“إما أنا أو الشعب”.. خمس سنواتٍ جديدة لإحراق ما تبقي من البلاد!

فاز عمر البشير في “مهزلة” انتخابات الدم وخسر السودان, وباستثناء المرابضين علي الجبهات, فإن أحداً لن يردعه من إتمام خمس سنواتٍ أخري سيقضي خلالها علي ما تبقي من البلاد والعباد, لتضاعف الكلفة البشرية والاقتصادية تكريساً لشعار “البشير أو نحرق البلد”.

المصيبة التي يعيشه السودان اليوم أن البلد احترقت فعلاً لكن البشير بقي ليفصل ويحرق المزيد, لتكون حقيقة الشعار ليست خياراً بين اثنين إنما الاثنين معاً, فإذا كانت خسارة السودان خلال الثلاثة السنوات(2003- 2005) فقط في دارفور وحده بلغت حسب تقديرات اعتبرها مراقبون بالمتفائلة نشرها منظمات حقوقية ورعته الأمم المتحدة ويتحدث عن 300 ألف قتيل, ففي الخمس سنوات جديدة ستتضاعف الإبادة إلي 500 في دارفور, في حين قدر منظمات حقوقية محلية إذا ما انتهت الحرب اليوم وصلت إلي مليون قتيل في السودان, فالخمس سنوات القادمة سيجعل من السودان بإبادة أكثر من 1.5 مليون مواطن.

حكم البشير لخمس سنواتٍ قادمة وسط المهزلة الدولية التي إلي الآن لم تتخذ قراراً بإنهاء معاناة السودانيين, ولم يقبض علي مجرم الحرب مطلوب لدي المحكمة الدولية, يعني أن خمس سنواتٍ عجاف جديدة سيمر السودان وإذا كان ثلاثة أرباع الشعب السوداني اليوم يقع بين خطوط الفقر العليا والدنيا فإن خمس سنوات جديد كفيلة يجعل كل السودانيين “باستثناء الطبقة الانتهازية المستفيدة من بقاء النظام” تنزلق إلي خط الفقر الأدني.

التغيرات المفصلية السلبية التي أصابت الاقتصاد السوداني خلال 26 عاما من حكم البشير وتسارعت الخسائر بوتيرة مرتفعة خلال السنوات الأربعة الماضية, أي بعد انفصال الجنوب, ستتضاعف في الأعوام الخمسة القادمة.

خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه يشير إلي أنه إلي جانب تراجع مساهمة كل القطاعات الاقتصادية, وارتفاع معدلات التضخم والبطالة وازدياد أرقام الدين العام, فالدول الحليفة للنظام تقاسمت حصصها في السودان, فالخمس سنوات القادمة ستعني استنزاف البلاد لصالح كل من الصين وقطر وروسيا وتركيا وإيران, وبدأت ملامح ذلك بالظهور من خلال سنوات التنقيب عن البترول بواسطة الشركات الصينية, وتصدير المنتجات السودانية إلي الصين ودول أخري بدلاً في الاستهلاك المحلي, وما خفي كان أعظم من صفقات مشبوهة لم ترشح إلي سطح حالياً لكن سيكشف عنها في المرحلة القادمة.

خبير عسكري فضل عدم ذكر اسمه يشير إلي أن كل الأرقام التي خرجت من المنظمات الاقليمية والدولية علينا مضاعفتها وإن كان من المرجح أن تزداد حالة الخسائر في الفترة القادمة وذلك لأنه شئنا أم ابينا فإن البشير سيزداد قوة وسيطرة في استخدام الآلة العسكرية أكثر فأكثر, فبعد أن استخدم آلياته الحربية الثقيلة ضد المدنيين ولم يردعه أحد استخدم السلاح المحظور والجنجويد في إبادة جماعية وتطهير العرقي في دارفور, وانتقل اليوم إلي فصل وحرق البلاد كلها.

أما السبب الآخر الذي سيضاعف الخسائر الاقتصادية حسب الخبير, فتعود إلي غياب أي عامل من عوامل صمود الاقتصاد من الإنهاك لم يبقي ما يمكن الاستناد عليه ليكون حامياً أو مخصناً للاقتصاد سواء من الناحية المادية أو البشرية.

وينوه الخبير الاقتصادي إلي الخطر الاجتماعي فالفقراء سيزدادون فقراً والطبقة الغنية الناشئة بفعل الأحداث الجارية من الانتهازيين المنتفعيين من فقر البيئة الحاضنة للثورة, هذه الطبقة ستشكل خطراً علي السودان في المرحلة المقبلة, كونها مليشيات مسلحة محلية وأجنبية تعمل لمصالحها ومصلحة الطاغية وتنشر الفساد والجريمة, كل ذلك سيغير تركيبة السودان الاجتماعية والاقتصادية.

ويتساءل الخبير الاقتصادي ماذا ماذا تبقي من البلاد ليحكمه البشير؟ ويجيب أن النظام يعمل علي إفراغ البلاد من معارضيه, ويريد شعباً علي مقاسه, وخياره محسوم منذ البداية ولسان حاله يقول: “إما أنا أو الشعب”!!!
احمد قارديا
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..