لنجعل من 30 يونيو يوما للتخلص من الاسلام السياسى.

صدق شهيد الحريه والديمقراطيه المفكر الأنسان الزاهد التقى الورع الذى عاش الدين الحقيقى فى اللحم والدم (محمود محمد طه) حينما قال ان التاريخ يعيد نفسه، لكن ليس بنفس الصوره.
فتاريخ 30 يونيو 1989 الذى كان كارثيا على شعب السودان والذى أغتصبت فيه جماعة الأخوان المسلمين السلطه وأنقلبوا على الشرعية والديمقراطيه تحت مسمى (ثورة) الأنقاذ الوطنى، يوافق ذلك التأريخ ذاته اليوم الذى تنوى فيه الجماهير المصريه قاطبة ومن خلال التوقيعات التى جمعها شباب حركة (تمرد) ووصلت الى أكثر من 20 مليون توقيع لسحب الثقه من رئيس ينتمى الى جماعة الأخوان المسلمين أو تيار (الأسلام السياسى) بصوره عامه، ومن الصدف المدهشه أن يكون اكبر تنظيم أو جبهة سياسيه تقود ذلك العمل ضد (الرئيس) وجماعته الى جانب حركة تمرد هى جبهة مصريه سمت نفسها (بجبهة الأنقاذ الوطنى).
وصحيح ان جماعة (الأخوان المسلمين) فى مصر ومرشدها هو مرشد (التنظيم العالمى) قد وصلت للسلطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه دعمتهم فيها القوى المدنيه والليبراليه، لكنهم سرعان ما تنكروا لتلك القوى ونكثوا بعهدهم ووعدهم معها وأنقلبوا على الديمقراطيه، بتقويض القضاء وأهانته ومحاصرة المحكمه الدستوريه لمنعها من اداء عملها بأختلاق وادعاء مؤامرات من جانب القضاء والأعلام لهدم مؤسسات الدوله، لم تثبت منها مؤامرة واحده رغم ذلك واصل الرئيس (الأخوانى) التحدث عن تلك المؤامرات فى جميع خطاباته، والحقيقه التى لا يعلمها اصحاب النوايا الحسنه ضيق جماعة (الأخوان المسلمين) من الديمقراطيه التى وصلوا عن طريقها للحكم لأنها تتعارض مع تربيتهم وثقافتهم ومنهجهم القائم على (الشورى) والتى تعنى ديمقراطيه (محدوده) ولها (سقف) كما ذكر أحد قيادات التيارات الأسلاميه .. والديمقراطيه تتعارض مع مبدأ (السمع والطاعه) الذى يلتزمه (الأخوان المسلمين) الذى يحعلهم أقرب (للعسكر) والذى يجعل مرشدهم هو الحاكم الفعلى (للدوله) والى جانبه مجلس (شوراهم) لا الرئيس ومستشاريه ولذلك سرعان ما يضيقون بالمعارضين والمختلفين معهم لأنهم يريدونهم (تابعين) وموالين وهذا ما فعله الدكتور/ حسن الترابى حينما كان (مرشدا) للأخوان المسلمين فى السودان ومشاركا فى الحكم قبل (المفاصله) والأختلاف الذى شق التنظيم الى جزئين، حيث أعلن وقتها عن (نهج) سياسى يضمن استمرارية النظام (الأخوانى) الحاكم لأطول مدة دون (ازعاج)، سماه بأحزاب (التوالى) ولا زال هذا الفعل غير الديمقراطى معمول به حتى اليوم حيث نجد الى جانب الحزب الحاكم (المؤتمر الوطنى) أحزاب أخرى تدعى انها أحزاب (معارضه) لكنها تقف الى جانب النظام وتدعمه وتشارك معه بصور مختلفه اخطأ أم اصاب على الحق أو الباطل، فى حقيقة الأمر موقفها مبنى على (موالاة) وتبعية للحاكم والنظام مدفوعة الثمن فى شكل عينى ومادى أو من خلال مناصب وحقائب وزاريه وهذا ما أقعد الأحزاب السياسيه فى السودان من القيام بدورها وجعلها عاجزة من التوافق فى عمل جاد لأسقاط نظام سئ بقى فى الحكم لمدة 24 سنه على الرغم من أنه تسبب فى انقسام الوطن الى جزئين شمالا وجنوبا وفى التفريط فى حدود الوطن وفى ابادة ملايين السودانيين وتشريد اضاعفهم مثلما تسبب فى انتشار الفساد وتدنى القيم الأخلاقيه فى المجتمع فكثر عدد القطاء وكثر تعاطى المخدرات بين الشباب والطلاب.
وعلى كل حال فالحديث عن (الأخوان المسلمين) أو تيارات (الاسلام السياسى) عامة الذين سماهم الشهيد / محمود محمد طه بجماعات (الهوس الدينى) يحتاج الى مساحة أكبر وقد استعرضت ذلك فى كتابى الذى لا زال تحت الطبع: (خطر الأسلام السياسى على قضية المواطنه والديمقراطيه ? مصر نموذجا)، الذى عقدت لمناقشته العديد من الندوات.
لكن ما يهمنى فى هذا المقال أن أبين بأن ثقافة ومنهج وفكر تلك التيارات التى يقودها اليوم (الأخوان المسلمين) من خلال مظهرية تحضرهم ومواكبتهم للعصر ومعرفتهم بامور السياسه على غير الحقيقه، فهم وغيرهم من تيارات اسلاميه (سياسيه) التى يقال عنها معتدله أو متطرفه يعملون حسب النهج (الميكافيلى) أى (الغايه تبرر الوسيله) الموجود فى الثقاقه الأسلاميه وبالتحديد فى (الشريعه) ويسمى بفقه (الضرورة) أو (الضرورات تبيح المحظورات) وكمثال لذلك اباحت الجماعة الجهاديه المصريه الشديدة التطرف التى خططت لأغتيال الرئيس المصرى السابق (مبارك) فى اثيوبيا، أن (يصاحب) بعض افراد المجموعه الأنتحاريه فتيات اثيوبيات وأن يمارسوا معهن (الجنس) وأن يعاشروهن معاشرة الأزواج، وأن يرتدوا البناطلين (الجنس) كذلك من أجل المزيد من التمويه والخداع، ومثال آخر صرح به احد قيادات تيار الأسلام السايسى قال فيه (يجوز تزوير الأنتخابات من أجل وصول الأسلاميين للحكم) .. فهل هذا دين؟
