الذكري التاسعة والخمسون لمؤتمر البجا

الذكري التاسعة والخمسون لمؤتمر البجا
1958 م ? 2017 م
البجا أدري بشعابها
حين يقف المرء علي محيط بعيد الشواطئ ، عالي الموج يتردد كثيرا قبل أن يخوض غماره .. لذا فانني أتردد .. قبل أن أقرر الكتابة حول مؤتمر البجا .. القوة السياسية مرفق بسلاح حق النقض ، أو الفيتو الذي يحوول دون إتخاذ أي قرار لا يقبله البجا ، ولولا أني فرضت علي نفسي ذلك لما أقتحمت هذا التاريخ .. فله يعود فضل تشكيلي فكريا وسياسيا ، وسأفقـد نفسي إن لم أفعل ذلك لإيماني بدسـتوره ( مبادئ مؤتمر البجا ) ، الذي أقر بإجماع المؤتمرالشعبي المنعقد في الفترة من 6- 13/ أكتوبر/1958 م ، يلتمس فيه وينتكب طريق وسبل العدالة والحرية لتقيم علي أرض صلدة ، أهم مقاصده نحو خلق مجتمع رأي فيه أن التجربة السياسية المعاشة ، لم تكن من العلم والمعرفة والمقدرة والقوة وعدم التشرذم ، مما يؤهلها لأن تضع دستورا للبلاد يصطحب وينظر بعمق لإستنهاض الهوية السودانية الوطنية .
إن الذات الواعية تحس وتدرك وتفكر وتعمل وتفتح أبواب الإختيارات التي ترفض الإرتهان للمجهول وتؤسس فهما لكل ما يقع في دائرة شئونها من قضايا واقعية – فلا يفرط أحد في ذاته أو يرضي بتحقيرها أو تنقيصها أو التقليل من شأنها سواء كانت مادية أو معنوية وما هذا بجديد فهو حقيـقة ضارية في عمـق تاريخ البشرية.
وهكذا إن التكفير الفاعل تستكمل فعاليته بحيث يتضافر إدراك أمر معين مع الإمكانيات الكامنه فيه ، لتحرير الوعي من الإرتهان للسائد المغلق بإغلاق النوافذ الكاذبة وطوي الملفات المزورة ، لأن السياسة وقائع تزن بالقسط والميزان وليست بحكرا أو إرث لأحد ، يتحمل حاملها مسئوليات تاريخية في مواجهة التحديات الصبعة ، وعلي ضوء نتائجها ، تتوقف ملامح المرحلة الآتية ، ومن هذا الواقع أن السلطة القائمة في الزمان والمكان ، تشغل تلقائيا موقفا مفصليا في إستقرار البلاد ، ويعتبر التوافق السياسي ، مدخل أساسي إلي الحلول المرتقبة لإسعادها ورقيها بعقل منفتح يخترق حجب المستقبل ، لخلق المجال الحيوي لمواطنيها وتوفير العيش الكريم للأجيال القادمة حتي تستمتع بحياتها ، بعيدا عن أي تعقيدات سياسية وحروب مكلفة، وهي أقصر الطرق لأضعاف الدولة ومما يزيد الأمر تعقيدا ، الإهتمام بالذات وشراسة أفاعيها الضخمة التي تبتلع قدرات البلاد ، تعتصرها بعضلاتها وتستمتع بهضمها .
