
١-
في شهر نوفمبر عام ١٩٨٩، بدأت محاكمة الطالب/ مجدي محجوب، امام محكمة عسكرية برئاسة المقدم (وقتها) عثمان خليفة/ مهندس من القوات الجوية – (الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي)-، التهمة التي وجهت لمجدي كانت الإتجار في العملة الأجنبية.
٢-
بدأت الإجراءات بصورة سريعة ، وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى حسن حمد أن المعلومات أفادت أن مجدي لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى أزهري أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله ، لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة ، إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول: ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم )، وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل ، بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق) ، وشهود الإتهام والمحكمة ، أتضح أن مجدي لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ومن داخل خزانة المرحوم والده ، وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره ، لم تسمح المحكمة له بإستدعاء محامي التركة ، والذي سيشهد بأن الأموال خاصة ، كانت الساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر، وكاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (٥) دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟!!
٣-
كانت (٥) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة، بين الحق والباطل . مرت بطيئة كأنها دهر، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس وعادت هيئة المحكمة للانعقاد، ومباشرة وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
” جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة الأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام.
٤-
رُحّل مجدي بعدها إلى سجن كوبر، حيث أدخل في قسم المعتقلين السياسيين.
٥-
حاولت هانم عباس (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير، في أحداها قابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن، نفّذت نصيحته وأتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس)، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام ، لأنه مسافرإلى أين لا يدري؟!! ولا إجابة للهفتها على إبنها،، ستة أيام كثيرة جد خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح . طرقت الام هانم عباس أبواب أصدقاء زوجها القدامي امثال أحمد سليمان المحامي المعروف، وعز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف وعبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!
٦-
وصلت الي الام معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة) سيكون في استاد الخرطوم عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة، ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ، ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد الرئيس بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به وبسرعة ايضا إلى منزله بالقيادة العامة للقوات المسلحة، أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة سمح لها هي فقط بالدخول، دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم والغبن والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع، وكانت زوجة الرئيس (الأولى) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت قادمة منه مع زوجها، جاءت والدة الرئيس وجلست بالقرب منها أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة مجدي، أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد الرئيس مستعد للخروج من باب خلفي ، وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس وهي تخاطب إبنها (الرئيس)، وبعد قليل من الوقت عادت لتقول لها : أن الرئيس خرج، وهو غير موجود!، نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها.
٧-
أنتهت ” مراسم ” الإستعداد، لإعدام مجدي ، وسار بهدوء يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير السجن، عادل وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءاتهم إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر القسم (ج) ، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع البعض بهدؤ وهم يهدئون زملائهم .. ابتسم لهم مجدي ، وأقترب من أحدهم، وهو محامي مشهور طالباً منه بأدبه الجم ، أن يرسل إليه كو با من الشاي، أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ الخلوق المهذب والهادئ حتى في أحلك الظروف، وفي المساء أ ُضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة ، كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأنها شعور بالذنب والظلم .
٨-
كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءً في ذلك اليوم، وكان عادل صديق مجدي مرابط داخل مباني السجن . أتاه ضابط سجون وأخبره أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة بعد أن أحضر (الملف) إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة ، أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث سيتم التنفيذ بعد قليل، وأنه سيذهب إلى مجدي في زنزانته ليقرأ معه بعض آيات من القرآن الكريم.
٩-
طلب عادل من المدير أن يسمح له بمقابلة مجدي، أستجاب لطلبه،. أندهش مجدي عندمل رأى صديقه بالمكتب وهو لم يفارقه إلاّ منذ قليل، ورأى في نظرات صديقه لمعاناً وبريقاً، يبدو كالضوء الخافت قادماً من على البعد، وبادره قائلاً :”عادل ماذا هناك؟ !!”. لم يتمالك عادل نفسه أخبره بفحوى قرار السيد رئيس القضاء وتأييده من رئيس مجلس الثورة وهو الإعدام، وسيتم التنفيذ الليلة.
