “الإحرام”، و حضرته مع البشر و الكائنات “المعاملة”))
و أول دليل على خلط القراي، هو أن الفكرة الجمهورية، تعمل على الاجتهاد في النص القرآني. و تستلزم أن النسخ في الآيات القرآنية حدث، لعلة الوقت. فالفكرة الجمهورية، إذن، مع نظرية التطور، فقد أصدر الجمهوريين كتب عديدة، في هذا السياق، منها وأهمها على الإطلاق: كتاب “/تطوير/ شريعة الأحوال الشخصية”.
فما قاله كمال الجزولي ملخصة كالآتي: المجتمع الجاهلي فرضت عليه الشوري، لأنه لا يطيق الديمقراطية، و الصورتان /الشورى في المجتمع القديم، و الديمقراطية في المجتمع الحديث/ تؤسسان لمبدأ عدم الانفراد بالرأي. و إنما كان الاختلاف بينهما، تعبير عن الهوة التاريخية أو بمعنى يخدم الموضوع أكثر، علة الوقت /التطور/.
فالشورى، إذن، هي الديمقراطية نفسها و قد لبست ثوب الحاضر، يفصل بينهما سلم التطور، كما أن الصبية الكاعب الطفلة، هي نفسها المرأة الراشدة، ولية أمرها، الكاملة الدسم، و إنما يفصل بينهن التطور في المراحل!! فلو زوجنا البنت الكاعب، لا بد أن نكون أوصياء عليها، و لكن المرأة الراشدة هي وصية على نفسها، تنتفي عنها الوصاية، و /تسقط/ لأنتفاء العلة، و هي القصور، و عدم الرشاد. و ذاك هو نفس السبب الذي استند عليه محمود محمد طه ليسقط القياس و الشريعة في عصر الحداثة، و يرتفع برفضه الشريعة، /في زمن الحقيقة/، عن المكان!!!
لم يستوعب القراي الفكرة، لأن الجمهوريون(ليس كلهم) أصابهم جمود العادة / كم مثلهم سقط في نفس الشرك/ فتخلوا عن التجرد، و غابوا بالتالي عن الواقع و ((اللحظة الحاضرة)). فهل ما يزالون يا ترى يصلون بتلك الروح القديمة؟ أم “جرفهم تيار الأحداث كما يجرف كل إنسان” كما قال الطيب صالح؟
الشورى بضوابطهاالشرعية لا تعني الديمقراطية بمفهومها العملي ( الممارسة )
الشورى فقط بين المسلمين وفي الأمور الاجتهادية .
( ولا اجتهاد مع نص ) القاعدة الأصولية المعروف . بتفصيل يوجد في مظانه.
الديمقراطية حق يمارسة كل مواطن . الضابط فقط المواطنة .
ليس في الديمقراطية ثوابت. كل شيء قابل للمناقشة والقبول أو الرفض.
مثلا تغيير الدستور الذي هو كما يقولون مصدر القوانين.
مثلا ( عقوبة الإعدام ) في اليمقراطية يمكن أن تلغى حسب رأ] الأغلبية.
أما في الإسلام لا يمكن أن تلغى ولو بقي على الأرض مسلم واحد.
والذي يطرح الثوابت في الإسلام ( المحكمات ) ليأخذ رأي الناس فيها ليس بمسلم.
يعني كاااااااااااااافر وإن صلى وإن صام . ولو حفظ القرآن بالروايات العشر .
خلاصته :
الشورى: من وسائل ضبط الرأي في الإسلام حيث يعمل الرأي .
الديمقراطية : دين عند ألها مقدمة حسب رأي الأغلبية. والأغلبية يوم هنا ويوم هناك .
خلاص فكونا ..
الذي أريده للأستاذ كمال الجزولي، ولغيره من المثقفين السودانيين، هو أن يعلموا أن مفهوم الديمقراطية مفهوم قرآني، وإن لم ترد الكلمة نفسها في القرآن!
ما هذا الإقحام ؟؟؟
وهل الثقافة لها جنسية ؟ ولماذا السودانيين دون غيرهم ؟وهل غيرهم يوافقك الرأي؟
الإسلام لا يحتاج ديمقراطيتك ولا اعتذراك عنه.
والله لكن محمود محمد طه دا ببالغ عديل اتاريهو صراحة ما كت فايلو بقوة الطرح دا
القول بان للقرءان الكريم أصول و فروع من باب افتراء الكذب على الله و على من يقول ذلك أن يأتينا بالدليل و القرءان هو كلام الله و لا فرق بين مكيه و مدنيه و انزل على النبي صلى الله عليه و سلم مفرقا , قال تعالى : “وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ” سورة الاسراء و قال تعالى منكرا على اليهود : ” أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ “البقرة:85
و النسخ في القرءان لا يمكن ان يفهم منه اطلاقا ان هناك اصول و فروع .
