أخبار السودان

 العاملات بالقطاع غير المنظم يطالبن بوقف الكشات

*بائعة شاي: أهلي في الدمازين مضروبين ومعتمدين علي أصرفهم كيف

*عوضية كوكو: نعرف حقوقنا الدستورية ونحن مواطنات سودانيات

*بائعة شاي: أنا المعيل الوحيد لأسرة مكونة من زوج “معذور” وستة أطفال

*ناشطة نسوية: إستهداف أدوات البائعات يسبب خسارة كبيرة لهن.

الخرطوم: مروه الأمين

نظمت بائعات الشاي والأطعمة والعاملات بالقطاع غير المنظم بولاية الخرطوم وقفة احتجاجية أمام مكتب المفوض السامي بالولاية، تطالب بوقف الكشات والعنف المُمنهج ضد النساء العاملات بالقطاع، وتأتي الوقفة تحت شعار “بدل الكشة وعي وتمكين”. وقدمت النساء مُذكرة للمفوض السامي لحقوق الإنسان، أدانت فيها العنف الجسدي واللفظي وإتلاف و تكسير ممتلكات العاملات ومصادرتها بصورة مفاجئة، وطالبن بوضع قوانين لحمايتهن وحماية ممتلكاتهن من بطش السُلطات.

وتصادف الوقفة حملة الـ١٦ يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة والتي ابتدأت في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة في الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري.

كما طالبت المذكرة بتوفير الحماية للعاملات بالقطاع وتوفير بطاقات حماية حقوقية لهن، وادراج القطاع الغير منظم في قوانين العمل السودانية، وتخصيص أماكن عمل ودعومات اجتماعية وصحية فضلًا عن عدد من المطالب الأخرى.

ووقعت على المذكرة كلًا من جمعية مايو- حي النصر التعاونية متعددة الاغراض، جمعية نساء كرنك، جمعية نساء التعويضات التعاونية متعددة الاغراض، جمعية دلو لتنمية المرأة، جمعية المتعاملات بالاطعمة و المشروبات – الميناء البري، جمعية كلنا قيم التعاونية متعددة الأغراض، جمعية كنوز الحياة التعاونية متعددة الاغراض وعدد من الجمعيات والأجسام الأخرى.

ورصدت المُذكرة عددًا من الكشات وكافة أشكال الانتهاكات التي صاحبتها، منها كشة شارع العرضة، السوق الشعبي، سوق ليبيا ، سوق 18 امبدة، محطة سراج، محيط ساحة الحرية، شارع الستين، شارع جبرة، جبل اولياء لفة المثلث وغيرها من المناطق.

كفتيرة تعيل نازحين

“ده أكل عيشنا وماعندنا أي حاجة تانية قدامها ولا وراها” هكذا ابتدأت بائعة الشاي سهام محمد أحمد الحسن حديثها لـ”الجريدة”، وتابعت الحسن اذا كانت السُلطات ترغب في تغيير مكاننا الحالي ومنحنا مكان آخر فلا بأس، لكن لا يمكننا ترك الساحة فهي مكان رزقنا ورزق ابنائنا بمختلف أعمارهم.

وتمضي الحسن أنني أذهب للعمل هناك يوميًا ولا أتغيب حتى وإن كنت مريضة، فالغياب حتى وإن كان ليوم واحد فهو يتسبب لي بخسارة كبيرة جدًا.

وتشير الحسن إلى أفراد أسرتها المتأثرين من الاقتتال القبلي في المنطقة والذين يعتمدون عليها في الدخل قائلة: ” أهلي في الدمازين، مضروبين، انا برسل ليهم مصاريف الأكل والشراب ماعندهم حاجة قاعدين في الخيران، انا الليلة أصرفهم من وين”.

وطالبت الحسن بوضع حد لملاحقات السُلطات و”الكشة”، والتي تعاني منها منذ العام ٢٠٠٧، وفقًا للحسن.

تسعة أيام بلا مدرسة

وفي السياق تقول بائعة الشاي علوية حمدان أن السُلطات قد قامت بمصادرة ممتلكاتهن بصورة مفاجئة من أمام “ساحة الحرية”، وبناء على ما تقدم ولإنقطاع مصدر الدخل لم تتمكن علوية من إرسال أبنائها للمدارس لمدة ٩ أيام.

وتمضي حمدان لـ”الجريدة”: “نريد استعادة ممتلكاتنا، والاستقرار في مكاننا، نريد أن نعمل بلا إزعاج أو تهديد أو ملاحقة السُلطات”.

المعيل الوحيد للأسرة

وتقول نوال كركر الأحيمر أم لستة أطفال والمعيل الوحيد للأسرة، تقول انها تعمل كبائعة شاي أمام ساحة الحرية لتتمكن من توفير المصروف المعيشي والدراسي لابنائها، وأوضحت الأحيمر لـ”الجريدة” أنها تعمل مُنفردة نظرًا لحالة زوجها الصحية.

وتمضي الأحيمر، جئت للعمل في تمام الثانية ظهرًا وتفاجئت باختفاء أدواتي وأدوات جميع زميلاتي، حيث لا يوجد في الأرجاء غير أكشاك البوابات التابعة للساحة.

ولفتت الأحيمر إلى أن مُدير الساحة كان قد فتح فيهن بلاغ قائلة:” مدير الساحة فتح فينا بلاغ، ونحنا ما عندنا أي مظاهر سالبة أو ممنوعات عشان يفتح فينا بلاغ”.