١٠-
لم يصدقا نفسيهما عندما رأيا مجدي يبتسم وهو يمازح صديقه قا ئلاً: “هل تصدق يا عادل انني حلمت بأبي اليوم ؟!!”، وصار يهدئه، مواصلاً أن الأمر لله وحده ، وأجهش عادل ومدير السجن بالبكاء هذه المرة، ولكن بصوت مكتوم، كدوي المدافع، ومراجل الصدورعندما يعتريها الغضب والشعور بالغبن والمهانة . أمر المدير بفك قيوده، وأجلسه قرب صديقه، وجلس ليدون على بعض الأوراق إجراءات الإستعداد لإعدام مجدي، ومجدي هاد ئاً يوصي صديقه :-
” بداية أوصي الجميع بالصبر، لأنها إرادة الله . لا تعملوا لي مأتماً .. ووالدتي بعد الوفاة تذهب إلى القاهرة، تبتعد عن البلد لفترة، لعل الزمن يداوي جراحها، آرجو أن يأتي فوراً محمد ومندور وكذلك الأخ مجدي مأمون حسب الرسول، وحساباتي المالية عندك، أرجو أن تتركها معك، إذا ظهرت لي ديون من أي شخص، أرجو أن تسددها بنفسك لألقى الله بريئا منها، وإذا تبقى منها شيئ وزعه على الفقراء من الأهل والناس، كان هاد ئاً وهو يتكلم ، وعادل في حالة لا يعلمها إلاّ الله ولكنه يحاول التماسك .
١١-
في حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر تم إجراء الكشف الطبي عليه، وتم أخذ وزنه وطوله ، وهوكان رائعاً كالعهد به، شامخا بتاريخ أسرته ووالده، وفي منتهى الثبات، كان الوحيد الذي تابع معه هذا الإجراءات عادل، هذا الوفيِّ حتى في لحظات الموت الذي يخيم بشبحه الرهيب على المكان، وايضا كان يراقب الأحداث بصمت، لأن زمن الخوف والرهبة أنتهى، وأصبح الأمر واقعاً وهم اولئك الجلادون، حتى غريزة الخوف داخل النفوس، وعندما تموت مثل هذه الغريزة (الإنسانية ) داخل النفوس تبدأ لحظات المواجهة مع التحدي، ورغم الألم، ومرارة الإنتظار، لابد أن تشتعل جذوة الأمل في الحق والحقيقة والإنتصار.
١٢-
خرج عادل وجهز تصاريح المرور اللازمة لمرور جثمان مجدي إلى أهله عبر نقاط التفتيش العسكرية، لوجود حالة الطوارئ وحظر التجوال أيامها، وفعلاً، جهّز أوراقاً لأكثر من ثلاثين عربة كانت تخص الأهل والأصدقاء والمعارف، المتجمعين خارج أسوار السجن، وعند عودته في منتصف تلك الليلة ، قابله ملازم سجون خارجاً من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال : ً” ياسيد عادل أخوكم مات راجل”!!
١٣-
أستلم أحد الأقارب حاجيات مجدي النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح المرور من يد عادل ، الذي كان مذهولاً وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده، أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف ، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء عادل واشقاء مجدي يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه مرتضى حسونه ، واتجهت السيارات عبر جسر القوات المسلحة متجهة جنوبا إلى منزل الأسرة بالخرطوم (٢) سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك سيارات أخرى تراقب وتتابع هذا الموكب
بداخلها الزبير محمد صالح ، فيصل أبو صالح وكان وزيرا للداخلية، وصلاح الدين كراروإبراهيم شمس الدين وأعضاء مجلس الثورة الحاكم.