ولو كان للتاريخ من معني ، فإن هذا المعني يجب أن يتناول وبكل تأكيد أن مبادئ مؤتمر البجا وبحق بوصلة لقرءة المشهد السياسي، من مستجدات ومتغيرات في صناعة المشهد الداخلي ، مشهد يفقد الإنسجام والتنسيق ، ويأبي التسبيح بالحرية والسجود للعدالة ويملي إرادته بالقبضة الحديدية وفي ظل وضعية هكذا ، يصبح ثأثيرالحكم ضعيفا جدا في صناعة مشهد مستقرآمن – مهزلة سياسية علي نحو واضح ومعلن ولا يحتمل التأويلات ، ليس في إمكانها ولا في عرفها أن تكون حاضرة ساعة البحث عن حلول عادلة للجميع بلا إستثتاء ، أيام مفصليبة في تاريخ البلاد ، حطت برحال الإستقلالية نحو الصراع بين الثقافات المتجذرة وهو ما يسمي الأصول الإفريقية والعربية الوافدة ، فضا للإشتباك بينهما لبلوغ هوية سودانية جدلية . إذا فلن يستطيع أحد منا أن ينكر أن مؤتمر البجا قد حارب طغيان العنصرية والإنتهازية السياسية في وقت مبكر ، بتلخيص مفهوم العدالة وحرية التعبيروالإختيار في القضايا الخاصة والعامة بما لا ينتقص من حقوق الاخرين في طن واحد هو السودان ، الحقيقة التي أثرت تأثيرا عميقا في حياتنا وأحدثت الوعي بالذات ، والذات الواعية تحس وتدرك وتفكر وتفعل ? تؤسس فهما جديدا منفتحا لكل ما يقع في دائرة الإهتمام بالذات ، من قضايا الواقع والمجتمع والتاريخ والهوية والإنتقال من الوعي المتحقق إلي الوعي الممكن ، وإن أدي بعض الإهمال لتاريخنا نحن البجا إلي الحيلولة دون معالجتنا معالجة حكيمة لوضعنا مع أنفسنا ، ولعل أسهل طريقة نتبعها … أن نبحث تأثير ذلك في حياتنا الماضية وقدراتها المغيبة وبصيرتها التاهئة في الوقت الراهن ، ومستقبلنا وضرورة أن تخرج بصائرنا وأفكارنا من مخابئها الي الظهوروالإعلان ، لأنها أبرز القضايا بروزا وظهورا .
مبادئ تحررية كافية بإكتساب وعي جديد ، لتغيير البني الإجتماعية مسنود برؤية فكرية قوية واجبة التنفيذ ، ولدت متعافية من رحم المعاناة بعد أن كانت نطفة فكرية تتخلق داخل حركة المثقفين من أبنائها وهم كثر لعبوا أدوارا عديدة في بلورة الفكرة في عمومها وبعض تفاصيلها الحاسمة ، وذلك في سياق المناقشات تعمر مجالسهم في مدننا وقرانا ، تزيل العوائق وتمهد الطريق إلي مرافئ العزة والكرامة، ومن ناحية أخري تحدد مستوي المعركة القادمة ، لأنها تستمد التحدي من تكرار المشهد الممل وسياسة أمسك بيد وأضرب بالأخري . وسيبقي كذلك طالما الحكومة تمارس السلطة المطلقة ، والمعارضة تمارس السلطة بطريقة غير مباشرة و العسكرية والشمولية تنتهك حقوق الإنسان الأساسية … دائرة حكم جهنمية تدور حول نفسها ، تضرب دفوف أفراحها علي وقع ديمقراطية تطغي عرقيا وتتناسل عرقيا ، وبعد حين تضرب طبول الهيمنة والبطش علي وقع المارشات العسكرية . وبينهما ثورات شعبية عظيمة تفرض نفسها وتقتلع أنظمة القهر والإستبداد ، سرعان ما تجهض وتضرب الدفوف علي وقع العودة المنتصرة لتقاسم الإرث المعلوم .
إن غربلة الموروثات والمكونات وفلتر المفاهيم ، مهمة جزئية من المهمة الكبري، وهي التغيير ، والتغيير ما هو إلا تحول وإنتقال من القديم بأمراضه المتوارثة المؤذية ، إلي الجديد المنفتح الملبي لمتطلبات التعافي الإجتماعي والتحرر من قيود العنصرية المطلقة ، التي طالما كانت قيدا علي قدراتنا لكي لا تنطلق في الأتجاه الصحيح وتنضبط وقع الخطي تحرك الأحداث وتصنعها بعيدا عما هو موروث من ضعف الوعي بالذانية
هكذا أدركت مجموعة من أبناء البجا الواعية ، في وقت مبكر أهلها ، أن صناعة المستقبل هي صناعة الفكر الذي يؤسس لشروط النهضة ، وهي الشروط التي أغفلتها القوي السياسية التي أمسكت بزمام الأمر، وبقدر أعنف القوات المسلحة ، دون أن تتداركا أسباب الفشل وعلاج المسببات ، لتبدأ أزمة الفشل التي غيبت نهضة البلاد رغم الامكانات المهولة التي تتمتع بها علي ظاهر الأرض وباطنها وسماء كريمة بأمطار غزيرة تحي الأرض بعد موتها ، تنبت ما هو غذاء للناس، بينما نجد بعض الدول التي نالت إستقلالها مع إستقلالنا ، رغم شح امكاناتها ، صنعت رقيها وحضارتها … قراءة جيدة غير منحازة لواقع تجربة الحكم وتجارب الآخرين من حولنا في وقت مبكر من عام الحرية .