وقد قال الشهيد الأستاذ / محمود محمد طه وهو افضل من خبر الأخوان المسلمين وجماعات الهوس الدينى (أن الأهداف الساميه لا يمكن الوصول اليها عن طريق وسائل وضيعه) ولذلك ما كان يقبل الأساءة لخصم سياسى فى شخصه أو أهله .. وهو من قال عن الأخوان المسلمين (كلما اسأت الظن بهم ادركت انك كنت تحسن الظن بهم) .. وقال كذلك عن الأخوان المسلمين بأنهم (يفوقون سوء الظن العريض).
وما يجب الأعتراف به أن تدخل الدين فى السياسه قد بدأ منذ وقت مبكر ويمكن أن نقول فى الأسلام بصورة واضحه منذ العصر (الأموى) الذى كان فيه بعض الأمراء والولاة يعاقرون الخمر ويمارسون كآفة انواع الرزائل والمجون بما فيها من شذوذ و(غلمانيات) وجوارى وطبل ورقص، لكنهم كانوا يعنفون بشعوبهم للألتزام (بالشريعه) ويبطشون بهم جلدا وقطعا ودق اعناق طال الآئمه الذين كانوا لا يستجيبون لتعليمات الحكام للأساءة الى (على بن ابى طالب) وابنائه فى خطب الجمعه، أى كانوا يستخدمون الدين من أجل أغرأض السياسه .. لكن أوضح صوره لفكر (الأسلام السياسى) أو تدخل الدين فى السياسة فى العصر الحديث هو ما تبناه تنظيم الأخوان المسلمين منذ تاسيسه على يد (حسن البنا) عام 1928 لكن ظهر ذلك التدخل للدين فى السياسه والتحريض عليه بصورة أكثر وضوحا خلال فترة المرحوم (سيد قطب) وما نشره فى كتابيه الأول (فى ظلال القرآن) والثانى والأهم (معالم فى الطريق) الذى تناول فيه مسألة (الحاكمية لله) مستندا على آراء وكتابات الفقيه الباكستاني أبو الأعلى المودودي واراء الفقيه إبن تيمية وقد ربط سيد قطب مبدأ التحرر بسيادة مبدأ الحاكمية لله.
وكفر سيد قطب فى ذلك الكتاب المجتمع كله ولم يستثن من ذلك (المسلمين) حيث قال واصفا داء المجتمعات الإسلامية: ((إن المسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام . . إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية، ليس هذا إسلاما وليس هؤلاء مسلمين))!.
لذلك أغتصبوا الحكم فى السودان عن طريق (انقلاب) عسكرى .. وهيمنوا علي الدوله وأحتكروها بكاملها ومكنوا لأنفسهم سريعا عن طريق (الديمقراطيه) دون حاجة لذكر ما يتردد فى الأوساط المصريه عن تزويرهم للأنتخابات واللعب فى قاعدة البيانات والمعلومات الخاصه بالناخبين المسجلين وترويع المسيحيين ومنعهم بالقوه من النزول للمشاركه فى تلك الأنتخابات فى بعض قرى الصعيد والمحافظات ذات الكثافه الأسلاميه المتطرفه.
و(لسيد قطب) مكانه كييره فى نفوس الأخوان المسلمين – اليوم – الذين اصبح جزء كبير منهم يسمون (بالقطبيين) .. ومن خلال افكار ورؤى سيد قطب اصبحوا قريبين جدا من فكر المدرسه (الوهابيه) والفكر المتطرف عامة، تلك المدرسه التى لا زالت تعمل حتى الآن والتى خرج من جلبابها غالبية الحركات الجهاديه المتطرفه، التى تتحدث عن الحاكميه لله كما قال (سيد قطب) ولا تعترف بسياده الشعب أو الديمقراطيه وتعتبر الحاكم الذى يؤمن بهما (كافر) وعلمانى حتى لو كان مسلما أو اسلاميا ,, وهنا أود أن اؤكد لمن لا يعلم بأننا نفرق بين (المسلمين) و(الأسلاميين) ، فألأول انسان صادق والثانى يتاجر بالدين.
صحيح أن الأديان الأخرى عرف الناس تدخلها فى السياسه مثل تدخل الكنيسه فى العصور الماضيه وتكفيرها للمفكرين والعلماء، لكن الكنيسه سرعان ما ادركت خطورة ذلك الفعل وخطئه فنأت بنفسها من ذلك التدخل ملتزمة بقول المسيح: (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) ولذلك شهدت تلك الدول ذات الأغلبيه المسيحيه تطورا ونهضة لا ينكرها الا أعمى البصر والبصيره فى كآفة مجالات الحياة السياسيه والأجتماعيه والأقتصاديه والفنيه والرياضيه، مع الأعتراف باغفالها لبعض الجوانب الأخلاقيه التى يتمثثل فى اباحية مفرطه وشذود جنسى، لم تسلم منه بعض الدول التى تدعى انها (اسلاميه)، وتحكمها (الشريعه الأسلاميه) لأن قضية الأخلاق لا علاقه لها (بدين) تلتزمه وتطبق شعائره على نحو صادق أو مظهرى وأنما ترتبط اساسا بالبيت والتربيه والأكل الحلال ثم المدرسه فى مرحلة لاحقه.
الشاهد فى الأمر توقف تدخل (الدين) على نحو كبير من (السياسه) فى الدول ذات الأغلبيه المسيحيه وحتى عند (اليهود) لا يتدخل الدين بصورة مخيفه ومهدده للنظام الديمقراطى وأن كان وجود احزاب على اساس دينى، مزعج مثلما أن الدعوه التى اصبح صوتها عاليا التى تنادى للأعتراف باسرائيل كدوله يهوديه مزعج .. للأسف لا تعلم الكثير من القيادات فى الدول التى تسمى اسلاميه، أن صمت الغرب خاصة امريكا على ظهور انظمه متطرفه تتبنى (الأسلمه) ودعمها لها، الهدف الأساسى منه أن تعترف تلك الدول لاحقا وفى نهاية النفق (بيهودية) دولة اسرائيل، وذلك كله فعل يقف ضد فكرة الحريه والديمقراطيه والدوله المدنيه والحكومه العالميه ودولة بنى الأنسان، التى نتمنى أن تسود وتحقق العداله والمساواة بين كل الناس دون تمييز بسبب دينهم أو جنسهم.