١٤-
تم إدخال الجثمان إلى غرفته، وحاولت والدته إلقاء نظره أخيره على وجهه هي وبناتها، ولكن تم منعهن بحزم من بعض كبار رجال الأسرة، لأن للشخص بعد إعدامه م نظر لا يمكن أن يمحى من الذاكرة، وذلك بتغير شكله الطبيعي خاصة منطقة العنق .. وهنُ ، وكل الأهل لم يروا مجدي في حياته إلأّ جميلاً في شكله وقبل ذلك في أخلاقه، جلس كل الناس الحاضرين، حول المنزل وداخل الأسوار وفي ممرات طوابقه، يعلوهم حزن هائل ومخيف، في إنتظار إنبلاج الفجر وظهور الضياء لكي يتحرك موكب التشييع إلى مقبرة (فاروق ) ، حيث المدافن العامة، حيث والده واعمامه، وبقية المتوفين من العائلة ليرقد بجوارهم وتحت التراب، ليحكي لهم ما يدور على سطح الأرض .. أرض السودان .. ونظام حكمه الجديد . تحرك الموكب في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، والزحام الرهيب يغطي الطرقات، والشارع الرئيسي في سوق الخرطوم (٢)، والمتجه جنوباً، توقفت حركة السير فيه ونزل بعض المواطنين من المواصلات العامة وأنضموا للموكب بدافع سوداني (فطري) ، هو الشهامة والشعور بأن هناك ظلماً أحاق بصاحب الجثمان .. وانتشر رجال الأمن يراقبون الموقف، وإبراهيم شمس الدين بسيارته الكريسيدا البيضاء، يقودها من على البعد ويد على المقود، والأخرى قابضة على جهازه اللاسلكي يعطي الأوامر، وانتشرت سيارات الشرطة حول المقبرة، وخارج أسوارها، ولأول مرة تقدم الموكب فتيات الأسرة ونسائها عندما صمت بعض الرجال هتفن ضد الظلم، لاعنات هؤلاء الجلادين من رجال النظام وعلى رأسهم إبراهيم شمس الدين والسيد رئيس القضاء، وأنطلقت حناجر الجميع وكان بركاناً ، وإبراهيم شمس الدين كان هناك في الناحية الغربية لسور المقبرة من الخارج يراقب الموقف حتى إنتهت مراسم الدفن، وطلب البعض الهدوء، عند العودة للمنزل، حتى لا يتشفى ذلك الرابض خلف السور في جمهرة الناس ويأمر بإطلاق النارحتى داخل المقبرة، وهم الذين فعلوا ما فعلوه بمجدي دون أن تطرف لهم عين، أو تأخذهم شفقة . أستجابت الجموع على مضض لهذا النداء وعادوا صامتين . وبقي مجدي جوار أبيه محجوب ولكنه هذه المره كان هاد ئا فعلاً ذلك الهدوء المثير والأبدي.
١٥-
كانت أيام العزاء لهذا الشاب ملحمة وطنية يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون المحمرُة من الإنفعال والسهر، ورغم ثراء الأسرة ومحاولاتها إكرام ضيوفها المعزُين من طعام وشراب، كعادة السودانيين في مآتمهم، إلاّ أن أحد لم يذق طعما لشراب أو يجد لذة في أكل ، الكل في حالة ذهول وطيف مجدي يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة وأيامها، حتى بعض العسكريين من الأصدقاء والمعارف، لم يترددوا ولو للحظة من حضور مراسم الدفن وأيام العزاء وكانت أعين الأجهزة الأمنية تراقبهم ، لكنهم لم يجبنوا، ولم يستطع الأهل أو عادل أن ينفذوا وصية المرحوم بشأن العزاء، لأن سيل القادمين إليهم كان بالكثرة التي لا يستطيعون منعها، كان هؤلاء تحملهم عواطفهم، وتعاطفهم وهي وحدها تقود السودانيين عندما يشعرون بأن هناك ظلما قد حاق بأحدهم.
١٦-
محاكمة عمر البشير:
(أ)-
هي محكمة مدنية ، توفرت فيها كل الحقوق للمتهم في محاكمة عادلة نزيهة ، والحق في انتداب محامي او محامين للدفاع عنه، وشهود، واثباتات ومستندات تخص دفاعه، وهي اشياء افتقدها مجدي في محاكمته.
(ب)-
البشير لم يتعرض الي اساءات او تحقير له او لعائلته من قبل اعضاء المحكمة ، عكس مجدي الذي وجد صنوف من البذاءات والشتائم له ولاسرته من القاضي عثمان خليفة.
