مقالات سياسية

ضياع الطاقات الشبابية بسبب (شيخوخة) الأحزاب السياسية

ضياع الطاقات الشبابية بسبب (شيخوخة) الأحزاب السياسية

✍ مما يروى عن نوادر الفنان الكبير المرحوم حسن خليفة العطبراوي، أنه عندما تم سؤاله، عن أنه يغني دائما للوطن في عهد أي حكومة، وأن بعض زملائه الفنانين ارتبطت نشاطاتهم الفنية بحكومات معينة، مثل الفنان وردي واسماعيل حسب الدائم وغيرهم، فكان رده (الشعب يهني ونحن نغني)، استوقفتني هذه العبارة، وأنا أرى حال كثيرين من المواطنين يحتشدون في لقاء أي قيادات حزب سياسي بقواعده، وصادف أن كانت هنالك وجوه كثيرة محتشدة بهتافات قوية مناصرة في تجمع لحزب ما، ونفس هذه الوجوه احتشدت في نفس اليوم ممثلة كقواعد لحزب آخر، (نحن نغني والشعب يهني)، نحن نؤيد ونحتشد والحزب يدفع).
✍ درجت معظم الأحزابية السياسية بمافيها الحزب الحاكم، على إستغلال الظروف الإقتصادية الحرجة لكثير من المواطنين، وحشد فئات كثيرة من المواطنين لمناصرتهم والهتافات الممجدة للحزب ولقياداته، مقابل بعض المصروفات المالية لهؤلاء الأفراد.
✍ فتجتمع حشود هائلة من الجماهير، تختلف أعدادها بإختلاف الميزانيات المالية للأحزاب، ومن ثم يتم التصوير والانتشار الإعلامي المبرمج للدعاية بكثرة المؤيدين للحزب والأعداد الهائلة التي تمثلها قواعده، بينما في أرض الواقع تجد أن الحزب لا تتجاوز جماهيره عدد أفراد عضويته.
✍ نحن شعب يمتلك أحزاب سياسية تحيا على المظاهر الإعلامية السياسية فقط دون الممارسة السياسية الفعاّلة المبنية على الحقائق والمعطيات ودون التفاعل بإيجابية مع الواقع المعاش من نزاعات وخلافات قصمت ظهر التنمية في بلادنا.
✍ تفتقر معظم الأحزاب السياسية للكوادر المتخصصة في علوم الإقتصاد والعلوم السياسية وعلوم الإدارة والإجتماع، والقانون وغيرها من تخصصات علميّة كافية لتطوير ورفع كفاءة المقدرات لدى كثير من النشطاء السياسيين بالبلاد.
✍ كثرة الأحزاب السياسية دليل واضح على حب السلطة وكراسي الحكم لدى كثير من القادة السياسيين بالبلاد، لذلك تحدث هذه التجزئات الحزبية للبيت الواحد الكبير للحزب لتتفرع منه بيوت أخرى مناهضة ومعارضة لبيت الأسرة الكامل، فينفرد كل رب أسرة وبيت بقراره، تحت شعار من لا يملك قراره لن يكون رئيساً، ومعظم الأحزاب التي انشقت وتقسّمت تجدها تتحدث عن التهميش وحصرية اتخاذ القرار وتوزيع المناصب والكراسي بالحزب، وتنعدم تماماً رؤية الخلاف والانقسام بسبب أسباب تتعلق بالتنمية الإقتصادية والاجتماعية والأمنية، كالاختلاف مثلا في أولويات البرامج والمشاريع التنموية.
✍ من المخجل لقيادات الأحزاب السياسية أن يجدوا حشود وتأييدات جماهيرية مدفوعة الأجر، تهلل وتصفق لهم إن قاموا أو قعدوا، وتلمزهم بالغمز واللمز إن أعطوها ظهورهم وانفضّوا، من المخجل والمعيب لقيادات السياسة في بلادي، تحدثهم بإسم قواعد لم يستطيعوا تقديم يد المساهمات الإقتصادية والإجتماعية والأمنية لهم، فيدّعون أنهم يمثلونها، وهم في حقيقة الأمر يتخذون من قضاياها سلّماً للصعود نحو مراكز السلطة والقرار، لتنفتح لهم أبواب المال العام على مصراعيها، وتأتي هذه القواعد بكل طيبة نفس وخاطر وتقول (المسؤول ده رطّب).
✍ من المخجل والمعيب لقادة الأحزاب السياسية ببلادي، تأسيس خلافات والتوطين لها بسبب مصالح نفعية ذاتية، لم تستطع نفوسهم تجاوزها بسبب أحلامهم وطموحهم الذاتية من أجل مصلحة الوطن وأحلام شبابه الصابر الذي يبحث عن خطوات أولية لمستقبله. من المخجل والمعيب للحكومة وللأحزاب المعارضة، اضاعة طاقات شباب هذا الوطن وضياع مستقبل أبنائه بسبب الأموال التي تذهب هدراً في سبيل مصالح أفراد وشخصيات وأسر من كبار المسؤولين سواءا كانت من الأحزاب المشاركة في الحكومة أو من المعارضة.
✍ أخيرا.. أيتها الأحزاب السياسية المشاركة في حكومة الوفاق الوطني، والمبتعدة عن التمثيل، أين حقوق هذه القواعد التي تمثلونها، وأين مشاريعكم التنموية لها، هل نعشم أيها القادة في جمع تبرعات منكم بنصف ممتلكاتكم جميعاً بمختلف حزبياتكم لتسخير هذه الأموال في إنشاء مصانع لاستيعاب هذه الطاقات الشبابية المهدرة، فوالله الغنى والثراء والأموال في هذه البلاد لم تعرف طريقها الا إليكم وعبر متاجرتكم بقضايا هؤلاء الشباب.

✍ شباب يريد أن يؤمن لقمة العيش لأسرته، يريد أن يتزوج ويبني أسرة، يريد أن يحيا كريماً فلا يجد مخرجاً ومتنفساً الا عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

✍ علي بابا
4-10-2017م.

تعليق واحد

  1. يا علي باب انا اليوم ما حا اقراء المقال بتاعك عارف ليييه..؟؟؟

    لن العنوان كافي و حمل ما لا تحمله الكتب … شكرا ليك …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..