[ قَضَى زَيْدٌ مِنْها وَطَرَاً ]

[ قَضَى زَيْدٌ مِنْها وَطَرَاً ] – —
= لمَّا قَطَعَ عَبْدُ الحَكِيم نِصْف الطريق.,مِنْ الإنْدَايَة إلى مَنْزلِه.هَبَّتْ رِيحٌ جافَّةٌ شديدة تُشْبِهُ الريح التى هَبَّتْ في الصباح.لَعَلَّه كانَ صباح اليوم.أو صباح أوَّل من أمْس.هُوَ ليس صباح أمس على كُلِّ حال.لقد ظلَّ جالساً في الإنْدَايَة يومين كاملين على الأقل.أو ثلاثة أيام.أو رُبَّما جاءَ في صباح هذا اليوم نفسه.لم يستطع حكيم أنْ يتذكَّرَ بِوُضُوح على أيِّ نَحْوٍ جَرَتْ الأُمُور.فَكَّرَ.; ( وهذا لا يعني شيئاً.).نظَرَ إلى السماء.كانَ الليْلُ يمْلَؤُهُ الضباب.إنَّ حِلَّة حَمَد بالخُرْطُوم بحْري حَيٌّ سئ الإضاءة.ومصابيح الشوارع فيه قليلة.فكان عَبْدُ الحكيم يمشي في الظلام مُتَّبعاً طريقه على هُدَى غريزتِه.كانَ في رأسه صُداع.فكان يشْعُرُ من ذلك بإحْساسٍ ألِيم.وقد بلغت نبضاتُ عُرُوقِه من القُوَّة أنَّهُ خُيِّلَ إليه أنَّ قَبْضَتَيْ يَدَيْه تتشَنَّجان.رأى غَيْرَ بعيد بيْتاً صغيراً نظيفاً جِدَّاً في الداخِل والخارج كذلك.اقترب منه.وجَدَ نفسه تحت شجرة.عرفها.إنَّها شجرة المعاشيين.وهذا البيت هُوَ نادي المعاشيين.الْتقى فجْأةً برجُلٍ سكْران., يلْبَسُ جلابية مُلَوَّنة., ويسيرُ مُتَرَنَّحاً., ويُدَمْدِمُ شاتِماً.ويَقْطَعُ سَبابَهُ من حِينٍ إلى حين فيأخُذ في الغناء بصَوْتٍ أجَش ;
زمان ما كان تصارِحْنِي تقُول لَيْ ما برِيدَك أنا
ما كان انْجَرَحْ قلبي ولا كان انْخَدَعْتَ أنا
تلاتة سنة يوم ورا يوم بالصبر الجميل مُنْتَظْرَك أنا
– يتوقَّف السكران عن الغِناء كُلّما وصل إلى الكوبليه الثاني من الأغنية., فيستأنف شَتْم أحد الناس.ثُمَّ يرْتَد فجْأةً يُغَنِّي.تلاتة سنة يوم ورا يوم مُنْتَظْرَك أنا
– أثارت الأُغنية في نفس عبد الحكيم شُجُوناً كانَ يكْتُمُها.لقد مَرَّتْ ثلاثةُ سنوات على افتراقها مِنْ رُوَيْدا.ورُبَّما خمسة سنوات.أو أربعة.فَكَّرَ عبْدُ الحكيم ; وهذا ليس مُهِمَّاً.لقد ظَلَّ حكيم يُصَلِّي كُلَّ يَوْمِ لأكْثَر مِنْ عشرة سنوات.,ويدْعُو اللهَ في صلاتِه أنْ يَرْزَقُه بمَوْلُود.ويُكَرِّرُ الأمر كُلَّ يوم.وذات يَوْمِ نَزَلَ عليه مَلَكٌ مِنْ السماء., أو هُوَ شيطان.فكَّرَ عَبْدُ الحكيم:{ وهذا لا يُهِم.}.قال لَهُ هذا الذي نزل ; لقد أتْعَبْتَنا.تَزَوَّجْ أوَّلاً ثُمَّ اطْلُبْ الوَلَد.ففَكَّرَ حكيمٌ في الزواج.وحين رأى رُوَيْدا أُعْجِبَ بها, وبدا لَهُ أنْ لَمْ يُخْلَق مثْلها في هذا الكَوْن العريض.وعندما خَطبها رأى الكثيرات مِثْلَها.وعندما تزوَّجَها رأى الكثيرات أجْمَل منها.فَلَمَّا مَضى عامٌ على زواجهما رأى الكلاب الضالَّة في الشوارع أجْمَل منها.طاف بذِهْن عبد الحكيم عبارة قرأها في كتاب سيكلوجي أنَّ :[ دائماً يشهد مُعَدَّل الرضا عن الحياة الزوجية هُبُوطاً مُفاجِئاً بعد إنجاب الطفل الأوَّل.].ولا بُدَّ أنْ يكون هذا صحيحاً لأنّ من قام بالدراسات تيمٌ من الخَوَّاجات.