دعوة لمذكرة احتجاجية

شاهدت فيديو قصير تم تصويره بكميرا هاتف محمول عن عملية إبادة جماعية في دارفور ؛ الفيلم بشع ومليء بالمشاهد التي لا يتحملها أصحاب القلوب الضعيفة ، القرية المدمرة ليست سوى اكواخ من القش متباعدة في قلب أرض قاحلة ، فلماذا تم قصفها؟؟؟ ما الغرض من قتل مدنين كان الضحايا فيه من الأطفال والنساء والعجزة. أشخاص يعيشون تحت خط الفقر ، فلماذا يقتلون وبأي ذنب؟؟؟
قنابل تنزل عليهم من السماء فتفجرهم وتحطم جماجمهم ، وتحرق أكواخهم ، بأي ذنب؟؟؟
سألني صديق ، وما العمل ؟؟ الإجابة هي -وبدون نقاش- ضرورة التدخل الدولي المسلح تحت البند السابع ، وحظر الطيران العسكري في هذه المناطق ، ووقف الحكومة وحملة السلاح عند حدهم ، فالوضع لا يحتمل كل هذا التردد .
إن هذه الأرواح لم تعد تساوي شيئا عند الحكومة وعند حملة السلاح ، وكلاهما يتعاملان مع الوضع كلعبة سياسية ، ولكنها في الواقع ليست لعبة ، إنها الدماء البريئة هي التي تهدر ، لا يمكن وليس من المعقول ولا من المنطق في شيء أن يتم قتل وحرق البشر بهذه الطريقة الهمجية ونحن في القرن الحادي والعشرين .
إن الصراع من أجل السلطة يجب أن يخضع لمعايير أخلاقية وإنسانية ، أما تهميش حياة الإنسان وروحه بهذه البساطة فإنه يتجاوز الحد الأخلاقي المبرر سياسيا، أين الدول العظمى وأين مجلس الأمن من هذه المهزلة الدموية ؟
نعلم بأن الصراع الإنساني أمر طبيعي ، فالإنسان منذ أن يولد وهو في حالة تجهيز مستمر ﻷسلحته ضد الآخر ، وأن منطق القوة هو السائد فوق قوة المنطق ، ولكن هناك معايير محددة يجب ألا يتجاوزها هذا الصراع وهو معيار القانون سواء القانون الداخلي أو القانون الدولي الإنساني ، إن هذه الأفعال من قصف للمدنيين وقتل وحرق تنتهك -وبدون أدني شك- القانون الجنائي الداخلي والقانون الجنائي الدولي والقانون الدولي الإنساني ، فأين وقفة القانونيين الصلبة في هذا الشأن ولماذا لا تتم وقفة واحتجاجات من قبل القانونيين ضد هذه الجرائم ؟؟؟ إن هذا الصمت المريب إما أنه جبن أو عنصرية ولا يوجد خيار ثالث، إنني أدعو كافة الزملاء المحامين إلى رفع مذكرة احتجاجية ضد هذه الجرائم إلى القصر الجمهوري ، وإلى الجهات الدولية المعنية ، مرفقة بصور وسي دي فيه كل هذه المشاهد العبثية الارهابية ، لنبرئ ذمتنا أمام الحق والعدل والتاريخ ، فلعلها تؤدي إلى أخذ هذا الأمر بجدية أكبر وإيقاف هذا النزيف والقتل .
11مايو2015
[email][email protected][/email]
ونحن من وراك وقدامك
الابن الدكتور امل
ادهشتني كلماتك البينه و دفعت النفس الي مشارف البكاء و النحيب الحارق و تمنيت لو لم يتقدم بي العمر و المرض الي مشارف الاعاقة. لكني مستعد لتلبيية نداء قبيلة االعدل لتلك الوقفة لوضع الجرس في عنق الوحش! لتكن الدعوة نحن حرس العدالة ندعوكم لوقفة يوم كذا شهر كذا الساعة كذا في المكان الفلاني. احتمال تفجير الهامات و لاجساد وارد ان لم يكن مؤكد.. من يأنس في نفسه الكفاءة هلم الينا.