ثقافة ناس يا (عمك)

محمد يوسف محمد
الخرطوم حقت أبو منو؟
هل الخرطوم حقت أبو ناس يا (عمك) .. وهل مدني حقت ناس يا (عمك)؟
الخرطوم ومدني وكل المدن والقرى حقت أهلها وكل السودانيين فلماذا كل هذا الحقد على أهل الخرطوم ولماذا كل هذا الحقد على أهل الجزيرة وإستباحة منازلهم وممتلكاتهم كغنائم يا (عمك)؟
أهل الجزيرة حاربوا أبو منو يا (عمك)؟
هذه الحرب تم الحشد والتجييش المناطقي والقبلي بإدعاءات المظلومية ووجدت هذه المفاهيم اذن صاغية لدى الشباب بسبب العطالة والجهل ولهذا لابد من خوض هذه الحرب بالتوعية كما السلاح وذلك لأن التوعية توقف التجييش لهذه الحرب وتمنع قيام أي حرب اخرى مثلها مستقبلاً.
أحد العقلاء وجه حديثه لذلك الشاب الطائش ليحثه على إحترام الكبير فقال له: ده شخص كبير أحترمه ده (عمك). وهنا إعتقد ذلك الطائش أن أي شخص كبير إسمه (عمك). ومنذ ذلك الوقت اصبح ينادي أي شخص كبير بقوله يا (عمك). بدلاً من أن يقول له يا (عمي)!! .
ثقافة ناس يا (عمك) لا مكان فيها للعواطف ولا للقرابة وهي ثقافة مبنية على (الصراع من أجل البقاء) ومبنية على عدم رحمة الصغير أو إحترام الكبير وعلى إستباحة ممتلكات الناس وسرقتها تحت مسمى الغنائم، ولايعلم ناس يا (عمك) أنه لاتوجد غنائم في حروب المسلمين فيما بينهم ولا يعلم ناس يا (عمك) أنه (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا) كما قال نبينا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم. ولا يعلم ناس يا (عمك)أن السرقة تحت تهديد السلاح تعتبر فساداً في الأرض ويطبق فيها حد الحرابة.
بعض الناس تأثروا بثقافة ناس يا (عمك) وسرقوا ممتلكات جيرانهم بدلاً من حمايتها من اللصوص ونخشى أن يتأثر شبابنا بثقافة ناس يا (عمك) فيخاطب الإبن اباه فيقول له: (شوف يا عمك…)
هؤلاء الغزاة لا يحسنون فعل شيء غير الخراب والسرقة ونهب أموال الناس وتدخين البنقو طوال اليوم وإرسال ما تبقى من أموال منهوبة لأهلهم، وغداً صباح جديد يبحث فيه ناس يا (عمك) عن ضحية جديدة في الشوارع لينهبها او يهاجم أحد المنازل ليأخذ ما غلا ثمنه ليبيعه.
ثقافة ناس يا (عمك) مرض خطير فهي مبنية على محاربة الإنتاج وسرقة أدواته ونهب المنتجين والتخريب لكل مظاهر الإعمار وإتخاذ النهب مصدر كسب وقضاء الوقت في تعاطي المحرمات والتي ستقود لدمار العقل بمرور الزمن وكذلك عدم الإنتاج سيقود للجوع ودمار المجتمع، لهذا لابد من الإنتباه لهذا المرض الخطير وتحصين الشباب ضد هذه الثقافة ومحاربتها بالتوعية وتوفير فرص العمل والتدريب والتأكد من أن من حولنا وشبابنا مواطنين منتجين صالحين ينفعون أنفسهم ومجتمعاتهم ووطنهم الكبير.
ولازلت اصر واقول ليس ثقافة يا (عمك) هي العقبة بل هي النتيجة المنطقية لثقافة امثال ربيع عبد المنعم وثقافة مني واللص جبرين الذين يرون ان الشمال والوسط هم من استاثروا بخيرات دارزفت وتركوا اهلها في ذلك الضنك وانت تقول ان تلك الثقافة نقلت الي شباب جاهل وعاطل لا يا اخي هذه الثقافة يتباناها الآن امثال الطاهر حجر ومين ادريس والعالم العلامة النحرير ربيب الادارة الاهلية الفاسدة مادبو وشبط صندل وغيىهم من هوام الارض وبغاث الطير وتابعيهم من مدعي الوطنية بعض حثالات الشمال الءين يزعمون ان (كل البلد دارفور) فلنقل لهم وبالصوت العالي لا لا كل البلد إلا دارزفت.
لقد امتلات قلوب الغرابة حقدا دفينا وبغضاء وما خفي اعظم.
الحل في منتهى البساطة هو ان نقوم نحن في الشمال والوسط بانشاء دولتنا الوطنية في مناطقنا المتجانسة وان نترك الاخرين في بلادهم دون ان نسبب لهم الاذى الجسيم دون ان نتهم بسرقة مقدراتهم ونحن لم نسلم من اذاهم منذ العام ١٩١٧هم يصدرون لنا التمباك لكي نسفه ونبزقه وهو ضار بالصحة ومسبب للسرطان.
الحل هو ان نفصل بلادنا.
يا عمك انت زول مستهبل.
تعلم ان الموضوع ليس موضوع توعية إنما هو ثقافة عامة إنتظمت السودان من وصول الجماعة المسيلمية الى الحكم فصار الصعود بالزانة يعتمد على التعرصة والمحلسة والطاعة وإنتشرت مقولات دعوني أعيش ومن أجل أبنائي كبديل عن الاجتهاد والمنافسة الحرة والعادلة بين الجميع.