هكذا فَكَّرَ حكيم.ولكن هُناك جانبٌ آخَر.لقد كانت رُوَيْدا زوجة صديقه ودَّ السُرَّة الذي ماتَ في سجن شالا.إنَّ الزواج من نساء الأقرباء والأصدقاء بعد موتهم شئٌ غيْر مُحَبَّب.هكذا قالَ عبْدُ الحكيم في نفسه.اعْتَقِدُ وتربَّيْتُ أنَّ الانسان الشريف الأصْلي لا يَرْفَعُ عَيْنَه على زوجة صديقه أو جيرانه.فكَيْف بمَنْ يَتَزَوَّج بزوْجة ابْنه.هُنا وَمَضَ في ذِهْن عبد الحكيم كلامٌ قرَأهُ في كتاب الدين.[ خَرَجَ رسُولُ اللهِ يَوْماً يُريدُ ابْنَهُ زَيْداً.وعلى البابِ سِتْرٌ مِنْ شَعَر.فرفعَتِ الريحُ السِتْرَ فانْكَشَفَ الباب.فأبْصَرَ زَيْنَب حاسِرةً قائمة.كانت بيْضاء جميلة, جَسيمة مِنْ أتَمِّ نساء قُرَيْش.فهَوِيَها.وقال ; سُبْحان اللهِ مُقَلِّب القُلُوب.ووقَعَت في نفسه.ووقَعَ في نفس زَيْنَب أنَّها وَقَعَتْ في نَفْسِ مُحَمَّد.فذكرتْها لِزَيْد.ففَطِنَ لذلك, وطَلَّقَها.وتزوَّجها الرسُول.].لا بُدَّ أنْ يكون هُناك خطأ في هذه المسألة من الدين.هكذا فَكَّرَ عَبْدُ الحكيم.إنَّ هذا لا يرْضاهُ من العامَّة الأنقياء., فكَيْفَ بِسَيِّد الأنْبياء.!! .لكن هُناك في كتاب الدين أيضاً : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْها وَطَرَاً, زَوَّجْنَاكَها.}.صحيح أنَّ عَبْدَ الحكيم نَشَأَ لا يتكَلَّم اللُغة العَرَبية.بل النُوبِيَّة.ولَمْ يُكْمِل دراستَه الجامِعِية.ولكنَّهُ تعلَّمَ العَرَبية بأحْسن من أهلها.إنّهُ يُخْرجُ لسانَه لكُلِّ عَرَبِيٍّ ومُسْتَعْرِب في اللُغة.شَعَرَ برغْبة في الضَحِك.ولكنَّهُ اكْتَفى بالابتسام.فَكَّرَ; قَضَى زَيْدٌ مِنْها وَطَرَاً.يعني; نَكَحَها حَدَّ الشَبَع والرِّواء.; وهذا ليس مُهِمَّاً.إنَّ الجِنْس هَلْوَسة في الدماغ المُتْعَب المَكْدُود.تجْسيد للذات البشرية.لكن الجانب الحيواني منها.إنّهُ يُمَثِّلُ من الأفكار والعواطف أحَطَّها وأكْذبَها وأغْباها.قالَ لنفسه; إنْ كانَ بإمكاني رَسْم الخُطُوط على الجُرُوح.فإنَّ المَباضِعَ لَيْسَتْ بِيَدِي.وإنْ أطْلَقْتُ صَرْخَةً فالعَشَمُ ألا يَبْتِلَعَها المَجْهُول .

” شُكْرِي ”
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. -على افْتِراقِه;{أي عبد الحكيم}.مِنْ رُوَيْدا-
    , ورد فى النص;افْتِراقِها.وهذا خطأ غير مقصود لا تفُوت على فطنتكم.
    – لكُم التحيَّة – —

  2. [ قَضَى زَيْدٌ مِنْها وَطَرَاً ]

    وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا

    عنوان هذا المقال يذكر بقصة دار حولها جدل كثير….

  3. -على افْتِراقِه;{أي عبد الحكيم}.مِنْ رُوَيْدا-
    , ورد فى النص;افْتِراقِها.وهذا خطأ غير مقصود لا تفُوت على فطنتكم.
    – لكُم التحيَّة – —

  4. [ قَضَى زَيْدٌ مِنْها وَطَرَاً ]

    وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا

    عنوان هذا المقال يذكر بقصة دار حولها جدل كثير….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..