والد الشهيد علي برير: قضية الشهيد لم تصل إلى القضاء رغم اقتراب عام كامل من استشهاده

* رئيس مجلس السيادة الانقلابي أعلن القبض على نظاميين لكنهم لم يقدمهم إلى محاكمة

* منظمة أسر الشهداء مشغولة بتأمين الزيت والسكر والبصل بدلاً من الضغط لمحاكمة المجرمين

* لم استخدم جواز السفر البريطاني الذي أحمله ككرت ضغط لمحاكمة قتلة الشهيد

* وحدة المعارضة والثوار كفيلة بإسقاط الانقلاب والقصاص لأسر الشهداء

الخرطوم: الحاج عبدالرحمن

قطع برير علي محمد سرور والد الشهيد علي برير الطالب بكلية الهندسة جامعة الخرطوم بأن وحدة المعارضة بمختلف اطيافها السياسية والثوار ولجان المقاومة هي كفيلة بتحقيق مطالب الثورة لإسقاط الانقلاب وإقامة الدولة الديمقراطية المدنية التي يتم فيها تحقيق العدالة لجميع أسر الشهداء بالقصاص من قتلة أبنائهم وبناتهم، ولفت في الحوار الذي أجرته معه (الجريدة) بأن قائد الانقلاب رغم أنه أعلن في لقاء مشهور معه بأنه القى القبض على نظاميين وطرف ثالث متورطين في أعمال القتل ولكنه لم يقدم احد إلى المحاكمة حتى الآن.

وفيما يلي نص الحوار:

* استاذ برير علي محمد سرور ماذا تم بشأن قضية استشهاد نجلكم الراحل علي برير؟

_رغم اقتراب مرور العام على استشهاد نجلنا الراحل الشهيد علي برير الذي اغتالته أيدي الغدر والخيانة الانقلابية في 17 نوفمبر الماضي إلا أنه حتى اللحظة لم يتم تحريك القضية ولم تفصل فيها النيابة التي تسلمت تقرير استشهاده بعد أن تم تشريحه بمقابر أم ضريوة ببحري بعد مرور 17يوماً من استشهاده وجرى تشريحه على يد أطباء شرعيين معروفين وبالتالي فإن تقريرهم الذي أكد استشهاد علي برصاصة في الرأس هو بحوزة النيابة لكنها لم تفصل فيه. بالتالي لم تصل القضية إلى المحاكم ولا حتى قضية واحدة للشهداء منذ وقوع الانقلاب في 25 أكتوبر الماضي، عدا قضية الشاب الذي استشهد دهساً على يد سائق شاحنة في الولاية الشمالية وتم القبض فيها على القاتل.

*هل هناك أية جهة قدمت لكم سند للضغط بغرض وصول قضاياكم للمحاكم مثل منظمة أسر الشهداء ؟

_ هناك احساس كبير وقناعة تعتريني بأن قيادة منظمة أسر الشهداء مهتمة في الغالب بتوفير الزيت والسكر والبصل للأسر أكثر من اهتمامها بالضغط لوصول قضايا جميع شهداء ثوره ديسمبر إلى المحاكم، بالطبع هناك قضايا وصلت للمحاكم منها قضية أحمد الخير ومحجوب التاج أما بقية القضايا من فض الاعتصام الدموي مروراً بالشهداء الذين ارتقت أرواحهم بعد انقلاب 25 أكتوبر حيث لم تصل أية قضية إلى المحكمة.

* بالمناسبة هل انت عضو في المنظمة ؟

_ لم اهتم بالانضمام إلى منظمة أسر الشهداء على الإطلاق خاصة وإنني عندما أقابل بعضهم لا أجد قرابة من الدرجة الاولى للشهداء لأن الأم والأب هم دائما يكونون مكتوين بالقضية وهم دائماً يكونون متأثرين برحيل أبنائهم أكثر من غيرهم.

* ما هي الأسباب التي ترى أنها تقف حجر عثرة أمام تقديم ملفات قضايا الشهداء إلى المحاكم ؟

_أنا الآن أغادر إلى انكلترا التي قدمت منها قبل استشهاد ابني بفترة وانا محبط فقد قضيت عامين منذ قدومي منها وكنت أخطط للسفر في 19 نوفمبر الماضي أي قبل استشهاد ابني بيومين لكني اضطررت بالبقاء طيلة هذه المدة في البلاد أملاً في أن تصل القضية إلى المحكمة وأن ننال الحق في القصاص من قتلة الشهيد والمحرضين على قتله أيا كانوا لكن لم يتم كل هذا.

