النقد الفكري والديمقراطية متطلبان اساسيان

النقد الفكري هو اتجاه نحو الفجر. التفكير النقدي (بالإنجليزية: critical thinking) هو دراسة التفكير المنطقي السليم. نسبة إلى باير(1995). التفكير النقدي هو إطلاق الأحكام المنطقية السليمة. بينما في عملية التفكير المنطقي يجب أن تكون أفكارك منطقية ومدروسة. المجلس الوطني للأمتياز يعرف التفكير النقدي بالعملية العقلية النشطة و المتقنة لتصور، تطبيق، تحليل، تركيب و/أو تقييم المعلومات المجمعة أو المولده عن طريق الملاحظة، التجارب، الاستباط،التعقل أوالتواصل والغرض من التفكير النقدي هو استخدامه كمرشد للاعتقاد واتخاذ القرارات.والتفكير النقدي قد يعرف بأنه القدرة على التحقق من الافتراضات أو الافكار أو الأخبار هل هي حقيقية، أم تحمل جزءا من الحقيقة، أم أنها غير حقيقية. وقد عرف التفكير النقدي على أنه: تفكير تأملي معقول يركز على ما يعتقد به الفرد أو يقوم بأدائه، و هو فحص و تقويم الحلول المعروضة من أجل إصدار حكم حول قيمة الشيء.
المفكر الناقد هو الشخص الذي يفكر و يحلل بعد الغوص في المعلومات و التحقق من دقتها و صحتها، ويتأمل المواقف ثم يقيميها بناءً على الامكانيات التي لديه ، ثم يطلق الأحكام أو المقترحات بعد ذلك. هذه العملية تكون في جميع مراحل الحياة، في القراءة، في الكتابة، عند سماع الأخبار، عند التعليم الخ.

مهارات التفكير النقدي
———————
– تمييز الحقائق
– التفريق بين المعلومات المتعلقة بالموضوع
– المرونة
– الملاحظة
– صياغة الأسئلة
– تمييز بين الافتراضات الصحيحة والخاطئة

معاييره
——–
– الوضوح
– الصحة
– الدقة
– الاتساع
– المنطق

فوائد استخدام مهارة التفكير الناقد مع وسائل الإعلام
————————————————–
– إن استخدام مهارة التفكير الناقد تساهم في بناء الوعي الإعلامي لدى الإنسان، وتساعده على تجنب فخ التضليل الإعلامي، والإثارة الإعلامية، بل والتسمم الإعلامي.
– تساعد المتلقي على فرز المواد الإعلامية بين ما هو (سلبي ورديء)، وما هو (إيجابي ونافع )، وما (بينهما).
– تساعد المتلقي أن يكون متلقياً إيجابياً، قادراً على انتقاء المضمون الإعلامي وتحليله وتقويمه.
– في أوقات الحروب، والصراعات، والأزمات، والأحداث الكبرى حول العالم، تزداد أهمية التفكير الناقد في التعامل مع وسائل الإعلام، وضرورة تفعيل هذه المهارة واستخدامها.

الصفات التي يجب على المفكر أن يتمتع بها:
——————————————
* تكريس اسس البحث العملي ومفهومه .
* الاستعداد لتقبل الأراء المخالفة، وعدم التعصب لرأي أو لمدرسة معينة أو لعادات اجتماعية منتشرة.
* الانتصار للتعددية الفكرية والاجتماعية و قبول المختلف الاخر ونبذ ثقافة التعصب والعنف، و استلهام ثقافة التسامح والعقلنة و مأسسة النظام الاجتماعي و المعرفي.
* الاستعداد لنقد الذات، والتواضع في طلب العلم، وإعادة التفكير في الاسئلة والفرضيات التي يطرحها باستمرار. أي ممارسة النقد الذاتي ممارسة موضوعية.
* المهارة في طرح الاسئلة والمشاكل والاحتمالات لتضييق نطاق البحث.
* احلال قيمة الاجتهاد والابداع والتفكير المستقبلي.والتأمل و إعادة التفكير في القضايا المعرفية، صدق المعرفة التي لدى الباحث، قوة الأدلة التي اعتمد عليها الباحث، تفكيك بنية البحث، والسؤال بصدق: ماهو الشيء الذي اريد أن اصل إليه؟ هل رغباتي الشخصية هي الموجه الحقيقي لذلك؟
* البعد عن السطحية في التفكير باستخدام التعميمات مثل الحكم على الأشياء أو الناس أو الافكار بأنها جيدة أو سيئة بناء على خبرة أو رأي شخصي. العمق الفكري مهم لكل طالب علم، التأمل و التحليل و التركيب و * المقارنة و طرح الاسئلة التي لا نملك الإجابة عليها تؤدي إلى التفكير الناقد.
* القدرة على محاكمة المسلمات ومناقشتها.
* استخدام المنطق و التدرب على المحاججة و مناقشة الأدلة من كلا الطرفين المختلفين، و مناقشة الآخرين و التعلم منهم.

