أخبار السودان

بناء على رغبة المستهلك

بناءً على رغبتكم يا أيها السودانيون فإن الوفود الاستثمارية التي انهمرت على بلدكم،وبخاصة بعد أن أصبحت العلاقات الأمريكية السودانية عسل على لبن،تعمل على تلبية طلباتكم وتطوير اقتصادكم بما يحقق المصلحة المشتركة بينها وبين سدنة الإنقاذ.
ولأن الإقتصاد الحر كما يقول الأمريكان لا يعترف بالفقراء، ولا الجوع، فإن الاستثمارات وبخاصة السورية، لن تزرع الدخن ولا العيش،وليس من همها توفير المديدة أو الباكمبا،لأن الأموال السورية التي خرجت من بلدها والقتال على أشده،تريد الإستثمار السهل ذو العائد المضمون.
وعلى ضوء الإتفاقية التي شهدها مسؤولون كبار بالدولة،وتم توقيعها في برج القذافي سابقاً،فإن المجموعة السورية بالإتفاق مع شركة شهيرة أصلاً يابانية ولكن السدنة يقولون أنها سويسرية لغرض مكشوف،ستشيد مصنعاً للجينز،تحقيقاً لشعار نلبس مما نصنع.
وبالطبع فإن الجينز السوداني، يأتي في وقته، فبعد أن فشلت الإنقاذ في تمزيق فاتورة القمح المستورد والسكر المستورد، يمكنها أن تمزق فاتورة الجينز المستورد، والجينز نفسه أولوية في المشروع الحضاري.
فالجينز- يا أيها السودانيون- هو الذي صنع مجد الأمريكان ? والسودان الذي فشل في هزيمة أمريكا عسكرياً وانبطح لها مؤخراً،يمكنه أن يستعيد هيبته متى ما هزم الجينز في الأسواق العالمية،والخطة(ب)تقتضي إصدار قرارات جمهورية بإلزامية لبس الجينز في المدارس والجامعات للبنات والأولاد،فالمصنع المرتقب ينتج البناطلين والبرمودات والعفريتات والبلوزات،ويمكن تطوير جيل من الجلاليب السودانية من خام الجينز،وأيضاً عمم وطواقي.
وعلى ضوء البروتوكولات التي ستوقع مع دول الجوار،فإننا سنقايض الكهرباء الإثيوبية بالجينز السوداني،وسنستورد الأرز المصري والشاي الكيني،وندفع الثمن في شكل ملبوسات جينز حتى نكتسح أسواق القارة الأفريقية كلها.
والخطة(ج) تقتضي أن يلبس المسؤولون الحكوميون بدلات الجينز من أجل فائدة المصنع السوري،وأن يلغي بدل اللبس بالنسبة للموظفين في القطاع العام ويمنح بدلاً عنه 10 امتار جينز لكل واحد كي تزدهر صناعة الجينز.
وستشمل التوجيهات الرئاسية أن يصنع العلم السوداني من قماش الجينز،وتلزم الفرق الرياضية بلبس الجينز بدلاً عن الفنايل.
وستدخل البنوك إلي حلبة الجينز،ومن لا يملك ثمن بنطلون الجينز،يمكنه الإقتراض من أي بنك،والتسديد بالفوائد على دفعات،ومن يفشل يدخل السجن لسنوات.
وعما قريب يصبح الجينز أحد أهم الصادرات ووداعاً للبترول والذهب والصمغ والغنمايات،ففي كل ولاية مصنع جينز،ولا يهم التعليم ولا الصحة ولا توفير الغذاء والماء،المهم أن يكون الناس(قيافة)،وفي الناس القيافة حبينا اللطافة كما تقول الأغنية.
وللمعلومية فإن مصنع الجينز المتوقع افتتاحه قريباً،يراد له ان يطور صناعة النسيج،وزراعة القطن انهارت،ومشروع الجزيرة في غرفة الإنعاش،ومع ذلك فإن الأولوية لمصانع الجينز،وليس للرغيف والكسرة يا عبد العزيز.

كمال كرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..