لماذا هذا الانخفاض الكبير في مشاهدة قناة الجزيرة؟

تعاني القناة القطرية من أزمة مصداقية كبيرة بعد تحيزها الواضح لمشروع الإسلام السياسي في المنطقة وتنكرها للمشروع الديمقراطي الحقيقي.

بقلم: د. سليم نزال

المعلومات التي نشرتها صحيفة “افتنبلادت” السويدية وقد نقلها ايضا موقع “حياد” العربي تشير إلى انخفاض دراماتيكي في عدد مشاهدي قناة الجزيرة في المنطقه العربية وانسحاب ذلك حتى على الجزيرة الانكليزية في كل انحاء العالم.

وحسب الصحيفة السويدية وصل هذا الانخفاض إلى 86 في المائة وهو رقم لا بد انه اقلق القائمين على القناة حيث ذكرت الصحيفة ان اداره القناة تلقت تقريرا سريا حول هذا الانخفاض.

وتعطي الصحيفة ارقاما لتبين حجم الانخفاض. ففي تونس التي كانت مهد الربيع العربي انخفض عدد متابعي الجزيرة من 950 الف إلى 200 الف. وتعتقد الصحيفة ان هذا الانخفاض قد شمل، وإن بنسب مختلفة، البلاد العربية الاخرى.

وتقول الصحافيه النرويجية كارين اسيتفيد في مقال لها في الملحق الثقافي لصحيفة “داغ بلا” التي تصدر في اوسلو ان من كل خمسة مشاهدين توقف اربعة عن مشاهدتها. وذكرت استفيد ان سياسة الكيل بمكيالين كان السبب في خروج الكثير من كوادر الجزيرة.

السؤال الذي لا يمكن تجنبه هو لماذا وصلت الجزيرة إلى هذا المستوى بعد ان حققت ريادة غير مسبوقة في الاعلام العربي الحديث بحيث نجحت في فتره قصيرة من كسب ثقة واحترام المشاهد العربي الذي كان قد ضاق ذرعا بالاعلام العربي الرسمي الذي كان همه تلميع صور انظمة كانت شرعيتها ووجودها محط تساؤل.

فعلى سبيل المثال لعب برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي يقدمه الدكتور فيصل القاسم دورا هاما في بث وتقوية فكرة التعددية في المجتمعات العربية الامر الذي ساهم حسب اعتقادي في ايقاظ وتنوير الرأي العام العربي ووجه ضربات قوية لفكرة الاحادية السياسية التي تسود المنطقة العربية.

وعلى الرغم من بعض الانتقادات حول الجزيرة مثل استضافة صهاينة في برامج الاخبار الا ان ذلك كان يغض النظر عنه إلى حد ما كخطأ مقابل انجازات كثيرة.

لكن مع انطلاقة الربيع العربي بدا واضحا للجميع ان قناة الجزيرة تملك اجندات سياسية وايديولوجية تصب في مصلحة الاسلام السياسي وهو امر كان شديد الوضوح من خلال تناولها لتلك الاحداث سواء في حجم التغطية او في نوعيتها.

علاقة الجزيرة بالجماعات الاسلامية علاقة قديمة ويعرفها القاصي الداني قبل احداث الربيع العربي إلى الحد الذي كانت فيه الجزيرة القناة الحصرية التي كانت تنقل اخبار الجماعات الاسلامية. والمقابلات التي كانت تتم مع اسامة بن لادن دليل على ذلك.

لعل نوعية تغطية الجزيرة لاحتجاجات البحرين مثالا على النقد الذي وجه للجزيرة في انها لم تقف على مسافة واحدة من احداث الربيع العربي وذلك خدمة لاغراض جهات سياسية من قوى متنفذة في منطقة الخليج العربي. وهو الامر الذي يبدو انه بات يضعف من مصداقية الجزيرة التي باتت تقارن بمحطة صوت العرب التي لعبت في مرحلة الخمسينيات والستينيات دورا دعائيا لنظام عبدالناصر الامر الذي جعلها عرضة للانتقادات كمحطة تفتقد للموضوعية.

قد يكون من الاسباب التي ساهمت في اضعاف القناة هو تحولها حسب اعتقاد الكثيرين – خاصة من القوى اليسارية والديموقراطية ممن دعموا الحراك العربي الذي كان يظن انه يتجه باتجاه بناء مجتمعات ديمقراطية – إلى اداة اعلامية للجهاديين الاسلاميين مع كل ما رافق ذلك من اعمال عنف جعلت العديد من المتابعين والمؤيدين للربيع العربي يتشككون ان كان هذا النهج وهذه الاعمال تؤدي إلى الديموقراطية التي كانت الهدف الاول من الحراك العربي منذ البداية. اذ ان من المعروف ان بعض الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري لا تؤمن اصلا بالديمقراطية ولا بكل المنظومة السياسية المرتبطة بها.

