وعاد أدراجه

نمريات
وعاد أدراجه
اخلاص نمر
٭ غادر الخبير المستقل شاندي «العاصمة الحضارية» عائداًَ من حيث أتى بعد أن رفضت السلطات منحه «اذناً» بمقابلة رئيس جهاز الأمن والمخابرات، وذلك وفقاً للبيان الذي أصدره قبل مغادرته البلاد يوم الاثنين الماضي بعد تصريح شاف أكد فيه أن الحقوق الاساسية بما في ذلك حرية التعبير والتجمع وتكوين التنظيمات تُنتَهك من قبل السلطات.
٭ طوى شاندي اوراقه داخل حقيبته بعد أن تأكد له تماماً أن السودان بلد لا تسمح حكومته لشعبها بحرية التعبير والرأي بل وتحشد شرطتها لانزال العقوبة على كل من «يفتح فمه» بكلمة واحدة والدليل على ذلك وجود أفراد الأمن في ميدان أبي جنزير والذين أحاطوا الميدان حتى قبل وصول قوى الاجماع الذين هم في الأصل أفراد في هذا الوطن ومن الشعب.
٭ الشعب في بلدي «ممنوع» عليه أن يدلي برأي لا يتسق وهوى الحزب الحاكم رغم تصريحات «شقيق الرئيس» الذي جرت على لسانه «تأكيدات» بأن الشعب اذا أقرّ برفضه للرئيس فانه سيتنحى وفوراً ولكن فات على شقيق الرئيس أن يوضح لنا أين سيجد الشعب «مساحة الحرية» ليجهر برأيه كما لم يذكر لنا الكيفية التي يمكن أن يصل بها صوت الشعب وهو الذي تم حصاره قبل أيام قليلة وقبل أن يتفوّه بكلمة واحدة بل وأقتيد قادته إلى «غرف التحقيق» إذاً لا بد من إفراد مساحات لـ «الكلمة» التي هي حق مكفول بأمر الدستور ولا بد بالمقابل من «الإصغاء» لها طالما انها «حوارية» في شأن البلاد ولم تتعدَ على ممتلكات الدولة أو تدعو لتخريب أو عنف أو تطاول على أية جهة بل طالبت بحقها في السماح لها بتظاهرة سلمية حمّلتها أمنيات أولها الجلوس لجهة القرار التنفيذي لاخراج البلاد إلى بر آمن ولن يتم ذلك إلا بالنزول عند رغبة الشعب الذي ما عاد يقوى على مواجهة الحياة المعيشية التي يصارع من أجل توفير لقمة عيشه فيها ،وهو يسمع في كل يوم ويقرأ عن أموال تتسرب من هنا، وأخرى من هناك، وجهات تغلق أبوابها في وجه «المراجعات» العامة لتنفد بجلدها من «تثبيت التهمة»…
٭ الحديث الذي أدلى به «شقيق الرئيس» في هذه الجزئية من الحوار يأتي تحقيقه ضمن باب «المستحيل» إذ كيف يتلاءم ويتفق «الممنوع والممنوح» في كفة واحدة، فالحزب الحاكم يؤكد في كل تصريح على حرية التعبير وعند «الاختبار الحقيقي» لا يلمس الشعب ذلك ولا «يتمتع» بوجودها ليحكي دواخله وكلماته الفاصلة وطلب «التنحي»، إذاً الآن ومستقبلاً يدخل الحديث عن التنحي في باب «المطلوب السكوت عنه» بـ «الاوامر العليا» والمندرج تحت بند «لحس الكوع» التعبير الذي أدخلته الحكومة في خطابها السياسي وتتمسك به وتتخذه «ترساً» لصد التنحي إلى «نحر» المعارضة أو الشعب أو قوى الاجماع مما يعني امكانية تحقيق ما جاء على لسان الشقيق مثل «لبن العصفور».
همسة:
من خلف الظلام أتى صوتها الهادر…
ينادي بفجر جديد…
ويحلم بالأماني…
ليبقى الأمان عنوان المدينة…
الصحافة