(ج)-
الحكم باعدام مجدي كان معد مسبقآ من قبل ابراهيم شمس الدين.
(د)-
القاضي وبقية اعضاء هيئة محاكمة البشير عندهم الدراية والخبرة في مجال تخصصهم القانوني…عكس القاضي العسكري عثمان خليفة. الذي حكم علي مجدي بالاعدام، كان يعمل في القوات الجوية، ولا علاقة له بالقوانين، بل ولم تعتب اقدامه اي جامعة ، او عمل بالقضاء العسكري!!
بكري الصائغ
[email protected]
في سجن كوبر:
(١٠) فروقات ما بين وضع
السجين البشير…ومجدي محجوب
-(من الرقم ١ الي رقم ٥) –
١-
عندما تم وضع مجدي في سجن كوبر عام ١٩٨٩، وجد تعاطف شعبي كبير، واستنكار من جهات دولية وشخصيات هامة عندها الوزن العالمي.
٢-
اما عمر البشير فان وضعه المزري في زنزانة بسجن كوبر، وجد الشماتة خصوصآ بعد نشر صورته وهو في قفص الاتهام.
٣-
عندما كان مجدي حبيسآ في كوبر، كان مصفد بالحديد، وفي زنزانة خاصة بالمحكومين عليهم بالاعدام ، وممنوع عنه بتوجيهات من الرائد ابراهيم شمس الدين زيارة الأهل والاقارب.
٤-
اما عمر البشير فما زال يتمتع بزيارات الاهل والاقارب، ودخول ما لذ وطاب من المشويات و”البيتزا، وحلويات السوريين!!
٥-
عمر البشير حاليآ في زنزانة (خمسة نجوم) بها ثلاجة تركها له السجين السابق جمال الوالي قبل خروجه من السجن ، فقد نشرت الصحف المحلية في يوم السبت الموافق 20/ أبريل/2019 خبر جاء فيه:
(طلب أحد أبرز معتقلي المؤتمر الوطني ورجل الأعمال المعروف جمال الوالي من سلطات سجن كوبر إتاحة الفرصة له بأن يستقدم مبردات جو”مكيفات” وثلاجات جديدة و”فرش” للمكان الذي يعتقل به في سجن كوبر. وقالت صحيفة “الانتباهة” الصادرة اليوم”السبت” إن الوالي طلب استقدام مكيفات كهرباء لزنزاته وثلاجات سيقوم بدفع ثمنها من جيبه.
وأوضحت الصحيفة بحسب مصادرها أن السلطات استجابت للأخير وسمحت بدخول الثلاجات والمكيفات و”المراتب” الجديدة… الزنزانة التي يُحتجز فيها الرئيس السوداني السابق، تضم تلفزيوناً ومكيفاً للهواء يعمل بالماء، بالإضافة إلى سريرين ومقعدين.).
في سجن كوبر:
(١٠) فروقات ما بين وضع
السجين البشير…ومجدي محجوب
-(من الرقم ٦ الي رقم ١٠ ) –
٦-
بحسب ما قاله من قبل مدير سجن كوبر وقتها، ان السجين مجدي لم تفارقه الابتسامة حتي اخر دقائق لحظات وقوفه علي منصة الاعدام، ولم نشعر في يوم من الايام انه كان في حالة نفسية سيئة.
٧-
عندما سمع عمر البشير لاول مرة وهو في ساحة السجن من يخاطبه ب”الرئيس المخلوع”، اصيب بحالة من عدم الاتزان النفسي، لازمته الحالة لفترة طويلة اضطر الاطباء الي مداولاته وعلاجه منها، نشرت الصحف خبر عن مرضه تحت عنوان:
(البشير في زنزانته بحالة نفسية صعبة ويرفض الطعام)…
(تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، معلومات متضاربة، بشأن صحة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، دون أن يصدر أي تصريح رسمي. وقال نشطاء: إن البشير تعرض لجلطة خفيفة قبل أيام، حيث تلقى العلاج بأحد المستشفيات قبل إعادته إلى مقر إقامته واحتجازه، في حين ذكر آخرون أنه أصيب بصدمة عصبية. كما نقل آخرون، أنه يعاني من حالة نفسية صعبة، ليذهب البعض إلى أبعد من ذلك، حين قالوا: إن البشير يرفض تناول الطعام أو الأدوية.).
