هل تعود “قفة الملاح”؟!.

كثيرون وطنوا أنفسهم على النيل من الحكومة ” بحق وبدون حق ” ،وقد جسد قرار رفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم أخيرا ، هذه الحقيقة . نحن لسنا بصدد المدافع عن الحكومة ، غير أن منطق الأشياء يمضي بنا الى حقيقة أن الدبلوماسية السودانية حققت إنتصارا كبيرا ، حمَل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على رفع العقوبات ، إعتبارا من يوم الخميس المقبل ،وهو الخبر الذي نقلته وكالات الأنباء كلها مساء يوم الجمعة ، لتنطلق أفراح عفوية في كل أنحاء السودان ، بل وخارج السودان حيث معشر المغتربين والمهاجرين وحتى أحباب وأصدقاء السودان .
نعم نجحت الدبلوماسية التي قادها البروفسير أبراهيم غندور وزير الخارجية وفريقه ،بمتابعة مباشرة من رئاسة الجمهورية كما قال بذلك غندور ، والذي زاد : أن هناك شباب سوداني مؤهل ومدرب قدم خدمات كبيرة لهذا المنجز الدبلوماسي الكبير . نحن في غربتنا التي أمتدت لسنوات عديدة نسعد أضعاف سعادة الذين يقطنون في السودان كون المستقبل أضحى أجمل ، في وقت ضاقت فيه أراضي الاغتراب .
غداة قرار رفع العقوبات وقبل بدء سريانها رسميا بدأ الدولار يسجل إنخفاض ملحوظ ، وهو أمر حسن ، بيدا أن انخفاض الدولار بهذه السرعة يكشف بجلاء أن قصة “الزيادة والانخفاض” التي كانت تحدث خلال الفترات الماضية ، غير منطقية ، كونها لا تعكس مؤشرات أداء اقتصادي سليم ، بقدر ماهي تكشف تحكم قوى السوق الموازي في الأسعار .. وفي ظل تراجع أسعار الدولار يتساءل عامة الناس وماذا عن أسعار السوق .. الم “يتحجج” التجار بأن الدولار مرتفع لذلك هي أسعارنا مرتفعة.
بطبيعة الحال الانخفاض الذي حدث خلال اليومين الماضين ، لن يتواصل في الوقت الراهن ، بل سيعود الدولار لعادته القديمة ينظر للجنيه باستعلاء ، مالم تسارع الحكومة بدعم وتشجيع عمليات الانتاج ، بمعنى أن بضاعتنا حينما تعانق الاسواق العالمية ، ستتدفق العملات الاجنبية ، ووفق ذلك يرتفع قدر الجنيه السوداني ، حتى يجد له مكانة بين العملات “المحترمة” .
رفع العقوبات يسقط من يد الحكومة “حجة” أستمرت لسنوات بأن “الحصار قضى على ” الأخضر واليابس “، الان الحكومة لا حجة لها ، بل المنتظر منها تقديم صحية وتعليمة راقية .. و”ببساطة” ينتظر محمد أحمد أن يحمل “قفة الملاح” مرة ثانية ، ويحصل على احتياجاته بأقل كلفة ، ويعود الى منزله ، وهو يناظر لعقارب الساعة وهي تعود لطبيعتها ، ويستمع لبرنامج عالم الرياضة الساعة الثانية والنصف نهارا ،وهو ينتظر “صينية غداء مدنكلة ” ، ويتابع نشرة الاخبار في التلفزيون التاسعة ، وهو يتلقى المزيد من البشريات، وأمامه “حلة لبن مقنن” ، خلاف ذلك ستخرج نغمة “أعيدونا الى حيث العقوبات”! .
” صحيفة الصحافة ”
[email][email protected][/email]