كل هذا يضاف إلى النقد الذي كان يوجه دوما في ان الجزيرة تصدر من بلد لا يمكن وصف نظامها بالديمقراطي الامر الذي زاد الشكوك في مصداقية الخطاب الذي انتهجته الجزيرة خلال العامين المنصرمين.

بغض النظر عن مدى دقة حجم انخفاض مشاهدة الجزيرة، الا ان ذلك لا بد انه يعكس بهذا القدر او ذاك ازمة مصداقية القناة التي تعتبر الراسمال الاهم لوسائل الاعلام. ومن المؤكد ان انخفاضا بهذا الحجم الكبير يعبر في تقديري عن تراكمات خطاب سياسي واعلامي احادي الجانب ادى إلى هذه النتيجة المأساوية وهو الامر الذي لا بد انه سيترك وان ببطء تداعيات ليست فقط على مستوى الاعلام او السياسة في المنطقة العربية بل ايضا على مستوى الحراك العربي بأسره.

ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. قناة الجزيرة من القنوات الاكثر مشاهدة على نطاق العالم ووقوفها مع الاسلام السياسي لا يعاب عليها ؟ هذه هي رؤيتها ومن حقها كقناة مستقله تقف مع من تراه على حق ويكفي أنها دائما تقف مع المستضعفين ضد الطغاة في كل دول العالم .
    وقفت مع العراق ضد امريكا ، ووقفت مع افغانستان ضد امريكا ايضا ، ووقف مع الشعب التونسي ضد الطاغية بن على ، ووقفت مع الشعب العراقي ضدالطاغية الغزافي ، ووقفت مع الشعب المصري ضد الطاغية مبارك ، والان تقف مع الشعب السوري ضدالطاغية والمتكبر بشار . مما حقق لها كسب ثقة الجميع والمشاعده العالية ووضعها في مقدمة القنوات الاكثر مشاهده . نحترم الجزيرة في تحمل وفضح كل المستكبرين والطغاة وثق تماما في مقدراتها المهنية والفنية .

  2. ده كلو كوم وتطبيلو لنظام الاباده الجماعبة ده كوم تانى والله كرهت اسم الجزيرة حتى جزيرة توتى

  3. اكره هذه القناة كثيرا
    فهي قناة ذات اجندة وليست قناة حرة اعلامية اخبارية صادقة
    والدليل برغم امكانياتها اين هي مما يحدث في السودان والاحداث الاخيرة ام دوم ابو كرشولا
    لو كانت هذه القناة ضد نظام الحكم في السودان لكنا شاهدنا تقارير اخبارية مثل تلك التي بثوها إبان ثورة تونس ومصر واليمن وحتى في ثورة سوريا(بالاضافة للفبركة وعرض مشاهد من الارشيف وكأنها من الثورات الحالية)
    الجزيرة لم تقف مع المواطن السوداني بل تقف مع حكومة قطر التي تقف بجانب نظام الحكم في السودان (المسمى بنظام اسلامي)
    لهذا ( ولغيره ) لم اعد القي بالا للجزيرة والعربية واخواتهن

  4. والله كنت من مدمنى مشاهدة قناة الجزيرة لطن كرهتها بنفس القدر لانها ليس لديها مهنية وحياد بل تدعم فى الانظمة التى تمارس الاسلام السياسى والدليل على ذلك عدم وقوفها مع الشعب السودانى ابان ثورته وتجاهلته تماما وهى التى ارسلت المراسلين لتغطية الثورات فى ليبيا ومصر وتونس واليمن ومن ارض المعركة ومباشر.تبا لهذه القناة فلتذهب الى الجحيم.

  5. اكره هذه القناة كثيرا
    فهي قناة ذات اجندة وليست قناة حرة اعلامية اخبارية صادقة
    والدليل برغم امكانياتها اين هي مما يحدث في السودان والاحداث الاخيرة ام دوم ابو كرشولا
    لو كانت هذه القناة ضد نظام الحكم في السودان لكنا شاهدنا تقارير اخبارية مثل تلك التي بثوها إبان ثورة تونس ومصر واليمن وحتى في ثورة سوريا(بالاضافة للفبركة وعرض مشاهد من الارشيف وكأنها من الثورات الحالية)
    الجزيرة لم تقف مع المواطن السوداني بل تقف مع حكومة قطر التي تقف بجانب نظام الحكم في السودان (المسمى بنظام اسلامي)
    لهذا ( ولغيره ) لم اعد القي بالا للجزيرة والعربية واخواتهن

  6. والله كنت من مدمنى مشاهدة قناة الجزيرة لطن كرهتها بنفس القدر لانها ليس لديها مهنية وحياد بل تدعم فى الانظمة التى تمارس الاسلام السياسى والدليل على ذلك عدم وقوفها مع الشعب السودانى ابان ثورته وتجاهلته تماما وهى التى ارسلت المراسلين لتغطية الثورات فى ليبيا ومصر وتونس واليمن ومن ارض المعركة ومباشر.تبا لهذه القناة فلتذهب الى الجحيم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..