على كل ومع محدودية تدخل الأديان الأخرى فى (السياسة)، لم يتبق خطرا حقيقيا على الأنسانيه وعلى الحريات وعلى الحقوق الأساسيه للبشر، غير ما يعرف اليوم (بالأسلام السياسى) رغم ما تعيش فيه تلك الجماعات التى تتبنى ذلك الفكر فى تناقضات واضحه تهزم فكرتهم بايديهم، فهم يريدون دستورا اسلاميا يقوم على (الشريعه) كما يقولون، وفى ذات الوقت يتحدثون عن (الديمقراطيه) وعن التزامهم بها بل يعائرون خصومهم بعدم التزامهم بها .. وذلك تدليس وخداع وكذب واضح، فهم فى الحقيقه لا يرفضون الوصول للسلطه عن أى طريق وبصعود أى سلم .. والديمقراطيه أحدى تلك الوسائل طالما تحقق لهم هدفهم لكنهم سرعان ما يرمون ذلك السلم بعد (الوصول) .. لأنهم جميعا يهدفون الى تأسيس دولة (الخلافه) التى تقوم على (الشورى) وأهل الحل والعقد وعلى مبدأ السمع والطاعه .. وعلى عدم عزل الحاكم المسلم حتى لو بغى وظغى وظلم وأفسد .. وعلى أن يصبح معتنقى الديانات الأخرى (ذميون) بلا حقوق، يدفعون الجزيه عن يد وهم صاغرون لا مواطنون متساوون فى كآفة الحقوق والواجبات من حقهم أن يشغلوا أى منصب فى الدوله.
وذلك كله يجعل تيارات (الأسلام السياسى) تعانى من انفصام فكرى واضطراب نفسى وعقلى يؤدى الى عدم استقرار فى الحكم والدوله وتنشأ معه خلافات مع بعضهم البعض كالخلاف الذى ظهر بين (الأخوان المسلمين) و(السلفيين) فى مصر، والخيط الرفيع الذى بقى بينهم هو عدم تفريطهم فى (رئيس) ينتسب بصورة أو أخرى الى (الأسلام السياسى) الى سوف يكون بديله نظام ورئبس ليبرالى ديمقراطى مدنى، يكفره جميعهم ويعتبرون وصوله هزيمه لذلك التيار الذى ظل يعمل بكآفة الوسائل ومنذ أكثر من 80 سنه لهذا الوضع، ومارس كآفة أنواع القتل والأرهاب والمراجعات (التكتيكيه) كما اتضح الآن، اعقب ذلك رضوخ (موقت) غير مبدئى أو استراتيجى بالديمقراطيه.
لذلك على انصار الحريه وتلك الديمقراطيه فى عالمنا الذى نعيش فيه عربيا وأفريقيا أن يعتبروا تاريخ 30 يونيو 2013، الذى ينتطر العالم فيه العديد من الأحداث أهمها أحتمال سقوط النظام (الأخوانى) المصرى واستبداله بنظام (مدنى) بناء على ضغط شعبى رهيب واذا سقط (الأخوان) فى مصر فلن تقوم لهم قائمه بعد اليوم .. ومن الأحداث الهامه المتوقعه فى هذا اليوم أو قبله، مظاهرات حاشده تمت الدعوه لها فى السودان على الرغم من عدم مصداقيه بعض من دعوا لها .. لكن ما هو مختلف فى البلدين أن النظام (الأخوانى) فى مصر يمثل راس الرمح لتلك الحركات والتيارات التى قبحت وجه الكون وتسببت فى تفشى ثقافة الكراهية والقتل وأجهاض الديمقراطيه وعدم احترام القانون وحقوق الأنسان .. وعلى دول العالم الكبرى أن تتعامل مع الأمر بجدية اشد وأن تتخذ من التدابير والمواقف والقرارات التى تحجم هذا الفكر الأقصائى الأحادى النظره وتؤدى لأنحساره وتحرير شهادة وفاته، دون نظره ضيقه للمصالح المحدوده والآنيه وما يقدمه (الأسلاميون) من خدمات استخباراتيه وتسهيلات استثماريه وعسكريه وتحجيمهم لبعضهم البعض كما فعل الأخوان المسلمون المصريون مع رفاقهم فى فلسطين (حركة حماس) التى التزموا لأسرائيل بعدم اطلاقها لأى صاروخ من (غزه) لكى تقبل بتوقيع هدنه مع حماس.
وأن تشمل تلك القرارات الدوليه التى يجب أن تتبناها الجمعية العامه للأمم المتحده ومجلس الأمن والمنظمات الدوليه ذات الصله، بأعتيار كآفة الجماعات التى تقحم الدين فى السياسة جماعات (ارهابيه) وأن يمنع التعامل مع اى دولة أو نظام يتلبنى فكرة (الأسلام السياسى) الذى يمثل أكبر نموذج للأرهاب الآن، وأن يحظر سفر قادتهم وتجميد أرصدتهم ومراقبة حركة اموالهم كما يحظر تسليحهم .. وعلى العالم الحر الا ينخدع بما تدعيه تلك الجماعات من اعتراف مكذوب (بالديمقراطيه) والمساواة بين الناس جميعا، فذلك غير حقيقى، فهم يميزون بين المسلم والمسيحى وبين الرجل والمرأة، ويعتبرون سيادة الحكم (الأسلامى) بحسب فهمهم (المتخلف) المستند على (الشريعه) فى الدول ذات الأغلبيه (المسلمه) حق مشروع لهم وليس من حق المواطن المسيحى أن يطالب به حتى لو كان جديرا بذلك، وفى ذات الوقت يعتبرون تغيير الأنظمه فى الدول ذات الأغلبيه السكانيه غير (الأسلاميه) جهادا وكذلك حق مشروع وتكليف (ربانى) .. وهذه (الهدنه) المؤقته مع دول (الغرب) مخادعه تعكس جبنهم ومكرهم وخداعهم، فهدفهم فى الآخر هو استرقاق كل العالم واستعباده وتحويله الى مجتمع (عبيد) واسرى وجوارى وسبايا عن طريق فرض حكم عليه يستند الى فكرهم الطلامى المتخلف.
