بين أفراح الإحتفال بيوبيل الملكة وأحزان التخلّص من الفائض !

بين أفراح الإحتفال بيوبيل الملكة وأحزان التخلّص من الفائض !

فيصل الباقر

يوم الأحد الثانى من يونيو2012، وقد بلغ سيل التآمرعلى الثورة المصرية زباه !، يتواصل عبث أسد دمشق، بمصير سوريا وشعبها ومستقبلها. ويصر على فرض طلّته “الغبيّة ” من على شاشة التلفزيون السورى وتنطّعه، سعياً لإطالة عمر نظامه القمعى، بالحديث الممجوج عن ” الإصلاحات ” وما أدراكما الإصلاحات . فيعيد للأذهان ما سبق أن قاله سلفه الطالح فى ليبيا والعراق من سخف الإصرار على إتّهام الثوّار الباحثين عن الحريّة والعدالة، بالعمالة والإرتزاق والحديث عن الإستهداف والتآمر الخارجى على الوطن !.
تطلّ برأسها- فجأة – أنباء كارثة تحطّم طائرة الركاب النيجيرية، إثر اصطدامها ببناية في لاغوس، وعلى متنها 135 راكبا . وهومن الأخبار المكرورة فى عالم تكاد تنافس فيه كوارث الطيران، مآسى الحروب !. .وكلّما داهمتنا أخبار تحطّم الطائرات – هنا أوهناك – أعادت لنا شريط ذكريات طويلة من كوارث وفواجع الطيران فى وطننا الحبيب،والتى تنتهى- دوماً – بلجان تحقيق ” لا بتودّى، ولا بتجيب “، لتفتح مرّة أخرى ذات التحقيقات، بعد وقوع حدث كارثى جديد من نفس النوع !.
وهناك فى العاصمة الإثيوبية، ” تجرى ” ببطء مريب واحدة من جولات التفاوض بين طرفى التشاكس السودانى، حول القضايا العالقة، وسط ترقّب وحذر وشدوجذب من الوسطاء، فيما تكتفى غالبيّة صحف الخرطوم، بالنقل الكسول، ما تجود به وكالات الأنباء والقنوات العالميّة على استحياء، مع إبراز ما يمليه عليها الرقيب الأمنى !.
ومع كل ذلك، قلت لنفسى،فليكن يوماً للترويح والإمتاع . وآثرت أن أقضيه ضيفاً مشاهداً وشاهداً على تلفزيون ( البى بى سى ) وهوينقل تغطيّة متمبّزة للملايين لمشاهديه، تفاصيل يوم خاص جدّاً، بمتابعة إحتفاء الشعب البريطانى وإبتهاجه بملكتهم – الملكة إليزابيث الثانية – فى واحد من أهمّ يوبيلاتها (اليوبيل الماسى ) بمناسبة مرور 60 عاما على اعتلائها عرش المملكة المتحدة. إذ خرج آلاف المواطنين البريطانيين منذ وقت مبكر يوم الأحد للإحتفال بهذا الحدث الكبير .
ولأنّ ( الحلوما يكملش ) كما يقولون، فقد داهمتنى “تسريبات ” عن كارثة ملف التخلّص من الكوادرالصحفيّة فى عدد من الصحف السودانيّة، كنتيجة منطقيّة لإستكمال حلقات سياسات إفقار الصحافة السودانية وتجفبفها من الموارد البشريّة، بعد أن عجزت سيوف الرقابة الأمنية ونصال إحتكار ورق الصحف ورماح حروب الإعلان،عن تركيع الصحفيين وقطع رأس الصحافة والقضاء عليها نهائيّاً، بضربة لازب كما يقولون !.
الآن، دخلت الصحف فى نفق إجراءات التقشّف المظلم، الذى تمارسه الدولة بمبدأ (خيار وفقوس )،فتعمل سيفها فى الصحف، بينما تتزايد جيوش الوزراء والمستشارين، رغم شعار تقليل الإنفاق الحكومى !. الآن، بدأت إدارات الصحف عمليّاً فى تنفيذ مخطّط التخلّص من أمهر الصحفيين والصحفيات ومن بينهم من قضى أكثر من نصف عمره فى خدمة بلاط (صاحبة الجلالة ) بكل مهنيّة وإحترافيّة وتجرّد ونكران ذات، رغم أّنها تمنحهم (فتات ) بالمقارنة مع المرتبات الضخمة والمخصّصات و” الذى منه ” ممّا يتقاضاه أهل الحظوة فى تلك الصحف، من رؤساء ومدراء تحرير وكتّاب أعمدة “مليونيّة ” وغيرهم من عاطلى المواهب، ممّن أدمنوا صناعة مسح جوخ السلطان وتنفيذ أجندات ملّاك الصحف الصفراء والرقطاء، وممّن عرفوا فى عالم الصحافة السودانية بشواء الزبدة بمواصفات ما يطلبه صاحبها، ليتأكّد المثل السودانى ( الفى إيدوالقلم، ما بيكتب نفسوشقى ) !.
الذى يعرف موهبة وكفاءة وخبرات وقدرات وإمكانيات الكثيرين من الصحفيين المراد التخلّص منهم، لا يملك إلّا أن يحزن لمآلات أوضاع الصحافة والصحفيين فى السودان .حزين أن أجد صحفيين بهذه الكفاءة فى قوائم كشوفات التخلّص من الفائض وإن جاء التخلّص تحت مسمّى (الإحالة للتقاعد ) .ولكن هيهات !.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..