حالة حرجة في مواجهة الجوع

ومن جانبها، تقول بائعة الشاي عوضية كوكو أن ما تعيشه الآن لم يحدث قبلًا، وتمضي كوكو تحدثت مع مدير الساحة ووعدني بأنه سيحل المُشكلة ويعيد جميع الأدوات، بالأمس صرحوا أنهم سيعيدون لنا أدواتنا ولم يفعلوا ذلك، لذلك اليوم رفعنا مُذكرة لمكتب المفوض السامي تحوي كافة مطالبنا نريد استقرار تام ونريد تعليم ابنائنا وان نتعالج مجانًا ونريد أمن وقانون يحمينا من بطش السلطات و”الكشات”.

وتحكي كوكو ما عايشه النساء قائلة: “جئن النساء في الثامنة صباحًا لمكان عملهن ولم يجدن أدواتهن، عندما احتججنا وطالبنا بأنه قد كان من المفترض أن يتم إنذارنا قبل مصادرة ادواتنا قالوا لنا “في الشارع ما بننذر زول” ونحن في الشارع محمولون فلنا اطفال وأهل يرجون ويعتمدون على دخلنا، واليوم بعد مرور ٩ أيام على مصادرة ادواتنا فأطفالنا لم يذهبوا للمدارس ولم يأكلوا”.

وطالبت كوكو منظمات المجتمع المدني والمسؤولين بالجلوس معم ومعرفة ما يعايشنه واصفة حالهم بـ”الحرج” في مواجهة الجوع، وتضيف كوكو انهن يردن أن يضعن ايديهن في الحكومة لمعرفة حقوقهن، وقطعت بأنهن لن يرتضين أن يتم وصفهن مجددًا بأنهن بائعات شاي وعاملات هامش، وأنهن سيعرفن حقوقهن الدستورية لأنهن مواطنات سودانيات.

ولفتت كوكو إلى أن الكشة لم تواجههن من العام ٢٠١٨ وفي ظل الدولة المدنية، وتساءلت عن عادت هذه القوانين الآن في ٢٠٢٢ بالتحديد. وطالبت الوالي بالجلوس معهن ومعرفة مشاكلهن واوضاعهن.

تصعيد واعي

وصفت الناشطة السياسية والنسوية نجدة منصور التصعيد الذي قامت به النساء في مواجهة “الكشات” بالواعي جدًا، وأنه يدل على فهمهم لقضيتهم، كما تقول.

ومضت منصور لـ”الجريدة”: “هؤلاء النساء يعملن برؤوس أموال صغيرة للغاية لاتتجاوز الـ١٥٠٠ جنية، ويتعاونن ويدعمن بعضهم البعض عبر تقاسم ساعات العمل والأدوات مع عاملات آخريات، وإستهداف السلطات لهذة الادوات يتسبب في خسارة فادحة لهن”.

وأشارت منصور إلى أن المساندة ودعم النساء لابد أن يتحول لنمط وأسلوب حياة يومي يكون الدعم فيه مستمرًا، مشيرة إلى أن ذات النساء اللاتي يعملن في بيع الشاي يعملن في أماكن عِدة أخرى في سبيل تغطية حوجاتهن وحوجات أسرهن الضرورية من مآكل ومشرب وما إلى ذلك.

وأوضحت منصور أنها موظفة، وبمقارنة حاجاتها في مواجهة دخلها الشهري في الوضع الاقتصادي الراهن تستطيع تقدير مدى الحوجة الذي تواجهه النساء العاملات في القطاع الغير مُنظم.

الجريدة

 

‫3 تعليقات

  1. أفعال الكيزان ضد بائعات الشاي والكسرة وصبيان الدرداقات ما زالت مستمرة، دا معناه أن الكيزان هم من يحكمون البلد، كيف تحدث مثل هذه الكشات على هذه الفئات الضعيفة بعد ثورة الشباب التي اتت أصلا لنصرة مثل هذه الشرائح من المجتمع؟ لقد كانت حكومة الكيزان عديمة المروءة تطارد هذه الفئات لتتقاسم معهم رزقهم البسيط، فكيف يستمر هذا الظلم بعد الثورة؟
    لم تسقط بعد.

  2. البلد كلها بقت قاعدة في بنابركن ٢٤ ساعة يشربوا في الشاي ويستفيدوا من الخدمات القذرة، من حقكن العيش الكريم وما من حقكن البيع العشوائي وفرش البنابر في المكان الصح والغلط والبيع لي أنصاص الليالي، الشاي في السودان أصبح أسوأ من البنقو والقات، وسيلة للتعطل والتبطل والرمتلة والفساد، يجب عمل كشات خدمة وطنية لي القاعدين في بنابر الشاي ورفعهم لكنانة والرهد يومياً ومناطق الانتاج والتعدين القانوني لكافة المعادن ولصيانة الطرق والمدارس وحراسة الحدود، يجب تنظيم بيع الشاي ويكون للنساء فوق الخمسين سنة فقط، بنات ممنوع وشراب شاي في الشارع للبنات ممنوع قطعاً، الكسرة مالا عيبوها لي؟ ما يجي واحد يقول لي مسكينات وبتاع انتا عارف وانا عارف، فيهم المسكينات فعلاً ويستاهلوا كل خير لكن الغالبية لأ.

  3. يامن يسمي نفسه عدلان ، اين العدل وانت تمنع الغلابا من ان ياكلوا من خشاش الارض؟؟ لعن الله الكيزان المخانيث… يريدون ان يستعبدوا الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا…!! لا رده الي الماضي أيها الحاقدين… الشهداء قدموا ارواحههم من اجل الحريه والعداله والسلام يا ابناء السفاح لعنكم الله.. علي الشباب الثائر مقاومة اي اذلال تمارسه شرطة الكيزان الملاعين عن طريق الكشات والمصادرات الظالمه لحقوق الفقراء والمساكين ، لا تستكينوا لهم قاوموهم دفاعا عن حقوقكم فانتم مواطنين اصلاء اكثر منهم !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..