وهذا كله لا يعنى رفضنا وصول انسان (مسلم) الديانه الى الحكم أو السلطه فى اى بلد طالما كان مؤمنا بالديمقراطيه والحريه وحقوق الأنسان ولا يعمل على اقحام الدين فى السياسه بأى صورة من الصور أو شكل من الأشكال وذلك لن يتحقق الا بحل ما يسمى بالجماعات (الاسلاميه) اذا كانت مثل تنظيم (الأخوان المسلمين) فى مصر أو (الحركه الأسلاميه) فى السودان أو (النهضة) فى تونس وما تماثلها من تنظيمات وأن تكتفى تلك الجماعات بأحزاب (مدنيه) تعمل فى الضوء وذلك لا يمنع كما قلت أن يصل (مسلم) لأى منصب فى الدوله ملتزم بدينه وقيمه وأخلاقياته فى نفسه دون أن يفرضه أو يفرض حكمه على الآخرين .. والاصل فى النظام الديمقراطى الحريه والتبادل السلمى للسلطه، لكن (مرجعية) ومنهج الجماعات والتيارات الأسلاميه هى (الشريعه) التى لا تعترف بذلك التبادل وتجعل من الحاكم (الها) مدى الحياة لا يعزل أو يستبدل حتى لو ظلم وفسد وطعى وبغى كما ذكرت من قبل.
وأخيرا أثمن كثيرا ما قامت به الأدارة الأمريكيه برفضها زياره الأرهابى الأخوانى المتطرف (نافع على نافع) الى امريكا قبل عدة ايام، وما هو مدهش ثانى يوم من ذلك الرفض توجه (نافع) الى (الصين) الشيوعيه الكافره الملحده واشاد بها وبسياساتها، فهل أدركتم مدى (ميكافيلية) هذه الجماعات التى تتعامل مع السياسيه من خلال (المصلحه) لا (الدين) على الرغم من انها تتاجر بالدين ولولا ذلك لما دعا أكبر رمز للأسلام السياسى ورئيس هيئة علماء الأسلام (الشيخ القرضاوى) أمريكا أن تدعم الثوار السوريين ? بالطبع يقصد الأسلاميين المتطرفين ? بالسلاح مع ضمان شخصى منه بالا توجه سلاحها الى اسرائيل .. فآى دين وأى اسلام فى هذا الطلب؟
لذلك كله أتمنى من (الديمقراطيين) الشرفاء الأحرار فى اى مكان أن نجعل من 30 يونيو 2013 يوما للتخلص من الأسلام السياسى الذى يتاجر بالدين فى جميع جهات الدنيا وفى أى مكان وكشفه وتعريته حتى يعيش العالم متمتعا بالأخاء والصداقة والمحبه وبالعدل والأمن والسلام والأستقرار والرفاهية الثقافيه والأقتصاديه، وأن يظهر التدين الحقيقى الذى ينعكس على السلوكيات والقيم والأخلاقيات وفى (التعامل) بين الناس، لا بالشكل واعفاء اللحى وتقصير الجلباب والذبيبه و(التمتمه) داخل المركبات العامه ولا فى الأرهاب والعنف وارقة الدماء من أجل السلطه وكراسى الحكم ومن أجل ذلك يتم خداع البسطاء والأميين وانصاف المثقفين ويتم استغلال الفقراء والمحتاجين بكيلو لحكم أو رطل سكر أو لتر زيت وبهبات وعطايا مهينه لكرامة الأنسان مثل الزى المدرسى لأبناء (الشهداء) والزفاف الجماعى (كوره) أو(عفاف) لا تجد فيها ابناء الفقهاء و(المسوؤلين) الذين يستمتعون بوقتهم فى البلاجات والمنتجعات السياحيه وقد قال محمد (ص) :
“الصدقات اوسخ الناس فهى لا تجوز لمحمد ولا لآل محمد” .. وما لا يجيزه محمد (ص) لنفسه ولأهله بدون شك لا يجيزه لباقى الناس.
وللذك نحن نرفض دوله تقنن وتحتفى بيد عليا على حساب اليد السفلى، يد تمنح ويد تتسول .. بل نريد دوله يعيش فيها كل الناس متساويين احرار شرفاء كرماء لهم حق مشروع فى مال الدوله وما يجمع من ضرائب دون شعور بذله أو اهانه أو نقصان، يحصل المواطن على ذلك الحق من المال العام، اذا كان عاملا أوعاطلا .. وهذا لا يتحقق فى دوله تتبنى دساتير خارجه من (الكهوف) ومن عصور التخلف والظلام وتخلق طبقة من الأغنياء تستنكف أن تزوج كريماتها من ابناء الفقراء والبسطاء.
ونحن تعمل من أجل ذلك قدر أستطاعتنا حتى تعود للدين قدسيته وأحترامه، بالنأى به عن (السياسه) وحتى يعود لتك السياسه بريقها ووهجها كما نرى فى العالم المتقدم، وأن تصبح ساحه للمنافسه الشريفه من خلال برامج انسانيه فى الأقتصاد والأجتماع والآداب والرياضه والفنون وكلما يرتقى بالمجتمعات والشعوب ويجعلها تتمتع بأمن واستقرار وعداله ومساواة ورفاهية، لا أن تكون مجالا للتكفير والتخوين ومن يدخل الجنه ومن يدخل النار وتقسم الشعوب الى (اصلاء) لهم كآفة الحقوق و(ذميين) يشترون سلامتهم ونجاتهم بدفع الجزيه عن يد وهم صاغرون.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ / تاج السر حسين
    مقال في غاية الروعة ولكن للانتقال من مرحلة اللاهوت السياسي الطائفي التكفيري الظلامي الذي سيطر علينا وعلي عدد من الدول العربية والاسلامية لعدد من السنين الي مرحلة الفلسفة السياسية الحديثة القائمة علي فكرة المواطنة التي تدعو لها انت لابد من اقتلاع جماعة الهوس الديني ولا بد من بروز شخصية لها القدرة علي قيادتنا الي بر الامان نحن الان نعاني تفرقة عنصرية بغيضة وفوارق طبقية رهيبة وللاسف كل قيادات المعارضة الحالية ليس هنالك بينهم من يستطيع ان يحدث الفارق لا الامام ولا الذي يدعي النسب بالرسول صلي الله عليه وسلم ونحن لا نريد تجريب المجرب وجماعة الهوس الديني اوصلتنا لمرحلة اذا لم نتحرك الان فان التاريخ لن يرحمنا علي سكوتنا فان السودان يتدحرج نحو الهاوية بسرعة جنونية ……………………………………….

