في ميتافيزيقيا.. الانتقال الإلكتروني

أمس اكتفينا بسرد رواية صديقنا الذي سعى لممارسة فضيلة السداد الإلكتروني.. كما زينت له وزارة المالية.. فوجد نفسه قد تحول هو الآخر إلى جزيء إلكتروني.. وأهدر من الزمن والجهد والموارد أضعاف أضعاف ما كان يمكن أن ينفقه.. إن أبقت وزارة المالية على طيب الذكر أورنيك (خمسطاشر) الذي ظل لما يقارب القرن نموذجا للطهر والنزاهة والأمانة والاستقامة والفضيلة والانضباط.. ودعونا نقلب اليوم قليلا في (ميتافيزيقيا) حالة كون السودان متحولا إلى التحصيل الإلكتروني.. والصحيح وغير الصحيح في ما جرى.. وهل كانت الوزارة مصيبة في تعجلها.. أم أن العجلة كانت مصيبة..؟
وزير المالية ودونما مبرر واضح رفض الاستعانة (بخبراء) يعملون في صمت.. في مؤسسات وطنية.. عامة وخاصة.. يعرفون ما هو الإلكترون.. ويعرفون التخطيط.. والخطط البديلة.. فأي مشروع في الدنيا لا بد له من خطة (ب) وخطة (ج).. ثم لابد من أن يسبقه عصف ذهني.. وتحليل لمراكز القوة.. ومواطن الضعف.. لا بد له من معرفة الفرص.. والتنبؤ بالمهددات.. وفي كثير من المشاريع المفصلية لا يصار التطبيق هكذا (خبط عشواء).. كان أنجع وأسلم وأوفق لو أن المشروع قد بدأ بـ (بروفة) Rehearsal و(محاكاة) Stimulation ينتظم فيها كل (صاحب مصلحة Stake Holders) في المشروع لا يهم أن تمتد هذه البداية لشهور.. ومن ثم ينتقل لمرحلة التشغيل التجريبي في مواقع محددة (Pilot Phase) .. ثم يدخل مرحلة ثالثة هي مرحلة التشغيل المرن (Soft Launch).. وبعد ذلك يدخل مرحلة التطبيق الفعلي تحت أعين المراقبة.. وفرص الجرح والتعديل.. والدروس المستفادة.. والأهم من ذلك.. أنه وفي كل ذلك.. فاليد الأخرى على زناد الخطة (ب) وربما (ج) بل وتوقع الأسوأ.. وهو التحضير لـ (إعادة الأمر لما كان عليه) فلا بد أن يكون هو الآخر حاضرا (كاحتمال قوي) مخطط له.. متوقع وجزء من الخطة الرئيسة ليطبق (بشجاعة) حال اكتشاف خللٍ يعتور الخطة (ب)..!
أما حكاية التطبيق عن طريق (البحر أمامكم والعدو خلفكم) فهي لا تصلح في مثل هذه المشاريع.. إنما (اعقلها وتوكل).. اعقلها بالتخطيط العلمي السليم.. ومن قبل ومن بعد.. توكل على المولى عز وجل.. فهل فعل السيد وزير المالية ذلك.. أم استخار فقط وانطلق..؟
اليوم التالي
طبعا المسألة ممكن تتم .. لكن الحراميه الكبار ناس التجنيب .. النقاطة بتقيف
عشان كده أنسى موضوع التحصيل الاكترونى ده .. وشوف موضوع تانى ..!!
سلام الأستاذ محمد لطيف أعجبتني حكاية استخار ده. أكيد ده أسهل طريقه ومضمونه وغير قابله للنقد والمساءلة في ظل المشروع الحضارى