أما تفسير قوله تعالى : “فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر ” فقد ذكر بعض المفسرين بأنه لست بمسلط إلا على من تولى وكفر ، فأنت مسلط عليه بالجهاد ، والله يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر ، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير . وروي أن عليا أتي برجل ارتد ، فاستتابه ثلاثة أيام ، فلم يعاود الإسلام ، فضرب عنقه ، وقرأ إلا من تولى وكفر .
و هناك من قال: فذكر أي فعظهم يا محمد وخوفهم . إنما أنت مذكر أي واعظ .
لست عليهم بمسيطر أي بمسلط عليهم فتقتلهم . ثم نسختها آية السيف.
و اعتقد ان المعنى هو أقرب الى قوله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )
أي المقصود هنا هو انك لا تملك ان تهديهم و مثله قوله تعالى : ”
وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ”
و على هذا فلا داع للنسخ في هذه الحال
عزيزي سوداني رغم ما قلته بالامس بمقالي الا انني اري ان الشوري = الديمقراطية والرق عندي ان الشوري جمدناها ولم تمارس حتي تفرز الياتها بالممارسة واختلاف العلماء فيما لا يجدي ارهقها وجمدها لذلك صارت نصوصا واخيرا ديكورا لايقدم ولا يؤخر ولو ان الشوري تجمرت بنار الممارسة لكانت كالديمقراطية تماما.
2/اتفق معك ان (شاورهم في الامر ) وقفية علي الرسول الاعظم صلوات ربي وسلامه عليه اما امرهم شوري بينهم فهي لكافة مستويات المجتمع بل اراها تبدا من الاسرة تدرجا وما يجري من قديم من تكوين اللجان والمناصب فيها يصب باتجاه المستويات كافه وان القراي يكسر رقبة التفسير ليدخلنا الي الاصول والفروع والمكي والمدني لنظرية محمود محمد طه .3/نتفق علي اخطاء الاخوان المسلمين وويلاتهم علينا ويستحقون كل شئ سئ عليهم -ولكن هذا لايمنعنا بسببهم ان نداريانفسناعن الطريق الصحيح وان اساءوا هم ذلك .
القراى الظاهر انه ما قراى ماذا تريد بالضبط هل الديمقراطية افضل من الشورى الديمقراطية تكن لناس ليست لديهم ايمان بالاخرة فهو فى محصلتها امر دنيا يخطط فيها الانسان لدينياه فقط لذلك ليست له اى استعداد للتنازل ولو للحظة من ملذات الدنيا اما الشورى نفسها عبادة لان الانسان يتنازل فيها من ملذات الدنيا
سؤل للأذكياء من (الظلاميين):
هل مجلس الحل والعقد وهو أساس عملية الشورى، بحسب شريعة (القرن السابع)، يمكن أن يضم إمراة أو مسيحى؟
فإذا كانت الأجابة (بلا) وهى (بلا)، فماذا تفعل فى مصر مع 15 مليون مسيحى وأكثر من 50 % من المجتمع المصرى وهن نساء؟
وماذا تقعل مع غير المسلمين فى السودان مهما كان عددهم ومع النساء وهن كذلك أكثر من 50 %.
ما يفعله (الإسلاميون) اليوم نفاق فى نفاق فى أقحامهم للنساء فى العملية السياسية من دون (مرجعية) طالما هم ينادون بتطبيق (الشريعة) وبإاقمة الحكم على أساس (الشورى)، لذلك يفشلون فى اى دولة يحكمونها ويخزيهم الله ويكشف زيفهم، فالمراة وضعها فى (شريعة) القرن السابع، مثلما تفعل (داعش) و(طالبان) لا تصلح الا (لنكاح الجهاد).
المهم في المقال هو مناسبة لتجديد الدعوة للنظر في تبني الديمقراطية المباشرة
بدل او مزاوجة للديمقراطية الليبرالية.
ونسال لم لم يرد السؤال عنها من قبل.
الديمقراطية المباشرة خطرة في بلد كالسودان لانها تبرز قضية الارض واضحة دامغة كالشمس. وهذا هو الرائع القيم فيها.
الليبرالية تغطي علي قضية الارض تلتف عليها لانها تقصد الاستيلاء عليها.(الكلام دا ليس بوجه عام فهو يخص تجربة السودان وحال اي بلد افريقي اخر.)