٨-
كان هناك اهتمام عالمي بالسجين مجدي عام ١٩٨٩ واستمر لمدة طويلة حتي بعد اعدامه ، واهتمام كبير في الصحف العربية تناولت سيرة حياته واسرته.
٩-
بعد ان تحولت تهم البشير من جرائم ابادة وتصفيات عرقية الي تهم (خفيفة) خاصة بالفساد المالي، لم يعد احد يهتم باخبار محاكمته او متابعة تفاصيلها.
١٠-
بالرغم من مرور (٣٠) عام علي اعدام مجدي، الا ان هذا الحدث مازال يسبب الالم النفسي وتانيب الضميرعند القتلة الذين حاولوا بشتي الطرق والوسائل التبرؤ من اعدام مجدي ومصادرة اموالالاسرة، وراح كل واحد منهم يرمي اللوم علي الاخرين.
والفرق الأهم أن مجدى برئ وأعدم جَوْراً وبُهْتاناً فى حر ماله ولم تمتد يده الطاهرة لمال الغير ..لم يسرق ولم يظلم ولم يقتل ونحسبه بإذن الله شهيدا حيا عند ربه جعل الله مسكنه فى أعلى جنان الخلد برفقة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه سيد الخلق أجمعين ….
أما البشير هذا السفاح المجرم سارق قوت الغلابة وقاتل الآلاف من الأبرياء من أبناء الشعب السودانى ندعو الله أن يقتص منه ويجعل جهنّم والجحيم مستقره ومقامه ..هو وجميع من ظلم الشعب السودانى …فقد قال تعالى فى محكم تنزيله…
(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا* لِلطَّاغِينَ مَآبًا)،(فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى)
أختي الحبوبة،
بنت الناظر،
١-
والله سررت غاية السرور بحضورك الكريم بعد طول غياب.
٢-
ومازال السؤال الهام يبحث عن اجابة:
(اين اختفت الاموال التي صودرت من خزينة منزل الراحل/ محجوب محمد احمد؟!!، والمصادرة من الطيار/ بطرس، والطالب/ اركانجلو؟!!).
٣-
كنت اتمني ان تتم مساءلة المتهم عمر البشير في المحاكمة الجارية الان عن الاموال والعقارات التي صادرتها “اللجنة الاقتصادية” التي كان يرأسها الرائد (وقتها) صلاح كرار، والتابعة راسآ المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ”؟!!
سلام استاذ بكري
السبب الحقيقي لقتل مجدي لا علاقة له بتجارة عمله وأسرة مجدي قد تكون
لها علم بهذا. وداد بابكر هي السبب المباشر. من قام باعطاء معلومات عن
وجود خزنة بمنزل الاسرة هي (سلوى بنت الأبيض) والتي كانت تعمل بقسم النقد
الاجنبي ببنك السودان وكانت زوجة لأحد افراد عائلة مجدي.
وداد بابكر تعلم تمامآ سبب قتل مجدي.
أخوي الحبوب،
،Kodombos
١-
تحية طيبة، ومشكور علي الزيارة.
٢-
بالرغم من مرور (٣٠) عام علي اعدام مجدي، ومرور (٨) شهور علي نهاية حكم الانقاذ، فمازالت اسرة الراحل/ محجوب محمد احمد تلتزم الصمت وعدم التعليق علي ماجري للاسرة عام ١٩٨٩، الاسرة الكريمة تراقب بلا شماتة كيف بدأت الاسماء الكبيرة التي شاركت في مهزلة اعتقال واعدام مجدي يتساقطون كالذباب واحد وراء الاخر في مذلة ومهانة ، بعضهم الان يقبع في سجن كوبر نفس السجن الذي كان فيه مجدي في يوم ما!!…وبعضهم تواري خجلآ ولم يعد يظهر في الساحة السياسية والاعلامية….صلاح كرار مثالآ.
