يا نجوم الليل والنهار رفقاً بالعيون والعقول ..!

عشنا سنوات في مصر مركز الثقل الجاذب والمنتج للسينما و الغناء و الأعمال التلفزويونية المتنوعة والتي يتزاحم في سماواتها كل نجوم الفنون والآداب والثقافة والسياسة وكافة ضروب الإبداع والمجالات الأخرى كافة ..وكنا نتابع قنوات الفضائيات و الإذاعات بمختلف مسمياتها ..لكن لم نلاحظ تهافت المشاهير المتكرر عليها بالصورة التي نشهدها الآن في قنواتنا السودانية التي باتت حكرا على وجوه مألوفة من الشعراء و الموسيقين والسياسين و غيرهم والذين يبدو أنهم إما يقومون بمهمة سد الفراغ في حالة غياب ضيف ما ..لكونهم على ما أظن مقيمين داخل حيشان هذه القنوات والإذاعات وإما أنهم لا يحترمون أنفسهم بالقدر الذي يجعلهم يباعدون الظهور مع الجديد والجيد المجُود من أعمالهم دون أن يضطروا الى إجترار القديم المحفوظ إنتاجاً وذكريات !
فقد لا أكون شاهدت الشاعر الراحل الأبنودي عليه الرحمة على سبيل المثال لا الحصر عشر مرات طوال سنوات إقامتي هناك وكلها ندوات شعرية محضورة أو لقاءات متباعدة ..لآن النجم المصري لا يرتاد استديوهات التلفزيون إلا وفق ترتيب معين يناسب وزنه في مجاله وباتفاق يضمن له حقوقه الأدبية المستحقة والمادية المجزية !
لكني أستطيع أن أجزم بأن شاعراً سودانيا ًكبيرا يمكن أن يوازي الأبنودي في تاريخه ومكانته وعطائه قد شاهدته في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي في أربع قنوات هذا بخلاف طلته التي أصبحت مقرراً ثابتا إن لم يكن كل ساعة في قناة فعلى الأقل يوميا ومنذ سنوات..وهو اعتاد أن يتحدث بذات العبارات ونفس المفردات دون أن يضيف جديدا لافي شعره ولا في افاداته ..وقس على ذلك ظهور عدد من النجوم غيره على هذه الشاكلة من اللقاءات التي تتم بعشوائية مملة تجهد العيون و تستفز العقول !
لا يمكن أن نقول أن الساحة عدمت المبدعين والمتحدثين حتى تصبح حكراً على هؤلاء فقط ..فهناك العشرات من المنزوين وراء حوائط الخجل الذين لا يسعون الى المنابر والشاشات لذا طالهم غمام النسيان ولا أحد من المنتجين و المخرجين من أهل الإعلام أو حتى الصحافة ذهب ليبحث عنهم مع إنهم موجودين في مدن وتخوم العاصمة القومية ..هذا فضلا عن المئات منهم الذين طوتهم أجنحة الأقاليم المختلفة في أجنحة زمانها !
أما الذين ظهروا في هذا العيد من المطربين المعروفين والمغنيات و المغنيين المغمرين..فحدث ولا حرج .. إذ أن عددهم يكاد يتجاوز رقم المشاهدين والمستمعين ..بعد أن كنا نتندر حتى الأمس القريب على ظاهرة هذا الإنتشار المزعج.. بمقولة .. أصبح لكل مواطن في السودان فنان !
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..