عروش وكروش

كنا نظن وبعض الظن اثم , بان الفساد منتج انقاذي في كامل دسامته حكراً وحصرياً لها وعليها ,ونلوذ بالاستغفار، ونحن نلتقي الفساد (شحماً ولحماً) يمشي بيننا ويسدينا النصح ويتصدى لهمومنا ويحدثنا حول القيم والمثل والاخلاق لنكتشف (الوهمة )، ولا عزاء سوى الفيتوري وشفافية الحرف النبيل (ازرق اليمامة) وشجر يسير ..وغافل من ظن الأشياء هى الأشياء …وسودان غريب بوجه لا نألفه ولا يألفنا اليوم يضرب علينا غربة موحشة وفساد فاجر في شهوته ووطن تفترشه النخاسة على الأرصفة .. وبلاد (تكِش) فتياتها وصباياها من (نضِم) أهلها بعد أن انكرن ملامح وجهها لدرجة ارتفاع اسعاركريمات التفتيح فأخرجننا الى العالم حولنا مسخاً شائهاً فمن نحن ياترى ؟ هل نحن ذاك اللسان الشامي المميز بتعطيش الحرف والموصوف بغنج لا محالة مفطر متابعي فضائياتنا في نهار رمضان (آلو مرحبا….بِدي احكي معك ..حابب تهدي شي غنيى لاهلك خيو ..ما فهمت عليك)، وقس على ذلك ,وكل الحديث على هذه الشاكلة يجرى على لسان سوداني مبين(تحسبه حسناوات شاشاتنا “شين ودشن”، وهن لذلك تنكرن له واستعرن من الشاميات لساناً، بينما فشلنا في استعارة الوجه وشعر( بعض يلزم الكتف وبعض يتبعثر)، أم نحن وفق المنظور العربي حولنا غرباء الوجه واللسان ..اينا نحن بين خيارات الترويج المتاحة هذي…(فاصل ونعود)، وفساد آخر في السياق (يقهمنا) ولا يدع لنا خياراً سوى الاحتكام الى (ياليتني كنت تراباً)، فِراراً من نجومية الغفلة ومعايير الكاتب الراتب عبر صحافتنا التي لا تتطلب سوى صورة “للجهبوذ صاحب القلم”، أو (الألم) على قول الإخوة المصريين الذي تصفع سطوره الضاد وتجهجه (واوا) بريئاً من استخداماته وجد نفسه مقحماً في موضع المعية تارة واخرى في موقع الاستدراك وتارة عطفاً وقسماً، وهو بعيداً عن هذا وذاك لولا مزاج كاتبنا الذي لاتدع لك صورته في أعلى الزاوية الراتبة واضعاً سبابته على خده في وضع التأمل العميق (ولد ده) لا تدع لك وضعية التامل هذي مجالاً لتجاوز سطوره، إلا انك لا تملك حين تبتدر القراءة سوى التمنى..ليته سكت، ومن الأقلام الاعلام وفق المعايير المذكورة من نصب نفسه مفكراً وفيلسوفاً منقباً في بحور المعرفة ليخرج من القاع “بقواقع فارغة”، بعد أن استعصى عليه الغوص فاكتفى بالسطح متبنياً مبنى المفكر ومنهم بل وزعيمهم المدعو حسين خوجلي الموسوعة المعرفية والكوكتيل الثقافي والصديق الحصري للراحلين من المبدعين والمفكرين فهو صديق للراحل صلاح احمد ابراهيم وصديق شخصي لصاحب الحنجرة الذهبية ابو داود، ولم يحدثنا للامانة والتاريخ حول صداقة جمعته بالبروفيسور علي المك صاحب المفردة الجزلة والسخرية في أعلى تجلياتها، وكما الشيء بالشيء، يذكر هما كذلك المك و(السواد الأعظم) ابو داود، كما كان يحلو للمك مداعبته، وتلك ايام كان لا يجرؤ فيه “مدع على التوهم “، اما اليوم فهذا أوانك ياحسين فامرح يافيلسوف زمانك، من منكم سمع حسين يستشهد بالاحياء من المبدعين، واجزم تماماً بان لا