*لماذا في رأيكم لم يتسنى لكم القصاص من القتلة حتى الآن ؟

_ المعضلة في الذين يحكمون حالياً ورغم أن رئيس مجلس السيادة الانقلابي البرهان أعلن في احدى لقاءاته الشهيرة بأنهم ألقوا القبض على نظاميين من الجهات الأمنية وطرف ثالث ولكن رغم ذلك لم يحرك ساكناً ولم يقدم أحد للمحاكمة لقد سمعنا منه (جعجعة) لكننا لم نر طحينا.

*سيد برير علي هل ستعود قريباً من انكلترا لمواصلة جهودكم بغرض القصاص من قتلة الشهيد علي برير ؟

_ سوف أمكث بالمملكة المتحدة حوالي عام على الأقل (غادر بالفعل هناك وحده) لأن هناك عمل كثير أود أن انجزه مع شقيقي الموجود هناك أصلاً وسوف أعود مرة اخرى الى السودان لأواصل جهودي خاصة وأننا متمسكون بالقصاص من القتلة والمحرضين اي كانوا واي كانت مواقعهم.

*هل تحمل جواز سفر بريطاني ؟

_بعد استشهاد ابني قام المسئولون بالسفارة البريطانية بالخرطوم بسؤالي هل يملك ابني الشهيد الجنسية البريطانية أو الإقامة لكنني رددت عليهم بالنفي وموضحا لهم في نفس الوقت بأنني احمل الجنسية البريطانية ورغم ذلك لم أحاول استخدام ذلك في قضيتي.

* هل حاولت بعض الجهات السياسية أو الحزبية استقطابكم للانضمام إليها؟

أنا أرفض تماما الانضمام لأي حزب أو تنظيم سياسي لكن ما أود أن اذكره اولا فأنا أثنى علي لجان المقاومة والثوار والكنداكات في جهودهم الكبيرة وتضحياتهم بالأرواح والدماء والعرق لإسقاط الانقلاب وعاجلاً ام آجلاً اقول لهم أن جهودكم هذه سوف تتوج بوصول الثورة إلى سدرة منتهاها المنشودة بإسقاط الانقلاب وتحقيق حلم الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة لجميع أسر الشهداء والمفقودين والمصابين، نحن على قناعة بأن لجان المقاومة ستحقق كل ما يصبوا إليه الشعب الشعب السوداني وان ننال كل حقوقنا في القصاص من القتلة.

*بدأت تظهر في الآونة الأخيرة بعض الخلافات بين القوى السياسية بسبب المواقف من الانقلاب هل اثر ذلك في لجان المقاومة؟

_هناك اختلافات بين الشباب لكنها ليست كبيرة وهم في نهاية الأمر سوف يرممون هذه الاختلافات عبر توحيد لحمتهم وأنا أدعوهم للتوحد لضمان استرداد حقوق الشعب السوداني، لقد ذكرت للجان المقاومة بأن شهداء ثورة ديسمبر قدموا أرواحهم فداء لأرض السودان ومن أجل عزة وكرامة أهله وكذلك قدم الكثيرون أرواحهم من أجل تراب هذا الوطن الأمر الذي يدعونا في وضع يدنا فوق بعضنا البعض من أجل إسقاط الانقلاب.

* هل قدمت لجان المقاومة دعماً معنوياً للأسرة لتجاوز محنة استشهاد ابنكم؟

_ لجان المقاومة نظمت الكثير من الفعاليات والزيارات من أجل مساندة اسرتنا بل والكثير من أسر الشهداء ونحن نشكرهم على ذلك واكرر نصيحتي لهم بتحقيق مطالب الثورة.

*ماذا بشأن الأحزاب؟

_ انتصار الثورة يتطلب بأن تسعى القوة السياسية قدر الإمكان بتوحيد نفسها لأجل استعادة كل الحقوق التي سرقها الانقلاب ونذكرهم بأن شهداء ثورة ديسمبر المجيدة قدموا أرواحهم فداء للوطن وأوصلوا قحت إلى السلطة ولكنها لم تكن قدر المسئولية ولكن العترة بتصلح المشية وعليهم أن يتعلموا من أخطائهم السابقة وان يجلسوا جميعاً على الأرض مع الشباب والثوار وان يصالحوهم لتناسي مرارات الماضي لأن الوحدة هي الكفيلة بتحقيق مطالب الثورة .

*سيد برير من هم أفراد الاسرة واشقاء الشهيد؟

_والدة الشهيد هي السيدة آمنة رابح وجدته هي عائشة رابح اما أشقائه هم عبدالرحمن ودفع الله وسمية وداليا وحماس.

الجريدة