مقالات سياسية

في مدارسنا حوادث قتل!

مَن يصدق أنه قد جاء اليوم الذي نسمع فيه أخباراً عن تلاميذ يقتلون زميلهم ضرباً أو طعناً أو حرقاً أو يتسبّبون في إلحاق الأذى بآخرين، هذا يحدث اليوم في عهد هذه الحكومة، وأعتقد أنكم تابعتم مثل هذه الأخبار، بل وكثيرون عايشوها، فقد اضطرت زميلتي إلى نقل ابنها من المدرسة لأنّ زملاءه سبّبوا له الأذى أكثر من مرة رغم أنه تَمّ عقابهم بالجلد، وبصفة عامة أصبح مثل هذا السلوك مُنتشراً، والسبب الوحيد الذي وراءه هو نظام التعليم ونوعيته والبيئة التي يقدم فيها والقائمون على أمره وليس هناك سبب آخر.

بالأمس فقط ورد خبر في صحيفة ?الجريدة? يقول إنّ تلميذيْن بالصف الثامن بمدرسة السامراب الأساسية قاما بالاعتداء على زميلهما، حيث أمسك الأول بأنفه والثاني ضربه في صدره مما أدى لوفاته، وقالت مصادر تربوية إنّ التلميذيْن لم يقصدا قتله ولكنه فارق الحياة، مدير إدارة التعليم بمرحلة الأساس محمد عبد القادر عزا السلوك الذي وصفه بغير المسؤول إلى الفراغ الذي خلفه قرار إيقاف الجلد دون وضع بدائل تجعل الطلاب يهابون الإقدام على سلوكٍ غير مسؤولٍ، وأن تطبيق البدائل يحتاج إلى وقت، وأن المُعلِّم فَقدَ (الكاريزما) بسبب تعدد مصادر المعلومة، وقال إنّ من سلبيات قرار إيقاف الجلد عدم انصياع التلاميذ.

هذا هو الذي استطاعت الوزارة فعله، الحادثة يُمكنها أن تحدث في أية دولة في العالم، ولكن الذي لا يُمكن أن يحدث هو ردة فعل الوزارة، ببساطة حملت التصرف لغياب العقاب البدني وعدم انصياع التلاميذ رغم أنّ الجلد لا يؤدب ولا يخضع تلميذاً أبداً وإنّما المُعاملة الكَريمة والرِّفق.

الآن ما موقف التلميذين وكيف يبدو حالهما، وما الإحساس الذي يساورهما هذه اللحظة، وكيف حال أسرتيهما وكيف سيكون مُستقبلهما وهما في هذه السن يرتكبان جريمة قتل، المصاب جللٌ وكان الله في عونهما، فقد دفعتهما الدولة إلى هذا المصير!

هذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، والموضوع لا علاقة له بإيقاف العقاب البدني، وما قاله مسؤول الوزارة كلام غير مُؤسّس وغير علمي، وهو طبعاً لا يختلف عن كثير من المسؤولين في الحكومة الذين دائماً ما يُبرِّرون للأخطاء بما لا يقبله العقل والمنطق، السبب هو الدمار الذي خلّفه السلم التعليمي وضعف المناهج وغياب دور المُعلِّم المُتكامل بسبب ما يتعرّض من تهميشٍ وصُعوبة التّحكُّم في مدارس بها ثمانية فصول وعدد كبير من التلاميذ، إضافةً إلى غياب النشاطات اللا صفية وغياب المُتابعة اللصقية.

ثم من قال لهذا المسؤول المُتخلف أنّ المعلم فَقدَ (الكاريزما) بسبب تعدد مصادر المعرفة، الحاجة إلى المعلم تتعاظم ومكانته تكبر ويزيد اهتمام الدولة به، والمُعلِّم لا يُمكن الاستغناء عنه مهما كانت الظروف ومهما تعدّدت مصادر المعرفة حتى ولو أصبحت تأتي مع ضوء الشمس، وأين هي مصادر المعرفة التي يتحدث عنها محمد عبد القادر بالنسبة لطلاب الأساس في السودان حتى يصبح المُعلِّم عندهم لازم فائدة؟

أن يقتل تلاميذ في مرحلة الأساس أو الثانوي زميلهم حتى وإن كَانَ عن طريق الخطأ لهو أمرٌ جللٌ يستحق من الوزارة الكثير من التوضيح والاعتراف والاعتذار والتصحيح وليس مُجرّد تعليق بكلام لا يشبه وزارة اسمها التربية والتعليم، فهي المجرم الحقيقي.
التيار

تعليق واحد

  1. كلام الوزاره صحيح ، إيقاف الجلد واحده من عنف الطلبه في المدارس ، لانه في زمنا ياما إنجلدنا او طلعنا ناجحين او مقدرين سسب النجاح دا لاساتذتنا الاجلاء ربنا يطول عمر الحي منهم ويرحم المتوفي ، او يجازيهم خير الجزاء ، لمن يكون في شغب في الفصل او مشكله في الفصل الكل بينجلد ، عشان تكون في هيبه للمدرس والمدرسة ، مش زي الزمن دا الطالب يضرب المدرس عادي او يشمي يشتكي ابوهوا وامه عشان يعملوا مشكله للمدرس ، ياحليل زمن يقولوا للمدرس ( ليك اللحم ولينا العضم ).