إنها أجيال تلك الحقبة التي وجدت نفسها منوطة للإجابة علي سؤال كيفية اللحاق بركب الحضارة بعد قراءة الواقع وفشل السياسة التي بدأت تلد الحقائق المتمثلة في أجنة ترضع من ضرع الفساد سرعان ما تنمو ويشتد عودها يخلف بعضهم بعضا ، يعقدون البيعة لأنفسهم يغتصبون إرادة الأمة بالكره والتضليل ليصبح الحق العام ملكا خالصا فئة بعينها ، تستبد ببقية شعوب الوطن وتفتت أمرها. فشل سياسي ، فتح الأبواب علي مصراعيها لتبدأ ثورة الشعوب السودانية المهمشة ، ترسم خارطة طريق عزتها وكرامتها ،
إن صناعة النهضة التي توفر الإستقرار والأمن ، تتطلب المثقف الواعي المدرك لواجباته تجاه الذات ، وهو الشخصية التي تخاطر بكيانه كله بإتخاذ موقف يؤمن أمنه واستقراره ، بعيدا عن الصيغ السهلة للمنفعة الشخصية والتبعية والإنسياق وراء أنصاف الحلول التي سرعان ما تصبح هباءا منثورا، وما أقبح للإنسان ممسك بخيوط أنصاف الحلول الضعيفة التي لا تعين جوعا ولاتشفي ألما .
القيادة التاريخية لمؤتمر كانت الإستثناء في تقديرها وتفكيرها ورؤيتها التحرية ? إذ كانت حياتهم بحرا زخارا واسع الأطراف ? فلا يخسر من ?يبل منه ولو بقطرة ? فهذه السحب الخيرة لا تزال تروي الأراضي الموات ، أكثر من تسعة وخمسون عاما فيحييها الرب الكريم ، أفلا نعرض قللوبنا لها ، فلعل الله يحييها فيما يحي . سيرة نضالية فذة التي لا تكاد تنتهي عبرها ? فلا نجعلها نبراسا في ظلمات الدهر ؟
رغم إجتهادي المتواضع جدا في لملمة أطراف سيرتهم قدر المستطاع لأكثر من 250 قيادي ، معظمهم لبي نداء ربه راضيا مرضيا عليهم بإذن الله تعالي ، والأحياء منهم بلغ من الكبر عتيا أعانهم الله بالصحة العافية ? إلا أني حصلت علي الكثير المتواضع دون أن يروي ظمأي، و من يعينني بأي معلومة مكتوبة أو محفوطة في الذاكرة خاصة أبناء القيادة التاريخية لأنهم الأقربين وعون الآخيرين يزيد المعرفة ويوثقها فالرجاء كبير لمعرفة تاريخنا البعيد والقريب، لأنها عظيمة الفائدة ، لوضع النقاط فوق المرحلة التاريخية ، التي أمتدت من العام 1937 م ? 1958 م ، وختامها وحصادها العظيم ، حضور مناديب البجا بمسمياتها الثقافية بعدد يزيد عن ( 2500 ) مؤتمر ، في مرحلة فاصلة بين ماضيها وحاضرها وتقرير مصيرها السياسي ، تحت راية البجا أدري بشعابها .