  2. تصحيح مهم فى هذه الفقره من المقال مع الأعتذار للقارئ المحترم:
    ((وهيمنوا علي الدوله وأحتكروها بكاملها ومكنوا لأنفسهم سريعا عن طريق (الديمقراطيه) دون حاجة لذكر ما يتردد فى الأوساط المصريه عن تزويرهم للأنتخابات واللعب فى قاعدة البيانات والمعلومات الخاصه بالناخبين المسجلين وترويع المسيحيين ومنعهم بالقوه من النزول للمشاركه فى تلك الأنتخابات فى بعض قرى الصعيد والمحافظات ذات الكثافه الأسلاميه المتطرفه)).

    الصحيح:
    (( بينما هيمن (الأخوان المسلمون) فى مصر علي الدوله وأحتكروها بكاملها ومكنوا لأنفسهم سريعا عن طريق (الديمقراطيه) دون حاجة لذكر ما يتردد فى الأوساط المصريه عن تزويرهم للأنتخابات واللعب فى قاعدة البيانات والمعلومات الخاصه بالناخبين المسجلين وترويع المسيحيين ومنعهم بالقوه من النزول للمشاركه فى تلك الأنتخابات فى بعض قرى الصعيد والمحافظات ذات الكثافه الأسلاميه المتطرفه)).