للوضوح. عندما تجلس كمحاور من السلطة مع الرعاة مثلا, هل سيكون بينك وبينهم اي موضوع خلاف ارضهم.
الديمقراطية المباشرة تحفظ الحقوق. وترياق مضاد يوازن بين اطماع العولمة وهذه الحقوق. ولا يمنع هذا من النص على الحقوق الفردية, اي مايسمي بحقوق الانسان, التي حتي الان تطرح ضمن الليبرالية كغطاء لنهب الارض وافقار سكانها.
اورد د. القراي ما يلي: (أصول القرآن قد نسخت بفروعه، لأنها كانت أكبر من طاقة المجتمع في القرن السابع الميلادي). هذا الراي يعني ان الله تعالي انزل قران الفروع اولا ثم تبين له لاحقا انه اكبر من طاقة مجتمع القرن السابع فاستدرك الامر ونسخه بقران الفروع، تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا، نسال الدكتور هل يستقيم هذا الفهم؟ ارجو ان يتداخل د.القراي مع تعليقات القراء لما في ذلك تثاقف وتدافع للافكار وتمحيص للقناعات علي مجمرة الحجج، وذلك مما يسره النشر الالكتروني التفاعلي.
الديموقراطيه نظام حكم افاد الدول التي تنتهجه بان حقق اعلي مستويات العداله و الحريات وبالطبع الرفاهيه الاقتصاديه. وهي بالطبع لم تدعي اي الليموقراطيه انها خرجت من ضلع اي ديانه فهي نتيجه تفكير بشري محض. لماذا ياتي من يحاول ايهامنا بان الشوري او غيرها هي الديموقراطيه. هذا كلام يفتقر للمنطق لانه پبساطه لا توجد نموزج واحد عبر التاريخ لدوله اتخزت الشوري او غيرها من مسميات الحكم الديني استطاعت ان تقدم ما قدمته تجارب الحكم الديموقراطي.
تعقيب على الأستاذ كمال الجزولي الشورى .. ليست ديمقراطية!! (2-2)
الشورى ليست الديمقرادية وليست لها صلة معنوية او برجماتية معها ؟
لنرجع كلمة “شورى ” الى معناها اللغوي فهي تعني الاستئناس برأي اخر في مسألة معروضة للأجابة , يعني وجود مسألة سابقة للتشاور والاستئناس برأي اخر لفائدة المستشير وهي مسألة فردية بحته وهي عادة غير ملزمة للشخص المستشير فان شاء اخذ بها وان شاء ابعدها ورمى بها ارض الحائط وعندنا مثل سوداني بيقول “بيت الشوره مابخرب ” مثلا عندما يتقدم شخص للزواج وهو عرض الزواج يقال له “والله عندنا شوره ونرجع ليك” اذن الشورى اخصب وارفع سوابق موجودة في عالمنا اليوم هي في السودان العظيم وفي السودان الشورى لها ادب كامل والطريقة التي يعرض فيها الأمر اذن لن تدخل الشورى في السياق العام ولن تكون لها صلة بالمصلحة العامة للمواطنين , وهي غير ملزمة للشخص المستشير او جماعة تربطهم صلاى خاصة …
الشورى غير ملزمة والديمقراطية ملزمة وجودا وعدما مع خلق الأنسان ؟
يقول الحق عز وجل ” وشاورهم في الأمر وان عزمت فتوكل على الله …” هناك سوابق في السنة للرسول صلى الله عليه وسلم و السنة كقاعدة فقهية في اصول الفقه هي ” مافي فعلها ثواب وليس في تركها عقاب ” فهي متروكة للفرد المكلف في ادائها , من السوابق ان الرسول كان يستشير وقد ياخذ براي او لا يأخذ فهو صاحب الأمر وفي القران امثلة كثير على سبيل الحصر والأطلاق وكل الأيات تدل على الخصوصية ولعل في القانون الامريكي مثل جيد للشورى مثل واجب المحامي للحصول على موافقة موكله في مسألة ماء يجب ان يعرض المحامي لموكله الموضوع كاملا بسلبياته ولا يخفي عليه شيء ليتمكن الموكل من اتخاذ قرار في المسألة وهنا الموكل من حقه الأخذ برأي المحامي او توجيه المحامي وهو موظف لدى الموكل بقرار اخر ” Informed Consent ” وكذلك التوجيهات التي يوضحها القاضي للمحلفين لاتخاذ قرار في السؤال المطروح بحضور الاطراف “Jury Instruction ” …
الشورى الية من الاليات الديقراطية