ربنا انتقم من الهالك شمس الدين شر انتقام واصبحت زوجته وابناءه مطاريد الان . يمهل ولا يهمل
أخوي الحبوب،
زول ساااي،
١-
تحية الود، والاعزاز الشديد بحضورك السعيد.
٢-
تعال يا حبيب (ومواصلة لتعليقك) نرصد حال أهل السلطة السابقة كيف كانوا في السابق، وكيف حالهم المزري اليوم؟!!
(أ)-
عمر البشير في كوبر.
وداد بابكرفي التحفظ الاجباري.
فاطمة خالد، الله وحده يعلم اين هي؟!!
عبدالله حسن البشير في كوبر.
العباس حسن البشير هرب الي تركيا
حاتم حسن بخيت معتقل بتهن تتعلق بالثراء الحرام.
الطيب مصطفي (الخال الرئاسي) اختفت اخباره.
(ب)-
جاءت الاخبار اليوم الاربعاء ٣/سبتمبر الجاري، ان علي عثمان محمد تردد على مستشفى علياء التخصصي بأمدرمان، لعمل فحوصات (صفائح دموية).
(ج)-
اثناء قيام السيدة/ نيكولا عبد المسيح وعائشة موسى بزيارة سجن كوبر التقيا بنافع الذي اشتكى لهما بمذلة من وجوده في السجن!!
(ج)-
عبدالرحيم حسين في انتظار محاكمته، وان كانت محلية ام يرسل في طرد الي محكمة الجنايات الدولة؟!!
(هـ)-
لا اخبار عن عزالدين الفاتح من داخل سجن كوبر.
(ح)-
احمد هارون مصاب بحالة اكتئاب.
(ط)-
مامون حميدة (اخر جرسة) بعد ان شعر باستحالة خروجه من كوبر، وانه سيقدم لمحاكمة.
(ك)-
حسين خوجلي سيقدم قريبآ للمحاكمة بتهم تتعلق بالمال العام.
(ل)-
الفريق/ طه الحسين (ابن الرئيس البشير – كما ادعي)، هو الوحيد الذي خرج مستفيد من نظام الانقاذ: (١٢٠) مليون دولار وفيلآ في دبي.
Thanks Bakry for keeping that painful candle burning for the last 30 years ….
May I add to your excellent article that;
Revenge is a dish best served cold
May Allah bless Magdi and all the many thousands of Sudanese youth killed by the damned muslim brothers
أخوي الحبوب،
،Dr Salah-Eldin Abdalla Alhassan
١-
حياك الله وجعل كل ايامكم افراح،
والف شكر علي حضورك الكريم.
٢-
اوجه التشابقة والاختلافات بين
محاكمة عمر البشير المدنية…ومجدي العسكرية:
(أ)-
محاكمة مجدي كانت سرية، وتم منع اسرة المتهم من حضور الجلسات.
محاكمة البشير علنية بحضور بعض اقارب البشير وذويه.
(ب)-
منع القاضي العسكري استدعاء شهود مهمين للادلاء بشهاداتهم لصالح مجدي، عكس الحال في محاكمة البشير.
(ج)-
اغرب ما جري في محاكمة مجدي، ان اولي جلساتها انعقدت في يوم الجمعة بصورة مفاجئة ، الامر الذي اربك الاسرة ولم يستطيعوا العثور علي محامي مجدي…عكس محاكمة البشير الذي بلغ المحامين للدفاع عنه اكثر من (١٦) محامي من جملة (٦٠) سبق ان اعلنوا عن رغبتهم في الصحف الدفاع عن البشير!!
(د)-
كان القاضي العسكري المقدم عثمان خليفة/ بذئ اللسان وحاد النبرات مع المتهم مجدي، واساء بصورة سافرة لعائلة الراحل/ محجوب محمد احمد، بل والاكثر من ذلك اتهم الاسرة بانها خربت الاقتصاد الوطني بتجارة العملات، بينما واقع الحال يؤكد ان الراحل/ محجوب كان من اكبر الشخصيات في دعم ونمة الاقتصاد التجاري في السودان.