  3. جماعة الأخوان المسلمين أنشأها حسن البنا في العام 1928 بدعم من المخابرات البريطانية
    وذلك لضرب الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار في مصر …. وبنفس الأسلوب دعمت المخابرات
    الأمريكية جماعة بن لادن في أفغانستان لضرب الاتحاد السوفيتي السابق بعد غزوه لأفغانستان
    سنة 1979 وهي نفسها أي المخابرات الأمريكية أوصلت الخميني المتطرف للسلطة في ايران في
    نفس العام 1979 تحت مسمى الثورة الاسلامية …

  4. قولة “أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه ” وردت قصتها في انجيل متّى:
    “حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة. فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلّم نعلم انك صادق وتعلّم طريق الله بالحق ولا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس. فقل لنا ماذا تظن. أيجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا. فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون. أروني معاملة الجزية. فقدموا له دينارا. فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة. قالوا له لقيصر.فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه. فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا.”
    و هذه القضية -اذا صحت- فهي غير ملزمة في الاسلام لأن الرسالة المحمدية اتت للناس كافة بينما كانت رسالة الانيياء من قبل -عليهم السلام- لاقوامهم خاصة

    1.اقتباس :( وما يجب الأعتراف به أن تدخل الدين فى السياسه قد بدأ منذ وقت مبكر ويمكن أن نقول فى الأسلام بصورة واضحه منذ العصر (الأموى) )

    تعليق : الأصل هو تحكم الدين الاسلامي في كل مفاصل الحياة بما في ذلك السياسة و قد بدا ذلك بصورة واضحة منذ عهد النبوة مرورا بعهد الخلافة فمثلا امير المؤمنين الخليفة عمر ابن الخطاب كان هو القائد الاعلى للجيش و الامام في الصلاة و الراس السياسي للدولة .

    2.اقتباس : (وقد قال الشهيد الأستاذ / محمود محمد طه وهو افضل من خبر الأخوان المسلمين وجماعات الهوس الدينى (أن الأهداف الساميه لا يمكن الوصول اليها عن طريق وسائل وضيعه))

    تعليق : مشكلة شيخك و تاج رأسك يا تاج السر هي ان أهدافه وضيعة بغض النظر عن الوسائل

    3. اقتباس : ( العصر (الأموى) الذى كان فيه بعض الأمراء والولاة يعاقرون الخمر ويمارسون كآفة انواع الرزائل )

    تعليق : عليك يا تاج السر ان تكون دقيقا في وصفك فهذه الصورة التي رستمتها تشبه الوضع بلاس فيغاس ( التي انت تعتبرها من مفاخر العصر الحديث) بينما لم تقدم ما يثبت ان ذلك حدث في تلك الفترة .

    4. اقتباس : ( لكن الكنيسه سرعان ما ادركت خطورة ذلك الفعل وخطئه فنأت بنفسها من ذلك التدخل )

    تعليق : هذا القول فيه الكثير من التخبط حيث انه :
    أولا :تدخلت الكنيسة في الدولة و السياسة و الدنيا و العقيدة بطريقة مخالفة لتعاليم المسيح عليه السلام و الحديث في هذا الموضوع يحتاج الى كتب و مجلدات
    ثانيا : لم تدرك الكنيسة نتائج افعالها الا بعد سنين طويلة و لم تتراجع الا بعد تغير الاوضاع و اندلاع الثورات ضدها و انتشار الالحاد بين رعاياها -سابقا-

    نكتفي بهذا القدر

  5. الاستاذ تاج السر — لك التحية — انت تعطي حجما كبيرا لحركة الاخوان المسلمين بين مصر والسودان فالاخ الكبير في مصر وليد الصراع الطبقي (فلاحون وباشوات) وحكام اتراك من الباب العالي من ذلك الضيق تولدت حركة الاخون في مصر وانجبت سفاحها السوداني والدليل انهما حركتان لم تنبتا في بلاد لها سبق في الاسلام لانها ببساطة لم تتعرض للاستعمار او الاستعباد الذي حدث في مصر — هي حركة معزولة ومحصورة ابتداء في مصر ومثل الاتحاد الاشتراكي لا حقا تمددت للسودان وكما السد العالي اغتصبت واغرقت اهل السودان في الدماء!