في كل الأنظمة الحرة الشورى لها مناصب فالرئيس الامريكي له مستشارين في انحاء المسائل التي تغطيها الواجبات الدستورية للأدارة مثل مستشار الأمن القومي , ومجلس من المستشارين في المسائل الحساسة ولكن الأمر كله بيد الرئيس ولكن عندما تكون الشورى في مسألة ملزمة ولم ياخد بها الرئيس او ما يماثله يجب ان يوضح لماذا لم يأخذ بالرأي الأستشاري في المسألة المعروضة اذا برزت سلبيات لقراره اذن نخلص الى ان الشورة الية لا يستغني عنها الفرد والجماعة وهي غالبا ما تكون مقننة …
اما الديمقراطية فهي ملزمة بامر الله سبحانه وتعالى منذ ان خلق الأنسان وان مصدرها الانسان الفرد وهو يخلف الله في حكم الأرض بالسلطة و السيادة والحرية في الاختيار … , راجع قوله تعالى ” و اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون ” سورة البقرة الأية (30) ولكي يستوفي الفرد الحقوق الاصيلة التي كرمه الله بها جزئيا في مسألة الدولة لابد من الأجماع على دستور ينظم حماية الحقوق الاساسية منها حق التدين وفقا لما يمليه عليه ضميره الحر , حرية التعبير وتشمل اي تعبير بكافة اشكاله وبراويزه عدا الأساءة لفرد غير من يتولون خدمة الافراد في مواقع الدولة المختلفة , حق السفر والعيش في اي بقعة من ارض السودان لان الارض ملك على الشيوع لا تقبل القسمة , حق الزواج … ويستحضرنا هنا ان الحقوق الاساسية المنصوص عليها في القران الكريم وفقا لدراستنا وتعليقنا عليها مستطردة اكثر من الحقوق المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وكذلك الديباجة الملحقة في القران الكريم يصعب حصرها ومعني بها الفرد المكلف و كذلك يشمل الدستور كل المباديء السامية التي وضعها الله في القران الكريم .
ليس في القران الكريم ولا السنة دولة او سياسة
لا توجد دولة في القران الكريم وتفكير الدولة يجب ان تقوم على مباديء ان الفرد بموافقته المضمنة في الدستور يرسم بارادة حرة معنى الدولة وهي تعني تداول السلطة بين الأفراد وفقا لما اتفقوا عليه في الدستور ولذلك ذكر الله سبحانه وتعالى للفرد والجماعة بالتشاور بارادة حره في كل امور الدنيا والأخرة ولم ترد كلمة سياسة اطلاقا في القران الكريم وكذلك في السنة المؤكدة وبالتالي ادخال الدولة والسياسة في دين زندقة وخروج على الملل المؤمنة ولو كان الله وهو يملك كل الكون ان تكون له دولة سبحانه تعالى عن هذا الأفك المبين لامر ذلك ولكنه سبحانه وتعالى الملك لما في السموات والأرض ونحن نقول لاخوتنا لا تخوضوا في نقاش ضحل ومنتج للفساد في الارض مثل الحوار الذي تقوده بعض الجماعات المجرمة والتي تتخذ من ديننا هزوا , مثلا ما قام به الاخوان في السودان من انقلاب على حكم دستوري شرعي يطبق الحقوق التي ذكرناها انفا ثم يقوموا بما فعلوه باسم الله ورسوله الكريم فاننا يجب كفرض عين ان نوقف هولاء الان وليس غد .
اجمل ما في التعليقات انها جاءت وهي تحمل احترام الراي الاخر و هذا ما ظللنا نفتقده
جاء النقاش ثرا و موضوعيا من اغلب المعلقين
الديمقراطية هي نظام الحكم في النظام الراسمالي الليبرالي
الشوري هي فكرة اسلامية تهدف الي تقليص سلطة الفرد في الشان العام و جعله و ان كان النبي المعصوم مرهون بان لا يتخذ قراره الا بعد مشاورة من معه
لم يفصل الاسلام اليات اعمال الشوري و يبدو ان ذلك متروك للمسلمين و لظروفهم الزمانية و المكانية و البيئية و ليعملوا فكرهم في التطبيق للشوري كمبدا
نحن كمسلمين فضلنا الجمود و اخترنا النظام الجاهز المطبق في النظام اللبرالي و حاولنا الباسه ثوب الاسلام لعجزنا عن ايجاد نظام شوري خاص بنا
اذا و الي ان نهتدي لنظامنا الذي يناسبنا سنظل ننادي بالديمقراطية باعتبارها صورة من صور الشوري و ان لم تكن هي الشوري