أحد، وهذا الحسين هو قصتنا اليوم، وهو الذي سطا على زاوية راتبة لشخصي الضعيف طالعها القراء عبر العديد من الاصدارات موسومة بـ(الساعة 25) موظفاً الإسم لاحدى برامجه الغنوج، فحرّك الموقف ثائرة القراء ممن كانوا يتواصلون ويثرون الحوار المطروح عبر الزاوية ، ويوم ان فاتحته بالإمر كان رده : الغريبة انا مسجل البرنامج ده في المصنفات، وهو لا يدري بان القاريءعندي هو المصنف الأول ونكتفى بالقدر، ويكفى الرجل نصيبه من (سارة منصور)، هذا مجرد نموذج واخر وجد مقطع الجابري محرضاً للولوج الى عوالم الصحافة و(لقيت باب الصحافة فاتح ودخلت)، وهذا عرفته هادئاً ينطبق عليه المثل الدارج (لا بغلط عليك لا بوسخ ايديك)، فهو انيق في ملبسه رقيق في ملمسه مزهواً ببعض مافي كنانته من ثقافة “النتف”، وبعض من مصطلحات ماقبل الحرب الباردة يعلكها عبر زاويته المزدانة بالصورة ايّاها ذات السبابة على الخد، ذلكم هو الكاتب ومقدم البرنامج، وهنا ظهر المسروق وهو (مختلف)، وما بين القوسين عنوان الملف الثقافي الاسبوعي بصحيفة الوفاق لصاحبها الراحل محمد طه محمد احمد صاحب القلم الاشهر، والحمد لله الذي رحل مرفوع اليراع قبل ان يشهد راهن الصحافة البئيس صحافة الاقتباس والالتباس والاحتباس و(مختلف)، جاء مختلفاً ونتاج حوار عميق اثرته عقول شابة مترعة بالثقافي حد الامتاع والمؤانسة فجسدت الثقافة فعلاً، مميزة بين المصدر والمظهر للحراك الثقافي، وكان المحصول هو (مختلف)، الذي وجد فيه خالد ساتي ضآلته في لهاثه وراء حلمه في أن يكون مختلفاً، وبوصفي شاهداً على ميلاد (مختلف اقرع وود العمدة وحامدابي وهيثم احمد الطيب ومثقفات جداً، لا استحضر اسمائهن وبوصفى أباً روحياً لهذه الكوكبة المهمومة بجدل الثقافة الفعل والطقس والتراث والارض والحرث والتويا والمردوم والجراري والهداي والحكامة والوازا وام كيكي وكل مصادرنا ومظاهرنا الثقافية)، بوصفي هذا اقول بان مختلف (وليد شرعي)، لهؤلاء الشباب ببينتهم القطعية (تاريخ النشر السابق لبرنامج ساتي)، والامثلة كثيرة لمن اثروا واغتنوا بحقوق الآخرين واسسوا على جهدهم عروشاً وكروشاً.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ مجدي عبد اللطيف
    لك التحية والود
    رمضان كريم
    أخي فعلا” نحن في عهد السطو علي كل الأشياء حسين خوجلي إستولي علي عنوان عمودك وجعله عنوان لبرنامج في القناة .
    وكذلك خالد ساتي إستولي علي عنوان ملفنا الثقافي وجعله عنوانا” لبرنامجه الذي لا يوجد فيه إختلاف .
    ولكن نحن في عهد فيه كل شئ مغشوش فكاتب مثل محمد عبد الماجد بدلا” من يقف مع الحق يسجل إشادة ببرنامج خالد ساتي مسروق الإسم ولكن ليس بغريب عليه لأنه قبل هذا قام بالسطو علي ما كتبته عن حميد وإنسانيته ومسرحيات شعره المتحركة وإيضا” أغاني العمر لدي محمود عبد العزيز .
    السودان يعاني من أزمة في الأفكار والأسماء وأصبح التقليد والسطو عنوان لكل شئ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..