  6. (النشر لانصاف نبينا الكريم وديننا الحنيف )
    لن نرد على الكاتب اليوم لأنه لا فائدة من ردود المعلقين عليه لأنه لا يقرأها واذا قرأها لايفهمها ولكن هناك ملاحظات صغيرة يجب ان يراها القراء حتى يتأكدوا تماما من معتقد الكاتب وهو معتقد شيخه وامامه الهالك محمود محمد طه .
    اقتباس (((صدق شهيد الحريه والديمقراطيه المفكر الأنسان الزاهد التقى الورع ))) اقتباس اخر (((سماهم الشهيد / محمود محمد طه ))) اخر اقتباس (((وقد قال محمد (ص) :الصدقات اوسخ الناس فهى لا تجوز لمحمد ولا لآل محمد”))) طبعا الحديث به تدليس وهذا ليس بغريب عليهم ولكن لاحظوا ادب واحترام الكاتب للاول الهالك محمود محمد طه وكيف يتحدث عنه بصفات التعظيم والتبجيل شهيد ،مفكر ، انسان ، زاهد ، تقي ورع ..الخ وكيف تأدبه وهو يتحدث عن خير خلق الله وسيد ولد آدم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله محمد وحتى انه يستكثر الصلاة عليه ووضع بدلها حرف (ص) !!!؟؟؟ هكذا هم اتباع الملل الضالة المنحرفة ولن نقول الا كما قال الله تعالى في سورة البقرة ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)الايه. او كما قال تعالى (((إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا( 64 ) خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا( 65 ) يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول( 66 ) وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ( 67 ) ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا .
    وكثير من الناس يعتقد وهما وخيالا ان الهالك محمود قد قتل بغرض سياسي !! ولكن الحقيقة انه قتل لردته وكفره البواح الذي تطفح به كتبه القذرة المليئة بالإساءة الى الذات الالهية والى رسولنا الكريم ولنتطرق لبعض اقواله ونترك الباقي للقراء حتى يتأكدوا بنفسهم عن الهالك الفاطس محمود محمد طه :
    *1 قول زعيمهم بوحدة الوجود حيث دندن حول هذا المعنى في كثير من مؤلفاته، وهو في ذلك سارق لأفكار من قبله من الغلاة من أمثال محيي الدين بن عربي في (فصوص الحكم)، يقول محمود في كتابه (أسئلة وأجوبة) ج2 ص44: (هذا استطراد قصير أردت به إلى تقرير حقيقة علمية دقيقة يقوم عليها التوحيد، وهي أن الخلق ليسوا غير الخالق، ولا هم إياه، وإنما هم وجه الحكمة العملية، عليه دلائل وإليه رموز). نعوذ بالله من اقواله ومع هذا يمسيه الكاتب شهيد ؟!!!.
    *2 ويقول في كتابه (الرسالة الثانية) ص 164ـ165: فهو حين يدخل من مدخل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يجاهد ليرقى بإتقان هذا التقليد حتى يرقى بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة، ولا يرى إلا أن الشاهد هو المشهود، وعندئذ يقف على الأعتاب ويخاطب كفاحاً بغير حجاب . (ومع هذا يسميه الكاتب مفكر وانسان ؟!!!
    *3 وفي ص90 يقول: (ويومئذ لا يكون العبد مسيَّراً، إنما هو مخيَّر قد أطاع الله حتى أطاعه الله معارضة لفعله، فيكون حياً حياة الله، وقادراً قدرة الله، ومريداً إرادة الله ويكون الله). اهذا شهيد وورع ؟!!
    *4 ويقول في كتابه (أدب السالك في طريق محمد) ص8: فالله تعالى إنما يعرف بخلقه، وخلقه ليسوا غيره، وإنما هم هو في تنزل، هم فعله ليس غيره وقمة الخلق وأكملهم في الولاية هو الله وهو الإنسان الكامل وهو صاحب مقام الاسم الأعظم (الله) فالله اسم علم على الإنسان الكامل.أ.هـ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. اهذه هي التقوى التي يدعيها الكاتب ؟!!!!!
    *5 وقد ظهر نفاقه على أيام رواج الشيوعية فقال في كتابه (الرسالة الثانية) ص145: وبنفس هذا القدر الزكاة ذات المقادير ليست اشتراكية، وإنما هي رأسمالية.. وآيتها (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) ليست أصلاً وإنما هي فرع، والغرض وراءها إعداد الناس نفسياً ومادياً ليكونوا اشتراكيين، وحين يجيء أوان الاشتراكية) إلى أن يقول في ص147:فالشيوعية تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية، ولقد عاش المعصوم الشيوعية في قمتها). اهذا هو الورع عند الكاتب ؟!!!!
    6* سوء أدبه مع الله وأنبيائه ورسله ودينه وقد طفحت بذلك منشوراته ومؤلفاته، حيث وصف رب العالمين جل جلاله بالحقد حين يخلِّد الكفار في النار فقال في كتابه الرسالة الثانية ص87: (وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار وداخلة الجنة حين تستوفي كتابها من النار وقد يطول هذا الكتاب وقد يقصر حسب حاجة كل نفس إلى التجربة ولكن لكل قدر أجل ولكل أجل نفاد، والخطأ كل الخطأ في ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقاً فجعل بذلك الشر أصلاً من أصول الوجود، وما هو بذلك، وحين يصبح العقاب سرمدياً يصبح انتقام نفس حاقدة) الله يستر علينا من شياطين انسه .
    *7 وأحسن تصوير لفكر الرجل ما قاله الشيخ العلامة محمد نجيب المطيعي رحمه الله تعالى في كتابه (حقيقة محمود محمد طه)ص27: والحقيقة التي استخلصناها من دعوة هذا الرجل هي أنها مزبلة تاريخية إذ تراكمت فيها كل جيف الفكر القديم والدعوات الهدامة على مدى التاريخ، وهي مزبلة عصرية إذ تراكمت فيها كل أفانين الفكر الهابط من دهرية ووجودية وشيوعية وفرويدية ولا معقولية وهيبزية) ومع ذلك تجد الكاتب ومن سار على نهج ائمة الكفر والزندقة والضلال (كالحلاج وابن عربي والفاطس محمود ) يسمونهم العارفين بالله ؟!!!! عليهم من الله مايستحقون .
    وطبعا انا لست من دعاة التكفير ولكن الهالك محمود قد تم تكفيره من عدة جهات فقد أفتت هيئات شرعية ومجامع فقهية ومحاكم إسلامية معتبرة بردة الرجل وفساد فكره، وأن هذا الحكم ينسحب على كل من يؤمن بأفكاره تلك ويتابعه في هرطقته وزندقته، فصدرت فتوى المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في 5/ربيع أول 1395هـ بردته وأنه يجب على المسلمين أن يعاملوه معاملة المرتدين، وصدرت كذلك فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بتاريخ 5/6/1972م بأن كلام محمود كفر صراح لا يصح السكوت عليه، وصدر الحكم بردة محمود من المحكمة الشرعية يوم 27/شعبان/ 1388هـ الموافق 18/11/1968م ثم صدر حكم آخر من المحكمة الجنائية رقم 4 بأم درمان بتاريخ 8/1/1985م ثم قرار محكمة الاستئناف الجنائية بالخرطوم الصادر في 15/1/1985م وقد أراح الله العباد والبلاد من شره بعدما نُفذ فيه حكم الإعدام في يوم الجمعة 27/ربيع الثاني/1405هـ (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين).
    وانا هنا اتأسف من الاخوة في الراكوبة والاخوة القراء لما قمت بنشره وطبعا على قاعدة (ناقل الكفر ليس بكافر )ولكن خشية من الله تعالى وعذابه ، وحتى لا يأتي يوما لا ينفع فيه الندم ، اوكما قال تعالى :( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27 ) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( 28 ) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ( 29 ) )
    ملاحظة اخيرة نود ان نهديها للكاتب بأن معظم الشعب السوداني ليبرالي بالفطرة فكلنا نؤدي صلواتنا ونصوم رمضان ونستمع لاغاني الحقيبة ومعظمنا قد يكون (حواتي) ولكن عندما يصل الامر الى ديننا لا والف لا ، لاننا نخاف يوما سنكون في القبر وما ادراك ماعذاب القبر ، نسأل الله الهداية للجميع .