النقد الفكري يؤدي الى التطور في الفكر من الفكر السابق المنتقد الى نتائج النقد الفكرية والتي بعد الاضافة اليها تقود الى البديل لما تم نقده وهنا يحدث التطور الفكري والمعرفي وبالتالي الثقافي عند الفرد المنتج فكريا وعند المجتمع المستقبل لما تم انتاجه من فكر كان اساسه التفكير النقدي/ (Critical Thinking). إن الحرمان من الفكر النقدي المحرِّك يعني استمرار الوثوق الأعمى وهيمنة المسلَّمات وجمود الأفكار وديمومة الأوضاع مما يوسِّع دائرة المسلمات ويزكي الأوضاع ويرسِّخ السائد ويوهم الغافلين بامتلاك الحقيقة إنه يعوِّدهم على التلقي والقبول دون مساءلة فيبقون طول حياتهم تابعين قانعين منقادين وغير قادرين على التفكير المستقل، وأما نتيجة ذلك فهي الحرمان من التطور الحضاري فالأصل في الثقافات أنها محكومة بقانون القصور الذاتي ولا يحررها من هذا الدوران العقيم سوى الفكر النقدي بكل أبعاده والذي يساعدهم على اليُفلت من أسر المسلَّمات كما يُتاح لهم أن يوجِّهوا الطاقات العقلية لفهم الكون والإنسان والمجتمع وأن يثابروا على استخلاص الحقائق ويُعلمهم مداومة المراجعة وتكرار التمحيص وتطوير الرؤى واستصحاب الشك واستبعاد الوثوق وإعادة التحقق وهو الذي يشبعهم بروح المغامرة واقتحام المجهول ومواجهة المخاطر والحرص على الكشف والإقدام الجريء في كل مجالات الفكر والفعل. لذلك فإن الحديث عن الفكر النقدي ليس مجرد حديث عن عامل حضاري مهم وإنما هو حديث عن عامل العوامل ومصدر المنابع ومفجِّر الامكانات ومشعل القابليات، فكل العوامل الأخرى تبقى كليلة بدونه أما به فإن كل العوامل تتحرك وتؤثر وتُثمر وتأتي بإعجاب النتائج.
وبذلك لا يكون الحديث عن الفكر النقدي حديثاً نافلاً أو يمكن تأجيله أو الاستعاضة عنه بأي عامل آخر فهو روح الحضارة وهو محرك الإبداع وهو منبع الإنتاج وهو صانع الازدهار وهو الذي أخرج العقل البشري من كهفه وأيقظه من سباته وهو الذي أجج قابليات الإنسان وهو الذي طوَّر قدراته. فلا بد من إبراز أولوية النقد كشرط مبدئي لازدهار المجتمع وتطور الحضارة.
اما الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة – إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين – في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية. والديمقراطية تحمل في داخلها توجه فكري في الاساس ونتج منه الاطروحات المختلفة المجالات والاتجاهات والديمقراطية بيئة سياسية صالحة للنقد الفكري الحر والبنّاء وللانتاج الفكري والمعرفي لانها تدعو الى هذه القيم:
– فكرة شرعيّة الدَولة.
– فكرة المساواة الكاملة بَين القبائِل والأعراق بشكلٍ عام.
– فكرَة المساواة ولو جُزئيّةً بَين الأفراد ولا سيّما بَين الجنسَين وبين الأسياد والعبيد.
– أفكار عن المسؤُوليّة والمساءلة والتعاون والشورى.
– الدفاع عن حقوقٍ عديدة مثل افتراض البراءة وحرية التنقل وحقوق الملكية وحق العمل.
أن معظم هذا التطوّر اتجاه الديمقراطية حصل علَى مُستوَى القِيَم وحقوق الأفراد الذي نتج عن قِيَم الليبرالية التي نشأت مع فلاسفة التنوير توماس هوبز وجون لوك وإيمانويل كانط قبل تحقيق تقدم ملموس في الديمقراطية وهو الذي أدى إلى ازدهار نموذج الديمقراطية الليبرالية دون غيرها من الديمقراطيات في الغرب.
أهداف االديمقراطية:
——————-
– تحقيق مبادىء الحرية والعدالة والمساواة .
– تحقيق الأمن الشخصي والاجتماعي والاقتصادي .
– ترسيخ قيم الصدق والأمانة والتعايش السلمي .
– مشاركة الشعب في اتخاذ القرار.
– احترام المال العام والمحافظة عليه .
– احترام حقوق الانسان

محاسن الديمقراطية
——————
– محاسن الديمقراطية.
– التجاوب الفعال في أوقات الحروب.
– انخفاض مستوى الفساد.
– انخفاض مستوى الإرهاب.
– انخفاض الفقر والمجاعة.
– نظرية السلام الديمقراطي.
– انخفاض نسبة قتل الشعبقبل حكوماتها.
– السعادة الشعبية.
اذن النقد الفكري هو مصدر الابداع المرتقب للفكر الانساني القادم. ومع توفر البيئة الديمقراطية يستطيع النقد الفكري الوصول بالانسان الى مرحلة التطور والانجاز وبالتالي الاستمرار في هذا الدرب من الاستنارة والتوعية الثقافية مهم لهذه المرحلة التي نمر بها كوطن وكشعب وهو من المتطلبات الاساسية للمرحلة الحالية. فمن المهم الاتجاه الى نقد الموروث الثقافي التاريخي ونقد الفكر الانساني المعاصر في كل اتجاهاته الفكرية والفلسفية حتى نتحرر من قيود الماضي وجتى تتضح الرؤية الفكرية للمستقبل بشكل فيه توافق منطقي مع فضايا الانسان المعاصرة وفيه حلول فكرية لها تساعد في السير على طريق الانجاز والتطور والحرية.اذن التفكير النقدي هو من سمات التطور الفكري والمعرفي للانسان المعاصر، وهو الجوهر الفلسفي الذي يؤهله للحفاظ على كينونته وهويته المتفردة من جانب، ولتشكيل دوره الفعال في البناء المعرفي للنسيج الاجتماعي ، والثقافي، والحضاري المحيط به من جانب آخر.
المراجع:
1- الفكر النقدي هو محرِّك الحضارة/ إبراهيم البليهي.
2- مقدمة في التفكير النقدي (Critical Thinking)/ عبدالرحمن البلادي.
3- مقال تفكير نقدي بالويكيبيديا الموسوعة الحرة.
4- مقال ديمقراطية بالويكيبيديا الموسوعة الحرة.

معاذ عمر حمور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..