  2. “والبدور الدواس بنلحّقو امّات طه.. بنلحّقو امّات طه”! الا تذكرون يا مشاهدى القناة الفضائيه السودانيه ذلك الطفل ابن الخمس سنوات وهو يردد هذه العِباره! طفل فى هذه السن يَشِبّ على مثل هذا القول .. ماذا تنتظرون منه..حيشيب على ايه اذا ما حصّل ولحّق “البدور الدواس” امّات طه وهو فى سن التلميذين اللذين تسببا فى مقتل زميلهما! و بعدين منوو اللى قرر منع العقوبة البدنيه فى المدارس غيركم ياناس التعليم ؟ وهل منع العقوبه وايقافها هو سبب عنف التلاميذ؟ وين ساحات الفدا ومعسكرات التدريب.. وممارسات الكبار امام عيون الصغار.. وما يصدر من المسؤولين من الفاظ لم يألفها اهل السودان من قبل..هل سمعتو يوم واحد ازهرى او المحجوب او اى وزير تفوّه بكلام من جنس “الحسو كوعكم” أو…تخت جزمتى!
    *والمدرسين الضيّع هيبتم منو؟ الزبير موش قالها لوزير التربيه فى الاسبوع التانى بعد الانقلاب ” يعنى شنو لو شلنا لينا دستة مدرسين نزلناهم المعاش.. ممكن نجيب غيرُم! وموش كتّر خيرنا اديناهم معاش!” الدسته ديل منو؟ هم وكلاء المراحل التعليميه فى رئاسة الوزاره.. ومديرو التعليم فى الاقاليم ومديو بعض الادارات التعليمية الوسيطه اللى كانوا قفى اجتماعات مستمرّة لأكثر من 3 اسابيع قبل الانقلاب يعدّون العده للعام الدراسى 1989-1990!

  3. كلام الوزاره صحيح ، إيقاف الجلد واحده من عنف الطلبه في المدارس ، لانه في زمنا ياما إنجلدنا او طلعنا ناجحين او مقدرين سسب النجاح دا لاساتذتنا الاجلاء ربنا يطول عمر الحي منهم ويرحم المتوفي ، او يجازيهم خير الجزاء ، لمن يكون في شغب في الفصل او مشكله في الفصل الكل بينجلد ، عشان تكون في هيبه للمدرس والمدرسة ، مش زي الزمن دا الطالب يضرب المدرس عادي او يشمي يشتكي ابوهوا وامه عشان يعملوا مشكله للمدرس ، ياحليل زمن يقولوا للمدرس ( ليك اللحم ولينا العضم ).

  4. “والبدور الدواس بنلحّقو امّات طه.. بنلحّقو امّات طه”! الا تذكرون يا مشاهدى القناة الفضائيه السودانيه ذلك الطفل ابن الخمس سنوات وهو يردد هذه العِباره! طفل فى هذه السن يَشِبّ على مثل هذا القول .. ماذا تنتظرون منه..حيشيب على ايه اذا ما حصّل ولحّق “البدور الدواس” امّات طه وهو فى سن التلميذين اللذين تسببا فى مقتل زميلهما! و بعدين منوو اللى قرر منع العقوبة البدنيه فى المدارس غيركم ياناس التعليم ؟ وهل منع العقوبه وايقافها هو سبب عنف التلاميذ؟ وين ساحات الفدا ومعسكرات التدريب.. وممارسات الكبار امام عيون الصغار.. وما يصدر من المسؤولين من الفاظ لم يألفها اهل السودان من قبل..هل سمعتو يوم واحد ازهرى او المحجوب او اى وزير تفوّه بكلام من جنس “الحسو كوعكم” أو…تخت جزمتى!
    *والمدرسين الضيّع هيبتم منو؟ الزبير موش قالها لوزير التربيه فى الاسبوع التانى بعد الانقلاب ” يعنى شنو لو شلنا لينا دستة مدرسين نزلناهم المعاش.. ممكن نجيب غيرُم! وموش كتّر خيرنا اديناهم معاش!” الدسته ديل منو؟ هم وكلاء المراحل التعليميه فى رئاسة الوزاره.. ومديرو التعليم فى الاقاليم ومديو بعض الادارات التعليمية الوسيطه اللى كانوا قفى اجتماعات مستمرّة لأكثر من 3 اسابيع قبل الانقلاب يعدّون العده للعام الدراسى 1989-1990!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..