سيرة نضالية طويلة لقيادة عظيمة ، إجتهدت إجتهادا عظيما لجمع الصف وتوحيد الكلمة ، وكانت المعجزة في أقرب مفاهيمها واصدق معاييرها ، فالبجا كانت أحوج ماتكون إلي تقرير مصيرها السياسي ، لأنهم أصبحوا وسط زوابع هادرة تلفهم من كل جانب في ليل مظلم وفي قفر لايملكون هاديا أو رائدا ، وقد ظلـت بهم السـبل ، واتخذتهم إلإستغلالية مطية ، لا يدرون مايفعلون ، لأنهم مجردون من الوعي الكافي الذي يكفل غذائهم الحضاري ،
وهكذا قالت القيادة الرشدة …. قيمنا الفترة ( 1937 م ? 1958 م ) ، فقد كان هناك نهجان متنافران في تقييم حياة أمتنا :-
1) فريق يقيمون حياة البجا بمقايس سياسيه ومدي دورهم فيها
2) فريق آخر يختصرون حياة البحا في حدود فردية ضيقة وفق ماتقتضيه مصالحهم الخاصة
وبين المنهجين حالة وسطي تريد أن تتخطي حدود الزمان والمكان بأفق سياسي يتفاعل مع الظرف التاريخي المعاش ، حتي تخرج البصائر والأفكارمن مرحلة الجمود إلي العمل الجاد وتشرع أشرعتها تهدف إلي المرافئ الحضارية الآمنة ، لايرجون من وراء ذلك نفعا ولا كسبا وكما أنهم لا يضمرون لأحد عداء بل يسعون ويعملون لإستقرار وأمن أمتهم وكل أمة أردي بشعابها ، إلا سيكون تحكم السياسة المنزوعة الأيدولوجيا أو ذات التوجه إلإستهلاكي هو هلاك الأمة ، لأنها ترفض مبادئ المواطنة المتساوية والعدالة والكرامة الإنسانية وإحترام الآخر والإعتراف بحقوقه المشروعة.
إذا لم تكن نعمة الإستقلال ونعمة الحرية ، إلا تربع بعض الناس علي كراسي الحكم تحت مسمي الحكم الوطني أو ماسمي بحكم المريض الذي لم يكتب له الشفاء أو الموت وهو ما أثر تأثيرا عميقا في حياة الناس حتي بلغ السخط و التذمر من الأوضاع السياسية والإجتماعية والمعيشسة حدا جعل الناس يترحمون علي زمن الإستعمار فقد كان أرحم من الحكم الوطني وتسلطه، بعد أن أصبحت الحرية والديمقراطية شعارات للانفراد بالحكم حتي إنقطع الرجاء في سودان واحد وشعب واحد .
من قراءة التاريخ المروي لبعض من القيادة التاريخية ، أن المواجهة بين السلطة وقيادة مؤتمر البجا قد بلغت الذورة ، فقد أصبح مخطط الثورة التحررية جاهزا ، بدليل أن السلطة المركزية وأعوانها قد فشلوا إحتوائها ، فالمؤيدين يزدادون يوما بعد يوم ، إهتمام المرحوم عبدالله خليل رئيس وزراء الحكومة حضورالجلسة الإفتتاحية ولقاء بالقائد طه عثمان بليه وبعض رفاق القيادة بطاب خاص وما تمخض عنه وترتب عليه يهدينا إلي تلك الحقيقة :-
1 / بمجرد عودة عبدالله خليل بك رئيس الوزراء إلي الخرطوم ، أوعز لأحزاب الحكومة ، أن هناك حركة إنفصالية في شرق السودان ، رغم أن مؤتمر البجا أجازضمن ما أجاز من مبادئ … مبدأ لا مركزبة الحكم في إطار السودان الواحد .
2 / الإنقــلاب العســكري بقيادة الفـريق المرحـوم الفـريق إبراهيـم عبـود في 17/ نوفمبر /1958 م ، بعد شهر واحد من إنعقــاد المؤتمر الشعبي العام للبجا في الفـترة من 6 – 13 /اكتوبر ـ 1958 م .
3/ العقاب الجماعي الغير مبرر للقيادة التاريخية بتحديد الإقامة ومنع السفر خارج البلاد حتي للعلاج وإصدار وأوامر النقل الإداري لبعض القيادات المؤثرة خارج مديرية كسلا ، بعد الإنقلاب مباشرة ، بعد أن رفضوا التسليم لإرهاب الإنقلاب، وفي هذا دليل علي المواجهة والتحدي ، كما هو دليل علي مدي إحتمال قيادتنا للمصائب من أجل رؤيتها التحررية .
4/ إيقاف نشـاط صندوق البجـا لدعم الطلاب بالرسوم الدراسية والملابس الرسمية والنثريات ، بعد الإنقلاب مباشرة.
5/ إيقاف الدراسة بمدرسة الشريفة مريم الميرغنية الإعدادية (المصرية ) ، بعد أتاحت فرص التعليم لأعداد كبيرة من أبناء المنطقة ووفرت لهم الكتب الدراسية ووجبة الإفطار الدسمة مجانا .