(هـ)-
بتوجيهات واوامر عسكرية مباشرة من ابراهيم شمس الدين، شنت الصحف المحلية حملة افتراءات كاذبة عن المتهم مجدي، وقامت قيامة الصحف علي اسرة الراحل/محجوب، من اشهر الصحفيين: حسين خوجلي (الصحفي المتهم اليوم بالحصول علي اموال بدون وجه حق!!)، والصحفي محمد طه محمد (الذي اغتيل ذبحآ في ٦/ سبتمبر ٢٠٠٦).. ابراهيم شمس الدين مات متفحمآ في ابريل عام ٢٠٠١.
كتبت لنا معلقات وموشحات ورواية كاملة اخطأ فيها المستبد الحكم في القضية وهل تريد للقضاء في زمان الحرية ان يعامل المتهم بمثل الإستبداد ماهذه الجهالة والسفااهة في عقولكم؟؟؟
أخوي الحبوب،
عمرو،
١-
مساكم الله تعالي بالخير.
٢-
جاء في تعليقك الغريب، وكتبت:
(هل تريد للقضاء في زمان الحرية…)،
ولكن فات عليك – او تعمدت ان تغض الطرف- عن هؤلاء القضاء في زمن الحرية رضخوا لتوجيهات جنرالات المجلس العسكري، وباشروا النظر في محاكمة البشير بتهم الفساد المالي والثراء الحرام بدل عن محاكمته بتهم ارتكاب جرائم الابادة والتصفيات الجسدية التي طالت (٣٥٠) الف قتيل!!
اخي ود الصائغ مشكورة علي كتابة هذاء المقال واختيارك لهذاء الموضع واكيد هنالك الالف ضحاية الانقاذ في مثل هذه المحاكمات الهزيلة والغير عادله
والاختلاف الاهم مابين الشاب الوسيم الخلوق المهذب وذلك العجوز المنهك صاحب الركب الصناعية الظالم الجائر
ارتداء مجدي لذي الروب الذي يدل علي نيلة درجة العلمية وابتسامتة في الصوره اماصورة المخلوع صاحب الجرائم العنصري بزية العسكري وشتان مابين هذاء وذاك
تحياتى استاذنا بكرى (مسكاقجرو)
نعم لازم يتم اعادة اللف واضف المجرم صلاح كرار واسلوة عن الاموال المنهوبه !!
لماذا لم يرفع اهل مجدي الله يرحمه قضيه ضد البشير الله لا يرحمه
استاذ بكرى الصائغ ماذا كنت تتوقع من ابناء الخفراء والفراشيين ان يفعلوا عندما سموا استيلائهم على اموال الدوله والغير بالتمكين ,
وماذا كنت تتوقع من ابناء الضهارى والفلوات شذاذ الافاق عندما يستولوا على ارضى وبيوت اهل المدينه ان يفعلوا وقد اعتقدوا ان الله اعطاهم لها لان اهل المدن كفار وهم حركه اسلاميه
ماذا كنت تتوقع عندما يتم تعيين واحد عربجى يتقن كلمه ( حاو – وعر ) سفيرا او وزيرا لتنسيق علاقات السودان الخارجيه ——- هذا هو ياعزيزى نتاج المشروع الحضارى الاسلامى – هذه افكار الترابى الفاشل وحسن البنا الضال وسيد قطب المجرم , قاضى يتبع للطيران ما معروف مهندس ولا قاضى او ميكانيكى ونجد بعد ذلك تبجح ان السودان به قضاء نزييه وعادل – والمضحك المبكى انو ناس قحت معينيين مره عجوزه اكبر من حبوبه عشان تطهر القضاء الكيزانى – ياللمهاذل – سمعت حديثا للرسول عليه الصلاه والسلام يقول لا تغلموا ابناء السفله منكم العلم – وكنت اظنه ضعيفا – لكن تاكدت من صحته بعد ما لقيت عمر البشير وزير الدفاع شغال سمسار عقارات وعلى عثمان القاضى يلقى الاوامر بقتل البرياء