  7. الاخ (واحد من الناس )المحترم
    اقتباس :(( المحكوم عليه محمود محمد طه (هكذا وحده) مرتد بأقواله وأفعاله في يومية التحري التي أقر بها أمام المحكمة وأقواله المدونة المعروفة لدى الناس عامة وأفعاله الكفرية الظاهرة فهو تارك للصلاة لا يركع ولا يسجد .. إلخ )) الظاهر ان الاخ يجيد لعبة المحاماة وحيث ان أي كلمة او لفظ يمكن تغيير معناه وفحواه في حيثيات أي حكم (جنائي) ، ولكن ومن خلال ما اوردته لك من كتب الهالك والسؤال ليس لك لوحده بل لجميع الناس العاديين الذين ليس لديهم دراية بأمور القوانين وماينتج عنها وكيفية الادانة والبراءة من أي تهم ، وهنا نوجهه لك انت شخصيا هل مارأيته من كتب محمود يتقبلها عقلك ؟ وهل تسمي ما صدر منه غير الكفر ؟ اريد اجابة صريحة ولا اريد معلومات تعريفية عن الحكم الجنائي ومايلزمه من اجراءات وتحريات …الخ فالدعوة هنا ليست نصب واحتيال او خيانة امانة او شروع في القتل ، وانما رجل يسئ الى الله ورسوله والمومنين فهل تقبل ذلك ؟
    ثانيا:اقتباس ((ومؤدى ذلك أنّ سكوت القانون عن مسألة ثابتة شرعاً لا يحول دون تطبيق المبدأ الشرعي ، ولا خلاف بعد هذا على أنّ في الإسلام جريمة تسمى الردة وعلى أنّ قانون العقوبات ، وهو القانون الجنائي الشامل ، لم ينص صراحة على الردة كجريمة))) ان مايهمنا هنا ليس كون الردة تعود الى القانون الجنائي ام غيره فالعبرة هنا بما يقوله المحكوم وليس بنوع التهمة من ناحية اجراءات جنائية او مدنية او غيره ياسيدي ، فبإمكان أي شخص قانوني ان يضع حرف او كلمة وتتحول التهمة من مدنية الى جنائية.
    وفي القانون الجنائي نجد ان أي اجراء خاطئ في امر القبض يلغي التهمة عن المتهم تلقائيا لعدم سلامة اجراءات القبض ، فلو كان هناك شخص جاني بأي جرم وكانت اجراءات القبض غير سليمة فيحق له البراءة استنادا الى ذلك ولكن هل معنى ذلك ان الجريمة لم تحدث اصلا ؟ او لم يرتكبها اصلا ؟ لك التحية ولاسلوبك الرائع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..