6 / تصريح المرحوم الفريق ابراهيم عبود ، بعد نجاح ثورة أكتوير المجيدة ، لولا إنقلاب 17 / نوفمبر /1958 م ، لأصبح شرق السودان دولة قائمة تحت مسمي دولة البجا ، وهذا ماسمعته بأذ ني أثناء زيارة طلالبية (من مدينة سنكات) للمرحوم الفريق إبراهيم عبود بمنزله في حي المطار بالخرطوم .
7 / ?وداع قائد مؤتمر البجا الشهيد الدكتور طه عثمان محمد بليه إلي مثواه الأخير . في مشهد مهيب لم تشهده مدينة بورتسودان من قبل ، حيث أخذت الجماهير الحزينة تتقاطر من كل حدب وصوب ، تلقي عليه النظرة الأخير ، وتشيعه الي مثوا الأخير ، فقد كان أخا وصديقا وأبا وقائدا عظيما أراد الخير لأمته وبنفس القدر للأخيرين فقد كان مؤمنا بأن التباين الثقافي قوة الوطن يسع لاضعفا ، فمعظم شعوب العالم متباينة ثقافيا رغم هذا تعايشت و سخرت هذا التباين لبناء أوطانها فسارت مسرعة تحقق الرقي والنهضة .
إن المؤامرة ماضية بقوة خاصة بعد إنقلاب البشير تحت عباءة الجبهة الإسلامية ، للنيل من وحدة مؤتمر البجا إلي أحزاب تحت مسمي مؤتمرالبجا حتي أصبحت كالقطار الذي خرج من القضبان ليحل محله قطار آخر لا يشبه إلا من حيث الشكل الخارجي في سعي خائب لتمزيق وحدة تنظيمنا السياسي ، كالطبيب الذي يحقن المريض بالسم بدلا من الدواء ، وهو سم لم يجد رغم الإجتهادات المتكررة بزيادة الجرعة ، ورغم هذا أكتسب المناعة ليظل صامدا متعافيا قويا وحتي النهاية بإذن الله تعالي، وسيعود قطار مؤتمر البجا الي القضبان رغم كل محاولات تعطيله خارج الزمن، أقوي إصرارا لإنتزاع حقوق الأمة الشرعية ، فالإختلاف والإفتراق صنعته الفرق الضالة التي ركبت جواد الهوي والتاريخ لن يكتب أسمائهم إلا في خانة النسيان السريع بعد أن أهملت مبادئ قويمة وتجاهلت غايات عظيمة ورضيت أن تخفض جناح الذل أكثر فأكثرحتي تطاير ريشه عارية لا يسترها شيئا .
?كتب تاريخ أمة البجا بمداد الشهداء وأرواح الشهداء علي بطن التاريخ وسجلوا ملحمة العــزة والكرامة يوم هزموا بريطانيا العظمي صاحبة المربع الشهير الذي إنهار وسجد طائعا وهربت جيوشها الجرارة تولي ظهورها لأرض المعركة ، فلا نجاة مع صاحبها النحيل الأسمر الأشعس الأغبر ، وتواصل الأجيال نضالها علي ذات الدرب ، تقيم صرحها السياسي العظيم وتحيطه بحصن مبادئ العزة والكرامة القوي في أكتوبر 1958 م ، و النضال السري في بداية 1990 م وتقدم الشهداء ، وتعلن الكفاح المسلح عام 1994 م وتقدم الشهداء ، وتقيم إنتفاضة الحرية والكرامة في 29/ يناير / 2005 م وتقدم الشهداء . سيرة نضالية عظيمة لن تهدأ حتي النصر .
التحيةوالتقديروالاعزار لشهدائنا الأبرار وقيادتنا التاريخية ورحم الله من لبي ندائه ورحل إليه ، وأمد بالصحة والعافية من ينتظر أمر الرحيل من الفانية إلي الدار الباقية.

عاش كفاح مؤتمر البجا

ابراهيم طه بليه
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المناضل ابراهيم
    مقالاتك كلها عظيمة وتعتبر مرجعية تاريخية.الرجاء مواصلة الكتابة بهذا القلم الشيق واتمني ان تحمع كل الذي كتبته في شكل كتاب عن تاريخ المؤتمر.

  2. المناضل ابراهيم
    مقالاتك كلها عظيمة وتعتبر مرجعية تاريخية.الرجاء مواصلة الكتابة بهذا القلم الشيق واتمني ان تحمع كل الذي كتبته في شكل كتاب عن تاريخ المؤتمر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..